«سمراء النيل» مديحة يسري... تزوجت السينما وانجبت أدوار خالدة

جمالها دفع «تايم» الأمريكية لتصنيفها ضمن أجمل 10 نساء في العالم

«سمراء النيل» مديحة يسري... تزوجت السينما وانجبت أدوار خالدة



نص: منصف المزغني
ريشة: علي المندلاوي


• اخر عناقيد الزمن الجميل تركت للتاريخ مجموعة من الأحلام في أجمل أفلام السينما العربية




1 -
- البنت المصرية الصغيرة أو (هنومة حبيب خليل) والمولودة في القاهرة سنة 1921 سوف تفتح عينيها بانبهار على دنيا التمثيل،
- وتسجل بالطموح الفني والعمل المتواصل اسمها
- ولكن باسم آخر.
- فقد جرت أغلب العادات في الوسط الفني أن يختفي الاسم الأصلي (هنومة) لتظهر وتعرف باسم (مديحة يسري).

2 -
- لم تولد هنومة (سابقا ومديحة لاحقا) في بيت فني أو ثقافي، فهي من طبقة اجتماعية متواضعة ومحافظة، ووالدها موظف في إدارة البريد.
- ومع بواكير الإنتاج والسينمائي في مصر، وفي العقد الثالث من القرن العشرين، كانت البنت «هنومة» تفتح عينيها بانبهار على دنيا جديدة قوامها (الفن السابع: السينما).

- 3 -
- سوف يستحوذ السينما على قلب الطفلة «هنومة»، وعلى كل طاقتها التي ستكرسها للتمثيل في السينما
- وسوف تمثل أدوارا في السينما قبل المسرح، ويتكرس اسمها في براعة الأداء عبر عشرات الأعمال طوال أكثر من نصف قرن حتى إنها....
- سوف تلفت لاحقا، نظر عشاق السينما في مصر والعالم العربي،
- بل سوف تلفت مديحة يسري المشهورة بـ «سمراء النيل» الأنظار من الخارج، وتدعوها إدارة مهرجان موسكو السينمائي الدولي لتكون عضوا في لجنة التحكيم الدولية.
-وشاركت «سمراء النيل» في مهرجان كان السينمائي عام 1952 بفيلم «أبن النيل» ، وتصدرت صورها الصحف الفرنسية من شدة جمالها.
-جمالها الذي دفع مجلة«تايم» الأمريكية لتصنيفها ضمن أجمل 10 نساء في العالم.

- 4 -
- لقد سجل الحظ مع مديحة أكثر من وقفة، وفي أكثر من مناسبة:
- فأمثال مديحة صبري ممن أحببن فن السينما كثيرات في العالم العربي،
- وحظ مديحة أنها:
- مولودة في مصر التي خططت أيام «طلعت حرب»، ومنذ بدايات القرن العشرين لأن تكون السينما في مصر صناعة وتجارة وموردا اقتصاديا وحياة ثقافية وفنية في أرض مصر،
- وكان الحظ معها في البداية لتلعب، وهي طفلة، أول أدوار حياتها في فيلم سينمائي.
- كما كانت مديحة محظوظة في عالم الفن، وأستاذها الأول هو عميد المسرح العربي يوسف وهبي الذي ستمثل معه (وسوف تدعو التلميذة مديحة يسري أستاذها للتمثيل في أول فيلم سينمائي تتولى إنتاجه: الأفوكاتو مديحة).
- وهكذا وفقها الحظ في أن تكون فنانة في سلسلة من جيل الفتيات المصريات الرائدات اللواتي دخلن مغامرة الإبداع من خلال الفن السابع.
- في 1943، كان من حظها أن تفوز بدور رئيسي في فيلمها الثاني (أحلام الشباب) إلى جانب فريد الأطرش.
- وللأسف الحظ لم يبتسم لها في الزواج.

- 5 -
- ولكن مديحة يسري سجلت اسمها بحروف ذهبية من خلال تعاملها الذكي مع كبار المخرجين السينمائيين في مصر (أمثال أحمد سالم ونيازي مصطفى والقائمة طويلة).
- كما نالت عديد التكريمات الثقافية والسياسية على أدوارها المتنوعة التي اقتنعت بها، ورائدها في ذلك قبول الأدوار السينمائية ذات الصِلة بالتقدم ونهضة المجتمع.
- وعملت على إعطاء صورة إبداعية وإنسانية جعلت من مديحة يسري في عين المتفرج العربي اسما ذهبيا.

- 6 -
- ماذا سوف يبقى من درس مديحة يسري؟
- لا شيء غير صورة البنت (هنومة) التي أصرت على أن تكون حياتها جزءا من تاريخ السينما العربية من أجل صورة أفضل للمرأة، وغد أفضل للمجتمع الذي من أجله تكون السينما أو لا تكون.
- وتبقى تلك الأفلام التي شاركت فيها على مدى تجاوز نصف قرن،
- وساهمت فيها بالتمثيل، أو الفكرة، أو الإنتاج، هي كل ما ميراث تلك البنت التي بذلت عمرها تبقى من روح امرأة كبيرة القلب اسمها الأول «هنومة» واسمها الأخير مديحة يسري.

- 7 -
- بإصرار وصبر معروفين عن مديحة ، عرفها العالم العربي
- وصارت ما صارت إليه: نجمة وممثلة معروفة،
- بل ومنتجة لأفلام ذات مواضيع عزيزة على عقلها وقلبها مثل حق المرأة في الحياة في عالم الفن وفي مجتمع تقليدي.
- وقيمة اجتماعية عالية.

- 8 -
- وفي الختام،
- تركت «سمراء النيل» للتاريخ، مديحة يسري في مجموعة من الأحلام في أفلام.

font change