شكري بيوض: دول الخليج العربي تتقدم الأسواق الجديدة لتصدير زيت الزيتون التونسي

مدير عام ديوان الزيت في تونس قال لـ«المجلة» أن بلاده تبقى ثاني منتج وثاني مصدر لزيت الزيتون في العالم

شكري بيوض: دول الخليج العربي تتقدم الأسواق الجديدة لتصدير زيت الزيتون التونسي

* من المتوقع تصدير 170 ألف طن من زيت الزيتون هذه السنة رغم انحباس الأمطار في العام الماضي.
* ثقة عالمية في جودة زيت الزيتون التونسي الذي يحتل المرتبة الثانية إنتاجاً وتصديراً في العالم.
* - يعاني الفلاحون من مشكل ارتفاع كلفة الإنتاج وعدم توفر اليد العاملة بالقدر الكافي؛ فالشباب عموما يرفض جني الزيتون رغم ارتفاع الأجر.
شكري بيوض


تونس: قال شكري بيوض المدير العام لديوان الزيت في تونس إنّ بلاده ستصدر هذه السنة 170 ألف طن من زيت الزيتون مقابل 250 ألف طن في الموسم المنقضي، رغم انحباس الأمطار في السنة الماضية. وأضاف أنّ تونس تبقى ثاني منتج وثاني مصدر لزيت الزيتون في العالم وأنّ زيت الزيتون التونسي يتمتع بجودة عالية ويحظى بثقة عالمية ويخضع لرقابة دقيقة في كامل مراحل الإنتاج لضمان جودته، ويتم تصدير زيت مطابق للمواصفات العالمية...
وأكد شكري بيوض في حوار لـ«المجلة» أن الدولة تقدم حوافز وتشجيعات هامة للمصدرين لمساعدتهم على تصدير كميات أكبر من الزيت وأنّ الاهتمام الآن يتركز على دول الخليج العربي وأميركا وكندا والهند إلى جانب الاتحاد الأوروبي كأسواق جديدة لزيت الزيتون التونسي في السنوات القادمة... وفيما يلي النص الكامل لهذا الحوار:

 

1* ما مدى أهمية شجرة الزيتون بالنسبة إلى تونس واقتصادها؟
- قطاع الزيتون هو من أهم القطاعات الفلاحية والاستراتيجية في تونس حيث تحتل أشجار الزياتين ثلث الأراضي الفلاحية، وكان هذا القطاع دائما ذا أهمية كبيرة منذ 3 آلاف سنة حيث كانت تونس دوما بلدا منتجا ومصدرا لزيت الزيتون وتذكر كتب التاريخ التي تتحدث عن تونس الزيت وشجرة الزيتون. ويمثل زيت الزيتون اليوم نصف صادرات تونس من المواد الفلاحية ويعيش من هذا القطاع مليون نسمة وهناك 320 ألف منتج زيت زيتون من جملة 640 ألف فلاح... وعالميا فإن تونس هي ثاني منتج لزيت الزيتون في العالم بعد الاتحاد الأوروبي وثاني مصدر لهذا الزيت بعد إسبانيا، وفي السنوات التي يتراجع فيها الإنتاج في إسبانيا تصعد تونس إلى المرتبة الأولى، والسنوات التي تحقق فيها تونس ارتفاعا كبيرا في إنتاج زيت الزيتون يسجل ميزانها التجاري الغذائي أيضا فائضا، وهذا دليل على أهمية الزيتون بالنسبة إلى تونس التي تتميز بالإنتاج الوفير والجودة العالية. ويبقى تحسين الجودة بالنسبة إلينا هدفا واختيارا وضرورة مؤكدة لضمان الرواج والمنافسة في السوق العالمية لذلك تصدر تونس الزيت البكر الممتاز ذا الجودة العالية.
 
* نسمع أحيانا عن منافسة شرسة في السوق العالمية، هل إنّ زيت الزيتون التونسي في مستوى هذه المنافسة؟
- إلى جانب تونس فإن الدول المنتجة لزيت الزيتون هي إسبانيا، إيطاليا، اليونان، سوريا، المغرب وغيرها، وتأتي تونس في المرتبة الثانية بعد إسبانيا من حيث الإنتاج والتصدير وطبيعي أنّ تكون هناك منافسة بحكم الطلب العالمي على هذه النوعية من الزيت، وقد فرضت تونس حضورها في السوق العالمية بحكم الجودة العالية لزيتها حيث يخضع الزيت إلى تحاليل دقيقة ومراقبة صارمة في المخابر المختصة التابعة لديوان الزيت ولا نصدر إلا النوعية المطابقة للمواصفات العالمية ولشروط الجودة العالية، وللمنتجين والمصدرين وعي بأهمية الجودة وشدّة المنافسة العالمية.
كما ننظم في الخارج حملات دعاية وتعريف بزيت الزيتون التونسي، ونستدعي الموردين الأجانب لزيارة تونس ونأخذهم لزيارة حقول وضيعات الزياتين والمعاصر ومراكز الخزن ومخابر التحاليل ليطلعوا بأنفسهم على ظروف الجني والتحويل والتخزين والمراقبة، كما نستدعي السفراء الأجانب المعتمدين في تونس بمناسبة اليوم العالمي لزيت الزيتون لمواكبة احتفالية خاصة للتعريف بجودة زيتنا...
 
* أي البلدان التي يباع فيها زيت الزيتون التونسي وهل من أسواق جديدة للزيادة في حجم الصادرات؟
- نحن نسعى دوما إلى تنويع أسواقنا وعدا الأسواق التقليدية في أوروبا وآسيا لنا حضور متزايد في أميركا وكندا وهي أسواق تحرص كثيرا على مراقبة الجودة وهناك ثقة كبيرة في جودة زيت الزيتون التونسي لذلك تتزايد صادراتنا نحو هذين البلدين من سنة إلى أخرى، كل هذا إلى جانب إيطاليا وفرنسا والبرتغال والصين، ومن الأسواق الجديدة نركز الآن على دول الخليج العربي والهند التي تعد أكثر من مليار ونصف المليار نسمة، وفيها قدرة شرائية في ارتفاع من سنة إلى أخرى وقمنا منذ أشهر بحملة دعائية هناك للتعريف بجودة زيت الزيتون التونسي وكذلك البرازيل التي تعتبر سوقا واعدة ونركز عليها الآن بالإضافة إلى فرنسا التي تطلب الزيت المعلب.


 
* أي دور لديوان الزيت وهل من حوافز وتشجيعات للمصدرين من القطاع الخاص لحثهم على الرفع من حجم صادرات تونس من زيت الزيتون وما مدى مساهمة هؤلاء في تنشيط وتنمية هذه الصادرات؟
- لنا في تونس نحو 200 مصدر لزيت الزيتون قاموا بتصدير 215 ألف طن في السنة الماضية وإضافة إلى دور ديوان الزيت في التصدير فإنه يقوم بدور تعديلي، حيث يساعد المصدرين من القطاع الخاص في سنوات وفرة الإنتاج على ترويج وبيع المزيد من كميات الزيت، وفي السنوات التي يقل فيها الإنتاج يقوم ديوان الزيت بتصدير الكميات المتبقية من إنتاج السنة السابقة وعندما لا يكون الطلب الخارجي على الزيت التونسي كبيرا يشتري ديوان الزيت الكميات المتوفرة لدى المصدرين من القطاع الخاص ليحتفظ بها في مخازنه ويتم تصديرها في السنة الموالية...
ولديوان الزيت أيضا دور توجيهي حيث يساعد المصدرين من القطاع الخاص على البحث عن أسواق جديدة وتحسين جودة منتجاتهم خاصة في مرحلة التحويل والخزن ويقوم الديوان أيضا بتسخير مراكز الخزن التي يمتلكها ووضعها على ذمة هؤلاء المصدرين علما بأن طاقة الخزن المتوفرة للديوان تبلغ 140 ألف طن من زيت الزيتون موزعة على 7 مراكز خزن، كما يضع ديوان الزيت على ذمة هؤلاء مخابر التحليل لمراقبة نوعية وجودة الزيت المعد للتصدير.
 
* ما نصيب السوق المحلية من زيت الزيتون المنتج وبأي سعر يباع للمستهلك التونسي؟
- نصدر 70 في المائة من كميات الزيت المنتجة وتروج البقية (30 في المائة) في السوق المحلية وتبلغ هذه الكمية بين 30 و40 ألف طن تباع في الأسواق التونسية ويعود ضعف إقبال المواطن التونسي على زيت الزيتون لغلاء السعر بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج وكذلك لدخول الزيوت النباتية للسوق التونسية مع العلم بأنّ استهلاك التونسيين لزيت الزيتون تراجع بعد أن كان في تسعينات القرن الماضي بين 50 و60 ألف طن.
ولزيادة إقبال التونسيين على استهلاك زيت الزيتون محليا شرع ديوان الزيت في السنوات القليلة الأخيرة في فتح مراكزه السبع للعموم لبيع الزيت بسعر منخفض (10 دنانير) وبجودة عالية.


 
* ماذا عن تقديراتكم لحجم إنتاج زيت الزيتون هذه السنة وما الكميات المتوقع تصديرها؟
- نتوقع أنّ يكون إنتاج موسم هذه السنة الذي انطلق في بداية الشهر الماضي (نوفمبر/ تشرين الثاني) في حدود 140 ألف طن مقابل 320 ألف طن في السنة الماضية وهذا التراجع طبيعي ومفهوم لأن شجرة الزيتون تنتج عاما بعد عام ثم إن السنة الماضية كانت جافة وكانت كميات الأمطار فيها ضعيفة مما أثر على حجم إنتاج هذه السنة، ونتيجة لتوسيع المساحات المروية لضمان إنتاج الكميات الدنيا اللازمة لتغطية الطلب نتوقع الوصول إلى إنتاج 180 ألف طن في السنوات القادمة مهما كانت الظروف المناخية.
وبالنسبة إلى هذه السنة، وإضافة إلى 140 ألف طن التي نتوقع إنتاجها هناك 60 ألف طن متبقية من الموسم الماضي وهكذا يمكننا تلبية الحاجات الداخلية والخارجية.


 
* كيف تتصرفون إزاء الصعوبات التي تعترض المنتجين والمصدرين؟
- يعاني الفلاحون من مشكل ارتفاع كلفة الإنتاج وعدم توفر اليد العاملة بالقدر الكافي فالشباب عموما يرفض جني الزيتون رغم ارتفاع الأجر.
أما بالنسبة للمصدرين فإن أكبر تحدٍ هو التوجه إلى تعليب زيت الزيتون التونسي وهذا يتطلب استثمارات كبيرة لضمان التسويق الجيد والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأسواق والمستهلكين وهناك مجهود كبير يبذل في هذا الإطار ولكن لا بد من المزيد من الجهد ومواكبة ما يقوم به المنافسون من ناحية تنويع الأسواق وتثمين المنتج والتركيز على التعليب والدعاية في الخارج وكذلك المزيد من تحسين الجودة وتكوين المنتجين.
إلى جانب هذا، فإنه لا بد من تعزيز مكانة ديوان الزيت في منظومة إنتاج وترويج زيت الزيتون وتنمية دوره لتحقيق نتائج أفضل، فقد جرى في السنة الماضية ربح نحو ملياري دولار كمداخيل من تصدير زيت الزيتون ويمكن تحقيق نتائج أفضل ببذل المزيد من الجهد وتعزيز دور ديوان الزيت في تنمية الصادرات وهيكلته ليواكب متغيرات السوق الداخلية والخارجية.
 
font change