إشكالية الأقليات والخلافات الشيعية - الشيعية في نظام خامنئي

إشكالية الأقليات والخلافات الشيعية - الشيعية في نظام خامنئي

[caption id="attachment_55266230" align="aligncenter" width="955"]معارض إيراني يندد بوضع حقوق الانسان قي بلاده وسياسة حكومة روحاني معارض إيراني يندد بوضع حقوق الانسان قي بلاده وسياسة حكومة روحاني[/caption]

أبو زينب شاب من شيعة العراق، يعمل في أحد محلات التحف في شارع فردوسي الشهير وسط طهران، لا يخفي أصوله العراقية بمجرد إحساسه أن الزبون ليس فارسيا، رغم ذلك لا ينكر أن إيران تقود معركة وكالة، حسب تعبيره.
يقول أبو زينب، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه الحقيقي، لـ«المجلة» إن «إيران اختارت أن تكون وكيلة عن ما يعرف بمظلومية الشيعة، وحسب مجريات الأحداث على الأرض وما يحدث في سوريا واليمن والعراق، فهي تقود معركة الدفاع عن الشيعة»، ولدى سؤاله عن مظلومية أبناء جلدته في الأحواز، أو الكرد، يقف حائرا الشاب العشريني الذي ترك العراق رضيعا عام 1990، مع أهله الذين يتبعون رجل الدين الشيعي العراقي آية الله كاظم الحائري.

أبو زينب، متهربًا من الإجابة متجاهلاً حقيقة صلب السؤال متسرعًا: «لا نعرف شيئا عنهم، الأحواز وغيرهم غالبيتهم تخلوا عن شيعتهم وبدأنا نسمع بهم في الإعلام الغربي، إن المعلومات متناقضة ولا توجد لدي حتى الآن معلومات دقيقة عن مطالبهم»،
مضيفا: «هناك شيعة خونة وفي كل طائفة هناك خونة، ممن يريدون توتير الأجواء، هم طارئون على الساحة ».



الأقلية الفارسية




من نعتهم أبو زينب بالخونة هم الآن أكثر فاعلية على الأرض من أي وقت سابق، وهذا ما يبرر استفزازه من الأسئلة الخاصة بالأقليات في إيران، يعقوب التستري مسؤول المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز والتي تأسست عام 1999 وانطلقت عام 2004 بعمليات عسكرية كبيرة ضد «أهداف مشروعة للاحتلال في الأحواز» منها دوائر حكومية ومنشآت نفطية، يقول لـ«المجلة»: «الحركة تناضل من أجل تحرير الأحواز أرضا وشعبا بكل السبل المشروعة منها السياسية والميدانية والإعلامية، لدينا نشاط سياسي متواصل وكان آخره المؤتمر التضامني الذي أقامته الحركة في مدينة لاهاي بحضور عدد كبير من السياسيين المعارضين ووزراء ومندوبي برلمان وقياديين من الأحزاب التابعة للشعوب غير الفارسية المحتلة كالكرد والبلوش والترك الأذريين»، لافتًا: «شهدت الأحواز منذ شهر مارس (آذار) الماضي مظاهرات واحتجاجات متواصلة ضد السياسات الإجرامية للاحتلال الفارسي على رأسها سياسة الاستيطان والاعتقالات والإعدامات العشوائية بحق أبناء شعبنا العزل».



الفتاة الكردية فريناز خسروي




وقبل أسابيع انتفض الشعب الكردي من أبناء شرق كردستان في مدينة مهاباد دفاعا عن كرامة وشرف الفتاة الكردية فريناز خسروي، مضيفا: «قامت كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز بتنفيذ عمليات بطولية ضد مقرات أمنية للحرس الثوري في الأحواز وقائمقامية مدينة الخفاجية».
ويؤكد التستري على أن «إيران ستشهد متغيرات كبيرة في الفترة المقبلة بسبب تصاعد الوعي القومي والوطني لدى الشعوب غير الفارسية المحتلة التي تشكل أكثر من 70 في المائة من عدد سكان جغرافيا ما تسمى بالجمهورية الإسلامية، كما أن التنظيمات التابعة لهذه الشعوب بدأت بتقوية وتطوير التنسيق بينها ضد العدو المشترك ألا وهو الاحتلال الفارسي، وإن الحركة تتحالف مع القوى الثورية التابعة للشعوب غير الفارسية وأهمها جيش العدل البلوشي وبيجاك الكردي وستترجم هذا التحالف والتنسيق على الأرض من خلال القيام بمظاهرات وعمليات عسكرية في الأحواز وكردستان وبلوشستان».


[blockquote]
• حركة النضال العربي لتحرير الأحواز:شهدت الأحواز منذ مارس الماضي مظاهرات متواصلة ضد السياسات الإجرامية للاحتلال الفارسي على رأسها سياسة الاستيطان والاعتقالات والإعدامات العشوائية بحق أبناء شعبنا العزل[/blockquote]


ويلفت قائلا: «هناك نقطة مهمة بالنسبة لإيران وهي أزمة الهوية، الهوية الإيرانية بالنسبة إلى النظام هي مبنية على أساس عنصرين، العنصر الفارسي والشيعي، والآن في إيران أكثر من 65 في المائة لا يعتبرون أنفسهم إيرانيين، تخيلوا أن وزير التعليم الإيراني حذر من أن أكثر من 70 في المائة من الطلاب في المدارس الابتدائية هم من غير الفرس».
يعاني الأقليات في إيران من وطأة القيود التي تعوقها عن مباشرة حقوقها الثقافية رغم أن الدستور الإيراني ينص في البندين 15 و19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية والثقافية، وفيما يتعلق بالتنمية، تشكو تلك الأقليات من تهميش نظام طهران لها وتقصيره في تنمية الأقاليم التي تعيش بها، كما تعامله بعنف واستعلاء مع سكانها، لا سيما بعد أن أوكلت السلطات أمن المنطقة الحدودية إلى قوات الحرس الثوري، التي قلما تقبل ضمن صفوفها الأقليات من القوميات والطوائف غير الفارسية والشيعة، خاصة في حروبها التي تستهدف التمدد داخل المنطقة.

النظام الإيراني لا يثق بالأقليات القومية أو الطائفية وحتى العلويين والإسماعيليين على اعتبار أنهم طوائف قريبة من الشيعة إلا أنه لا يعول عليهم في المهام العسكرية والاستخباراتية؛ وهو ما يمكن اعتباره استنزافا طائفيا. وبحسب مراقبين فإنه بالتزامن مع محاولات النظام تنفيذ مخططه التمددي الشيعي في المنطقة فإن إيران داخليا تشهد انحسارا شيعيا بل ومدا سنيا.



انحسار شيعي



[caption id="attachment_55253245" align="alignleft" width="300"]وقفة تضامنية مع فتاة مهاباد وقفة تضامنية مع فتاة مهاباد [/caption]

يرى رئيس حزب الكادحين الثوريين الإيراني عبد الله مهتدي، أن «إيران تلعب دورا سلبيًا في منطقة الشرق الأوسط، وهي السبب الأساسي في الاضطرابات التي تشهدها كل من اليمن، والعراق، والبحرين، ولبنان، والخليج العربي؛ فهي التي تمنع سقوط نظام الأسد في سوريا، وتدعم سيطرة حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وتدفع العراق إلى أزمة طائفية تنذر بحرب وشيكة، وتعد العامل الرئيسي للاضطرابات في البحرين، والخليج العربي».
ويضيف مهتدي أن «النظام الإيراني لا يخفي مطامعه في المنطقة من خلال تصريحات كبار القيادات الإيرانية، ومنهم علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي لمح في تصريحات سابقة أنهم يخططون لتأسيس الإمبراطورية الشيعية وهذه المطامع ستربك المنطقة وستطيل أمد التوترات».



[blockquote]• انتفض الشعب الكردي من أبناء شرق كردستان في مدينة مهاباد دفاعا عن كرامة وشرف الفتاة الكردية فريناز خسروي[/blockquote]



إن النظام الإيراني خلال السنوات السابقة «لعب على وتر الطائفة والتطرف الديني في محاولة منه لتحريف المسار النضالي القومي لدى الشعوب الإيرانية والقوميات في إيران من خلال دعم جناح الإسلام المتطرف في مناطق وسرعان ما انقلب السحر على الساحر وبدأت تلك القوى المدعومة أصلا من النظام تتقوى وتخرج عن سيطرتها»، منوها بأن «دعم إيران السلفية والتصوف يشكل خطرا على حركة التحرر الكردية وأيضا على النضال التحرري وخطرا على المجتمع المدني وعلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن جهة أخرى تقمع الاعتدال السني»، مؤكدا على أن «الكرد حاليا هم في الصفوف الأمامية لمحاربة محاولات النظام ونشره الأفكار الطائفية والتطرف الطائفي بين القوميات لتكون ذريعة له للقمع والتمدد».

وحول احتمالات تحول الصراع الطائفي إلى إيران يقول: «إن 25 في المائة من المجتمع الإيراني سني، وسنة إيران تحت قمع كبير من قبل النظام، ورجال الدين السنة المعتدلون غالبا ملاحقون ومعتقلون في سجون النظام، والمدارس الدينية السنية تهدم فوق رؤوس من فيها بالبلدوزرات، لذا هناك احتقان وعدم رضا من سنة إيران، خاصة من البلوش الذين غالبيتهم من السنة والتركمان كذلك»، لافتا إلى أن «مشكلة الكرد أو التركمان أو البلوش أو الأحوازيين ليست مشكلة دينية أو طائفية بل إنها قومية وسياسية تتعلق بنظام الحكم ولطالما حاول النظام الإيراني الالتفاف وإظهار القضايا القومية في إيران بمظهر الديني الطائفي طبعا ليكسب الزخم والتأييد من جموع الشيعة في المنطقة».
ولم يخف أن «قمع السنة في إيران يكون عاملا لظهور أشخاص من بين السنة متطرفين ويحملون أفكار (داعش) و(الجهاد) وهو عامل مهم، ومن الطبيعي أنه عندما يكون النظام الإيراني شيعيا متطرفا فسيظهر سنة متطرفون يهددون النظام الطائفي في عقر داره».

ويختم المعارض البارز الإيراني حديثه قائلا: «الأزمة السياسية والاقتصادية في إيران أعمق من أن يستطيع (داعش) تحويله أو تغيير مساره وإيران بحاجة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى إلى تغييرات جذرية قي بنية النظام الحاكم. على نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يتحول إلى نظام تعددي ديمقراطي وادعاءات النظام أنه يحارب (داعش) لن يغير شيئا ولا يمكن أن يكون لصالح النظام أو عاملا مؤثرا في تأجيل التغيير؛ ففي إيران هناك قوى حقيقية تطالب بالتغيير ولن يقنعها التأجيل».



خلاف المرجعية




يبدو أن تباين مواقف مراجع الدين الشيعة في العراق وإيران من مسألة إرسال أتباعهم/ مقلديهم لحرب الوكالة الشيعية، هو في الحقيقة ورطة فقهية حول جدلية أحقية تدخل المرجعيات في السياسية وما يعتبر أنه الخلاف الأبرز بين قم والنجف.
ففي الوقت الذي أصدر فيه كبار رجال الدين الشيعة الإيرانيين فتاوى تحض أتباعهم على القتال في سوريا واليمن، وكانت المرجعية في النجف متوجسة من إصدار أي فتوى من شأنها تعميق الطابع المذهبي للصراع في العراق والتي لن تسلم منها بغداد بالطبع، آخذة في الحسبان عدة اعتبارات من شأنها التفريق بين النجف وقم.

وهناك رجال دين خرجوا في العراق رافضين فكرة ميليشيات شيعية عابرة للحدود، ويقول المتحدث الرسمي باسم مرجعية الصرخي، أحمد الحافظي بهذا الخصوص في تصريح لـ«المجلة» إن «المرجع الديني الصرخي الحسني، كانت له مواقف واضحة ومعلنة ترفض أي تدخل في العراق وتدخل العراق في دول الجوار، ما نراه من إبراز لقضية العلويين في سوريا والحوثيين في اليمن وما نسمعه من لبيك يا زينب ولبيك يا حسين. ببساطة، الصراع في المنطقة ليس صراعا فارسيا عربيا ولا صراعا شيعيا سنيا، وإنما هو صراع سلطوي، يرسخ سلطة النظام الإيراني وولاية الفقيه لتبقى على حالها»، منوها إلى أن «المرجع الصرخي دفع ثمن مواقفه فتم إحراق دار المرجع في كربلاء وسحلوا جثث أتباع الصرخي في الشوارع كل ذلك لأن المرجع لم يفت بجواز السب والشتم وتشكيل الميليشيات والعصابات، لأننا لم ننتم إلى جهة شرقية ولا إلى جهة غربية بسبب رفض المرجع التطوع القهري للقتال في سوريا دفاعًا عن نظام الأسد، وعلي عبد الله الصالح، ومورس بحقنا أساليب الضغط والاستفزاز من أجل التطوع للقتال في سوريا ولبنان وغيرها والمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أصدر أوامر لقوات حزب الله اللبناني وبقية الميليشيات العراقية أن تقدم الإسناد والمساعدة لنظام بشار الأسد مهما كانت التكاليف، حيث تم حشد آلاف مؤلفة تقاتل في سوريا»، مشددا «نحن ضد التحشيد الطائفي».
وكانت اندلعت اشتباكات في 2 يوليو (تموز) 2014 بين قوات الأمن العراقية وعناصر تابعة لرجل الدين الشيعي، محمود الحسني الصرخي.

وترفض جماعة الصرخي مجموعة من المعتقدات الشيعية العراقية والإيرانية، ولكنها ترفض القيادة الدينية للشيعة في النجف وقم الإيرانية. ويطالب أتباع الصرخي ببناء نظام حكم ديني شيعي في العراق على أساس مبدأ ولاية الفقيه، لكن من دون السماح لإيران بامتلاك أي نفوذ في العراق.



إيران أزمة شيعية




حرب المظلومية التي تقودها إيران باسم الشيعة، تسببت في خلافات شيعية - شيعية، ليصبح النظام الإيراني بحد ذاته سببا رئيسيا لخلافات شيعة المنطقة ولتتحول إيران من دور القيادة إلى دور تشتيت الشيعة، حيث اتسعت الهوة بين قم والنجف، ورغم دخول الحليف الشيعي اللبناني (حزب الله) مبكرا على خط الصراع واستجابة بعض الأحزاب والميليشيات الشيعية ذات النفوذ الكبير في العراق من مقلدي الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي للدعوة لحمل السلاح وأرسلت أتباعها إلى ساحات المعارك، فإنه وبحسب مصادر مقربة كانت أكدت بروز خلافات حادة قبل عامين بين رئيس التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر وأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله بسبب المشاركة في القتال داخل سوريا، عندما رفض الصدر إرسال مقاتلين إلى سوريا بطلب من حزب الله. كما أن التيار الصدري نجح في إقناع الكثير من مقاتلي «عصائب أهل الحق»، بالعدول عن الذهاب إلى سوريا بدعوة من قيادة حزب الله، وظل الموقف العام بالنسبة إلى المراجع الدينية في النجف، تعارض أي تورط قتالي في سوريا، علما أن كاظم حائري، المرجع الديني للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر.

ومن جهة أخرى بالإضافة إلى خلافات شيعية - شيعية في العراق فإن الخلاف الشيعي - الشيعي تصدر إلى لبنان خاصة بعد تصريحات حسن نصر الله الأخيرة.

العلامة السيد محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، يرى أن دور إيران يقتصر على تدخل في نسيج الأمة بين اللحم والظفر. ويقول لـ«المجلة»: «إيران لا بيئة لها خارج المذهبية، ومن خلالها تدخل في نسيج الأمة بين اللحم والظفر، وتستخدم هذه الأقليات القريبة منها مثل العلويين والإسماعيليين والحوثيين والإزيديين ومظالمها ومن ثم إسنادها ودعوتها للتشيع أو ضمها لمحور المقاومة، يعني إما التشيع المذهبي، وإما التشيع السياسي كما هو حال بعض السنة أيضا الموالين لإيران من خلال حزب الله في لبنان مثلا»، مستدركا: «العلويون في سوريا يدافعون عن وجودهم لأن النظام البعثي زجهم في حرب طائفية ضروس، وكان هو السبب الرئيسي في انبعاث الحركات السنية التكفيرية، لذلك فإن العلويين اليوم يدينون لشيعة لبنان والعراق وإيران الذين يقاتلون إلى جانبهم. ولكن هل النتيجة مضمونة؟ بالتأكيد لا؟ فحتى لو افترضنا أن الحل في سوريا سيكون سياسيا فإن نظام الحكم لن يعود إلى سابق عهده ولن يعود النظام إلى قوته السابقة وبالتالي لن يستطيع حماية العلويين فعلا الذين سيجدون أنفسهم تحت وصاية إيرانية دائمة، وهم يختلفون عقائديا عن الشيعة. أما إذا سقط النظام فإن مصيرهم أسود بالتأكيد لأنهم سيدفعون ثمن كل المجازر التي ارتكبها النظام ضد السنة».


[blockquote]• رئيس حزب الكادحين الثوريين: إيران السبب الأساسي في الاضطرابات التي تشهدها كل من اليمن والعراق والبحرين ولبنان
[/blockquote]

ويكشف العلامة عن أنه «في إطار إعادة دمج العلويين في المذهب الشيعي أفتى السيد موسى الصدر في السبعينات من القرن الماضي بأن العلويين هم من الشيعة، وبذل جهودا كبيرة بدعم من السيد حسن الشيرازي لإعادة دمج العلويين في المذهب الشيعي، فتم فتح أول حوزة دينية في منطقة السيدة زينب، ثم دخلت إيران على الخط بعد نجاح ثورة الخميني (1979) الذي أرسل موفدا هو السيد أحمد الفهري ليلتقي الرئيس حافظ الأسد، لينتج عن ذلك إنشاء حوزة دينية باسم حوزة الإمام الخميني وفتح مكتب خاص لإرسال الدعاة والمرشدين إلى القرى والنواحي التي يقطنها العلويون، وكانت في حدود الأربعمائة قرية وناحية مما هيأ الفرص لآخرين بإنشاء مراكز أخرى للدعوة والإرشاد».
وحول تهديد إيران دولا بعينها من خلال أتباعها قال العلامة: «الإطلالة الأخيرة لنصر الله حملت في طياتها تهديدا خطيرا للسلم الأهلي في لبنان، ورغم تطميناته لأهل عرسال فإنه جزم أن يكمل معركة الجرود نحو عرسال، وتحريرها كما حرر القصير، وهنا يكمن خطر إشعال صراع مذهبي لا يبقي ولا يذر»، مضيفا: «أما المرفوض شكلا ومضمونا في الخطاب فهو تنصيب نصر الله نفسه حاميا أوحد للبنان، ومنح رعايته لكل القوى السياسية، متعهدا بحمايتها لدى النظام السوري عندما يحقق نصره المزعوم، عدا عن أسلوب التهويل والتخويف وخصوصا للمسيحيين، ليعلن نفسه وحزبه، خط الدفاع الوحيد عنهم»، مؤكدا أن «من يحمي لبنان هو الجيش اللبناني وحده، وليس أي فريق متورط بحروب مذهبية في عدد من دول المنطقة وخصوصا في سوريا».


[blockquote]• العلامة محمد علي الحسيني : إيران لا بيئة لها خارج المذهبية وتستخدم العلويين والإسماعيليين والحوثيين والإزيديين لضمها لمحور المقاومة[/blockquote]


ويحذر قائلا: «لن يتوقف التمدد الإيراني في المنطقة العربية إلا بإخضاعها كلها إلى نفوذ طهران المباشر وغير المباشر، لقد استغلت إيران الانتماء المذهبي لبعض شعوب المنطقة لتتغلغل في دولهم، مثل العراق ولبنان واليمن والبحرين وسوريا، وعندما لم يتوفر العنصر الشيعي، لعبت على الموضوع العقائدي فأعادت دمج العلويين والزيديين (في سوريا واليمن) في المذهب الشيعي، وإذا استمرت على هذا المنوال، ستنتقل إلى شيعة السعودية والكويت لاحقا».
ويختم تصريحه لـ«المجلة» مؤكدا أن «ولاية الفقيه ذريعة دينية لأهداف سياسية توسعية إمبراطورية، وما لحاق الشيعة ومن مثلهم، بهذه النظرية إلا لأسباب سياسية مصلحية، لذا لا أعتقد أن الشيعة سيكونون موحدين دائما على المستوى العالمي، جل ما في الأمر أنهم اليوم وقود لمشروع إمبراطوري، قد ينجح، ولكنه لن يعمر طويلا، وقد يفشل سريعا. وفي الحالتين سيدفعون الثمن»، مضيفا: «لا شك ولا ريب أن هناك الكثير من المؤاخذات والملاحظات بل علامات استفهام حول الدور الذي تلعبه حاشية السيد السيستاني في العراق والتي وقعت كليا بيد المخابرات الإيرانية، ويقيننا أنها تتحكم وتسيطر بالكامل على بيت ومكتب السيد السيستاني وما يصدر من بيانات وفتاوى تكون بأمر مباشر من قاسم سليمانى وكفى».




الخطر المحدق




في طهران ليس سهلا أن تخوض في التفاصيل، ففي التفاصيل تكمن الشياطين، إلا أن تعبيرات الوجوه في شمال غربي إيران وبالتحديد في مهاباد شرق كردستان، تكشف عن تفاصيل الغضب وخطر محدق.
غضب سببه انتحار فتاة كردية هربا من الاغتصاب، الحادثة أطرت في إطار تعمد السلطات الإيرانية الإساءة إلى الكرد وسلبهم كرامتهم وحرياتهم وحقوقهم القومية والثقافية والإنسانية، الأمر الذي أسفر عن اعتقال أكثر من 300 كردي في مدينة مهاباد، بينهم العشرات من النساء، وأكثر من مائة آخرين في مدينة سردشت، بينهم ثلاث نساء.
عمر الخانزاده، السكرتير العام لحزب كادحي كردستان، يقول: «إن ممارسات نظام الملالي الخارجية وأطماعه التمددية والتنكيل والاستمرار في سياسة القمع بحق الأقليات القومية والطائفية جعل صبر الشعب الإيراني ينفد، وكسر حاجز الخوف من شبح الباسيج والحرس الثوري. لم يعد شعبنا يتحمل مزيدا من ممارسات هذا النظام الطائفي، والاحتجاجات الأخيرة والانتفاضة في شرق كردستان كانت دليلا واضحا على أن إيران داخليا على صفيح ساخن، وجاءت أيضا لتؤكد أن النظام الإيراني رغم يده الطولى في بلدان الجوار الإقليمي فإن إحكام قبضتها الحديدية على الداخل أصبحت مهددة».


[blockquote]• معارض سني: قمع السنة في إيران يكون عاملا لظهور متطرفين يحملون أفكار (داعش) و(الجهاد) يهددون النظام الطائفي في عقر داره
[/blockquote]


ويؤكد أن الانتفاضة التي اندلعت مؤخرا في شرق كردستان ضد النظام الطائفي في إيران سوف تستمر رغم تهديدات الاطلاعات (جهاز الاستخبارات الإيرانية) والباسيج (الحرس الثوري الإيراني) للنشطاء الكرد في كردستان إيران والذين ينظمون الاحتجاجات ويقودون حملات التضامن مع مهاباد التي شهدت موجة غضب تحولت إلى انتفاضة عارمة اتسعت رقعتها لتشمل غالبية المدن في شرق كردستان، على أثرها أعلنت حكومة الملالي قوانين الطوارئ في كثير من المدن الكردية المنتفضة وعلى رأسها مهاباد.

وشجب المعارض الكردي الإيراني «الموقف الأميركي والدول الغربية من قضية الأكراد في إيران، وعدم وجود موقف داعم للمعارضة الإيرانية بشكل واضح وعملي، مؤكدا أن أي اتفاقات مع النظام ستكون على حساب الشعب الإيراني وعلى حساب الحريات والديمقراطية في إيران».

من جانب آخر، أوضح أنه «بالنسبة للعرب والبلوش والتركمان لطالما كانت مواقفهم إيجابية، ولكن المشكلة هي أن هذه الأقليات ليست قوة منظمة على الأرض، وليس لها قاعدة جماهيرية، مما يجعلها ضعيفة، إضافة إلى أن مناطقها بعيدة عن كردستان إيران، الأمر الذي يجعل المعارضة متفرقة». وقال إن «العرب في إيران كغيرهم من الأقليات، ليس لهم دعم رغم أن إيران تتدخل في البحرين ولبنان واليمن والعراق وسوريا، إلا أنه يبدو لي أن هناك تقصيرا تجاه عرب إيران، الأمر الذي أثر على حركة الأهواز المعارضة».

font change