مريم بن فهد: منتدى الإعلام العربي أكبر مظلة جامعة للإعلاميين العرب

مريم بن فهد: منتدى الإعلام العربي أكبر مظلة جامعة للإعلاميين العرب

[caption id="attachment_55235051" align="aligncenter" width="620" caption="مريم بن فهد"]مريم بن فهد[/caption]

أعلن نادي دبي للصحافة عن اكتمال الترتيبات النهائية لمنتدى الإعلام العربي الذي يستضيف نحو 300 مشارك من مختلف أقطار الوطن العربي والعالم من بينهم 70 متحدثا في الجلسات وورش العمل الرئيسة، من رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة والمراسلين ومقدمي ومعدي البرامج والأكاديمين والباحثين من الصحف والتلفزيونات والإذاعات والوكالات والمؤسسات التعليمية والبحثية. كما تجاوز عدد المسجلين لحضور المنتدى إلكترونياً 2500 شخص من 45 دولة، مع توقعات بازدياد أعداد المشاركين مع انطلاق فعاليات المنتدى.

"المجلة" حاورت مريم بن فهد المديرة التنفيذية لنادي دبي للصحافة ومنتدى الإعلام العربي وسألتها عن المنتدى ومحاوره وعن الإعلام التقليدي ودور شبكات التواصل الاجتماعي في المشهد الإعلامي في زمن "الربيع العربي" فكان الحوار التالي:

تراكم التجارب


* كيف تقيّمون منتدى الإعلام العربي بعد أكثر من عقد على انطلاق فعالياته؟
ـ لسؤالك إجابة من شقين:
الأولى: هي أن تراكم تجربة عشر دورات ناجحة حملنا مزيداً من المسؤولية تجاه جمهورنا، فكون المنتدى بات أكبر مظلة جامعة للإعلاميين العرب ليناقشوا همومهم وآمال المهنة وتطلعاتها ضمن جلساته وورش عمله، فذلك لن يعني سوى مزيد من الاجتهاد لنبلغ مراحل أعمق في الطرح وأشمل في المنهج، ولقد تمكنا بحمد الله من بناء شبكة متينة من العلاقات المهنية والإنسانية مع الإعلاميين في الوطن العربي والعالم، وأعتقد أن هذه الشبكة هي العامود الفقري لرفد مشاريع نادي دبي للصحافة.

كما حملنا ذلك مسؤولية أكبر أمام تطلعات راعي المنتدى، سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي يولي أهمية قصوى لدعم مسيرة الإعلام العربي والنهوض به، ليسمع رسالته إلى العالم أجمع، وليكون شريكاً في تحقيق التنمية وبناء المجتمعات.

[caption id="attachment_55235053" align="alignright" width="207" caption="مريم بن فهد: الإعلام الحكومي فقد العديد من مشاهديه في عصر البدائل والفضاء المفتوح"]مريم بن فهد: الإعلام الحكومي فقد العديد من مشاهديه في عصر البدائل والفضاء المفتوح[/caption]

الشق الثاني من الإجابة: وهو يتعلق في المعنى الحرفي للتقييم، حيث قام فريق العمل باستحداث العديد من الأدوات العلمية لتقييم كل دورة من ناحية الموضوعات المطروحة، التوصيات والمقترحات، مستوى التنظيم، وكل ما يتعلق باللوجستيات، وهذه الأدوات تعتمد بشكل أساسي على تقييم رواد المنتدى والمتابعين لنشاطاته من مختلف أرجاء العالم. وأعتقد أن أهم ما يميز الدورة الحادية عشرة، هو استنادها إلى مخرجات الإصدار الرابع من تقرير نظرة على الإعلام العربي، والذي رصد التغير والتطور في المشهد الإعلامي في 17 دولة عربية، وأعد دراسة منفردة حول أنماط الاستهلاك الإعلامي في أربع دول تلعب دوراً محورياً في صناعة الإعلام. وقد ساهمت هذه المخرجات في تغذية محاور وموضوعات هذه الدورة، بما قدمته من أرقام وإحصائيات وحقائق حول المشهد العربي والدولي. وقد بنينا حولها دائرة من المتحدثين الأكفاء من أصحاب الخبرات والتجارب والمعرفة في مجالاتهم بما يتناسب مع تخصصاتهم، ليشارك نحو 70 متحدثاُ ونحو 300 ضيف من خارج الدولة، وأكثر من 2500 من قادة الفكر والعاملين في المجال الإعلامي وطلبة الإعلام، ممن قاموا بالتسجيل على بوابة المنتدى الإلكترونية:http://www.arabmediaforum.ae/ar/home.aspx


المكتوب يظهر من عنوانه


* ما هي أهميّة منتدى الإعلام العربي الآن بالذات في هذه المرحلة، التي تمر فيها المنطقة بتحولات كبرى؟
ـ كما يقولون في الأمثال "المكتوب يظهر من عنوانه" وعنوان هذه الدورة يشير إلى أهمية التوقيت، وقد فرض نفسه ليكون "الإعلام العربي: الانكشاف والتحول"، حيث كانت كاشفة بامتياز لمنظومة العمل الإعلامي العربي ككل، وقد شهدت تحولات غير مسبوقة. فخلال أكثر من ثمانية عشر شهرا مضت، شهدت المنطقة العربية أحداثاً كبرى، وحراكا سياسياً واجتماعياً غير عادي، وقد انسحب ذلك على المشهد الإعلامي العربي باعتبار أن الإعلام مرآة للواقع، بل هو في قلب الأحداث وشريك في صنعها أحيانا، وقد نجح المنتدى في أن يساهم في تحديد التوجه والبوصلة العامة لأبرز المستجدات في الساحة الإعلامية، من خلال الحوار والتحليل والنقاش وتبادل الأفكار، ليقدم لرواده ملخصاً كاملاً للمشهد نحاول بقدر المستطاع أن نختزله في يومين.

كما أشير إلى أننا اخترنا هذا التوقيت، للكشف عن مخرجات الإصدار الرابع من تقرير نظرة على الإعلام العربي، لرصد التغيرات المتسارعة في صناعة الإعلام، وليقدم التقرير والمنتدى قراءة شاملة في شكل ونوع التبدل في نمط عمل وحجم الاستثمارات في الصحف المطبوعة والإذاعات ومحطات التلفزة والوكالات ووسائل الإعلام الجديدة. وإلى جانب الدراسة المسحية قام التقرير بإجراء مقابلات مع نخبة من وسائل الإعلام في الوطن العربي.
كما أريد أن أقول إننا نستثمر سنوياً هذا الحشد الضخم لإعلان أسماء الفائزين بجوائز الصحافة العربية، والتي تحتفل اليوم هي الأخرى بأولى دوراتها بعد عقد شهد تكريم 136 إعلامياً مبدعاً من مختلف أرجاء الوطن العربي والعام، وسيعقد الحفل في مساء يوم التاسع من مايو (أيار) ومباشرة عقب اختتام فعاليات المنتدى.

الإعلام الجديد


* يبدو أن "الربيع العربي" قد أملى عليكم محاور المنتدى لهذا العام.. نلاحظ اهتماما بما يسمى "الإعلام الجديد"؟
ـ منتدى الإعلام العربي يرصد أبرز الظواهر والقضايا التي تبرز على الساحة الإعلامية العربية والدولية، ومن الطبيعي أن يعكس الواقع المعاش، ولا أقول الربيع العربي، وإنما أقول تبعات الأحداث العربية على المشهد الإعلامي هي من يحدد برنامج المنتدى، والذي يستند إلى البحث والمتابعة الشاملين. ومن الطبيعي أن يكون هناك جلستان أو ثلاث من أصل 11 جلسة وورشة، تلقي الضوء على موضوع الإعلام الجديد، فلقد دخلت شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات في حلبة المنافسة مع كبريات وسائل الإعلام في نشر المعلومات والأخبار والصور والمقاطع التلفزيونية.

* على ذكر "الإعلام الجديد".. هل تعتقدون فعلا أن "تويتر" و"فيس بوك" وغيرهما، يمكن فعلا تسميتها بالإعلام؟
ـ في رأيي الشخصي ان استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، لم يرتق لأن يشكل مصدراً للمعلومات أو إعلاماً بالمعنى الحقيقي، ولكنه مكمل أساسي وأحيانا رئيس لمنظومة التواصل الإنساني، وفي جلسات المنتدى جدل كبير بين من يراه إعلاماً، وبين من لا يعترف بها، وبين من يراه المستقبل.

* بعيدا عن دول "الربيع".. الإعلام "التقليدي منه" على حاله، ولا مكاسب حقيقية يلحظها الانسان العربي العادي.. ما رأيكم؟
ـ الإعلام التقليدي مازال مسيطرا على إنتاج المعلومة، ولكنه فقد السيطرة على طرق انتقالها، وأعتقد أن أكثر ما يحتاج إلى التطوير، هو المفهوم التقليدي للإعلام الحكومي، الذي فقد العديد من مشاهديه في عصر البدائل والفضاء المفتوح.

[caption id="attachment_55235052" align="alignleft" width="300" caption="منتدى الإعلام العربي.. منصة لكل الراغبين بالحضور والمشاركة"]منتدى الإعلام العربي.. منصة لكل الراغبين بالحضور والمشاركة[/caption]

لقاء نخبوي!


* يرى البعض أن المنتدى هو لقاء سنوي للنخبة.. يومان أو ثلاثة في دبي، وبعدها كل يعود من حيث أتى حتى الملتقى.. هل في مثل هذا الكلام بعض من حقيقة؟
ـ هو فعلاً لقاء سنوي للنخب، ولكنه ينظر إلى الطالب المبدع كنخبة، وصاحب التجربة الإعلامية الجديدة كنخبة، والإعلامي الشاب كنخبة، وصاحب سنوات الخبرة الطويلة ومدير المؤسسة الإعلامية كنخبة...
أخي الكريم، هذه المنصة تفتح أبوابها لكل الراغبين بالحضور والمشاركة، ولو ألقيت نظرة سريعة على رواد كل دورة لوجدت أن نسبة التكرار بين المتحدثين لا تتجاوز 5 في المائة سنوياً، وأنه في كل سنة يستضيف وجوها جديدة، كما الموضوعات والقضايا المطروحة، وإلا لكان قد فقد بريقه، ولم يحقق أي نمو ثابت في عدد رواده.

العام الماضي شهد مشاركة 2800 إعلامي و23 ألف متابع عبر قناة النادي، التي تعتمد البث المباشر على موقعنا الإلكتروني من 40 جنسية مختلفة، ونتوقع نمواً أكبر في عدد ونوع الحضور والمشاركين في هذه الدورة.
وأود الإشارة إلى أن استقطاب صحافي لمدة ثلاثة أو أربعة أيام خارج عمله، للمشاركة في المنتدى ليست بالمهمة السهلة.

لا يمكن لنا فرص نقاشات المنتدى على المؤسسات، وكل مشارك ينتقي ما ينسجم مع مؤسسته وعمله، التغيير والتطوير لا يحدثان بين ليلة وضحاها، وإنما هما نتاج جهد متواصل، فالحلول والرؤى والأفكار المطروحة في المنتدى، من خلال الحوار والتفكير الجماعي، كلها تصب في مصلحة المؤسسات، من خلال تركيزها على الصناعة والمستجدات، وتسهم بشكل سنوي بتطوير العمل الإعلامي في المنطقة.

* ألا ترون أن كثرة المحاور والمتحدثين والمحاضرين، قد لا تؤدي الغرض من مثل هكذا منتدى، فيتوه المشارك والمتابع معا، ونخرج بغير المبتغى؟
ـ في تقديري وبحكم تجربتي المتواضعة في تنظيم ثماني دورات متتالية، هذا هو الحد المعقول لعدد المحاور والجلسات، وكما أشرت سابقاً ما يحدد البرنامج هو واقع المشهد الإعلامي، واختزاله في 8 جلسات رئيسية و3 ورشات صباحية، هو مهمة صعبة، تتطلب خبرة ومفاضلة وبحثا وتقييما طويلا. لا يمكن للمنتدى أن يكون بمعزل عن واقعه ومحيطه، وهو مرآة تعكس واقع المشهد الإعلامي العربي والدولي، بما فيه من تطورات ومستجدات.. وكلنا أمل أن تكون هذه الدورة بمستوى التوقعات بإذن الله.
font change