مارين لوبان... قائدة لغرائز الأصوليين

مارين لوبان... قائدة لغرائز الأصوليين

ماري لوبان

مرشحة الرئاسة الفرنسية لم تنجب و تحرض الفرنسيين على الإكثار من الإنجاب



نص: منصف المرغني ، رسم: علي المندلاوي



1 -




المحامية الفرنسية اليمينية المتطرفة الكاثوليكية رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان هي: بنت مؤسس هذه الجبهة جان ماري لوبان وهو دارس قانون وكاثوليكي وهي قرينة المحامي الكاثوليكي لويس آلْيو الذي يشغل نائب الرئيسة في الجبهة.


2 -




في بيت والدها جان ماري لوبان، تربت، وتعلمت، ورضعت قيم الوالد المعلم الذي يؤمن بأن الحضارة الغربية هي الأرقى، وهو الذي انشأ وأسس الجبهة الوطنية سنة 1972، عندما كان عمر ابنته مارين لا يتجاوز أربع سنوات. فهي من مواليد ذلك العام الشهير بالشهر الخامس المعروف بـ«ماي» وثورة الطلاب 1968، وهي التي سوف تثور على والدها تفطمه سنة 2011 عن إدارة الحزب بعد 39 عاما من السلطة.


3 -




أبو مارين هو في الوقت ذاته أب لهذه الجبهة التي تعتمد في سياستها ودستورها على الالتزام بقيم، ليست محل إجماع من عقلاء الفرنسيين مثل رفضها للمهاجرين، والمناداة بالتشدد في منح الجنسية الفرنسية للمقيمين الأجانب في فرنسا، ومعارضة خط العولمة، والاعتراض على العلاقات المثلية، وتحريض الفرنسيين على الإكثار من الإنجاب، والاعتراض على الإجهاض، رغم أن رئيسة الجبهة نفسها لم تخلف أبناء، لعلها لم تجد الوقت الكافي للحمل والتفرغ لإنجاب البنين والبنات، باستثناء بعض بنات الأفكار اليمينية المتطرفة التي أوحى بها ديك بلاد الغال «اليقظان» الذي صار الرمز الفرنسي غير الرسمي، ولكن الديك صار أيقونة اليقظة ومغالبة النوم والحراسة لدى الفرنسيين المحافظين.


4 -




من بين بنات أفكار مارين لوبان نقرأ:
أ - «فرنسا أولا وأخيرا، وليست أوروبا هي الأولى»
(وترصد البرلمان الأوروبي الفرصة حتى ينقض عليها ويرفع عنها الحصانة البرلمانية، وصارت عرضة للمساءلات ولكنها تتحدى القضاء، وكأنها لا تريد المثول أمام العدالة إلا بعد الفوز بالرئاسة!).
ب - «العولمة هي ترغيب العبيد في التصنيع بغرض البيع للبطالين».
ج - «مبادئ الجبهة الوطنية الكبرى مستقرة، إعادة سيطرة الدولة، والهيبة الوطنية الفرنسية».
د - «أنا ضد اليمين الغني، وضد اليسار الغني، أنا مرشحة فرنسا الشعبية».


5 -




وهي الساخرة من معارضيها:
ماكرون: يحكي طوال سبع دقائق وأنا عاجزة عن العثور على فكرة واضحة أو حاسمة في مجمل ما يقول.
ساركوزي: يمكن أن يتحول إلى وطني، أو إلى وسطي، فهو مساند للهجرة، كما أن له أفكارا مضادة للهجرة والمهاجرين، وليس له عمود فقري، بلا قناعة، وبلا صدق، إنه فقط يتأقلم.


6 -




اعتبرت تصريحات والدها جان ماري لوبان من طرف عموم الفرنسيين مغرضة وتهريجية ضد العرب والمسلمين، لقد اعترف بقيامه بعمليات تعذيب وتصفية ضد المجاهدين الجزائريين عندما شغل خطة ضابط مخابرات أيام الاحتلال الفرنسي.
ومن بين أفكارها الغليظة مثل العصا قولها عن صلاة المسلمين في شوارع باريس إنها عملية تذكر بالاحتلال والاستعمار والحرب العالمية الثانية. حتى قيل عنها وعن جبهتها: «كلما كان الإنسان الفرنسي قليل التعليم وضعيف المستوى الثقافي، فإن صوته الانتخابي يذهب إلى الجبهة الوطنية».


7 -




تبدو السيدة مارين لوبان قوية، ولكنها لا تشبه السيدة الألمانية أنجيلا ميركل؟ وإذا مثلت ميركل رمزا لأوروبا الموحدة (وسبق لمارين أن اشمأزت منها لأنها تقود الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وهو يمضي وراءها، كالكبش، وبلا مقاومة!) فإنّ مارين لوبان مسنودة برجال هم كهول خمسينيون في مثل سنها، وإذا حكمت فرنسا فإنهم سوف يحكمون فرنسا من خلالها، فهم الذين صنعوا مارين، وقد يصفون ويلغون وجودها السياسي مثلما صفّتْ والدها، إذا. هي حادت عن الخط العنصري.

هي تناضل من أجل فرنسا للفرنسيين، وهي قائدة لغرائز الفرنسيين الأصوليين المتعصبين، ولكن بلا رؤية للعالم والإنسان.
حماسها للحكم بلغ حدا كبيرا، وكما وصل والدها إلى الانتخابات الرئاسية ليتنافس مع جاك شيراك، فإن الفرنسيين قرروا أن آيديولوجية الجبهة الوطنية عنصرية، ولا تصلح للعصر، ولا للحكم،
والحكمة هي ما ينقص مارين لوبان لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة.
وللتذكير فإن الفرنسيين، حين يصيح ديك الانتخابات، فإنهم يتذكرون فولتير وديكارت لا غرائزهم لانتخاب مارين لوبان سيدة فرنسية أم سيدة على فرنسا.
font change