الصلاة عليه في المسجد الحرام ومكة المكرمة مثواه

الصلاة عليه في المسجد الحرام ومكة المكرمة مثواه

[caption id="attachment_55236243" align="aligncenter" width="619"]خادم الحرمين الشريفين يؤدي صلاة الميت على الأمير نايف بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين يؤدي صلاة الميت على الأمير نايف بن عبدالعزيز[/caption]


ومن بين من حضر الى المملكة لتقديم واجب العزاء والمواساة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية ووزير خارجية النيجر محمد بازوم والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الصومالي شريف شيخ محمد والرئيس محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي ورئيس المجلس العسكري بجمهورية مصر العربية المشير محمد حسين طنطاوي والفريق أول مهندس ركن عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع بجمهورية السودان ورئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والرئيس إسماعيل عمر جيله رئيس جمهورية جيبوتي والرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية ورئيس جمهورية أفغانستان حامد كرزاي ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي.


رجل دولة




وفاة الأمير نايف كان لها وقع الصدمة على أبناء الشعب السعودي ومعهم أشقاؤهم العرب الذين عبروا عن حزنهم لفقدان رجل كان من الهامات الكبرى ومن الشخصيات السياسية التي طبعت ببصماتها أكثر من نصف قرن من العمل الوطني والقومي.
"المجلة" سألت عددا من الاعلاميين والكتاب والأكاديميين السعوديين والعرب لمعرفة آرائهم في الرجل الذي تميز بحكمته وحزمه وعزمه وانتقل الى جوار ربه تعالى بعد حياة طويلة من العطاء اللامحدود لوطنه وشعبه وأمته.

يقول الكاتب والاكاديمي السعودي علي الخشيبان: "فقد المجتمع السعودي برحيل الامير نايف بن عبد العزيز رمزا امنيا كبيرا ظلت علاقته بالأمن وبالمجتمع السعودي قائمة على مدى أربعة عقود مضت استطاع أن يكسب من خلالها رحمه الله ثقة أبناء المجتمع أمام الأزمات الأمنية الكبرى التي واجهتها السعودية خلال العقود الماضية ولقد كانت هناك ثلاث مراحل كبرى مر بها الأمن في المملكة كشفت عن حجم الراحل وقدراته في معالجة القضايا الامنية الكبرى".

ويضيف في تصريحات لـ"المجلة": "قضية احتلال الحرم المكي من قبل جماعة جهيمان قبل ثلاثة عقود كانت المحطة الأولى في المعالجات الأمنية الناجحة التي اتخذها رحمه الله وقد كشفت هذه الأزمة عن تلك القدرات الهائلة لجهاز وزارة الداخلية في المملكة وآليات معالجة المشكلات القائمة.
بعد منتصف الثمانينات الميلادية حدثت مشكلة الهجوم على الحجاج ومحاولة تخريب الحج من قبل حجاج إيرانيين وقد كانت هذه من المنعطفات المهمة في تاريخ المملكة الأمني حيث كان الحشد كبيرا من حجاج بيت الله الحرام والتدخل المني لم يكن سهلا أمام تلك الجموع الهائلة من الحجاج ولكن الخروج كان ميسرا فقد ساهم رحمه الله في رسم الخطط الأمنية الناجحة لإنقاذ أكثر من مليوني حاج في تلك الحادثة ولكن المملكة وبفضل من الله تجاوزت تلك الأزمات بفضل حكمته رحمه الله وارتباط اسمه الدائم بالحلول الأمنية الناجحة".

وقال الخشيبان: "عندما حلت ظاهرة الإرهاب تميز المملكة بقيادته رحمه الله بمعالجة فكرية وأمنية مميزه شهد لها العالم بكل اقتدار واستطاع رحمه الله تحقيق نجاحات أمنية ساهمت في درء الأفكار الضالة ومنعها من تدمير الوطن تحت مسميات فكرية باطلة.. إن فقدان الأمير نايف رحمه الله ليس سهلا ولكن يجب أن نتذكر انه رحمه الله ترك لنا منهجا ومسارا وفلسفة أمنية وفكرية سوف تساهم بإذن الله في تحقيق المزيد من النجاحات على يد رجال مخلصين عملوا تحت ظل وقيادة نايف رحمه الله سنوات طويلة".

ويقول الدكتور الشاعر عبد الرحمن العشماوي: "كان الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله رجل دولة متمرسا في العمل السياسي، وتشهد جهوده بخبرته العميقة وتجربته الطويلة في مجال الأمن الذي ظل يدير دفة وزارته زمنا ليس بالقصير وله رؤية مستقبلية واضحة صريحة، يؤكد بها أن كيان المملكة العربية السعوديه قام على راية الاسلام وأن هذه الراية هي التي تحفظ كيانها وترفع شأنها ولو لم يكن له الا جائزة السنة النبوية وموقفه القوي مع هيئة الامر بالمعروف لكفيا دليلين على ماذكرت.. رحم الله الامير نايف واحسن عزاء الوطن فيه".



[caption id="attachment_55236246" align="alignleft" width="300"]صاحب السمو الملكي الأمير سلمان وأصحاب السمو الأمراء يؤدون صلاة الميت على الأمير نايف بن عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان وأصحاب السمو الأمراء يؤدون صلاة الميت على الأمير نايف بن عبدالعزيز [/caption]


من جهته يقول الدكتور عبدالله الشمري، المحاضر في العلاقات الدولية و عضو جمعية العلوم السياسية إنع على الرغم من "متلازمة الامير نايف والامن وقيادته وزارة الداخلية منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي الا ان الامير نايف كان رجل سياسة من الطراز الاول وكان مسؤولا عن الكثير من الملفات السياسية المعقده وخاصة القضايا الحدوية كما اشتهر الراحل رضوان الله عليه بمواقفه المستقلة والقوية ومنها موقفه بعدم الجزم الكامل بمسئولية سعوديين عن احداث 11 سبتمبر والذي شاركه فيه عدد من الباحثين والكتاب الامريكيين لاحقا".

أما الكاتب الصحفي هاني الظاهري مؤسس وكالة أخبار المجتمع فقال: "لاشك أن الأمير نايف رحمه الله كان ركناً متيناً من أركان هذه الدولة ومصدر اطمئنان على الاستقرار الأمني في المملكة التي تحتضن أهم مصادر الطاقة في العالم ما جعل استقرارها أمنياً مطلب دولي قبل أن يكون محلياً.. ومما يُحسب للفقيد أنه أسس منظمومة أمنية أذهلت العالم أجمع طوال السنوات الماضية وخلال الحملة العالمية للحرب على الإرهاب، فقد تمكن باستراتيجيته الفريدة في تتبع خلايا القاعدة وتجفيف منابع تمويلها من أن يشل تماماً أخطر تنظيم إرهابي في العصر الحديث ويحول أفراده إلى مطاردين في أصقاع الأرض مطهراً بلاده منهم بعد أن كانت مركزاً لتفريخهم.. وبالطبع فإن مسيرة الأمير الراحل حافلة بالانجازات التي لايمكن حصرها في أسطر قليلة.. وستظل بصماته واضحه في سيرة هذه الدولة على مر التاريخ".

الكاتب السعودي عبدالله العلمي فقال: "توفي إلى رحمة الله الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولكن بصماته واضحة وجلية في محافحة الارهاب والقضاء على المعتدين من الداخل وعلى حدود الوطن. كذلك ستظل بصمات الأمير نايف واضحة من غزوة جهيمان الباطلة إلى تفجيرات الرياض وجدة وينبع. كما يعتبر الأمير نايف وتد خيمة الحج، برئاسته للجنة الحج العليا، ولن ينسى حجاج بيت الله الحرام حرصه على راحتهم. أما في الأعمال الخيرية، فقد وجه سموه رحمه الله لفعل الخير في شتى المجالات و خاصةً علاج المرضى في الخارج والداخل".

وقالت حليمة مظفر الإعلامية والكاتبة بجريدة الوطن: "رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز وغفر له، وعظم الله أجر أبنائه وأسرته على رأسهم والدنا "أبو متعب" وألهم قلبه الكبير الصبر والسلوان على فقد أخيه وولي عهده الأمين الوفي، وبصدق لقد هبط الخبر على الوطن والسعوديين بشكل مفاجئ، صحيح أن الموت حق سيتذوق كأسه كل حي، ولن يبقى إلا وجه الحي الكريم الذي لا يموت سبحانه وتعالى، لكن الأمير نايف كان رجل الأمن الأول في "وزارة الداخلية" وهي بمثابة قلب الدولة وصمام الأمان والأمن ولهذا هي تحتل أهمية كبيرة وحساسة في كل دولة ومجتمع، وهو بكثير مما قام به من أعمال ومسؤوليات ومهام شكل بشخصيته علامة تاريخية راسخة جمعت بين الحكمة والرزانة والرحمة وأيضا الصرامة والحزم، ولهذا استطاع مواجهة الإرهاب والإرهابيين في سنوات قليلة بينما ما تزال الكثير من الدول في منطقة الشرق الأوسط وبعضها ترتبط معنا بحدود ملتهبة تعاني من نار الإرهاب وجرائمه.
وتضيف: "ليس هذا فقط.. لقد رسخ الأمن والاستقرار بالسعودية خلال فترات زمنية حرجة مرت بها المنطقة منذ حرب الخليج الأولى وصولا للحرب على العراق وحتى اليوم خلال التوترات التي تمر بها المجتمعات خلال ما تم تسميته بعام الربيع العربي، كل ذلك وأكثر يُحسب له وبشكل كبير، اتسمت به سيرته وتاريخه على مدى سنوات حياته التي لا يمكن اختزالها في سطور قليلة الآن، فنسأل الله العلي الكريم له الرحمة والمغفرة وأن يعوضنا خيرا في أبنائه وأبناء الوطن".


طريق الصلاح




ومن الكويت سألنا عالم الاجتماع د. محمد الرميحي فأسهب قائلا: "قبل اقل من عام زار الامير نايف بن عبد العزيز وكان وقتها وزيرا للداخلية الكويت، ودعاه الاخ عبد العزيز البابطين في ديوانه مع عدد محدود من اهل الكويت للترحيب بسموه رحمه الله، كنت من المدعوين، وطالت الجلسة لأكثر من ساعتين دونت ما قيل فيها بعجالة ولم استخدم تلك الأفكار على اساس ان أعود إليها في المستقبل، وأفاجأ وأنا على سفر بإعلان وفاة الفقيد.
مما أتذكر، ولم تعد الأوراق الآن معي ان الرجل طاف على موضوعات عديدة ووجدت انه ملمّ بالتحديات التي تواجه دول الخليج وبخاصة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي ترغب التحديث الحذر وتراهن على أصالة شعب ليس بينه وبين الحاكم سوى مخافة الله. قال رحمه الله ان التحديات القادمة من الجيران تحديات سياسية تستهدف عقول شبابنا ونحن لا نفرق بين المذاهب فالجميع مسلمون وموحدون، انما البعض يريد ان يضخم الفوارق حتى تحدث الفرقة للاستفادة السياسية.


[caption id="attachment_55236248" align="alignleft" width="300"]الأمير نايف ينقل الى مثواه الأخير الأمير نايف ينقل الى مثواه الأخير[/caption]


وطاف رحمه الله بفلسفة الحكم في السعودية التي هي قائمة على مدرسة عبد العزيز المؤسس وهي التي تحاول رأب الصدع ولم الشمل والدعوة بالحسني والاستفادة من منجزات العصر. أسهب رحمه الله في توصيف تلك المدرسة التي تركها الأب للأبناء والأحفاد ما تمسكوا بها صلح الحكم وتتابعت المسيرة.
لاول مرة وقتها استمع بإسهاب من الرجل.. قلت بعدها في لقاءات خاصة ان الرجل مليئ بالأفكار ومطلع على سير الامور وعارف برغبات الناس ولديه تحليل ناجع للمشكلات التي يواجهها مجتمعه ومحيطه.. كانت ليلة طال الحديث فيها وتشعبت الموضوعات ولكن الأبرز ان نايف رحمه الله كان قارا ومتابعا وقريبا الى الناس لا يتقيد بما يكتب في التقارير كما قال فمن يكتبها بشر يصيبون ويخطئون.
لقد خسرنا رجل دولة وصاحب رؤية الا أنها سنّة الحياة ولنا في إخوته وأبناء عبد العزيز وأحفاده العزاء.. فنحن لا نعزيهم ولكن نتقبل العزاء معهم وان كان فارس قد مضى فنحن في بشر من صعود فارس آخر من أبناء عبدالعزيز الى صهوة المسؤولية يتابع طريق الصلاح".

ومن الأردن قال السفير السابق عضو مجلس الأعيان فالح الطويل في تصريح لـ"المجلة": "أعتقد أنني أتحدث باسم المثقفين الأردينين والكتاب، ونحن نتقدم بالتعزية لجلالة الملك عبدالله، بل بأحر التعازي وصادق المواساة، لقد تألمنا لسماع الخبر ولكننا متاكدون بأن العائلة والمملكة سوف تسمو فوق الاحزان وتستمر في طريقه لخدمة العرب، والقيام بدورها المصيري والمؤسسي. نحن نعلم بان الخسارة كبيرة ولكننا نعلم بتقاليد العرب الكرام.. إذا مات منّا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول".

مساعد رئيس الجمهورية السوداني السيد جعفر الصادق الميرغني، أكد بدوره لـ"المجلة" أن الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، كان رمزا من رموز المملكة العربية السعودية، وله دور حاسم في الأمن وتعزيز محاربة التطرف، وقد خدم المملكة بشرف وتفاني، وأسس لقاعدة الأمان المستدام، وجهوده لم تنحصر في مجال واحد، وقال"بالرغم من الفقد العظيم إلا أن المملكة العربية السعودية ستسطيع أن تتجاوز كل المحن، نحن على ثقة من ذلك". وقال: "الفقد أصاب الوطن العربي كله فإنه:
لم تكن الرزية فقد مال.. ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر... يئن لموته خلق كثــــير
font change