الأعمال الإنشائية بالمرحلة الأولى للمتحف المصري الكبير[/caption]
القاهرة: أحمد سالم
* المتحف يضم 27 معمل ترميم للأخشاب والمومياوات والآثار الثقيلة والمخازن... وانتهاء المرحلة الأولى نهاية العام الحالي.
* استعدادات لافتتاح المتحف خلال شهور... وعرض 5200 قطعة أثرية للمرة الأولى وعرض جميع مقتنيات الملك توت عنخ آمون.
* وزير الثقافة الأسبق: «المتحف الجديد نافذة مصر على العالم»... والمشرف العام على المتحف: «مستعدون لاستقبال 10 آلاف زائر يوميا».
تنفرد «المجلة» بنشر أول صور من داخل المتحف المصري الكبير، في غرب القاهرة، وذلك بعد نحو شهرين من عملية نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدان الرماية المجاور إلى مقر المتحف الكبير القريب من مجمع أهرامات الجيزة. ومن بين الآثار التي سيتم عرضها على الزوار، البجعة الراقدة على البيض، وهي أبرز لعبة للفرعون توت عنخ آمون. ويضم مراكز متقدمة للترميم، منها 27 معمل ترميم للأخشاب والمومياوات والآثار الثقيلة والمخازن... وتنتهي المرحلة الأولى لبناء المتحف الضخم في نهاية العام الجاري.
[caption id="attachment_55264757" align="alignleft" width="169"]
معمل ترميم الآثار الخشبية... مقتنيات توت عنخ آمون[/caption]
وتجري على قدم وساق استعدادات للوصول إلى الموعد المحدد لافتتاح المتحف خلال شهور. ويعرض فيه 5200 قطعة أثرية، للمرة الأولى، إضافة إلى جميع مقتنيات الملك توت عنخ آمون. وقال وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني، لـ«المجلة»، إن «المتحف المصري الكبير نافذة مصر على العالم». بينما أضاف المشرف العام على المتحف، الدكتور طارق توفيق لـ«المجلة»: «مستعدون لاستقبال 10 آلاف زائر يوميا».
وجرت أبرز الأحداث التي تتعلق بالمتحف في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك بنقل تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ من العمر أكثر من 3 آلاف سنة، ويزيد وزنه على 80 طنا. واستقر في البهو العظيم داخل المتحف الكبير، ليصبح القطعة الأثرية الأولى التي سيراها زوار المتحف عند افتتاحه الجزئي المقرر نهاية هذه السنة.
ويعد المتحف الجديد، عقب الانتهاء منه بالكامل، هو أكبر متاحف الآثار في العالم، حيث يضم مائة ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية. وبني المتحف على مساحة 117 فدانا يحتل مبنى المتحف الرئيسي ثلث المساحة ويضم بين أروقته 27 معملا تنقسم إلى ثلاثة أقسام: معامل ترميم الآثار الخشبية والمواد العضوية والمومياوات والبقايا الآدمية، وقسم خاص بالآثار الثقيلة، والمنطقة الأخيرة خاصة بالمخازن الأثرية.
ويقول الدكتور توفيق إنه تم تأسيس مركز الترميم بأموال مصرية وتم تجهيزه بأحدث أجهزة الفحص والترميم في العالم، كما تم اختيار المرممين عن طريق مسابقة وتم اختيار 66 مرمما من ضمن 900 مرمم قدموا أوراقهم للمسابقة، وتلقى المرممون عددًا من الدورات التدريبية لرفع مستوى كفاءاتهم، وهناك وحدة متخصصة لترميم وصيانة ووقاية، وهي وحدة تحد من العوامل التي تؤدي إلى تلف الآثار، وهي وحدة يتجه العالم نحو إنشائها، حيث إن مصر هي الدولة الوحيدة التي تتفرد بها.
[caption id="attachment_55264758" align="aligncenter" width="940"]
جانب من عمل المرممين في المتحف المصري الكبير[/caption]
ويضيف توفيق أن العمل بالمعامل يبدأ في التاسعة صباحا، عن طريق تعليمات رئيس المعمل ويبدأ المرمم في صيانة القطعة الأثرية من خلال خطة عمل توضح حالة القطعة الأثرية ثم البدء في ترميم القطعة وعند الانتهاء يقوم الاختصاصي بكتابة تقرير عما فعله وما توصل إليه من نتائج.
المعامل الموجودة بالمتحف تعتبر أول جزء أساسي تم الانتهاء منه في عام 2010. وهي بمثابة أكبر مركز ترميم في العالم، ومنها معمل الأخشاب الخاص بترميم آثار توت عنخ آمون ومعمل ترميم الآثار الثقيلة الحجرية التي تبدأ من طن ونصف الطن وتصل حتى 18 طنا للقطعة الأثرية الحجرية الواحدة.
وأشار توفيق إلى أنه تم تدريب شباب كثيرين من المرممين بطريقة متميزة وقادرة على حماية وصيانة وترميم الآثار المصرية، وأنه تم تدريب بعضهم في اليابان مؤكدا أن الترميم والصيانة والبيئة الأثرية السليمة من أسباب نقل مجموعة توت عنخ آمون من متحف التحرير، بقلب القاهرة، للمتحف المصري الكبير في غرب العاصمة.
ويؤكد المشرف العام على المتحف المصري الكبير على فرص التنمية والاستثمار في المتحف، موضحا أن التنمية بدأت بالفعل بتطوير الطرق المحيطة بالمتحف، خاصة امتداد طريق مصر الإسكندرية الصحراوي.
[caption id="attachment_55264759" align="alignright" width="300"]
ألعاب ومقتنيات توت عنخ آمون[/caption]
ويتوقع الدكتور توفيق أن يصل عدد الزوار من 8 آلاف إلى10 آلاف زائر يوميا، بعد افتتاح المتحف، وهؤلاء يحتاجون لمطاعم ومحال هدايا وخدمات، وهذا سيعود بالنفع على أهالي المنطقة، كما أن المطورين العقاريين يضعون في حسبانهم ومخططاتهم إنشاء فنادق جديدة تخدم السياحة.
الموقع من الداخل يضم 28 محلا تجاريا متنوعا، بجانب 10 مطاعم مختلفة لخدمة الزائرين، وكذلك وجود مركز كبير للمؤتمرات يسع نحو ألف مشارك في أي مؤتمر، والمركز في موقع متميز ضمن مشروع المتحف، ومجهز بأحدث الوسائل.
وكشف توفيق عن أن الافتتاح الجزئي المقرر إتمامه بنهاية هذا العام سيعرض ولأول مرة جميع مقتنيات الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، كاملة والتي يبلغ عددها 5200 قطعة أثرية. كما يشمل الافتتاح البهو العظيم والدرج العظيم وقاعة توت عنخ آمون التي ستضم مقتنياته.
ومن بين مقتنيات توت عنخ آمون مجموعة ألعاب لا تُقدر بثمن، حيث تحتوي على بجعة ترقد على بيض، يقول خبراء إنها كانت تستخدم لأغراض تربوية من أجل المساعدة في تعريف الملك الصغير بعالم مملكة الحيوان، وملابس وأحذية، وأثاثًا معظمها إما مصنوع من الذهب أو مطلي بالذهب.
المشرف العام على المتحف يؤكد أن مجموعة ألعاب الملك توت عنخ آمون ستعرض لأول مرة في الافتتاح الجزئي للمتحف بنهاية العام الجاري، وذلك بعدما خضعت للترميم داخل مركز ترميم المتحف، بالتزامن مع ترميم القلادة الخاصة بالملك توت عنخ آمون.
ومن الجدير بالذكر أن مجموعة الألعاب والمقتنيات الخاصة بالفرعون الذهبي عثر عليها في مقبرة الملك توت عنخ آمون التي اكتشفها عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر في نوفمبر (تشرين الثاني) 1922.
ويعد المتحف المصري الكبير من بين أبرز المشاريع المرتقبة لعام 2018 بحسب تقارير دولية نشرتها وسائل إعلام عالمية أكدت أن المتحف الجديد من أهم المشروعات في عام 2018 على مستوى العالم.
من جانبه يقول الفنان فاروق حسني إن المتحف المصري الكبير هو نافذة مصر على العالم، إلى جانب المشروعات القومية التي تقيمها الدولة مؤخرا، مؤكدا أنه تقرر إقامة المتحف الكبير ليكون أهم وأقوى مشروع ثقافي في العالم. وأضاف أن المتحف يخص العالم كله وليس مصر فقط، نظرا لوجوده بجوار الأهرامات ومنطقة الصوت والضوء الأثرية، وبالتالي وجود منطقة سياحية متكاملة، مشيرا إلى أن علم إدارة الآثار يحتاج أشخاصا ذوي خبرات، حتى يعلموا كيفية التعامل مع الإبداع وطرق وضعها.
[caption id="attachment_55264760" align="alignright" width="940"]
معمل ترميم الآثار الثقيلة والحجرية[/caption]
