السفير عبد المحمود عبد الحليم: ننتظر الرئيس السيسي في الخرطوم

سفير السودان بالقاهرة قال في حوار مع «المجلة» إن نهر النيل للتعاون وليس للصراع

السفير عبد المحمود عبد الحليم: ننتظر الرئيس السيسي في الخرطوم

[caption id="attachment_55264651" align="aligncenter" width="952"]السفير السوداني بالقاهرة، عبد المحمود عبد الحليم السفير السوداني بالقاهرة، عبد المحمود عبد الحليم[/caption]

القاهرة: سوسن أبو حسين


* موقفنا واضح بالنسبة للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وكذلك في احتلال الجزر الإماراتية.
* بالنسبة لمصر موضوع سواكن واضح تماما، وسبق لوزير الخارجية إبراهيم الغندور نفي أي وجود عسكري تركي في السودان.



قال سفير السودان بالقاهرة، الدكتور عبد المحمود عبد الحليم، في حوار مع «المجلة»، إن نهر النيل للتعاون وليس للصراع، مشيرا إلى أن بلاده تنتظر زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للخرطوم. وأضاف أن اللقاء بين الرئيس السوداني عمر البشير، ونظيره المصري في أديس آبابا مؤخرا، كان مهما للغاية، ووضع أسسا واضحة لانطلاق علاقات ثنائية تقوم على الشفافية والاحترام ودعم المصالح المشتركة.
وبعد يومين من عودته مجددا للقاهرة، أعرب الدكتور عبد الحليم، عن سعادته لاستئناف عمله في العاصمة المصرية، عقب قرار الخرطوم باستدعائه، منذ الرابع من يناير (كانون الثاني) الماضي، على أثر خلافات وتوتر بين مصر والسودان. واستمر غياب السفير حتى يوم الرابع من الشهر الجاري.
ومن أهم القضايا العالقة بين البلدين ما يخص تقاسم مياه النيل وتأثير سد النهضة الإثيوبي على الحصة المصرية من مياه النهر، وقضية الحدود عند بلدة حلايب، بالإضافة إلى وجود قيادات من جماعة الإخوان المصرية في السودان، ومعارضين سودانيين بمصر. وتحدث السفير السوداني عن تفاصيل تتعلق بكل هذه الموضوعات، بما في ذلك الوجود التركي في جزيرة سواكن السودانية، وتأثير ذلك على البلدان المجاورة مثل المملكة العربية السعودية، التي تستعد لاستضافة القمة العربية خلال الأيام المقبلة. وإلى نص الحوار...

* ما هي أولويات السودان بالنسبة للقمة العربية المقرر انعقادها في الرياض؟

- قمة الرياض تتميز بأهمية خاصة من حيث التوقيت والمضمون وهي تأتي في فترة من أسوأ ما شهدته المنطقة التي تموج بالصراعات والنزاعات ومشاكل في سوريا وليبيا واليمن وانتشار آفة التطرف وخلافه، وكلها تحديات كبيرة جدا، ومهددات للأمن القومي العربي، وبالنسبة للمكان فإن المملكة العربية السعودية سوف توفر للقمة إمكانيات النجاح من حيث ثقل المكانة التي تتمتع بها عربيا وإقليميا ودوليا، وبالتالي سوف تكون قمة لها ما بعدها. وبالنسبة للسودان، وبالإضافة إلى القضايا التي تخص الأمن القومي العربي، هناك مشروع قرار مقدم إلى قمة الرياض تم إقراره ضمن أعمال القمة خلال اجتماعات المجلس الوزاري في دورته 149. والخاص بدعم السلام والتنمية في السودان، ويؤكد على ضرورة إلغاء الديون وشطب اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب.. ويشير إلى ضرورة دعم السودان تنمويا وإلى أهمية عقد المؤتمر العربي لإعمار السودان الذي كان ينبغي أن يعقد قبل نهاية العام المنصرم، ولكن بسبب التطورات في المنطقة لم يتم ذلك، هنالك مبادرة الأمن الغذائي العربي التي اعتمدتها قمة شرم الشيخ، وشكلت آلياتها قمة الأردن مؤخرا. والآن الجهات السودانية تعمل لتوجيه الدعوة لأعضاء هذه الآلية للاجتماع في الخرطوم والبحث في أقرب أجل. وقد بحثنا هذا الأمر خلال الوجود في الخرطوم مؤخرا، وتم الاتفاق على عقد هذا الاجتماع لضمان تنفيذ مبادرة الرئيس البشير حول الأمن الغذائي.

* كيف ترون التدخلات الإقليمية التي تشهدها المنطقة وهو بند مدرج على جدول أعمال الاجتماعات العربية؟

- نحن مع الإجماع العربي في هذا الموضوع. وقد أوضحنا موقفنا بالنسبة للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وكذلك في احتلال الجزر الإماراتية.

* كيف ستتم معالجة موضوع حلايب؟

- موضوع حلايب... يُترك هذا الملف لرئيسي البلدين وللجنة الرباعية.

* كيف ترون آفاق العلاقة المصرية السودانية بعد عودتكم لاستئناف عملكم في القاهرة؟

- الفترة القادمة سوف تشهد حراكا سودانيا مصريا ليس لحل المشكلات العالقة بين البلدين فحسب، وإنما للتأسيس (لعلاقة) تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لتكون نموذجا يحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي.

* هل عودتكم من الخرطوم بعد شهرين من قرار استدعائكم تعني انتهاء المشكلات العالقة بين البلدين؟

- اجتماع أديس آبابا بين الرئيسين البشير والسيسي كان مهما للغاية، ووضع أسسا واضحة لانطلاق علاقات ثنائية تقوم على الشفافية والاحترام ودعم المصالح المشتركة، وأفضى الاجتماع إلى تكوين اللجنة الرباعية من وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات في البلدين التي اجتمعت بالقاهرة، ووضعت مصفوفة محددة لمعالجة شواغل الطرفين السياسية والدبلوماسية والأمنية، وهي لجنة دائمة لرعاية كافة الاتفاقيات التي تنشأ عن اللجان الثنائية ومتابعة الحلول المضطردة لشواغل البلدين، واليوم أعربت عن سعادتي بعد غياب شهرين للعمل ومتابعة ما تم الاتفاق عليه لأن الأصل في العلاقة المصرية السودانية الرباط الوثيق على المستوى الرسمي والشعبي والعمل على تحصين العلاقة من خلال تواصل المجتمع المدني والجهاز التشريعي لدعم ما تقوم به الحكومة.

[caption id="attachment_55264652" align="alignleft" width="244"]السفير السوداني بالقاهرة، عبد المحمود عبد الحليم السفير السوداني بالقاهرة، عبد المحمود عبد الحليم[/caption]

* ماذا عن نتائج اجتماع الوزير سامح شكري مع وزير الخارجية السوداني، بروفسور إبراهيم غندور؟

- كان لمتابعة ما تم الاتفاق عليه في اللجنة الرباعية، واتفق على العمل الحثيث لتنفيذ مخرجات الاجتماع الرباعي في أسرع الآجال، خاصة أن هناك لجانا ستعمل لتفعيل التعاون الأمني والعسكري. وقد تم الاقتراح بإقامة قوة عسكرية مشتركة لتأمين الحدود، أسوة بما هو قائم بين السودان وتشاد ودول أخرى، وهو ما ستنظر فيه اللجان الفنية الأمنية المشتركة خلال الفترة القادمة. إن الطرفين جددا عزمهما على المضي قدما في ترسيخ هذه العلاقات، وعقد كافة اللجان الثنائية وفقا لترتيب يتم الاتفاق عليه خلال الفترة القصيرة القادمة، بما في ذلك اللجنة العليا المشتركة برئاسة الرئيسين في الخرطوم، والتي سيبدأ الإعداد لها عقب الانتخابات الرئاسية بمصر على أن تنعقد قبل نهاية العام الجاري. واليوم التقى البروفسور إبراهيم غندور، مع اللواء عباس مصطفى كامل، مدير المخابرات العامة المصرية بالوكالة، في الخرطوم، والذي زار السودان مؤخرا تلبية لدعوة من الفريق أول أمن صلاح عبد الله محمد صالح، مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني. وكانت النتائج إيجابية حيث اتُفق على أهمية التنسيق المشترك لتسوية المشكلات على ضوء ما أقرته اللجنة الرباعية المشكلة بناء على توجيهات الرئيس عمر البشير والرئيس عبد الفتاح السيسي. وبالتالي أعطت زيارة اللواء عباس كامل تطمينات بأن هنالك إرادة قوية على السير في طريق تهيئة كل الظروف للعودة بعلاقات البلدين إلى مسارها الصحيح.

* ما هي الشواغل التي دائما ما يتم إدراجها في البيانات الصادرة عن الاجتماعات. ما هو المقصود بها؟

- على سبيل المثال وقف أي تصعيد أو نشاط معاد مثل بعض المعارضين السودانيين في مصر وبالنسبة للقاهرة موضوع الإخوان، ونحن من جانبنا أكدنا بأنه لا يوجد أي عناصر تمارس نشاطا معاديا ضد مصر. وقدمنا مذكرة بقائمة العناصر الموجودة للمعارضة السودانية في القاهرة، ونأمل أن تتمكن اللجنة الأمنية من معالجة هذا الملف.


* هل الموقف الراهن والهدف من الاجتماعات هو حل المشاكل القائمة أم أن هناك آفاقا جديدة للتعاون؟


- سبق وأن تم التوقيع في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016 على عشرين اتفاقية في إطار الشراكة الاستراتيجية للتعاون في كل المجالات. ونحاول إنجاز بعضها ونتطلع إلى عقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي البلدين في الخرطوم، لأن الدورة الماضية انعقدت في القاهرة، ونسعى لأن تكون بعد الانتخابات الرئاسية أو حتى قبل نهاية العام الحالي.

* كيف ترون وجود تركيا في جزيرة سواكن السودانية، وتأثير ذلك على العلاقة مع السعودية، خاصة أن المدينة قريبة منها؟

- علاقاتنا مع أي دولة لن تكون على حساب علاقاتنا العربية ولدينا اتفاقيات تعاون مع المملكة العربية السعودية وتعهدات على مستوى رؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وإشارة إلى دور السودان في تأمين ملف الأمن الغذائي وبالنسبة لمصر موضوع سواكن واضح تماما، وسبق لوزير الخارجية إبراهيم الغندور نفي أي وجود عسكري تركي في السودان.

* متى سيعقد الاجتماع الثلاثي المقرر لموضوع سد النهضة؟

- كان من المقرر انعقاده في الخرطوم ولكن التطورات التي حدثت في إثيوبيا أدت إلى التأجيل ونحن سنواصل التنسيق لتحديد موعد جديد حتى نستطيع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وفق إعلان المبادئ وتأكيدات القادة الثلاثة بأن نهر النيل ساحة للتعاون وليس للصراع.


* قدمت دولة جنوب السودان مذكرة للجامعة العربية بالرغبة في الانضمام إليها. ما هو موقف السودان؟


- نحن مع الإجماع العربي، ونقف مع ما تقرره الجامعة وفق مرجعياتها والميثاق واللوائح الخاصة بطلب العضوية.



font change