الإرادة العربية أداة إنقاذ المستقبل

الإرادة العربية أداة إنقاذ المستقبل



حينما ننظر إلى الدول العربية التي تستطيع أن تساهم في بناء المستقبل، سنجد على رأسها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والمغرب والجزائر وتونس، وهذه الدول لها معطيات وقدرات تجعلها من بين أهم الدول في المنطقة.
وفيما يخص مصر، نقول: إن المعركة ضد «داعش» للدفاع عن ليبيا كانت صورة مشرفة لموقف مصر في الذود عن الدول الشقيقة عند اللزوم. أما المملكة العربية السعودية، فإن دعمها المالي والاقتصادي والعسكري للدول العربية عنصر لا يستطيع أحد إنكار أهميته. والإمارات كذلك بدورها، فإن دعمها المالي والاقتصادي لجيرانها عند الضرورة دور يسجل لصالحها.
أما المغرب، فإن قدرته التنظيمية والعسكرية نموذج مشرف، وقد كان دائمًا مرتبطًا بسمعة قيادتها السياسية منذ تولى الملك محمد الخامس - رحمة الله عليه.
أما الجزائر، فالكل يعلم أن لجيشها سمعة كبيرة ومشرفة فيما يتعلق بقدراته العسكرية، وقدرته أيضًا على التصدي للإرهاب والعنف، وقد مارس تجاه المجموعات الإسلامية المتطرفة في مراحل من تاريخه دورًا قويًا وحاسمًا هزم فيه هذه القوى هزيمة كبرى.

أما تونس، فكان دورها يتراوح بين التماسك والضعف، إلى أن وصلت منذ قليل إلى دور قوي، وبدأت تشعر أن اقتصادها أصبح يستمد قوته من التعامل القوي مع إنتاجها.
وبقيت بطبيعة الحال دول عربيه أخرى، مثل ليبيا وسوريا والعراق، تعاني من نقاط ضعف كبيرة في قوة اقتصادها، وبالذات ليبيا، لا سيما بعد أن مارست «داعش» دورها الإرهابي الذي هدم الكيان الليبي، وسوريا كما نعلم أيضًا تعاني على حدودها من تهديدات كبيرة، لا سيما من «داعش» أيضًا. وتحاول روسيا بكل إمكانياتها مساعدة الحليفة سوريا. أما العراق، فهو يعانى من تهديد وحدته بصفة دائمة، والظروف المحيطة به تشكل نوعًا من الخطر على أمنه القومي.
إذن، حينما نتكلم عن الإرادة العربية، فنحن نعني هنا تجمع إرادة مجموعة شعوب ودول، وإصرارها على أن تتكلم لغة واحدة، وأن تترجمها إلى عمل مشترك يساعد الأمة العربية على خلق أداة لإنقاذ المستقبل.

ولا شك أن من بين أدوات إعداد المستقبل الاهتمام بموضوعين نعتبرهم بيت القصيد: التعليم، ثم الثقافة. وبالنسبة للتعليم، أسمح لنفسي وأنا أتكلم عن الحالة التي وصل إليها التعليم، لا سيما في مصر، بأن أقول، وبصراحة: إننا نحتاج حاليًا أن «نعلم المعلم»!
وأما الثقافة، فهي عنصر مكمل للتعليم، وإضافة ضرورية تحتاج إلى بحث وجهد.

ومن بين أدوات إعداد المستقبل الاهتمام بتعلم اللغات، فتعلم اللغات يفتح الباب أمام اكتشاف عالم آخر من المعرفة. واللغات حينما تساهم في فتح الباب أمام العالم الآخر من العلم والمعرفة، تشعرك أن المدارك قد اتسعت، وأن الوعي أصبح قادرًا على استيعاب أكثر.
ويهمني هنا أن أضيف فيما يخص باب المعرفة بابًا يعني بالفنون والموسيقي. وهو باب كبير يعنى بالحس المرهف، لكي نرسم ما نود وما نحب أن ننقله إلى الجمهور ، وهناك من يجد في الطبيعة مصدرًا للإلهام، فيسجل الجمال بكل أنواعه والطبيعة بكل أطيافها.

وننتقل بعد ذلك إلى الموسيقى، لتستطيع أنامل اليد أن تنقل نوع من أهم أنواع المعرفة إلى آذان المستمعين. وننتقل الآن إلى فصل آخر من مصادر دعم الفكر، وهو قراءة وكتابة ما يمس الأدب بكل أنواعه، نثرًا وشعرًا، وسيكون ذلك بدوره أداة لبناء وإنقاذ مستقبل فكر الإنسان.والقراءة هنا هي المصدر الرئيسي الذي يدعم الإرادة العربية بإثراء مدارك الإنسان ودائرة علمه بالأشياء.أما الكتابة، فهي ممارسة لنقل العلم بالشيء بعد القراءة إلى الآخرين، وممارسة أيضًا لدعم القدرات الفكرية.
هذه هي العناصر اللازمة لدعم الإرادة العربية التي تساهم في بناء المستقبل.

font change