كريستين لاغارد.. سيدة صندوق لا تفتحه إلاّ أغاني النقود

شعرها فضّيٌّ ولكنها مولعة بالذهب.

كريستين لاغارد.. سيدة صندوق لا تفتحه إلاّ أغاني النقود

 ريشة: علي المندلاوي


1-
كريستين لاغارد الستينية الفرنسية السيدة الطويلة مثل رمح، والمنتصبة القامة، توحي بأنها رياضية متقاعدة.
هي لا توحي، لأنها فعلا كذلك، وكانت عضوًا سابقًا في الفريق الوطني الفرنسي للسباحة التوقيعية.
2 -
كريستين المولودة مع شمس اليوم الأول من سنة 1956، أتمّتْ تعليمها الثانوي في فرنسا، ثم التحقت بمدرسة «هولتون آرمز» في بيثيزدا (ولاية ميريلاند الأميركية) ثمّ حصلتْ بجامعة باريس على درجة الماجستير من معهد العلوم السياسية.
 
هذا الانتقال بين فرنسا والولايات المتحدة الأميركية هو الخط الذي سيرسم مصير هذه السيدة التي يعتبرها الفرنسيون أكثر الفرنسيات قربًا من أميركا.
3 -
نصحت كريستين أبناء جلدتها الفرنسيين ذات مرة: «لمجابهة ارتفاع سعر البترول، أنْصحُ الفرنسيين بركوب الدراجات الهوائية».
وهي القائلة ذات مرة في رسالة ضمنية للشيوعيين الفرنسيين ما يلي: «صراع الطبقات هو بطبيعة الحال أمْرٌ أساسيّ، من وجهة نظري، لكتب التاريخ، ولا بد من دراسة مظاهره الإيجابية، ولكنه اليوم عديم الصلاحية لفهم مجتمعنا».
 
4 -
أرقام كريستين لاغاراد كثيرة:
في 2006 سجلتها مجلة «فوربس» في المرتبة 30 لأقوى نساء الأرض.
وبعد 2007، قفزت إلى المرتبة 12، واحتلت أوروبيًا المرتبة 3، وفي فرنسا المرتبة 2.
وفي 2009، اعتبرتها «فايننشيال تايمز» أفضل وزير للمالية في منطقة اليورو.
وصنفتها مجلة «تايم» ضمن قائمة الشخصيات الـ100 الأكثر نفوذًا في العالم.
ووضعتها «وولت ستريت جورنال» في المرتبة 5 بين سيدات الأعمال الأوروبيات.
إنّه (ها) المدير (ة) العام (ة) لصندوق النقد الدولي، وكانت السيدة رقم 1 في هذا المنصب، بعد 10 رجال.
 
5 -
تفوقت في مكتب المحاماة الأميركي الشهير «بيكر وماكنزي» وصارت عضوا بارزا فيه، وهذا أهّلها لأن تمسك حقائب وزارات كثيرة في الحكومة الفرنسية، مثل التجارة الخارجية والفلاحة والثروة السمكية، ثمّ وزيرة للاقتصاد والمالية والصناعة إلى غاية وصولها إلى صندوق النقد الدولي.
6 -
هل جاءت كريستين إلى الصندوق سنة 2011 صدفة، أم هو الذي جاء إليها بتقدير وتخطيط وتدبير؟
بعد فضيحة التحرش الجنسي التي لاحقت سمعة المدير العام السابق أمسكت المنصب منذ 2011 إلى أن انتهت الدورة. قال المتنبي: «مصائب قوم عند قوم فوائد».
وهي امرأة الأعمال التي لا تحفل ولا تتغنّى إلا بالفوائد.
 
7 -
 
وكان عليها أن تترشح من جديد لهذا المنصب سنة 2016.
من كان ينافسها على هذا المنصب؟
لا وجود لرجال أو نساء للترشح لهذا المنصب، وهكذا فازت بتجديد انتخابها في ظل غياب المنافس والمنافسة، وأعيد انتخابها منذ فبراير (شباط) 2016 لدورة جديدة مدتها خمس سنوات.
 
8 -
كريستين تخطت الستين ربيعًا بشعر فضّي قصير كما الرجال.
فلا يعنيها إنّ قصر أو طال.
والأكيد أنها لم تقرأ نزار قباني الذي قال: «صغيرتي، إن عاتبوك يوما كيف قصصت شعرك الحريرا».
شعرها فضّيٌّ، ولكنها مولعة بالذهب أكثر.
كريستين موهوبة في المال والأعمال، في الذهب لا في الأدب، أو الشعر أو النثر والقيل والقال.
فهي التي تنبه وتحذر البلدان التي ترغب في إنقاذ اقتصادها، وتنصح، وتحذّر،. وتوجّه، وتتدخّل في سياسات اقتصاد العالم،، وتنذر ولا تبشر الفقراء بحرب رابحة.
9 -
 
حدثت كريستين ذات مرة وقالت: «أسمع أحيانا حول العمل والمنافسة التي يخلقها كلام من نوع: إنها حرب الكل ضد الكل. انظروا، هذا كلام بلا معنى لأنه في الحرب، الأقوى يخضع الأضعف، بينما في علاقات الشغل فإنّ الأقوى يشحن الطاقة إلى الأضعف».
هكذا قالت سيدة الصندوق الدولي، وهي تستمع إلى رنين النقود، وأغانيه الفوضوية في هذا العالم الحرّ.
 
font change