قفزات المشير البشير

قفزات المشير البشير



قلم: منصف المزغني
ريشة: علي المندلاوي




-1 -




- هل لعبت الروزنامة السنوية لعبة الصدفة إلى هذا الحد الكبير حتى صار التطابق تامّاً..
- من حيث اليوم والشهر بين حدثيْن لا علاقة بينهما في الظاهر..
- وهُما: ميلاد الرئيس ويوم استقلال البلاد؟
- وليس هذا اليوم غير اليوم الأول، ومن الشهر الأول، في رأس السنة الميلادية. هذا هو الحال مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير المسجّل في الميلاد في اليوم الأول، من الشهر الأول في السنة الميلادية، أي يوم 1-1-1944. وقد استقلت بلاده السودان يوم 1-1-1956؟
- وصار العيد مزدوجا: استقلال البلاد وعيد ميلاد رئيس البلاد، ولا اختلاف إلا في رقم السنة الميلادية!
- وهذا الأمر، قد يتيح للشعراء المادحين الجدد أن يكتفوا بترديد ما قاله الشاعر القديم: «هنيئاً لك العيدُ الذي أنت عيدُهُ».


-2 -




- في مصر، ومن القاهرة، تخرج عمر البشير من الكلية الحربية العسكرية..
- وخاض وشارك في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 المعروفة بحرب العبور..
- كما شارك في الحرب الأهلية السودانية الثانية، وفي نزاع «دارفور».


- 3 -




- قاد عمر البشير ثورة على حكومة الصادق المهدي..
- وتولى بنفسه، بعد الثورة، الإمساك بمنصب رئيس مجلس قيادة «ثورة الإنقاذ الوطني» في 30 يونيو (حزيران) 1989.
- كما أنه رئيس حزب المؤتمر الوطني العام الحاكم في السودان.


- 4 -




- ولعل إحساسه بجسامة المسؤولية، هو الذي أملى عليه ضرورة توزيع السلطة!
- ونظراً لثقل وظائفه السياسية والوطنية، رغب عمر البشير، بعد استقراره في الحكم، في أن يتمّ الفصل بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء.
- وتم هذا الأمر، في 2 مارس (آذار) 2017. إثر قرار «الحوار الوطني السوداني» الذي قضى بفصل رئاسة الوزراء عن رئاسة الجمهورية.
- وهكذا تم تعيين بكري حسن صالح رئيسًا للوزراء.
- والخلاصة: منذ 1989 (ما يقارب عقوداً ثلاثة) وعمر البشير يمسك بزمام السلطة في السودان.


- 5 -




- ومن الناحية المدنية، فإنّ عمر البشير، تزوج مرتين:
- زوجته الأولى التي لم تنجب أطفالا..
- وأمّا زوجته الثانية فهي أرملة الوزير السوداني الذي قضى نحبه في حادث طائرة.


- 6 -




- لم تكن سنوات حكم الرئيس بعيدة عن المشاكل التي حفّت بالسودان، هذا البلد العربي المعروف بوزنه في الثروات الطبيعية، وفي إنتاج النفط، والمشهور عربياً بثرائه الفلاحي والطبيعي والثقافي، وحسه المسالم.
- ومشهور بذلك الكاتب اللذيذ الفذّ، صاحب رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» الطيّب صالح..
- فضلا عن الشاعر الذي شكل شعره نغماً جديداً في الشعر العربي، المتغني بأصله الأفريقي الزنجي: الشاعر محمد مفتاح الفيتوري.


- 7 -




- عمر البشير، هو الآن 74 عاماً بحساب سنوات الحياة.
- وهو الرئيس الحاكم في بلاد السودان منذ أقل من ثلاثين سنة بقليل..


- 8 -




- واستطاع الرئيس السوداني أن ينجو من المكائد الدولية التي أرادت أن تدينه دون فهم للوضع السوداني الخاص..
- وقد رأت أن تجعل منه شخصاً مطلوباً للعدالة الدولية على رأي الدول العظمى..
- وكان لعمر البشير من الشجاعة ما جعله يشرح نظرته في الأمم المتحدة، ويقدم المشهد السوداني، وخصوصية السودان العربية الأفريقية المسلمة المسالمة.


- 9 -




- وبعد... فإذا كان عمر البشير الآن هو الرئيس العربي الأكبر سناً، (بحساب الجلوس على كرسي الحكم)، واستطاع التغلب على الصعاب التي واجهته والقفز فوق المحن والبقاء في السلطة، فإنّ هذا قد يعود إلى استحوازه على سرّ سوداني عريق قد لا يعرف جوهره إلا أهل السودان فيما بينهم.


- 10 -




- وبعد رحيل كثير من الرؤوس العربية الذين طال بهم الجلوس، بفعل الانتفاضات العربية الأخيرة..
- فإن ما يحسب للرئيس عمر البشير هو هذا الحس الناعم. في مقارعة الرؤوس، ومقاومة النفوس التي حلمت بالترشح لرئاسة السودان.


- 11 -




- هذا هو السودان: البلد الكبير في المساحة، والغني بالفلاحة، والعميق في سماحة... والفسيح بأرضه الخصبة الشاسعة الواسعة مثل... السودان، هذا البلد الغني الذي يُسمَى (سلة خبز الوطن العربي).


- 12 -




- وها هو عمر البشير، ومن ورائه حزبه يبدي الرغبة، أو يُطلبُ من رئيسه أن يلبي الرغبة السياسية الشعبية، والنزعة الرئاسية، حتى يتقدم، من جديد، إلى الميدان..
- من أجل ولاية رئاسية جديدة أخرى لعمر البشير في السودان.
font change