وقفات صغيرة

وقفات صغيرة

[caption id="attachment_55227669" align="aligncenter" width="620" caption="الهاتف الجوال.. نعمة أم نقمة!"]الهاتف الجوال.. نعمة أم نقمة![/caption]

نشرت "يوس أس تودي"، الصحيفة اليومية الاكثر قراءة في الولايات المتحدة، الاسبوع الماضي موضوعا له علاقة بالوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة. الموضوع هو دفن الموتى، حيث تقول الصحيفة ان اسر كثيرة يتزايد عددها في الولايات
المتحدة تترك اعزاءها المتوفين في ثلاجات المستشفيات، لانها ببساطة لا تجد المال الكافي من اجل دفنهم في جنازة تليق بالاسرة.
وتقوم سلطات البلديات في عدد من المدن الاميركية بحرق هذه الجثث مجموعات من اجل تقليل المصاريف.

هذا ما لا يمكن أن يحدث أو حتى التفكير فيه اصلا في مجتمع عربي مهما كان فقيرا وموعزا.
يقول الخبر ان نقابة دفن الموتي محتجة على ما تقوم به البلديات، يكفي ان وضع منتسبيها المالي والاقتصادي هو أصلا ضعيف ويضعف اكثر عندما لا يوجد احد يمكن دفنه.

الخبر ملفت للنظر وايضا دليل اخر على الاوضاع الاقتصادية العالمية التي تضرب اقتصاديات الغرب. بعض المحلليين المتشائمين يعتقد ان الازمة المالية العالمية في تفاقم، ولن تحل، الا بمثل ما حلت به ازمة عام 1929 وهي قيام حرب عالمية، فقد امتدت تلك الازمة حوالي عقد من الزمان حتى نشبت الحرب العالمية الثانية، لتبدأ المصانع في العمل ويجد الملايين من العاطلين عملا وزرقا.

يقلقني الحديث العالي في التلفونات في الاماكن العامة. تجلس في مكان عام مثل مقهى او صالون انتظار في مطار فتسمع الاخر امامك او خلفك يتحدث بصوت عال اما الى زوجته او احد ابنائه او شريكه في العمل. حتى في الطائرة قبل ان تقلع تسمع الحديث من خلفك او امامك في اخص خصوصيات المتحدث. بل ان البعض يتكلم مع من يحب ويسمعها الكلام المعسول وكيف انه الان ينتقي لها هدية مناسبة، في الوقت الذي يجلس على كرسي مريح امامك.

الحديث في الاماكن العامة بصوت عال ظاهرة غير حضارية وتنم فوق ذلك عن قلة ذوق، حيث ان الخصوصيات تصبح متاحة للجميع.

[caption id="attachment_55227670" align="alignleft" width="177" caption="العقيد القذافي.. تخلّت عنه الملائكة"]العقيد القذافي.. تخلّت عنه الملائكة[/caption]

اعجب من البعض الذين اعطاهم الله الكثير، سواء المال او الشهرة، ومع ذلك يبحثون عن صغائر التكريم، واقصد بصغائر التكريم ان يلاحق احدهم "نيشانا" من دولة فقيرة غير معروفة، او تكريما من مؤسسة هامشية او حتى دكتوراه فخرية من جامعة لم يسمع بها احد.

هذا النوع من صيادي التكريم كما اسميهم في الحقيقة يصغّرون من انفسهم، ولا اعرف من ينصحهم بذلك ام تراه العشق للاضواء مهما كانت تافهة. نصيحة الى هؤلاء ان ينظروا حولهم ويفكروا قبل السعي او قبول مثل ذلك التكريم لانه في الحقيقة ينقص من سمعتهم.

كلما اوغل الاقتصاد الغربي في التردي كلما زادت الخرافة وانتشرت. نشر في بعض الصحف الاميركية انتشار ظاهرة مشاهدة السيدة العذراء في المناطق المختلفة من الولايات المتحدة، وانها تاتي بالخير والبشرى في هذه الكنسية او تلك. وتدفق الناس للذهاب الى تلك الاماكن في المدن الصغيرة المتفرقة بين شرق الولايات المتحدة وغربها. واضح من كل ذلك ان الوضع الاقتصادي في حال ترديه، حتى في الدول والمجتمعات التي كنا نعتقد انها وضعت الخرافة خلف ظهرها التاريخي، تزدهر بسبب ان الناس تتمسك باي شيئ من اجل الاعتقاد ان احدا ما يقول لهم ان المستقبل افضل من الحاضر.

الخرافات طبعا منتشرة في مجتمعاتنا العربية، واغرب ما سمعت ويدهش فعلا ان القذافي، في ايامه الاخيرة قبل ان يطبق الثوار على طرابلس العاصمة، اشاع بين مؤيديه انه يرى الملائكة قادمة لمحاربة قوات الاطلسي.
لقد اطبق عليه وهرب من العاصمة قبل ان تصل الملائكة...!
font change