مديرة البنك المركزي الروسي

مديرة البنك المركزي الروسي

[caption id="attachment_55253724" align="aligncenter" width="620"]مديرة البنك المركزي الروسي مديرة البنك المركزي الروسي[/caption]

نص: منصف المزغني
ريشة: علي المندلاوي


1

- هل السيدة إلفيرا هي المرأة الأولى التي تكلفها العناية الرئاسية، شبه القيصرية، بإدارة البنك المركزي الروسي، وبحماية الروبل من عواصف الاقتصاد في عالم مفتوحة رياحه على حروب افتراضية ومتوقعة، وعلى أسعار النفط التي قررت ألا تستعر؟
- لا، إلفيرا هي السيدة الثانية في البنك المركزي الروسي، وقبلها كانت «تاتيانا بارامونوفا» التي سبق أن نصّبها الرئيس الروسي بوريس يلتسين وهو يصفها بالسيدة الحديدية عند سرير الروبل.
- هذه السيدة الثانية تأتي لتطبيب «الروبل» حتى يتعافى، ويعود جاهزا للرقص في عين العاصفة الاقتصادية.
- وما على الروبل في نظر طبيبة الاقتصاد إلا أن تحميَه من الهزات والنكسات وترفع رأسه بين العملات، فهل تقدر؟

2

- ما الذي جعل البنك المركزي الروسي يحتاج، مرة أخرى، إلى سيدة؟
- لعل السيدات أكثر حذْقا وقسوةً من الرجال عندما يتعلق الأمر بحراسة المال.
- والروبل طفل كبير السنّ، ابن عائلة عريقة، ولكن لم يبق لها من العراقة غير الماضي الغابر.
- ولكن الروبل يحتاج إلى كثير من الانتباه إلى خطاه خوف السقوط، ولا بد أن يشق طريقه بين زملائه مثل اليورو والدولار، منافسه السرمديّ.
- ولا مناص من حمايته من فكرة الانسحاب من سباق الندّيّة والزمالة مع العملات الأجنبية الأخرى بعد حروب وهزات.

3

لا أحد يربح في الحرب، حتي الرابح لا يربح، ولكنّ روسيا حريصة على القول: «انا هنا»، من خلال وجودها العسكري في أوكرانيا أو سوريا أو تطلعاتها في المتوسط.
- ولكن الجولات الحربية، والصولات العسكرية، والاستعراضات الأسطولية، تربك حالة الروبل، وتكون لها نتائج مرهقة لصحة الاقتصاد الروسي.
- وحتى الخصومة الباردة مع جارتها تركيا، بسبب الطائرة الروسية المقصوفة من قبل النظام التركي، أنتجتْ تشوّهات في الاقتصاديْن الروسي والتركي، وأضعفت الليرة التركية والروبل الروسي معا.

4

- إلفيرا، مدربة الروبل على الصمود والصعود، صار لزاما عليها استنزاف كل الحيل لجعل الروبل في منزلة الشرف التي يريدها له فلاديمير بوتين. ولذلك، انطلقت في كتابة رسالة قوامها طمأنة خواطر الرأي العام الروسي والعالمي عن الروبل الذي يتعافى، والمصارف الروسية التي حققت أرباحا في الربع الأول من العام الحالي 2016.
- ولكن الاقتصاد الروسي، في الوقت الراهن، يعاني جملة من الصعوبات بعد انخفاض أسعار النفط، والعقوبات المفروضة على روسيا من قبل الدول الغربية، ونمو سعر صرف الدولار مقابل الروبل.

5

- قالت إلفيرا: «رغم الخسائر التي تم تسجيلها مطلع العام الماضي (2015)، فإن نتائج بداية العام الحالي تظهر أن النظام المصرفي الروسي عوض خسائره، وحصل على بعض الأرباح، في حين حصلت البنوك خلال الربع الأول على ١٠٧ مليارات روبل».
وتقول الحكمة: المال يشتري العلاج، ولا يشتري الصحة، كما أن المال يشتري السرير ولا يشتري النوم.

6

اسمها إلفيرا نابيولينا.
أخبارها قليلة مثل أخبار علاقات بوتين النسائية، وحجم ثروته المالية التي يقال إنها خرافية قيصرية، فلا بد للروبل أن يمارس لعبته بين زملائه المتفوقين، مثل اليورو والجنيه الإسترليني والين، والدولار طبعا وطبعا (عدوّ الروبل التقليدي).
- وصار لزاما على إلفيرا أن تنخرط في حزب السيد الرئيس القيصر المودرن الملياردير فلاديمير بوتين، طبعا فهو ولي نعمتها، يعاضدها، ويساندها، ويوجّه خطاها.
- ولكن إلفيرا سيدة اقتصادية، وتواجه تحدّيا ضد كل اقتصاديّي روسيا: رجالا ونساء.
- ولا بد لها أن ترفع التحدي، وتبقى مرفوعة في عين الرئيس بوتين.

7

إلفيرا ترتدي نظارتين، وقد جاوزت الخمسين، وهي مطالبة بفهم وحدة المتناقضيّن (كما تقول النظرية الماركسية)، وبحل التناقض بين شيئين هما: مصالح بوتين القيصرية المتوسعة، وكرامة الروبل الروسي بين العملات القوية، وعلى إلفيرا أن ترعى هذه الخطى الاقتصادية بموهبة.
- لكنّ الموهبة وحدها لا تكفي للدفاع عن اللياقة النقدية للروبل مع رئيس لا تكفّ طموحاته عن الرقص.
font change