السينما.. و"ملك الرمال"

السينما.. و"ملك الرمال"

[caption id="attachment_55235324" align="aligncenter" width="620" caption="أنطوني كوين (في الوسط) في دور عمر المختار"]أنطوني كوين (في الوسط) في دور عمر المختار[/caption]

(السينما في خمسة تواريخ:
1- 1895 قدّم أوغيست ولويس لوميير براءة اختراع آلة السينما وصوّرا أوّل أفلامهما.
2- 1927 أوّل فيلم ناطقٍ ومغنّى. "مغنّي الجاز" أنتجه الإخواة وارنر.
3- 1938 اختراع التلوين.
4- 1953 أول فيلم سينما سكوب.
5- 1955 أول فيلم أخرج كلياً بالصور المركّبة)
المصدر: كتاب: الميديا لفرانسيس بال.

لم تعد مكانة السينما وأهميتها محلّ جدلٍ، فتأثيراتها الثقافية والسياسية والفنية بل والإقتصادية باتت واضحةً لأي متابعٍ ومن هنا جاء تحويلها عبر فترةٍ ممتدةٍ في التاريخ من فنٍ كان يسمّيه رينييه كلير بـ"الفنّ السابع" إلى صناعةٍ متكاملةٍ ذات ميزانياتٍ ضخمةٍ وتكاليف باهضةٍ غالباً ما تعقبها عوائد مجزية.

كان عمر المختار واحداً من مناضلين عرب ضدّ الاستعمار ولكنّ الفيلم الذي أخرجه عن سيرته وحياته المخرج المعروف مصطفى العقّاد حوّله إلى رمزٍ في خيال وذاكرة أجيالٍ عربيةٍ لم تعش فترته التاريخية، وأكثرها لا يعرفه ولم يكن بالإمكان أن يعرفه لولا ذلك الفيلم.

تداولت وسائل الأنباء منذ بعضة أشهرٍ وعلى نحوٍ غامضٍ خبراً عن فيلمٍ يتمّ إخراجه في إيطاليا تحت عنوان "ملك الرمال" يحكي جزءاً من سيرة الملك عبدالعزيز وكان من الطبيعي أن يثير خبرٌ كهذا فضول المتابعين والمهتمين ثم انقشعت الضبابية التي كانت تلفّ الفيلم حين خرج مخرجه نجدة أنزور يتحدّث عنه لإحدى الفضائيات.

[caption id="attachment_55235325" align="alignleft" width="210" caption="أنزور.. الصيد في الماء العكر"]أنزور.. الصيد في الماء العكر[/caption]

الفيلم أو بالأصح بعض المشاهد التي خرجت منه – لأنني أحسب أنّه لم يصوّر كاملاً بعد- يعطي مؤشراً واضحاً أنّه لن يكون محايداً تجاه شخصيةٍ بحجم الملك عبدالعزيز لأمرين: الأوّل أنّ نجدة أنزور محسوبٌ على نظام بشّار الأسد ويدافع عنه علناً في ظل ثورةٍ تجتاح سوريا من أقصاها لأقصاها، ونظام بشّار نظامٌ يعلن عداءه لشعبه ولكل من يقف مع هذا الشعب وعلى رأس هؤلاء تقف المملكة العربية السعودية، والثاني أنّ نجدة أنزور نفسه معروفٌ بمثل هذه المشاريع التي يسعى من وراء الجرأة فيها لتحقيق مكاسب مادية، ولو كان القذّافي حياً لقلت: واسألوا القذّافي.

إنّ السينما أهمّ بكثيرٍ من أن يتمّ تجاهلها أو التغافل عنها ففي 1922 قال لينين بأنّ "السينما، بين كل الفنون، هي الأهمّ بالنسبة إلى روسيا" وفي 1924 حذّر ستالين بأنّ "السينما هي أكبر وسيلةٍ للتحريك الجماهيري".

أخيراً، لا أحسب أحداً في صناعة السينما يفكّر في إنتاج فيلمٍ آخر عن "ويليم ولاس" بعد رائعة ميل جيبسون "القلب الشجاع".
font change