السيسي: لن نترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية

المتحدث باسم الخارجية المصرية قال لـ«المجلة» إن التنسيق العربي الثلاثي حول ليبيا مستمر

السيسي: لن نترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية

السيسي: يجب توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا، وتمكينها من القيام بمهامها لإنهاء الاعتماد على الميليشيات في تحقيق الأمن.


القاهرة: قاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نشاطا لافتا في البحر المتوسط، خلال الأيام الماضية، حيث التقى مع قادة قبرص واليونان في جزيرة كريت، وأكد أن بلاده لن تترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية، في وقت قال فيه المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد حافظ، لـ«المجلة» إن التنسيق العربي الثلاثي، الذي يضم مصر وتونس والجزائر، حول ليبيا، مستمر.
وقال السيسي إن القمة الثلاثية التي انعقدت في مدينة كريت اليونانية (بين مصر وقبرص واليونان) أكدت على عدم ترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية، أو جعلها بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية، لافتا إلى أن هذا الأمر يستدعي تنفيذ «اتفاق الصخيرات»، وكافة عناصر المبادرة الأممية للحل السياسي في ليبيا، والتي سبق الإعلان عنها العام الماضي، مع العمل بالتوازي على توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا، وتمكينها من القيام بمهامها لإنهاء الاعتماد على الميليشيات في تحقيق الأمن.
وترأس السيسي وفد بلاده في القمة السادسة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان بجزيرة كريت اليونانية. وكشف عن تقارب معهود في الرؤى تجاه القضايا والأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في كل من سوريا وليبيا، وشدد على أنه لا مجال لوقف نزيف الدم وإعادة البناء والإعمار إلا بتسوية الأزمات سياسياً، وتلبية طموحات الشعوب في مستقبل أفضل، وبما يفوّت الفرصة على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، التي تستغل تلك الأزمات للنيل من الدول وترويع الشعوب.
وفي هذا السياق أكدت القمة الثلاثية في كريت أنه لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها الحق في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وضرورة استئناف المسار السياسي في سوريا في أقرب فرصة بقيادة أممية وعلى أساس إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار رقم 2254، والعمل في الوقت ذاته على معالجة الوضع في «إدلب» بصورة تحول دون تسرب العناصر الإرهابية المتطرفة إلى سائر دول المنطقة.
وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، جرى الاتفاق على أهمية العمل واستئناف مسار المفاوضات من أجل توحيد البلاد وفقا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وبما يراعي شواغل الجميع، ودون فرض وصاية لأحد على الآخر.
كما احتلت موضوعات التعاون الثلاثي والمشروعات المشتركة أولوية متقدمة خلال جلسة المباحثات الموسعة في قمة كريت بين وفود الدول الثلاث، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، وتحقيق الاستفادة القصوى مما تحظى به الدول الثلاث من إمكانيات هائلة ومواقع جيوإستراتيجية مميزة، تؤهلها للانطلاق بمسيرة التعاون لا سيما بمجال الطاقة ونقل الكهرباء وغير ذلك من المجالات الاقتصادية.
وعلى هامش القمة التقى الرئيس السيسي مع الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس. وأوضح  السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، أن  الرئيس المصري رحب خلال اللقاء بالتطور المستمر في العلاقات المصرية القبرصية وما شهده التعاون الثنائي بين البلدين من تقدم مضطرد، مؤكداً حرص مصر على مواصلة تفعيل أطر التعاون، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان.
كما أشاد الرئيس السيسي بالمواقف القبرصية الداعمة لمصر في المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، مؤكداً أهمية استمرار التشاور بين مصر وقبرص حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
ومن جانبه، أثنى رئيس قبرص على متانة العلاقات بين البلدين، والتي تتطور بشكل متنامٍ في مختلف المجالات، معرباً عن تطلعه لتحقيق المزيد من الخطوات الملموسة بهدف ترسيخ أطر التعاون الثنائي والصداقة القائمة بين البلدين، فضلاً عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثي مع اليونان.
​وأعرب الرئيس القبرصي عن تقدير بلاده لدعم مصر للقضية القبرصية، وفقاً لمرجعيات وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مشيداً كذلك بالدور الذي تقوم به مصر كركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن جهودها في إطار مكافحة الإرهاب
 

المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد حافظ


وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن اللقاء شهد كذلك التباحث حول سبل تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، والتعاون القائم بينهما في شتى المجالات، خاصةً في مجال الطاقة. كما شدد الرئيسان على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ المشروعات المشتركة التي تم الاتفاق عليها في إطار آلية التعاون الثلاثي، بما يساهم في جعل هذه الآلية نموذجاً يحتذى به للتنسيق والتشاور بين دول البحر المتوسط، ويعكس خصوصية العلاقات المصرية القبرصية.
وأضاف السفير راضي أن اللقاء تطرق كذلك إلى آخر التطورات على الصعيد الإقليمي وجهود التوصل لتسوية سياسية للأزمات التي تعاني منها بعض دول المنطقة.
وعلى صعيد آخر يخص التشاور بين مصر وتونس والجزائر بشأن ليبيا، قال المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي للخارجية المصرية، إنه «يجري التنسيق مع تونس والجزائر لعقد اجتماع الآلية الثلاثية حول ليبيا لعقد لقاء في القاهرة قبل نهاية الشهر الجاري».




 
font change