شعار جديد لاستراتيجية مكافحة الإرهاب

شعار جديد لاستراتيجية مكافحة الإرهاب

[escenic_image id="5544137"]

الدروس الحقيقية من اليمن وديترويت

كيف يتعين على الولايات المتحدة توسيع وإعادة تعريف التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب ـ

مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية

 يناير/كانون ثان 2010

يحرص أمن المطارات الآن على التدقيق الشديد في الملابس وعبور المسافرين خلال أكثر من جهاز فحص. وعلى الرغم من هذه التدابير، نجح شاب في الصعود إلى طائرة متجهة إلى مدينة ديترويت في يوم عيد الميلاد وبحوزته متفجرات في ملابسه الداخلية. فمنذ عام 2001، والولايات المتحدة تحاول تعديل وتعزيز درع الأمن الخاص بها ضد التهديدات الإرهابية، ولكن المتطرفين لا يزالون يتسللون عبر الشبكة. ففي نهاية المطاف، بغض النظر عن مدى تعقيد التكنولوجيا، إذا كان هناك أشخاص يريدون قتل أنفسهم من أجل قضية، فإنهم سوف يجدون وسيلة ما لتنفيذ خطتهم . لذا فإن هناك حاجة لنهج جديد.

وفي تقريرعن مكافحة الإرهاب، صرف مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية التركيز بعيدًا عن أمن الوطن إلى التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب في إستراتيجية الولايات المتحدة الجديدة التي تسعى لاستئصال الإرهاب من منبعه.

 

ويقول مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية؛ إنه منذ عام 2001، وأمريكا ترى أنها الضحية الرئيسية للإرهاب. وجهة النظر هذه شكلتها إلى حد كبير وسائل الإعلام، حيث كانت هناك دعاية كبيرة تشير إلى أن هناك هجمات وشيكة على الأراضي الأمريكية، في حين باتت التقارير عن التفجيرات الانتحارية في الشرق الأوسط شيئًا روتينيًا، ملّه المشاهد. والوقائع تتحدث عن نفسها: ففي تقرير وزارة الخارجية الذي رتب تعداد الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، وجد أن الغرب يأتي في ترتيب متأخر من التقرير، في حين سجلت  البلدان ذات الأغلبية المسلمة من السكان أعلى درجة من حيث وقوع الهجمات عليها. ويقطع تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية شوطًا طويلًا في وضع الإرهاب في منظوره الصحيح.

 

التقرير ينقل خط الدفاع الأول إلى الشرق الأوسط، ويسلط الضوء على الدول الإسلامية التي يعتبر الإرهاب واقعًا يوميًا فيها. ويؤكد تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن الإستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب لا ينبغي أن تشكلها الأحداث البارزة التي تتصدر عناوين الأخبار، ولكن يجب بدلًا من ذلك تركيز طاقتها علي التدريب العملي على نهج التعاون مع الدول ذات الأغلبية المسلمة في محاربة الإرهاب في الداخل. مكافحة الإرهاب ينبغي ألا تكون إستراتيجية ذات بعد واحد للدفاع، ولكن يجب أن تستهدف الأسباب الحقيقية للتطرف من أجل استئصال الإرهاب من منبعه قبل أن يتمكن من الوصول إلى حدود الولايات المتحدة.

 

إن تتبع خطوات عبد المطلب من اليمن إلى ديترويت يوضح فشل الحكومة الأمريكية في خط الدفاع الأول وعلى الجانب الآخر، فإن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ربط مسئولية اتخاذ تدابير ناجحة لمكافحة الإرهاب بقدرة الحكومة الأمريكية على إقامة علاقات جيدة مع دول الشرق الأوسط والوجود على أراضيها بصورة ودية.

 

ويدعو التقرير إلى التطبيق العملي لنهج يبدأ من القاع إلى القمة مع تمثيل داخلي قوي للولايات المتحدة في العالم الإسلامي. وبدلًا من قيام البيت الأبيض بتعنيف الحكومات الأجنبية لعدم تفتيش سكانها بشكل دائم، هناك حاجه لوجود علاقة متكافئة في مجال مكافحة الإرهاب. هذا يتضمن إنهاء حالة المواجهة "بيننا" و"بينهم". ويقدم المؤلف شعارًا جديدًا هو "الوقاية والشراكة". وهذا يعني من الناحية العملية، إمداد الحكومة المحلية بالأدوات اللازمة لإنهاء الأنشطة الإرهابية. هذه الأدوات تأتي في صورة الدعم المالي والسياسي للحكومات الضعيفة والحفاظ على سيادة القانون. هذا التفاعل بين الحكومات سيؤدي إلى بناء القدرات المحلية لاستهداف الإرهاب. التقرير يأمل في خروج سفراء الولايات المتحدة من أبراجهم العاجية للعب دور نشط في مجال مكافحة الإرهاب يكون التركيز على التنفيذ العملي أكثر من التركيز على الكلام.

 

الإرهاب يزدهر في الدول غير المستقرة التي تعاني فقرًا ماليًا وسياسيًا. ولاستهداف الإرهاب، يجب العمل من أجل تحقيق الاستقرار الشامل للدولة وحل المشكلات الاجتماعية مثل الفقر والجريمة والبطالة. اليمن على سبيل المثال دولة تعاني من الفساد والحرب الأهلية والأمية ومشكلات أخرى كثيرة، وهي تعتبر بمثابة تربة خصبة لنمو الإرهاب وسط شعب يشعر بخيبة الأمل. وفي الوقت نفسه، يتعين على الولايات المتحدة الاعتراف بأنها لا يمكن أن تحارب وحدها في هذه المعركة.

 

الأجندة الأمريكية في مكافحة الإرهاب يمكن أن تحقق نجاحًا فقط إذا أصبح الزعماء الدينيون والسلطات المحلية في صف واحد. فبرغم كل شيء  هذه معركة داخل الإسلام نفسه. لا يمكن لأي قدر من المساعدات المالية الأمريكية والسياسية أن تنقذ بلدًا مثل اليمن من محنتها. في المقابل، يجب أن يقوم الزعماء الدينيون باستخدام مواقعهم في التأثير علي السكان وإحداث تغيير. فمع الانفجار السكاني في منطقة الشرق الأوسط ستكون هناك بالفعل فرصة لمخاطبة قلوب وعقول الجيل الجديد من أجل صرف تفكيرهم عن الحرب الجهادية والاتجاه إلى بناء الأمة. ومن خلال تحسين التعليم الديني والعمل جنبًا إلى جنب مع السلطات الدينية، ستستطيع الولايات المتحدة سد منابع الإرهاب في الدول الإسلامية ومن ثم تضمن عدم شن هجمات إرهابية ضدها.

 

ويذكر مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية التنظيم الذي ينبغي أن يتم تنفيذ كل هذه التغيرات من خلاله مثل القيادة المركزية الأمريكية الوسطى: مركز قيادة عمليات القوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط.. وإذا أصبحت المقترحات الواردة في تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية حقيقة واقعة، فإن أمريكا ستكون لديها فرصة لتغيير صورتها في عيون العالم الإسلامي بدلًا من استخدام حجة مكافحة الإرهاب كذريعة لشن حروب وإثارة صراعات. فالسلطات المحلية يمكن أن تعزز الأجندة الأمريكية في مكافحة الإرهاب من خلال إبراز صورة أمريكا بصورة المدافع عن الإسلام وليس بصفتها عدوًا له.

 

للاطلاع على المزيد من هذا التقرير يمكنك زيارة هذا الرابط  . www.csis.org

font change