[/caption]
عرضت قناة العربية فيلماً وثائقياً من جزأين عن الملك عبدالعزيز والقوى العظمى، بمناسبة اليوم الوطني السعودي. واضحٌ أن معدي الفيلم قد بذلوا جهدا يستحق التقدير في استنطاق شخصيات شهدت الأحداث، ولكن الأهم هو عرض الرؤية السياسية للملك عبدالعزيز كإنسانٍ وكسياسي يتردد في قرارته ويوازنها، كأي إنسانٍ آخر، فمرةً يقدم وأخرى يحجم، إن تجاه المحاور العالمية أو الإقليمية أو الداخلية.
[caption id="attachment_55227020" align="alignright" width="133" caption="الملك عبدالعزيز"]
[/caption]
كان عبدالعزيز رجلاً عظيماً دون شكٍ، وعظمته تتمثل في إنسانيته ورؤيته السياسية للتوازنات من حوله وحول دولته الجديدة، وكيف رعاها وتعامل معها، وكيف أدارها واتخذ قرارته تجاهها.
أحسب أن عرض شخصية الملك عبدالعزيز يجب ألا يكون أبداً من زاوية أسطورية مهما كان شكلها، بل يجب عرضها من زاوية إنسانية تبين عن مدى وعيه وحنكته كما توضح جوانبه الإنسانية الاخرى.
كتب الكثير عنه سياسياً، ولكن شذراتٍ هنا وهناك تعرضت لشخصيته الإنسانية تبين أكثر عن إنسانيته ونفسه وروحه، مثل ما كتب الزركلي في آخر كتابه، عن طريقة تصرفاته وأسلوب حديثه وكيف يرتّب أفكاره؟ وكيف يتعامل مع محيطه؟ متى يتردد ومتى يحزم أمره؟، وبعض المقاطع الإنسانية في كتاب أمين الريحاني، ورسائله، وكيف يمزح؟ وكيف يداعب؟ وكذلك شيء مما كتبه محمد أسد وغيره.
هذا البعد الإنساني جميل، ويمنح الشخصية التاريخية ما ينبغي أن تحظى به من تقديرٍ واحترامٍ، وكثيرٌ من الناس لا يعرفه، إنّه يعرف صورةً شبه مؤسطرةٍ فقط، تنزع عنه عظمته الحقيقية.
لقد سعدت بخروج الوثائقي، وآمل أن يتبعه وثائقيات أخرى، وكم أتمنّى أن تدخل الدراما ذات المجال، فتتناول شخصيته ودوره السياسي الدولي والإقليمي والمحلي، فللدراما تأثيرٌ مختلفٌ، وعلى سبيل المثال فمعرفة عمر المختار من خلال الكتب، لا يمكن مقارنتها بالشهرة والمكانة والتأثير الذي كان للفيلم الذي أخرجه مصطفى العقاد في التعريف به.
لم تزل الذاكرة تحتفظ بمقطع فيديو تمثيلي قصيرٍ كان يعرض مع بعض الأغاني الوطنية عن فتح الرياض وأخبرني الأستاذ علي الحديثي بأنه كان من إنتاج أرامكو، ثم جرى استخدامه لاحقاً في عددٍ من الأغاني المتلفزة، وأضاف بأن أرامكو كانت في الصيف تدور على بعض المدن السعودية لتعرض أفلاماً وثائقية عن المملكة وشيء من تاريخها وعن دور أرامكو، وتلك قصة أخرى.
