كارلوس غصن.. قصة نجاح انتهت بتهم فساد!

ما الذي أطاح بـ«إمبراطور السيارات» كارلوس غصن.. الطمع أم التكبر.. أم إنها غيرة المنافسين؟

1- كارلوس غصن، رئيس مجلس إدارة رينو والرئيس التنفيذي لشركة رينو، يعقد مؤتمراً حول "الخطة الاستراتيجية" في "غراند آرش دي لا ديفانس" في 6 أكتوبر 2017 في باريس، فرنسا. (غيتي)

كارلوس غصن.. قصة نجاح انتهت بتهم فساد!

* كارلوس غصن: لا تصدقوا ما أقول، صدقوا ما أفعل.
* يثير اعتقال غصن مخاوف حول مستقبل الشراكة بين الشركتين العملاقتين «رينو ونيسان»
* كان غصن عنوانا لعدد من الكتب الإنجليزية واليابانية والفرنسية. كما ألف غصن هو نفسه كتابًا باللغة الإنجليزية عن قصته مع نيسان وهو من الكتب الأكثر مبيعا في مجال إدارة الأعمال.

 
بيروت:من رحم الأزمات المالية ولد «إمبراطور صناعة السيارات» رئيس تحالف رينو - نيسان – ميتسوبيشي، كارلوس غصن، الذي ذاع صيته منذ عام 2000، عندما أنقذ شركة «نيسان» من الإفلاس، وبعد سنوات من النجاح والتربع على عرش قيادة الأعمال، سقط غصن (64 عامًا) موقوفًا في أحد مراكز الاحتجاز في طوكيو بسبب فضائح مالية.
فقد اهتز عالم صناعة السيارات في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أعلن التلفزيون الياباني «إن إتش كي» الرسمي أن «مكتب مدعي منطقة طوكيو قام بتوقيف رئيس مجلس إدارة نيسان غصن بشبهة انتهاك القانون».
واتهم غصن بانتهاك قانون التجارة المالية الياباني، والتلاعب بالإيداعات المالية، وبأن الانتهاكات متعلّقة بعدم إبلاغه عن أرباحه.
 
مواقف الشركات التي يرأسها غصن
سارعت «نيسان» بالإعلان إلى وسائل إعلام يابانية بأن رئيس مجلس إدارتها «أعلن على مدى عدة سنوات عن عائدات تقل عن مدخوله الفعلي»، بحسب نتائج تحقيق داخلي.
وأضافت المجموعة: «إلى جانب ذلك، تم اكتشاف عدة أعمال سوء سلوك مثل استخدام أملاك الشركة لغايات شخصية»، مشيرة إلى أنها ستقترح على مجلس الإدارة «إقالته من منصبه سريعا».
وهذا ما تمّ بالفعل، فبعد يومين من توقيف غصن أعلن مجلس إدارة عملاق صناعة السيارات «نيسان» أنه صوت لمصلحة إقالة رئيسه كارلوس غصن بعد مراجعة تقرير مفصل لتحقيق داخلي، وأكدت المجموعة أنها اتخذت هذا القرار «بالإجماع».
وعلى خطى «نيسان» أعلن مجلس إدارة شركة «ميتسوبيشي موتورز» اليابانية لصناعة السيارات الذي اجتمع الاثنين 26 نوفمبر الانقلاب على رئيسه كارلوس غصن الذي أنقذ الشركة عام 2016، واعتبر أعضاء مجلس إدارة «ميتسوبيشي» في بيان مقتضب أنه «من الصعب» إبقاء غصن في منصبه بعد توقيفه منذ أسبوع في طوكيو، ولكن بحسب وسائل إعلام يابانية فإنّ اتخاذ القرار كان «شديد الصعوبة» أيضًا.
أمّا مجموعة رينو الفرنسية لصناعة السيارات فأعلنت في 20 نوفمبر بعد اجتماع طارئ لمجلس إدارتها أن «غصن، الذي هو في حالة عدم استطاعة مؤقتة، يبقى الرئيس - المدير العام» للمجموعة، وأن «مجلس الإدارة عين بصورة مؤقتة تييري بولوريه مديرًا عامًا منتدبا، وهو بهذه الصفة سيتولى الإدارة التنفيذية للمجموعة وسيتمتع بالتالي بنفس صلاحيات غصن».
كذلك أوضح البيان أن مجلس إدارة رينو طلب من مجموعة «نيسان، على أساس مبادئ الشفافية والثقة والاحترام المتبادل المنصوص عليها في (وثيقة التحالف)، أن تسلمه كل المعلومات الموجودة بحوزتها في إطار التحقيقات الداخلية التي أجرتها حول غصن».
وأضاف أن مجلس إدارة رينو «غير قادر، في هذه المرحلة، على أخذ قرار بشأن العناصر التي بحوزة نيسان أو السلطات القضائية اليابانية ضد غصن».
 
غصن ينفي التهم الموجهة إليه
يوجه الادعاء الياباني إلى كارلوس غصن وغريغ كيلي المدير السابق في شركة «نيسان» الموقوف مع غصن، تهمة التآمر للتقليل بنحو النصف من المكافآت التي حصل عليها غصن من شركة نيسان على مدى خمس سنوات من عام 2010. وقيمتها 10 مليارات ين (68 مليون دولار).
وأفادت تقارير بأن نيسان شكلت فريقا «سريا» في وقت سابق من العام لبحث ادعاءات بسوء التصرف المالي لغصن، الذي كان ينظر إليه كبطل في اليابان، بعد أن حول مسار الشركة من الخسارة إلى الربح.
إلا أنّ غصن نفى أي إخفاء لعائداته وعمليات الاختلاس التي اتُهم بها. ولدى استجوابه، لم يستخدم غصن حقه في التزام الصمت، وأشار إلى أنه لم تكن لديه يومًا نية لإخفاء عائدات، وفقا لوسائل الإعلام اليابانية.
كذلك دافع كيلي عن غصن مؤكدًا أنّ المدفوعات لرئيسه في العمل، جاءت بعد مناقشات مع مسؤولين في الشركة، وأنه حصل عليها بشكل قانوني.
وبدورها أعلنت الحكومة الفرنسية بعد عملية توقيف غصن أنها لم تجد أدلة على احتيال ضريبي من جانب كارلوس غصن رئيس تحالف رينو - نيسان - ميتسوبيشي في فرنسا «التحقيق لم يظهر شيئا بشكل خاص بشأن وضعه الضريبي».
 
شكوك حول «الفضيحة» المالية
يثير اعتقال غصن مخاوف حول مستقبل الشراكة بين الشركتين العملاقتين «رينو ونيسان»، في مقابل شكوك حول توقيت اعتقال غصن الذي كان يخطط لدمج الشركتين بشكل كامل، وهو ما أثار مخاوف لدى بعض مديري شركة نيسان من أن تصبح الشركة «الشريك الأصغر» بحسب بعض الاعتقادات اليابانية، خصوصا أنّ غصن كان يتمتع بصلاحيات استثنائية.
إضافة إلى أنّ رينو تملك 43 في المائة من رأسمال نيسان التي تملك في المقابل 15 في المائة من الشركة الفرنسية، إلا أنّ مساهمة نيسان كل سنة في نتائج شريكها الفرنسي كبيرة، ما يثير استياء لدى الموظفين اليابانيين ولا سيما لدى رؤيتهم شركة رينو تستفيد من التقنيات وقسم من الأرباح ومن إنتاج بعض نماذج السيارات مثل سيارة ميكرا الصغيرة المصنوعة في فرنسا، على ما أوردت الصحافة الصينية طوال سنوات.
وبعد ساعات من اعتقال غصن عقد الرئيس التنفيذي لشركة نيسان هيروتو سايكاو مؤتمر صحافي قلّل فيه من دور غصن في تغيير مصير الشركة اليابانية.
وأشار سايكاوا إلى «الجانب المظلم» من عهد غصن، وقال إنه جمع قدرا مفرطا من السلطة في يده وأصبح بعيدًا عن العمليات اليومية للشركة.
كلام سايكاوا أتى بالتوازي مع حملة ضد غصن في الإعلام الياباني الذي كان يمتدحه دائمًا، إضافة إلى تصريحات تتحدث عن راتب غصن الباهظ، وتتهمه «بالعجرفة» ومن أبرز هذه التصريحات لوكالة «فرنس برس» قال جيف كينغستون مدير الدراسات الآسيوية في جامعة تيمبل اليابانية: «غصن ضحية عجرفته ونجاحه».
وأضاف: «لقد تم تحويله إلى بطل بسبب ثقافة الشركات المتعفنة في اليابان، حيث إنه لم يكن يرحم، وهو الآن يدفع الثمن. فهو داس على الأعراف الثقافية اليابانية بأساليبه بادعاء المجد، كما أن راتبه الهائل أثار الغيرة والاحقاد عليه».
وفي مقابل الحملة ضد غصن لفت كريستوفر ريشتر محلل قطاع صناعة السيارات في شركة «سي إل إس إيه» إلى أنه بعدما حصد غصن الكثير من الإشادات على مدى سنوات على عمله، قام سايكاوا بتغيير الرواية كليا «واصفا النهوض بالشركة على أنه ثمرة عمل مجموعة كبيرة من الأشخاص»، مضيفا: «وجدت هذا الكلام في غير محله طالما لم يتم التثبت تماما من الوقائع».
ولخص هانس غرايمل الخبير في صحيفة «أوتوموتيف نيوز» أن «سايكاوا يستخدم بشكل واضح الاتهامات ضد غصن لزيادة ثقله داخل نيسان وترك بصماته على الشركة».
كذلك كتب ديفيد فيكلينغ في وكالة «بلومبرغ نيوز» أن الخلافات «كانت تعتمل خفية خلال السنوات الأخيرة وخرجت أخيرا على الملأ بصورة مباغتة».
وهذه الشكوك جعلت هيروتو سايكاوا يواجه أسئلة عن «انقلاب»، وهو رأي عبر عنه أيضا الأستاذ في جامعة «مايجي» في طوكيو نوبوتاكا كازاما بالقول: «ربما يكون قد تم التخطيط له على أمل التصدي لعملية اندماج تبادر إليها رينو».
 
 

 
شاشة تظهر برنامجًا إخباريًا يتحدث عن رئيس شركة نيسان كارلوس غصن في طوكيو في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 بعد اعتقاله (غيتي)
 


ردود فعل في بلده الأم
ما لبث أن وصل خبر اعتقال غصن إلى وطنه الأم، حتى وقع الخبر كالصاعقة، فانهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وسارعت وسائل الإعلام المحلية إلى تغطية الخبر، إلا أنّه لا أخبار حصرية من «كوكب» اليابان عن غصن.
لبنان الشعبي تلقى الخبر بصدمة حول تورط غصن النموذج اللبناني الناجح في الاغتراب الذي ذاع صيت نجاحه في العالم أجمع، فهو «الإمبراطور» الذي ارتبط اسمه باسم لبنان.
لبنان الرسمي تحرك عبر وزير خارجيته جبران باسيل الذي يتابع القضية بالطرق الدبلوماسية مع اليابان، وهناك اتصالات دبلوماسية جارية بين لبنان وفرنسا والبرازيل من أجل تنسيق الجهود.
وأعطى باسيل توجيهاته لسفير لبنان في طوكيو نضال يحيى، بضرورة اللقاء بغصن «للاطلاع على حاجاته والتأكد من سلامة الإجراءات المتخذة والحرص على توفير الدفاع القانوني له ليتسنى له عرض ما يمتلكه من وقائع وأدلة وفرصة حقيقية للدفاع عن نفسه».
كذلك ذكرت وسائل إعلام لبنانية أنّ فريقا عالميًا من القانونيين والحقوقيين كما من لبنان، ومن أبرزهم نقيب المحامين أندريه الشدياق والنقيبة السابقة للمحامين أمل حداد سيتشكل للدفاع عن كارلوس غصن بعدما تبين وجود ثغرة في ملف قضية توقيفه في اليابان تستدعي إعادة النظر في طريقة التوقيف.
وأكدت الهيئات الاقتصادية في لبنان في بيان، إيمانها ببراءة غصن الذي يعتبر شخصية بارزة في عالم الأعمال، وأضاف البيان «يظل التاريخ شاهدا على نجاحاته ومثابراته وإنجازاته القيّمة»، وأعربت عن استعدادها لدعم قضيته بمختلف الوسائل المتاحة، بما في ذلك القيام بالخطوات اللازمة للضغط من أجل إنهاء هذه القضية».
 
من هو كارلوس غصن؟
كارلوس غصن الذي يمضي أسبوعه الثاني في مركز احتجاز في اليابان بتهمة إخفاء جزء من عائداته بمقدار 44 مليون دولار على مدى سنوات. والمتهم باستغلال ممتلكات الشركة لمنفعته الخاصة، هو رجل أعمال لبناني برازيلي فرنسي، ولد غصن في 9 مارس (آذار) من عام 1954 في مدينة «بورتو فاليو» البرازيلية، وبعد ستة أعوام أعادته والدته إلى لبنان بعد أن تردت صحته كثيرًا عندما كان صغيرًا، أكمل دراسته الثانوية في المدرسة اليسوعية بلبنان، بينما أتم تعليمه الجامعي في باريس، ليتخرج عام 1974 من كلية الهندسة، لم يستقرّ غصن في بلد واحد، بل تنقّل بين عدد من الدول، الأمر الذي مكّنه من اتقان عدد من اللغات هي العربية، والبرتغالية، والفرنسية، والإنجليزية.
 
بداية النجاح مع شركة «ميشلان»
بدأ غصن مسيرته المهنية في شركة «ميشلان» وهي أكبر شركة أوروبية لصنع الإطارات المطاطية، وعمل في فروع الشركة في فرنسا وألمانيا. وفي عام 1981 اختير رئيسًا للمشروع بمدينة «لو بوي أون فالي» الفرنسية، وفي 1984 عُينَ رئيسًا لقطاع البحوث والتطوير بشركة «ميشلان».
تم اختيار كارلوس غصن بعد ذلك بعام رئيسا لعمليات «ميشلان» في أميركا الجنوبية، حيث عاد إلى «ريو دي جانيرو» ونَجحَ في تثبيت أقدام الشركة بالمنطقة، وهو ما دفعَ رؤساءه إلى اختياره لرئاسة قطاع عمليات «ميشلان» في أميركا الشمالية عام 1989.
عام 1996 نجحت شركة رينو الفرنسية للسيارات في استقطاب كارلوس غصن للعمل لديها، وعينته في منصب نائب رئيس تنفيذي مكلف بتطوير عمل الشركة وفتح أسواق جديدة لها، كما كلف أيضا برئاسة قطاع الشركة في أميركا الجنوبية.
وعندما نشأ تحالف بين شركتي رينو ونيسان عام 1999 حافظ غصن على منصبه في رينو، وفي نفس الوقت عُينَ أيضًا كرئيس قطاع عمليات في نيسان، ثم اختير عام 2001 رئيسًا تنفيذيا.


 
إنقاذ «نيسان» من الإفلاس
صاحب مقولة «لا تصدقوا ما أقول، صدقوا ما أفعل» تسلّم شركة «نيسان» وهي على وشك الإفلاس، فحوّلها إلى شركة رابحة عبر سياسة خفض الكلفة، حيث بلغ رقم أعمالها السنوي نحو مائة مليار يورو، الأمر الذي دفع رئيس أكبر شركة منافسة وهي «تويوتا» إلى أن وجه إليه تحية، معبرًا عن الأمل «في مواصلة الاستفادة من قدراته للمضي قدما في تطوير صناعة السيارات».
يعتبر كارلوس غصن رابع شخص غير ياباني يرأس الشركة اليابانية الشهيرة نيسان، ونجح في إعادة هيكلة الشركة التي كانت على وشك الإفلاس في أواخر التسعينات.
في عام 2005 عين كارلوس غصن رئيسًا لشركة «رينو»، مع احتفاظه بمنصب الرئيس التنفيذي للشركة، ومنصبه على رأس «نيسان»، مما جعله أول شخص يترأس شركتين من هذا الحجم في العالم، وذلك في وقت واحد.
وعام 2006 رفض غصن عرضًا من شركة فورد للسيارات لرئاستها وإعادة هيكلتها من جديد، وذلك بعد أن رفض المسؤولون تمكينه من منصب رئيس الشركة ومديرها التنفيذي.
وكان التحدّي الجديد لغصن عام 2011 عندما ضرب اليابان إعصار مدمر اعتبر الكارثة الطبيعية الأسوأ عالميا، فنجح غصن في تقليص الضرر الحاصل للشركة في مدينة فوكوشيما، حيث قام بإعادة توجيهات العمل في مصنع «لواكي» وأكد على الالتزام بإنتاج ما لا يقل عن مليون سيارة سنويًا.
وعن هذا التحدي تحدث غصن في مقابلة مع قناة «العربية» قائلا: «دعينا نرجع لقصة نيسان، ما كان في أمل، كنت أعرف عما أتكلم، كنت جريئًا وقلت للإعلام الياباني إننا إن لم نرجع للفائدة سأستقيل وكل المديرين، وقد وضعت جميع من يعملون معي في الصورة، كان ذلك تحديًا كبيرًا»
وإلى جانب مناصبه في رينو ونيسان شغل كارلوس غصن عدة وظائف في شركات كبرى للسيارات، بينها شركة أفتو فاز الروسية.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2016، أتمت نيسان سيطرتها على 34 في المائة من شركة ميتسوبيشي، وأصبح غصن بذلك رئيسا لثلاث شركات عالمية.
وفي فبراير (شباط) 2017، قرر كارلوس غصن التنحي عن الإدارة المباشرة لنيسان، على أن يبقى رئيس مجلس إدارتها من أجل التركيز على التحالف مع شركتي رينو وميتسوبيشي موتورز الذي يطمح لحمله إلى قمة صناعة السيارات العالمية.
قاد غصن تحالف رينو ونيسان وميتسوبيشي، إضافة إلى أكبر شركة روسية مصنعة للسيارات أفتو فاز (لادا) التي تواجه صعوبات كبرى، وقد أنتج هذا التحالف عام 2016 قرابة عشرة ملايين سيارة (9.86 مليون) ليقترب بذلك من الأميركية جنرال موتورز (عشرة ملايين وحدة) التي تحل خلف فولكسفاغن الألمانية (10.3 مليون سيارة)، وتويوتا اليابانية (10.18 مليون سيارة).
وقد وصفه كوسوكي ساتو الخبير الاقتصادي البارز في معهد أبحاث اليابان بأنه «على الأرجح أنجح رئيس مجلس إدارة أجنبي في اليابان»، وأضاف: «ما فعله لم يكن له مثيل في تاريخ الشركات اليابانية».
 
«حان وقت السيارات الكهربائية... بل إن الوقت بدأ ينفد»
عمل غصن على تطوير خط إنتاج السيارات الكهربائية عديمة الانبعاثات في شركة «نيسان» وهو واحد من العناوين الأربع التي ظهرت في الفيلم الوثائقي «نقمة السيارات الكهربائية عام 2011.
إذن هو صاحب مقولة «حان وقت السيارات الكهربائية، بل إن الوقت بدأ ينفد»، وبالفعل سيارة نيسان ليف عديمة الانبعاثات بدأ تصديرها في أواخر 2010 إلى الولايات المتحدة واليابان وهي أول سيارة مُنتجة تعمل بالكهرباء، وقد خصص غصن 5 مليارات دولار لإيصال سيارة نيسان ليف، والكثير من السيارات الكهربائية التي تعتمد في هندستها على نظام سيارة ليف، إلى السوق، وهي ما اعتبر مخاطرة دفعت بيزنيس ويك للتساؤل عما إذا كان غصن مجنونًا.

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الفرنسية رينو كارلوس غصن خلال زيارة رسمية إلى معرض باريس للسيارات في 3 أكتوبر 2018. (غيتي)


 
«غصن بينتو»
قصة نجاح غصن لم تكن قصة عابرة، فقد أضحى غصن بطلاً في سلسلة كتب في اليابان حملت عنوان القصة الحقيقية لكارلوس غصن، وفي كتاب المانغا Big Comic Superior، وقد نشرت هذه السلسة في كتاب عام 2002.
وأيضا في اليابان أطلق اسمه على اسم بعض قوائم الطعام المعروفة باسم «صناديق بينتو» لتصبح «غصن بينتو» وهي المطلوبة بين الرجال والطلاب الراغبين في وجبة غداء سريعة، وقد اعتبرت صحيفة «فايننشيال تايمز» ذلك مقياسًا للنمو السريع لشعبية غصن في اليابان وجعلها جديرة بأن تؤكل، خاصة أن اليابانيين يحافظون على عاداتهم ولا يرحبون بالطرق الأجنبية الدخيلة، لذلك فإن «غصن بينتو» يعبر عن مدى حب الشعب الياباني وإعجابه بكارلوس غصن.
وقد كان غصن عنوانا لعدد من الكتب الإنجليزية واليابانية والفرنسية. كما ألف غصن هو نفسه كتابًا باللغة الإنجليزية عن قصته مع نيسان وهو من الكتب الأكثر مبيعا في مجال إدارة الأعمال سمي هذا الكتاب «التحول... النهوض التاريخي لشركة نيسان».
يعد غصن عنوانا للكثير من المواضيع ورسائل الماجستير والمقالات بين طلاب إدارة الأعمال، ومن الجدير بالذكر أنCyber Essay لها قسم مخصص للأوراق التي تتحدث عن إدارة غصن للشركات، ومن أكثر الرسائل العلمية شيوعا واستشهادا هي رسالة الماجستير التي كتبها كوجي ناكي من مدرسة سلون للإدارة والتي تقارن بين غصن والجنرال الأميركي دوغلاس ماك آرثر الذي أعاد بناء اليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
 
الجوائز التي حصل عليها
حصل غصن على كثير من الجوائز والأوسمة عن إنجازاته، حيث منحته مجلة «فورتشن» عام 2002 لقب رجل أعمال آسيا، وانتخب رجلا للعام في الطبعة الآسيوية من المجلة نفسها عام 2003. وفي العام ذاته أدرجته المجلة ضمن أقوى عشرة رجال أعمال خارج الولايات المتحدة، وفي عام 2006 سمي فارسا فخريًا للإمبراطورية البريطانية، أما في عام 2010 فأدرجته «CEO Quarterly» واحدًا من أكثر المديرين التنفيذيين احترامًا، كما منحتهCNBC لقب قائد أعمال آسيا، وفي عام 2012 حصل على جائزة الجمعية اليابانية، وجائزة إنجاز العمر من جمعية الإدارة الاستراتيجية، وهي جمعية غير ربحية تعمل على تعزيز أخلاق إدارة الأعمال، حيث أصبح أول شخص في صناعة السيارات، ورابع شخص في العالم يفوز بهذه الجائزة، كما حصل على وسام إيزابيلا الكاثوليكية وعلى درجة الزمالة الدولية للأكاديمية الملكية للهندسة.
 

font change