هوشيار زيباري: سوريا لم تدع إلى قمة بغداد

هوشيار زيباري: سوريا لم تدع إلى قمة بغداد

[caption id="attachment_55233580" align="aligncenter" width="620" caption="هوشيار زيباري"]هوشيار زيباري[/caption]

بدأ العد التنازلي لانعقاد القمة العربية في 29 مارس (آذار) الحالي، بالعاصمة العراقية بغداد، التي تشهد بدورها تحركا دبلوماسيا نشطا، في اطار التحضيرات لقمة لطالما اعتبرتها بغداد استحقاقا للعراق، القمة التي أجلتها جامعة الدول العربية في 5 مارس 2011، حيث كان من المقرر عقدها في مثل هذا الشهر من السنة الماضية ببغداد، وقد بُرر التأجيل آنذاك الى الواقع العربي، الذي وصفته الجامعة بـ"الجديد وغير المناسب" على خلفية الثورات وقتها في مصر وليبيا واليمن وتونس وسوريا، إلا أن الأوضاع حاليا تبدو اكثر حساسية مع ما جاء به "الربيع العربي"، وبوادر حرب استنزاف قد تشهدها المنطقة، ويحذر منها المراقبون ويربطونها بإطالة الأزمة السورية والتداعيات الإقليمية على اثرها.
تاريخيا استضاف العراق القمة العربية مرتين، الأولى في العام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر، التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، أما القمة الثانية التي حملت الرقم 12 وعقدت في العام 1990 فقد شهدت حضور جميع الزعماء العرب، باستثناء الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، الذي كان في حالة عداء مع نظام الرئيس السابق صدام حسين، على خلفية موقف سوريا الداعم لإيران في حرب الخليج الأولى.
وفيما يلي نص الحوار...

* ما دلالات عقد القمة في بغداد بالنسبة للحكومة العراقية، على الرغم من أن دولا عربية لا تستسيغ مسألة عقدها في بغداد؟
ـ عقد القمة أصبح أمرا واقعا، بعد توجيه الدعوات الى كل القادة والرؤساء والملوك العرب، اعتقد أن عقد القمة في بغداد في التاسع والعشرين من الشهر الجاري هو أمر محسوم، في العام الماضي بسبب الأوضاع والظروف التي مرت بها المنطقة، طلب العراق آنذاك تأجيل عقد القمة، وحاليا كل ما نلمسه هو ايجابي بشأن عقد القمة، والاستعدادات جارية على قدم وساق لعقد قمة نوعية وناجحة وعلى أعلى المستويات.

* ما الاجراءات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة لتوفير الأمن للقادة والرؤساء المشاركين في القمة؟ خلال الفترة الأخيرة كان هناك ازدياد ملحوظ في الخروقات الأمنية؟ وما صحة أنباء مبيت القادة العرب خلال أيام القمة في الكويت؟
ـ خبر مبيت القادة العرب في الكويت غير دقيق، نحن نؤكد على ان بغداد آمنة بمنشآتها وبناها التحتية، ومقرات الإقامة وقاعات الاجتماعات والمؤتمرات، ونحن أعطينا ضمانات لجميع القادة العرب، والوفود المشاركة في القمة، بأن أمنهم من مسؤولية الحكومة العراقية بشكل كامل. صحيح هناك عمليات تستهدف الأمن بين فترة وأخرى، الا انها انخفضت بشكل ملحوظ، قد تكون هناك بعض المجموعات من القاعدة تحاول القيام بأعمال ارهابية لاستهداف الأمن، والغاية منها الاثارة الاعلامية، اكثر من كونها مؤثرة، ونؤكد ان غايتها جلب الانتباه.

* هل القادة العرب مقتنعون بهذه الضمانات؟
ـ القادة العرب مقتنعون بقدرة العراق والقوات الأمنية العراقية، على ضمان أمن القمة، كل جهد الدولة العراقية منصب حاليا على توفير أقصى درجات الأمن للقمة.
* كيف تتوقعون أن يكون مستوى التمثيل؟ وما عدد القادة الذين أبلغوا بغداد بتمثيل بلادهم في أعمال القمة؟
ـ سوف يحضر عدد كاف من القادة والرؤساء، بحيث تكون قمة ناجحة، وفي كل القمم لا يحضر معظم القادة والرؤساء، وأنا حضرت تسع قمم عربية، لم يشارك في هذه القمم جميع القادة والرؤساء، والعدد الذي كان يحضر وباعتبارها نسبة مقبولة من 8 الى 12 رئيس دولة، واعتقد بأن الاستجابات التي حصلنا من قادة الدول العربية للحضور، سوف يصل الى هذا العدد أو أكثر.

* ما مدى الاتفاق حول جدول أعمال القمة بعد الاجتماع الوزاري العربي؟
ـ تم الاتفاق على جدول أعمال القمة في آخر اجتماع وزاري في القاهرة قبل أيام وبالاجماع.

* كان هناك حديث بأن الخلاف الأكبر في جدول الأعمال هو قضية البحرين، هل تم الاتفاق على هذه المسألة؟
ـ لا يوجد أي خلاف اطلاقا، وقضية البحرين غير مطروحة على الاطلاق.

* ماذا ستتضمن مسودة بيان بغداد المتوقع صدورها عن القمة العربية؟
ـ اعلان بغداد سوف يصدر عن القمة، وهو ضمن السياق الدارج في كل قمة تعقد في أي عاصمة عربية، يصدر اعلان باسم العاصمة التي تستضيف عقد القمة وتعكس رؤيتها، واعلان بغداد سيعكس رؤية الحكومة العراقية للتطورات والأحداث العالمية والعربية والمحلية، فلذلك سنحتفظ به لأنفسنا لحين صدورها.

* هل ستكون متوافقة مع الرؤية العربية؟
ـ بالتأكيد لا بد أن تكون متوافقة، ومنسجمة، والعراق اثبت في جميع التطورات والأحداث بأنه ملتزم بالاجماع العربي.

* هل هناك منظمات دولية ستدعى إلى القمة؟
ـ نعم هناك اربع منظمات دولية هي: الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.

* ما حقيقة اعتقال الشرطة الدولية (الانتربول) للرئيس السوداني عمر البشير إذا حضر القمة العربية؟
ـ هذا من باب الإثارة الإعلامية، ونفينا الخبر نفيا قاطعا، وان هذا الخبر عار عن الصحة.

هيكلية جديدة


* ما رؤية العراق لمشروع إعادة هيكلة الجامعة العربية؟
ـ سوف ترتبط قمة بغداد بإعادة هيكلة جامعة الدول العربية، لإحداث اصلاحات جذرية في بنية وهيكلية الجامعة، وجعلها منظمة اقليمية فاعلة ومؤثرة في الأحداث العربية والدولية، والجامعة اليوم بحاجة الى تحسين وتطوير عملها، وآليات اتخاذ القرارات فيها.

* هل المقترحات بإعادة الهيكلية ستنسجم واستحقاقات المرحلة الراهنة؟
ـ هناك مقترحات مقدمة من كل الدول العربية، بما في ذلك العراق، وتشكلت لجنة تحضيرية لإعداد هذه المقترحات وتقديمها الى قمة بغداد، برئاسة الدبلوماسي والسياسي الجزائري المعروف الأخضر الإبراهيمي، واللجنة تضم الحكماء والعقلاء من كافة الدول العربية، لتقديم مقترحات عملية إلى قمة بغداد حول اعادة هيكلية الجامعة.

أصوات معارضة


* هل العراق قادر على إنجاح القمة العربية، في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة؟ وهل هو مستعد بالفعل ليترأس العمل العربي، في ظل الخلافات السياسية الداخلية في العراق؟
ـ لو لم يكن العراق قادرا، لما قبل هذا التحدي وهذا الاستحقاق المهم.

* ولكن الخلافات الداخلية ألا تشكل تحديا اضافيا للعراق؟
ـ الخلافات الداخلية موجودة في الأردن في لبنان في سوريا في مصر في تونس في ليبيا، وهي اكبر من الخلافات العراقية الداخلية.

* ولكن تم الحديث مؤخرا عن خلافات عراقية، حول من سيرأس القمة؟
ـ لا، على الاطلاق، قضية رئاسة القمة محسومة حسب البروتوكول الدارج في كل القمم، ورئيس الدولة هو من يترأس القمة، رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني بحكم موقعه ومنصبه سيترأس القمة، ورئيس الوزراء نوري المالكي سيترأس وفد العراق في القمة.

* مقتدى الصدر انتقد عقد القمة العربية في بغداد، انطلاقا من مبدأ أن ما تنوي الحكومة العراقية إنفاقه على القمة، هو من صرف المال العام على الشعب، وعدم جواز "سرقته" منه، هل هناك أطراف سياسية عراقية ترفض عقد القمة ببغداد؟
ـ نحن نختلف مع كل هذه المواقف والتصريحات، وكل ما صرف على القمة هو استثمار في البلد، الأموال صرفت على إنشاء قاعات وفنادق وعلى المنشآت والمطار.. كل هذا لن يذهب هباء، في المحصلة هي لفائدة الشعب.

[caption id="attachment_55233581" align="alignleft" width="300" caption="استعدادات على قدم وساق لاحتضان القمة"]استعدادات على قدم وساق لاحتضان القمة[/caption]

* وهناك قضايا فساد أثيرت حول هذا الموضوع، وأن شراء 60 سيارة مصفحة من قبل اللجنة التحضيرية برئاستكم للقمة العربية بمبلغ 15540000 دولار، منها ما اعتبره بعض النواب العراقيين "فسادا ماليا"، فبماذا ترد؟
ـ في كل القمم، في الأردن إذا تعقد قمة، يجب ان توفر سيارات مصفحة بسبب الظروف الأمنية، وتوفير أقصى درجة من الأمن للقادة والوفود، هذا الأمر دارج جدا في كل المؤتمرات والاجتماعات والقمم، وهذا ليس لوزير الخارجية، إنه للعراق.

* في رأيك، ما الذي يدفع بعض الأطراف العراقية الى اثارة الخلافات؟
ـ في النهج العام، كل الكتل تقف مع الحكومة في استحقاق العراق لاستضافتها القمة العربية 23، ودائما هناك أصوات معارضة منتقدة، وهذا من نتائج الديمقراطية الموجودة في العراق، ومن الواقع العراقي الحالي، لذلك نحن لا نقف عند هذه الاعتراضات والأصوات، لقد تعودنا عليها، ولا تؤثر على مسألة عقد القمة، لأنه قرار الحكومة المنتخبة من قبل الشعب والممثلة لإرادة هذا الشعب.

* بعض الأطراف العراقية رأت أن يطرح ملف الخلافات السياسية العراقية خلال القمة، هل أنت مع هذا التوجه؟ إياد علاوي حاول طرح المشكلة العراقية على المؤتمر؟
ـ لا، القمم العربية لا تبحث تفاصيل الأوضاع الداخلية في البلدان، الا إذا كانت هناك قضايا ملحة وطارئة، والمبدأ الذي اتفقنا عليه كوزراء خارجية لدى إعداد جدول اعمال القمة، هو أن كل بلد من حقه أن يطرح قضيته، ولكن لا يجوز اثارة كل القضايا وكل الأمور. يجب أن يركز جدول أعمال القمة على قضايا استراتيجية وجوهرية تمس الشعوب العربية بأجمعها، وكل بلد في النهاية لديه مشاكل، وهذه المشاكل لا يمكن طرحها، وأوكد أن الوضع الداخلي والخلافات الداخلية سوف لن تطرح.

* ما أهمية عقد "المؤتمر الوطني" لحل الأزمة السياسية العراقية، قبل القمة؟
ـ هو مفيد جدا، وهذا ما نحتاجه، سواء أكانت هناك قمة أم لم تكن، وهي حاجة عراقية ليكون هناك اكبر قدر من التوافق السياسي بين الكتل والأطراف السياسية، والمضي يدا واحدة لبناء العراق، وهناك حاليا جهود تبذل ولجنة تحضيرية للتهيئة الأجواء لعقد هذا المؤتمر.

موقف مستقل


* كيف تنظرون إلى مواقف الخليج من إيران؟
ـ نحن لن نكون طرفا في أي محور ضد أي بلد أو محور آخر، استقلالية الموقف العراقي شرط اساسي من لنجاح التجربة العراقية في المرحلة القادمة، لذلك في كل الاحداث كان للعراق مواقف مستقلة نابعة من مصالحه الوطنية.

* الى أي مدى سيكون العراق متمسكا بقرارات جامعة الدول العربية، فيما يخص الموقف من النظام السوري؟
ـ نعم العراق متمسك، والعراق اثبت والتزم بهذه القرارات، ونحن متمسكون بالقرار العربي المشترك في التعامل مع الأزمة السورية، وسوريا لم تدع الى القمة، التزاما منا بقرارات الجامعة العربية.

* هناك خلافات جوهرية بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي من العلاقة مع ايران، والموقف من النظام السوري أو الثورة السورية، وقضية البحرين؟ كيف سيتم التعامل معها خلال القمة؟
ـ الموقف العراقي كان واضحا جدا ومستقلا، ونال احترام الجميع في التعامل مع الأزمة السورية، في الوقت الذي كان المطلوب من العراق أن يمتنع عن التصويت امتنع.. وفي الوقت الذي كان مطلوبا منا أن نتحفظ تحفظنا، وفي الوقت الذي كان على العراق أن يسير مع القرار والاجماع العربي التزم بذلك، حتى ان كان لدينا توجهات أو رؤى معينة حول كيفية المعالجة، الا ان العراق ملتزم بقرارات جامعة الدول العربية في هذا الموضوع، وهو لا يخضع ولايتأثر بنفوذ هذا البلد أو ذاك.

* كانت هناك مطالبة خليجية بأن تتخذ قمة بغداد قرارا واضحا يدين التدخل الإيراني في الشؤون العربية، ما موقفكم من هذه المطالبات؟ وهل إن العراق يعتبر ايران خطا أحمر؟
ـ ليس هناك اي شروط على قمة بغداد، كل القضايا مفتوحة للنقاش لبحثها ومعالجتها، ومثلما للعراق علاقات مع ايران، فللعراق علاقات ايضا مع دول الخليج، ولكن الفرق بين علاقة العراق مع ايران وعلاقة المملكة العربية السعودية والكويت وقطر أو البحرين معها، هو اننا نشترك مع ايران بحدود طولها 1300 كيلو متر، وهناك تاريخ وهناك ملفات وهناك قضايا.. ففي الوقت الذي نكون فيه اصدقاء للعرب وجزء منهم، ومن هذا المحيط العربي فنحن اصدقاء لأميركا التي تعتبرها إيران عدوها الأكبر.. نحن حلفاء مع ايران ايضا ومع تركيا ايضا ومع كل الدول.. ليس من مصلحتنا اطلاقا، الدخول في محاور مع أي طرف ضد طرف آخر.

في الأزمة السورية


* كان هناك حديث حول مبادرة عراقية لحل الأزمة السورية؟
ـ هذه المبادرة كانت في سبيل انجاح المبادرة العربية، من خلال اقناع الجانب السوري بقبول ذهاب بعثة المراقبين من قبل الجامعة العربية الى سوريا لوقف العنف، وسحب المظاهر المسلحة من المدن السورية، واطلاق سراح المعتقلين، والسماح للاعلاميين والمنظمات الانسانية بإيصال المساعدات، هذه المبادرة كانت تصب في مساعي انجاح المبادرة العربية، ولم تكن متعارضة او متناقضة معها.

[caption id="attachment_55233582" align="alignright" width="241" caption="زيباري.. دبلوماسية هادئة"]زيباري.. دبلوماسية هادئة[/caption]

* هناك أنباء تحدثت عن غضب أميركي لتنسيق المالكي مع موسكو بشأن سوريا، وكانت انباء تحدثت ايضا عن اتصالات روسية مع العراق بشأن سوريا، وهل سيكون هناك تنسيق عراقي روسي في ظل امتعاض دول خليجة من روسيا؟
ـ لدينا اتصالات مستمرة مع الجانب الروسي، وهناك دعوة وجهت اليّ لزيارة موسكو، نحن لدينا علاقات مع الجميع مع اميركا مع موسكو مع ايران مع سوريا، وهذا سيساعدنا على أن نقوم بدور إيجابي لمعالجة الازمة السورية.

* كيف تنظرون الى الفيتو الروسي والى الموقف الروسي من الثورة السورية؟
ـ لا نتدخل في قرارات دولة عظمى كروسيا، العراق في الأمم المتحدة صوت ضد انتهاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان مع 137 دولة، وروسيا كانت في الطرف الآخر.

* العديد من دول الجوار السوري تقوم باستقبال النازحين، هل العراق مستعد لاستقبال نازحين سوريين؟
ـ نعم بالتأكيد، فنحن لا ننسى كرم الشعب السوري وضيافته في الفترات الصعبة في تاريخ العراق، دائما سوريا احتضنت المهاجرين واللاجئين من العراقين، والعراق ايضا لن يبخل بذلك، اذا كان هناك نزوح بالتأكيد سوف نقوم بواجباتنا في استضافتهم والتعهدات الانسانية.

نشاط دبلوماسي


* الى أي مدى حركت استضافة العراق للقمة العربية، عجلة الدبلوماسية العراقية تجاه العرب وحل الملفات العالقة معهم؟
ـ هناك تحرك على كافة الأصعدة، وهناك نشاط ملحوظ في الدبلوماسية العراقية لتهيئة كافة الأجواء المناسبة والملائمة لعقد قمة بغداد، القمة خلقت زخما داخليا وطنيا في دعم الحكومة في هذا الاتجاه، ومعالجة القضايا والمشاكل السياسية بين الكتل والأطرف، وايضا أعطى زخما في انفتاح دول على العراق، وتواصل العراق مع الدول العربية الشقيقة، هناك انفتاح على المملكة العربية السعودية، وهناك وفد عراقي سيتوجه قريبا لتوقيع اتفاقية لتبادل السجناء بين البلدين. وأعلنت السعودية مؤخرا تعيين أول سفير لها غير مقيم، لدى العراق منذ عام 1990، وقبل يومين قمنا بزيارة مهمة وناجحة للكويت لمعالجة كل الملفات والقضايا العالقة. وأنا كنت في زيارة الى البحرين قبل فترة لتهدئة الأجواء وتطمين الجانب البحريني بأن العراق لا يريد الا الاستقرار في البحرين، ويحترم استقلال وسيادة وحرية اختيارات الشعب البحريني، وايضا في كافة الدول العربية، التي ارسلنا اليها دعوات حضور القمة، وحملنا اليهم الدعوات. وقمنا بتسوية مع الحكومة المصرية لدفع المستحقات المالية للمصريين، الذين كانوا يعملون في العراق في أواخر الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم، وسميت بالحوالات الصفراء، دفعنا حوالي 260 مليون دولار وهذا مبلغ مهم، يعني سوف يستفيد منه حوالي 670 الف مواطن مصري لتسديد حقوقهم.

* على ذكر زيارتكم الأخيرة الى الكويت، ما نسبة النجاح التي حققتموها في حل الملفات الشائكة بين البلدين؟
ـ النجاح في إعادة الثقفة وتوفر الارادة السياسية، بتوفر هذين العاملين، كل القضايا قابلة للمعالجة والحل.. كانت العلاقات يشوبها توتر وفتور، لكن هذه الزيارة الأخيرة للسيد رئيس الوزراء والوفد الوزاري المرافق له، حقق اختراقا كبيرا لهذه الجبهة المتوترة بين البلدين.

* ولكن هناك وجهات نظر متباينة حول العلاقات العراقية الكويتية، في العراق، خاصة ما يتعلق بميناء المبارك، اتهمتم بالتساهل في هذا الموضوع مع الكويت من قبل اطراف سياسية عراقية، الى اي مدى هناك تحديات داخلية عراقية لحل الملفات بين البلدين، فهناك في العراق من لايزال يعتبر الكويت محافظة عراقية؟
ـ هذا موضوع جانبي غير أساسي في العلاقات العراقية الكويتية، وميناء المبارك وما يثار حوله ليس في صلب القضايا الاساسية والجوهرية المعقدة والشائكة بين الطريفين، العراق مازال محكوما بقرارات دولية تحت طائلة الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، هذه القرارات مازالت سارية فهناك استحقاقات على العراق، وكنا نطالب الجانب الكويتي بإبداء الليونة لمعالجة بعض القضايا، مثلا الحجز والدعاوى على الخطوط الجوية العراقية، فبعد عشر سنوات من سقوط نظام صدام حسين الذي غزا الكويت، هذه الدعاوى كانت تطاردنا في كل مكان، ولم نتمكن بسببها من إنشاء شركة طيران عراقية، على الرغم من كل الامكانيات الموجودة في العراق، بسبب هذه الاشكالية، وتم معالجتها وايضا تم حل قضية الايفاء بالتزاماتها بترسيم العلامات الحدودية البرية بين العراق والكويت، وأيضا بحرية الملاحة.. فالكويت هو المنفذ الوحيد للعراق على الخليج العربي، أما ميناء المبارك فلم يكن اطلاقا قضية اساسية خلال مباحثاتنا مع الجانب الكويتي، واثيرت من قبل أطراف إعلامية بهدف الاثارة، لذلك نحن نتمسك بحقوقنا وأن لا يؤثر هذا الميناء على مصالح العراق وحرية الملاحة للعراق.

* فيما يخص سداد مستحقات المصريين المالية المجمدة منذ اكثر من 20 عاما؟ لم تأخر العراق عن سدادها، وهل التهديدات من قبل الإخوان من "غضب مصري" ومطالباتهم بمقاطعة القمة العربية في بغداد، كانت هي السبب لحل ملف الحوالات الصفراء؟
ـ صحيح انها تعود الى 22 سنة، لكن لم تجر تسويتها بسبب التهديدات، فنحن انجزنا هذا الموضوع قبل عام تقريبا، ورصد المبلغ.. أما ما يخص تأخير تنفيذ القرار، فكان بسبب الظروف التي مرت بها مصر وتغيير النظام، الظروف منعت متابعتها بالشكل المطلوب، فهذا المبلغ كان قد خصص ضمن ميزانية الدولة العراقية وجاهر للصرف، وعندما تفاوضنا مؤخرا مع الجانب المصري، قررنا ان ندفع اصل الدين، وأي قضايا اخرى يمكن أن نبحثها لاحقا، وقلنا لهم اننا رصدنا المبلغ اي الحوالات الصفراء، وانه يمكنهم الاستفادة منه بدفع مستحقات العمال المصريين، وأكدنا للجانب المصري على أي قضايا اخرى بشأن التزاماتنا يمكن بحثها، فهناك خلافات في وجهات النظر ربما، ولكنها قابلة للنقاش.

* هل استعاد العراق دوره العربي والإقليمي؟

ـ بالتأكيد، فعقد القمة في بغداد، سوف تكون رسالة قوية الى العالم بأسره، وسوف يثبت أن العراق اندمج في المحيط العربي، وسوف تكون رسالة لتعزيز ثقة العالم والأسرة الدولية بدور العراق، وسوف تفتح جميع المجالات للتعاون والاستثمار والتبادل التجاري في العلاقات الدبلوماسية في السياحة، وان العراق استعاد وضعه الطبيعي، وسوف يقوم بدوره في الساحة العربية والإقليمية.
font change