سلطان الابتسامة الخالدة

سلطان الابتسامة الخالدة

[caption id="attachment_55228396" align="aligncenter" width="620" caption="سلطان الابتسامة الخالدة "]سلطان الابتسامة الخالدة [/caption]

الملفات الشائكة والمهام المستحيلة كان الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وحده القادر على حلها وتجاوزها، فالملف اليمني والقطري اكثر الملفات السعودية الساخنة خلال السنوات العشر الماضية والمتعلقة بترسيم الحدود استطاع الامير سلطان ان ينهيها في زيارة واحدة.

قدرة على حل المشاكل السياسية بدبلوماسية عالية ورفيعة.
في العام 1947 كان الأمير سلطان لم يبلغ العشرين من عمره ومع ذلك كان والده الملك عبدالعزيز يرى فيه قدارات سياسية أهلته لإمارة منطقة الرياض، العاصمة السعودية الوليدة، التي تحتاج الى اعمار وبناء وتخطيط.
كان الأمير سلطان حينها في ذروة شبابه وطموحه لبناء دولة حديثة وقوية.

سبع سنوات قضاها في امارة الرياض لينتقل بعدها الى مجلس الوزراء السعودي ويستلم حقيبة وزارة الزراعة ومن بعدها المواصلات الى ان استقر به المقام في وزارة الدفاع والطيران عام 1962 والتي حافظ عليها إلى وفاته بالاضافة الى مهمة اخرى شملت النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وولاية العهد بعد ذلك.

في العام 1994 كان الامير سلطان يشاهد الاخبار فتم عرض تقرير عن المجاعة في النيجر. يسترجع قائد القوات الجوية الملكية السابق الفريق عبدالعزيز هنيدي الحدث فيقول "إن أكثر المواقف التي تتجلى فيها إنسانية الأمير سلطان بن عبد العزيز، وذلك بعد أن رأى صورة لامرأة أفريقية تنبش منزل النمل بحثا عن القمح الذي جمعه النمل، وذلك لتتغذى عليه بعد أن بلغ بها الجوع كل مبلغ، فما كان من ولي العهد إلا أن بكى، ثم أرسل وفدا كبيرا من ضمنهم لواء يدعى فيصل بالي، وهو مدير إدارة الشؤون الدينية في القوات المسلحة، إلى المنطقة التي تقبع فيها تلك المرأة الأفريقية وقبيلتها.. فهذا الموقف لا يمكن ان انساه".

[caption id="attachment_55228397" align="alignleft" width="279" caption="رحم الله سلطان الخير"]رحم الله سلطان الخير[/caption]

ومنذ تلك اللحظة ومؤسسة الامير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية تواصل جهودها في كل بقاع العالم للتنشر البسمة والامل في قلوب المحاتجين في كل بقاع العالم من باكستان الى النيجر ومن المغرب الى اندونيسيا.
سلطان الخير.. هكذا يحب السعوديون ان ينادوه ويصفوه بسمته المنطلقة التي يحضى بها الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني فجعلت منه شخصية كارزمية محبوبة، من خلال تفاعلها السريع مع المشاكل الانسانية التي يعاني منها الانسان، أي انسان في العالم.

ليس من السهل ان تسخّر ثروتك ومالك لخدمة الاعمال الخيرية والانسانية وهو ما فعله الامير سلطان وسجله على الملء.
العمل الاسلامي الدعوي المعتدل كان من اولويات الامير السعودي الراحل فقد كان يرأس المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في المملكة العربية السعودية وهو المجلس الذي يُعنى برسم سياسات المملكة الدعوية في الخارج، لذا فقد كانت علاقاته بالجمعيات الاسلامية والشخصيات الفكرية الفاعلة على افضل ما يكون وهو الامر الذي يعكس التفاعل الكبير الذي حضي به خبر الامير سلطان بعد اعلان وفاته على صفحات التواصل الاجتماعي التي عبرت عن احترامها وحبها لهذه الشخصية الاستثنائية.

يقول عنه الفريق عبدالعزيز هنيدي وهو ممن صاحب الامير سلطان طويلا خلال 45 عاما من العمل "كان رجلا قياديا، يقود ويتأثر به من حوله، فهو يجمع بين الجد والمرح، والحزم والرحمة، ولا تغيب الابتسامة عن وجهه إلا في الموقف الذي يمس شيئا من أمور الدين أو يغضب الله تعالى، وأيضا من صفاته أنه رجل الخير والعطاء. أنا لم أر في حياتي في العصر الحديث رجلا بكرم الأمير سلطان يستمتع بالعطاء، فمهما بلغ كرم الشخص فيظل يعطي بنفس تخشى الفاقة، ولكن الأمير سلطان كان عطاؤه عطاء من لا يخشى الفقر".

وأشار هنيدي إلى أن الأمير سلطان يشعر في قرارة نفسه بالتقصير إذا لم يقدم الخير والمال لطالبيه. وروى قصة نقلها عن مقربين للأمير سلطان بأنه "قدم ذات مرة أحد التجار المعروفين في الرياض لولي العهد، ودخل عليه، وقد أعطاه الأمير ما طلبه من المال، وبعد خروجه أشار كبار المسؤولين للأمير سلطان بأن هذا الرجل الذي قدم له المال هو بالأساس يقدم أموالا للفقراء، فكيف تعطيه المال؟.. فقال الأمير: لقد طلبني وأعطيته. وهذا يوضح مدى حياء ولي العهد وخصوصا في موضوع كالعطاء".

ابتسامة سلطان الخير، التي سوف نتفتقدها، ابتسامة لها سحرها الخالد في نفوس كل من رآه وعرفه فهي ابتسامة خالدة لأبي خالد رحمه الله.

إنا لله وإنا إليه راجعون
font change