مرة أخرى.. ما بعد مهرجان الفيلم السعودي!!

مرة أخرى.. ما بعد مهرجان الفيلم السعودي!!

[caption id="attachment_55236034" align="aligncenter" width="600" caption="الدبلوماسي لعاصم الحاج"]الدبلوماسي لعاصم الحاج[/caption]



كنت كتبت قبيل افتتاح مهرجان الفيلم السعودي تدوينة أؤكد فيها على إيجابية هذه الخطوة من حيث إتاحة الفرصة للمشاهدين بشكل عام للاطلاع على عدد من التجارب الفيلمية السعودية مقدرا تلك الجهود المبذولة خلف هذا العرض التلفزيوني الفضائي لهذه الأعمال ومتحفظا في نفس الوقت على تسمية المهرجان لأنه برأيي يتنافى مع أبجديات المعنى والروح التي تقدمها المهرجانات السينمائية بالاضافة لكونه لايشكل الطموح المنشود لأي سينمائي سعودي ولايمكن الاعتداد به للقول إننا نملك مهرجانا احتفائيا للشباب السينمائي أو يخلي مسؤولية وزارة الثقافة والاعلام حول هذا الأمر.

ولا شيء لدي من هذا تغير الآن ونحن نعيش المرحلة الأخيرة للمهرجان - بعد انتهاء عروض الافلام اليومية - والمتمثلة بتصويت الجمهور والمشاهدين للفيلم الأفضل في أكثر من فئة للأفلام التي اختارتها لجنة التحكيم لدخول التصويت النهائي.

وحينما يأتي الحديث عن لجنة التحكيم فهنا بالتأكيد ما يمكن قوله... فباعتقادي أن جزءا كبيرا من الفائدة المرجوة من هذه العروض والتي لاشك كانت محل اهتمام مخرجي الأفلام والعاملين عليها كان قد تلاشى نوعا ما بسبب عدم الاختيار الجيد لأعضاء اللجنة والضيوف المشاركين في الغالب والذين تكفلوا بالتعليق والتقييم لكل فيلم بعد انتهاء عرضه.

فالطابع العام لأعضاء اللجنة انهم ليسوا ذوي علاقة بالسينما والأعمال السينمائية بقدر علاقتهم الكبيرة بالتلفزيون والدراما المحلية كممثلين باستثناء المخرجة هيفاء المنصور التي تتعاطى مع السينما كصانعة أفلام وليست ناقدة في المقام الأول.
وهذا ينسحب أيضا على ضيوف الحلقات الذين يتفاوت اهتمامهم السينمائي وملامستهم للعمل السينمائي بشكل كبير ما بين كتاب أو أدباء أو ممثلين مما لايضيف والحالة هذه قيمة ايجابية للنقد والتقييم.
وبالتأكيد فإن الجميع يملك حق الرأي والتقييم وكل مشاهد هو ناقد بطريقة ما لكنني أتحدث هنا حول مشاعر واهتمام المخرجين أنفسهم لسماع رأي اللجنة والضيوف في أعمالهم.




فما هي الرسالة التي تقدمها اللجنة والضيف حينما يجمعون على اعطاء فيلم درجة صفر!! فيما يتندر الضيف المختص بالكتابة لاغير بأنه لو كان التقييم يقبل اعطاء الفيلم صفر من مائة لأعطاه... يحدث هذا في تقييم فيلم مثل "الدبلوماسي" للشاب عاصم الحاج الذي ينهي دراسته السينمائية في أمريكا.. حيث يتسابق أعضاء اللجنة مع الضيف لانتقاد الفيلم والحط من قيمته بدعاوى غريبة مثل انعدام الروح والهوية والفكرة المكررة وغير ذلك.. في تجاهل تام لمقدرة المخرج الشاب الفنية ومستوى تحكمه برسم المشهد وادارته والقدرة الجيدة في اضفاء التناغم المناسب ما بين المونتاج والموسيقى التصويرية... ففي رأي اللجنة ان مخرجا يملك هذه القدرة لايستحق الاشادة في مقابل الفكرة التي عرضها فيما يمكن التسامح والاشادة بفكرة موغلة في المحلية (او الروح السعودية) تقدم بأدوات ضعيفة ومستوى متخبط وعمل عشوائي من المخرج!!

فالامر بوضوح هو ان الحصول على مخرج جيد متمكن من أدواته يمكن في ما بعد ان يقدم نصا لافتا أفضل بكثير من الحصول على نص جيد بمخرج ضعيف.
والحقيقة أن هذه الحلقة ليست استثناء من بين الحلقات فمع اعترافي بأن هناك العديد من الآراء الايجابية التي سمعتها اثناء متابعتي لحلقات العرض الا أن الطابع العام لآراء اللجنة كان حكما انطباعيا يركز كثيرا على موضوع القصة والفكرة وربما الاداءات بينما لايستطيع تقديم نصيحة مناسبة ومهمة للمخرج حول قدرته الفنية ولغته السينمائية.

وفي النهاية فمازال الأمل بعودة مهرجان سينمائي حقيقي كما هو مهرجان جدة للأفلام الذي ابتدأه ممدوح سالم نفسه كأول مهرجان سعودي وهو القائم حاليا على مهرجان الفيلم والا فإن هناك الكثير من التغير الذي يحتاجه هذا العرض الفضائي للافلام ليكون اكثر اثارة ولفتا للانتباه ومتابعة من الجمهور وبالتأكيد أكثر فائدة للمخرجين الشباب أنفسهم.
font change