سلطان القاسمي: «تويتر» أداة تواصل ولم تكن سببا للثورات

سلطان القاسمي: «تويتر» أداة تواصل ولم تكن سببا للثورات

[caption id="attachment_55229307" align="aligncenter" width="620" caption="سلطان سعود القاسمي"]سلطان سعود القاسمي[/caption]


سلطان سعود القاسمي معلق سياسي اماراتي من الجيل الجديد في الخليج، وصوت رائد على موقع «تويتر» الذي برز دوره التواصلي خلال الربيع العربي. فقد أبقى القاسمي، من خلال تغريداته وآلاف المتابعين، العالم على اطلاع بالأحداث التي تجتاح العالم العربي.
في هذا الحوار مع «المجلة»، يتحدث القاسمي حول الجيل العربي الجديد، ودور شبكات التواصل الاجتماعية في الربيع العربي والإمكانات التي توفرها للحكومات لكي تتواصل مع مواطنيها وتتصل بهم.


- ما مدى أهمية دور الشبكات الاجتماعية في الربيع العربي؟ وهل كانت ثمة مبالغات في هذا الدور؟
* لقد كان «تويتر» وغيره من الشبكات الاجتماعية مجرد أداة سمحت للشباب العرب بالتواصل، ولم تكن سببا للثورات. فقد سمح «تويتر» للشعب والصحافيين خارج البلاد بأن يعلموا الكثير حول ما يحدث في الداخل، كما أن استخدام «تويتر» لم يكن منتشرا في معظم الدول العربية نظرا لارتفاع تكلفة الاتصالات وضعف البنية التحتية.

- ما الدور الذي تعتقد أن شبكات التواصل الاجتماعية مثل «تويتر» سوف تلعبه في العقود المقبلة؟
* سوف يتراجع دور الشبكات الاجتماعية إذا ما حققت الدول العربية مستوى أعلى من الديمقراطية، ورفعت قوانين الطوارئ، وهذا سيسمح للمواطنين بالتواصل في الحياة الطبيعية بدلا من التواصل فقط عبر الشبكات الاجتماعية.

- هل تعتقد أن أدوات مثل «تويتر» و«فيس بوك» اسلحة بيد الشباب من الجيل الجديد؟
* لقد أصبحت الشبكات الاجتماعية سلاحا ذا حدين، حيث تستخدمها بعض الحكومات العربية لرفع قضايا ضد معارضيها، فقد أنشأت سوريا «الجيش الإلكتروني السوري» لتتبع وتهديد مستخدمي الشبكات الاجتماعية (وقد تم أخيرا شن هجوم على الموقع الإلكتروني لهارفارد).




- ما الذي يجعل أداة مثل «تويتر» بمثل هذه الفعالية في حشد الناس؟
* في ظل غياب القوانين التي تسمح للمواطنين بالتواصل وتكوين التنظيمات، فإن السبيل الوحيدة أمامهم أن يقوموا بذلك من خلال الإنترنت. حيث تسمح الشبكات الاجتماعية للناس بتأسيس جماعات واختيار شعارات وتحديد مواعيد للإعلان عن تأسيس حركة مدنية جديدة.

- هل يجب على الحكومات أن تستخدم «تويتر» لتعزيز علاقاتها بمواطنيها؟
* لقد رأينا كيف تم الإعلان عن استقالة آخر رئيس وزراء لمصر في عهد مبارك، أحمد نظيف، من خلال «فيس بوك»، وحتى الجيش المصري لديه صفحة «فيس بوك». ولكن استخدام الشبكات الاجتماعية الأكثر إثارة للاهتمام يحدث في الخليج، حيث يقوم المواطنون الكويتيون بالتفاعل من خلاله مع أعضاء البرلمان المنتخبين، فتبدو الشبكات الاجتماعية في الكويت وكأنها امتداد للبرلمان الكويتي عن طريق التغريدات التي تستجوب أعضاء البرلمان حول سياساتهم بل وحتى تسخر منهم.

وإجمالا، فإن اهتمام حكومات الخليج والمسؤولين بالشبكات الاجتماعية يجب أن يتم النظر إليه باعتباره ظاهرة إيجابية، حتى وإن استخدم هؤلاء المسؤولون الشبكات الاجتماعية بأسلوب سلبي لمتابعة التطورات، ففي غياب القنوات المباشرة للتواصل في الحياة الحقيقية، تملأ الشبكات الاجتماعية الفراغ بين المواطنين والمسؤولين في الوقت الذي نحن فيه في أمس الحاجة لكي نحطم العوائق ونعزز التفاهم.

- ما أكثر اللحظات أو التغريدات التي تتذكرها على «تويتر»؟
* هناك تغريدة لا يمكن أن أنساها، تمت إعادة إرسالها مئات المرات خلال ذروة الثورة المصرية، مراسل «الجزيرة»: «لقد تلقيت اتصالات من الأطباء بالمستشفيات في مصر يخبرونني أنهم طلب منهم عدم تسجيل الوفيات بالرصاص».

- من الذي يشد اهتمامك، وتتابعه على «تويتر»؟
* أتتبع عادة الأفراد والتنظيمات الذين يقعون في نطاق اهتمامي، وأتابع الشؤون المعاصرة للعالم العربي والشرق الأوسط.

أجرى الحوار: أندرو بوين
font change