بريطانيا بعد البريكست

مؤتمر دولي يناقش آفاق الاستثمار الأوروبي في المنطقة العربية

بريطانيا بعد البريكست

[caption id="attachment_55262423" align="aligncenter" width="1593"]سيدات الأعمال المشاركات في المؤتمر سيدات الأعمال المشاركات في المؤتمر[/caption]


لندن: نادية التركي

* من أهم المسائل التي تطغى عليها الضبابية مسألة العملة، والضرائب، والقوانين، والتعاملات المالية، واللغة.
* الخطة الوطنية التي وضعتها الجزائر بعد هبوط أسعار البترول تخدم المستثمرين البريطانيين.
* إشادة بريطانية بالإصلاحات التي تشهدها المملكة العربية السعودية، والرامية الى تحقيق رؤية 2030.
* يعتمد التعاون والاستثمار مع بريطانيا على ثلاث نقاط: اللغة والتعليم والقانون.
* 93 في المائة من المعاملات الدولية تتم بالانجليزية، و58 قائداً من العالم تخرجوا من الجامعات البريطانية، ويوجد محامٍ لكل 2000 ساكن في بريطانيا.
* أبرز الإشكاليات القائمة أمام المستثمرين فى الدخول للسوق المصرية متعلقة بالإصلاحات الضريبية وتنظيم سياسات التخارج من الأسواق وآليات الحصول على التمويل وتحسين العلاقات الحكومية.
* الأحداث التي شهدتها تونس منذ 2011 لم تؤثر على سير العمل والتعاون مع البريطانيين بل أثبتت أنه يمكن الاعتماد كلياً على الكفاءات التونسية.



خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وتداعيات البريكست خلقا مخاوف عدة لدى المستثمرين من خارج المملكة المتحدة، كما خلقت مخاوف لدى المستثمرين الأجانب وتحديات جديدة، أهمها خلق فرص استثمارية خارج حدود الاتحاد الأوروبي، بقوانين وأطر جديدة تحددها.
ومن أهم التساؤلات والمسائل التي تطغى عليها الضبابية هي مسألة العملة، والضرائب، والقوانين، والتعاملات المالية، واللغة، والمنافسة، التي لم تعد بين بلدان فحسب بل كذلك مع الكتلة الأوروبية.
نظمت شركة إيكونيك ميديا سولوشنز، التي تنظم سلسلة من البرامج الخاصة بالاستثمارات المستقبلية دوليا، معرضا حول التجارة بين بريطانيا ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عقد يوم الجمعة الماضي فى مركز الملكة إليزابيث للمؤتمرات، في ويست مينستر في العاصمة البريطانية لندن.
وغطى المؤتمر عدة محاور أهمها امكانيات وفرص الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وافتتح المعرض اللورد ريسبي وهو عضو في البرلمان البريطاني، وركز اللورد في مداخلته على أهمية الاستثمار في شمال أفريقيا وخاصة الجزائر، حيث كان المبعوث البريطاني للاستثمار فيها منذ أكثر من سنتين. وقال إن الجزائر فرصة استثمارية مهمة بالنسبة لبريطانيا كما عرض على الشراكة العسكرية التي تجمع بلاده بالجزائر منذ سنة 2013 .


[caption id="attachment_55262416" align="aligncenter" width="1000"]الوفد الذي مثل وكالة النهوض بالاستثمار والتعاون الدولي  في تونس الوفد الذي مثل وكالة النهوض بالاستثمار والتعاون الدولي في تونس[/caption]


كما تحدث عن الاستقرار فيها بعد الأحداث التي شهدتها في نهاية القرن الماضي، خاصة وأنها أصبحت بعيدة عما تمر به العديد من دول المنطقة من عدم الاستقرار بعد (الثورات العربية). وأضاف أن العلاقات التجارية البريطانية الجزائرية تطورت وارتفعت الصادرات لها إلى 24 في المائة، وأشار إلى الخطة الوطنية التي وضعتها الجزائر خاصة بعد نزول أسعار البترول. كما أن فيها فرصا فلاحية تنمي التعاون في مجال المواد الغذائية. وتحدث عن النظام الجبائي وأهميته والإصلاحات .
كما أشاد بقرار الرئيس الجزائري حول اتجاه البلاد للأنغلوفونية، بعد أن كانت الفرنكوفونية تسيطر على البلاد.
وكانت المداخلة الثانية لروبيرت كاثر الذي تحدث عن التغيير الكبير الذي ستشهده بريطانيا بعد البريكست خاصة وأنها كانت المستثمر الأكبر في أوروبا بنسبة 27 في المائة سنة 2011. وتحدث كاثر عن نقاط قوة، وأهمية التعاون والاستثمار مع بريطانيا وهي اللغة التعليم والقانون.
مؤكد أن اللغة الأساسية للاقتصاد هي الإنجليزية ، حيث 93 في المائة من المعاملات الدولية تتم بالانجليزية.
وعن التعليم أشار إلى أن 58 قائدا من العالم تخرجوا من الجامعات البريطانية، وعن القانون قال اللورد إنه يوجد معدل محامٍ لكل 2000 ساكن في بريطنيا. كما عرض لتجربة سيدات الأعمال الناجحات في العالم العربي.

وحضرت سيدات من مصر والمنطقة إلى جانب بريطانيات عملن في الإمارات ومصر واللاتي تحدثن عن تجربتهن في العمل في المنطقة.
وتحدث عن المنافسة الصينية في منطقة الشرق الأوسط خاصة في السوق المصرية، وأنه يجب النظر إلى التعامل مع بريطانيا بعد بريكست في كل الحالات.
كما خصص المؤتمر مساحة لعرض تجارب سيدات الأعمال في المنطقة العربية، وحضرت الجلسة أربع سيدات تحدثن عن تجاربهن، ومنهن ستيللا سيبي آي، والتي عملت في مجال النظام البنكي الإسلامي لأكثر من ثلاثة عقود.
وقالت البريطانية ستيللا إنه رغم صغر سنها حيث كانت شابة في 22 من عمرها في الثمانينات فإنها تمكنت من العمل بنجاح في البنوك الإسلامية، وصعدت في السلم المهني في أبوظبي في ذلك الوقت، ليتوسع عملها بعدها ويشمل مصر ودولا خليجية أخرى. وأكدت على ضرورة تغيير الصورة النمطية عن عمل المرأة في العالم العربي، فالصورة المنتشرة في الغرب سلبية جدا وبعيدة عن الحقيقة.
ولم تغب التحديات السياسية عن جلسات المؤتمر الذي خصص جلسة عرض فيها السفير البريطاني السابق جيمس وات والذي عمل حوالي 37 عاما في المجال الدبلوماسي عن التحديات السياسية، وعدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة.
وعرض وات إلى أهمية الفرص المتاحة في المنطقة مشيدا بالإصلاحات التي تشهدها المملكة العربية السعودية، والرامية إلى تحقيق رؤية 2030، مشددا على أهمية تنويع الموارد فيها خاصة بعد الهبوط في أسعار النفط. كما تحدث عن نجاح سلطنة عمان في الحفاظ على استقرارها الاقتصادي وسط ما تشهده المنطقة من اضطرابات.
وأكد السفير البريطاني على أن الأحداث السياسية والأمنية تؤثر بالتأكيد على الاقتصاد لكن كل المؤشرات تدل على أن الأوضاع تسير في اتجاه التغيير، وهذا يدل على أن الفرص الاستثمارية ستكون أكبر وأن ما يحدث سيفتح آفاقا جديدة لكل الأطراف.

وعن مصر حضر ممثلو غرفة التجارة المصرية البريطانية، والمدير العام لفودافون مصر، ومدير بنك (إتش إس بي سي مصر).
وشاركت الجمعية المصرية البريطانية لرجال الأعمال بتنظيم ندوة عن الاستثمار في مصر (مصر جاذبة للاستثمار)، برئاسة خالد نصير، على هامش معرض التجارة بين بريطانيا ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعقدت في مركز الملكة إليزابيث للمؤتمرات.
وشارك بالجلسة بجانب مسؤولين عن شركة فودافون مصر، وبنك HSBC وكل من محمد فريد رئيس البورصة المصرية، زياد بهاء الدين، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، وكريم هلال رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي الإسلامي كابيتال، وأسامة توما مستشار وزير الاستثمار والتعاون الدولي، والسفير المصري ناصر كامل الذي تحدث عن الإصلاحات الاقتصادية والإرادة السياسية لجذب الاستثمار البريطاني لمصر.
وكشفت البعثة المصرية عن مؤشرات إيجابية حول تحول مصر نحو جذب الاستثمارات الكبرى خلال الفترة المقبلة، وأوضحت أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة بجانب إعادة هيكلة خطتها للإصلاح والتنمية في الفترة الراهنة ساهمت في وضع مصر في مصاف أكبر الدول الجاذبة للاستثمارات العالمية، حيث تحولت السوق المصرية إلى مقصد رئيسي للشركات الاستثمارية الأجنبية الكبرى في ظل التركيز على تنمية الاستثمار بالبنية التحتية وطرح فرص استثمارية ضخمة بالعديد من المشروعات الكبرى، وفي مقدمتها تنمية محور قناة السويس ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
كما بحث وفد البعثة المصرية أبرز الإشكاليات القائمة أمام المستثمرين في الدخول للسوق المصرية والمتعلقة بالإصلاحات الضريبية وتنظيم سياسات التخارج من الأسواق وآليات الحصول على التمويل وتحسين العلاقات الحكومية باعتبارها دعامات رئيسية للإسراع بدخول الاستثمارات الأجنبية.

[caption id="attachment_55262419" align="aligncenter" width="1000"]الوفد المصري المشارك الوفد المصري المشارك[/caption]

من جانبه أكد خالد نصير رئيس الجمعية، على أهمية الاستقرار المالي والنقدي والاقتصادي الذى تشهده مصر حالياً وحزمة الإصلاحات الاقتصادية المقدمة لمجتمع الاعمال البريطاني، مشيراً إلى أنه تم طرح مشروعات تغطي مجالات الاستثمار فى البنية التحتية والخدمات المالية وقطاع الطاقة الجديدة والمتجددة والبترول على المستثمرين البريطانيين .
وأضاف أنه تم الاتفاق مع الجانب الآيرلندي خلال الزيارة، على تنظيم الأخير زيارة للقاهرة خلال شهر مارس (آذار) المقبل وذلك لاستكمال الخطوات اللازمة لتعزيز التجارة المشتركة والبحث عن فرص الاستثمار في المشروعات القومية التي تنفذها الدولة حاليا مثل مشروع محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة .
وأضاف أن الجمعية تركز خلال لقاءاتها على الترويج لمصر كمركز للتصنيع قادر على توفير احتياجات السوق الإنجليزية من السلع، خاصة عقب قرار بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي .
وشملت البعثة إلى المملكة المتحدة وفدا مصريا يضم عددا من الشخصيات والمسؤولين البارزين على رأسهم السفير ناصر كامل السفير المصري في لندن والسير جيفرى دونالدسون، مبعوث المملكة المتحدة التجارى ومحمد فريد، رئيس البورصة المصرية، والدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء المصري للشؤون الاقتصادية ووزير التعاون الدولي سابقا، والمؤسس والشريك الإداري شركة طيبة للاستشارات، وأسامة طعيمة، كبير مستشاري وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، وخالد عباس مساعد وزير الإسكان للشؤون الفنية.

كما تضمنت البعثة عددا من مسؤولي أبرز الشركات والاستثمارات البريطانية في السوق المصرية مثل ستيفانو جاستاوت، الرئيس التنفيذى لشركة فودافون مصر، وشريف الخولي مدير عام شركة أكتيس للاستثمار المباشر، بجانب حضور عاطر حنورة رئيس الإدارة المركزية لمشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص PPP بوزارة المالية، وحلمي غازي رئيس إدارة البنوك الدولية ببنك (إتش إس بي سي- مصر)، ومهند خالد، العضو المنتدب بشركةBDO ، ونبيل صالح، نائب الرئيس التنفيذي للإنتاج، والشركة المصرية القابضة للبترول.
وشملت البعثة أيضاً ماجد عز الدين رئيس قطاع الاستشارات المالية بشركة برايس وترهاوس كوبرز، ومحمد ماهر محمد أبوسنة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي بيترفين الدولية، وأيمن عصام، مدير الشؤون الخارجية والقانونية بشركة فودافون مصر .

وقال أسامة طعيمة، كبير مستشاري وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، إن مباحثات البعثة طالبت الجانب البريطاني بضرورة عدم النظر لمصر باعتبارها سوقا استهلاكية كبيرة وإنما دولة قادرة على استضافة الكيانات والشركات الصناعية الكبرى في ظل توافر الخامات والموارد اللازمة لذلك وكذلك امتلاكها للعديد من الاتفاقيات التجارية التي تتيح للمنتجات بالنفاذية لمختلف الأسواق العالمية الرئيسية .
وقال المهندس علي عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين وعضو الجمعية البريطانية، إن بريطانيا تعد الأكثر استثماراً داخل السوق المحلية، بما يزيد من درجة أهمية الزيارة خاصة في ظل تزامنها مع قطع مصر شوطاً كبيرا في سياسات الإصلاح المالي والنقدي والتغيير الذي تشهده الخريطة الاقتصادية والخارجية لبريطانيا عقب قرار الأخيرة بالخروج من الاتحاد الأوروبي .
وأشار إلى أن الشركات المصرية تمتلك القدرة والجودة على توفير جزء كبير من احتياجات السوق البريطانية من السلع والمنتجات، لافتاً إلى أن فعاليات البعثة تتضمن التأكيد على ضرورة إبرام اتفاقية جديدة للتجارة الحرة بين البلدين عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتوقع أن تنعكس نتائج تلك البعثة على مؤشرات التجارة والاستثمار المشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل تضمن البعثة للعديد من اللقاءات مع دوائر صنع القرار والشركات الإنجليزية الكبيرة والمتوسطة.
وقد أطلقت بورصة لندن مبادرة لتوفير التدريب اللازم للشركات المصرية المتوسطة والصغيرة ولمدة 18 شهرا لتأهيلها للقيد بها باعتبارها أحد أهم الحلول المناسبة لتوفير التمويل اللازم للتوسع بالأسواق الأوروبية بشكل عام والبريطانية أيضا.

ومن ناحيتها قالت نادية لملوم المدير التنفيذي للجمعية، إن البعثة ترفع شعارا رئيسيا خلال لقاءاتها مع كافة الشركات الإنجليزية وهو التسويق للسوق المصرية كمركز للتصنيع والتصدير لمختلف الأسواق العالمية خاصة عقب سياسات الإصلاح الاقتصادي التي تم تنفيذها خلال الفترة الماضية .
ومن تونس شارك رئيس فرع لندن لوكالة النهوض بالاستثمار الخارجي (فيبا)، سامي بوسالمي الذي تحدث عن فرص الاستثمار في تونس، واتجاه السياسات الجديدة نحو تنويع الاستثمار. والفرص التي توفرها تونس خاصة وأن الأوضاع مستقرة والمناخ يساعد على الاستثمار.
كما حضر الجلسة الخاصة بتونس رجل الأعمال التونسي مراد عبد الناظر الذي تحدث عن نجاح تجربته في العمل مع البريطانيين في تونس في واحدة من أكبر مصانعهم، وأن الأحداث التي شهدتها البلاد منذ 2011 لم تؤثر على سير العمل بل أثبتت للبريطانيين أنهم يمكنهم الاعتماد كليا على الكفاءات التونسية، وتحدث عن أن هذا الموقف تعزز بعد أن وضع الحظر على زيارة تونس، واعتمد المصنع كليا على التونسيين الذين أثبتوا جدارتهم.
font change