فشل القوة الناعمة للجمهورية الإسلامية في إيران

فشل القوة الناعمة للجمهورية الإسلامية في إيران

[caption id="attachment_55236915" align="aligncenter" width="620"]حزب إيراني قريب من المرشد يبشر الايرانيين بحل جميع مشاكلهم حزب إيراني قريب من المرشد يبشر الايرانيين بحل جميع مشاكلهم[/caption]



وعلى هذا فإن الاستياء الحكومي من الوضع الثقافي في إيران لا يتوقف على الإطلاق. لقد حققت الثورة السياسية التي قامت عام 1979، هدفها في الإطاحة بنظام الشاه، ولكن لم تتوقف عملية الثورة الثقافية وما زال مشروع إعادة أسلمة المجتمع الإيراني وثقافته مستمرا، إذ توضع سنويا برامج وخطط جديدة لتغيير ثقافة المجتمع وأسلمتها. ولكن يحاول النظام تحقيق المستحيل، ويؤمن بانتصار الأمل على التجربة.


عسكرة الساحة الثقافية



في خطاب ألقاه عام 2003، صرح آية الله علي خامنئي قائلا: "لا يحتاج أعداء إيران إلى مدفعية وبنادق وما إلى ذلك، بقدر ما يحتاجون إلى نشر القيم الثقافية التي تؤدي إلى فساد الأخلاق. لقد قالوا ذلك مرات عديدة، وقرأت مؤخرا في الأخبار أن مسؤولا رفيعا في مركز سياسي أميركي مهم قال: (فلنرسل لهم بدلا من القنابل، تنورات قصيرة). وهو على صواب، فإذا أثاروا الرغبات الجنسية في أي دولة، ونشروا الاختلاط غير المقيد بين الرجال والنساء، وقادوا الشباب إلى سلوك يميلون فيه بطبعهم إلى الغرائز، لن تكون هناك حاجة إلى المدفعية أو البنادق لمواجهة هذه الدولة".

اللافت للانتباه هو كيفية استخدام الحكومة الإيرانية للتعبيرات العسكرية ومصطلحاتها واستعاراتها في الحديث عن الثقافة. ونظرا لأن خامنئي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، فهو أيضا يعتبر ذاته القائد الأعلى للثقافة الإسلامية. وهو الشخص الذي يحدد تعريفها ويمثل السلطة المعنية بتنفيذها.




[blockquote]
الفتوى في التقاليد الشيعية هي رأي قانوني يطرحه فقيه إسلامي، آية الله، أو خبير ديني آخر، ولكل فتوى نفس الصلاحية الدينية بغض النظر من هو الآية الله الذي أصدرها. وعلى الرغم من أنه يتوجب على أتباع كل ملا الالتزام دينياً بفتاواه، إلا أن الفتاوى نفسها قابلة للتغيير، ولا يعتبر آيات الله معصومين من الخطأ. وتعتبر فتاواهم بمثابة إعلانات عن فهمهم لإرادة الله، وليس إرادة الله نفسها. وحتى آية الله الخميني كان قد نقح بعض فتاواه بعد إجراء مناقشات. [/blockquote]






ما يراه خامنئي غزوا ثقافيا، يجب أن يعتبر حربا واسعة النطاق في تاريخ البشرية. من وجهة نظره، جيوش الأعداء لا تعد ولا تحصى وتشمل جميع أفراد المجتمعات الغربية، التي تلتزم بقيم الحداثة الليبرالية والمؤسسات الثقافية ــ من الفنون إلى السياحة. ووصل الغرب أيضا إلى عولمة قيمه من أجل تسميم جميع الثقافات الأجنبية ــ ولا يتعلق ذلك بالمسلمين فقط، بل وبالثقافات غير الإسلامية مثل اليابان.
ووفقا لخامنئي، يتعرض العالم الإسلامي على وجه التحديد لهجوم عنيف، حيث يحاول المستعمرون الثقافيون الغربيون تدمير «أصالة» المسلمين الثقافية، ويحرمونهم من «إبداعها» وهناك أيضا عقول مستعمرة داخل المجتمع المسلم تعمل ــ عن علم أو عن جهل – كعميلة للغرب، يفسدون الساحة الثقافية ويلوثونها بميكروبات ثقافية غربية.

هؤلاء العملاء ــ مثل المثقفين والدارسين والفنانين والكُتاب ــ ينتجون القيم ذاتها التي يرغب المستعمرون في نشرها في جميع أنحاء العالم. لذلك تعتبر الجماليات خطرة تماما مثل السياسة التقليدية: "ربما لا يكون من السهل إدراك خطورتها، ولكن يجب أن نتأكد من أن الغرب لم يبتدعها عبثا".

تؤمن الآيديولوجيا الإسلامية الإيرانية بوجوب إدارة الحكومة الإسلامية لجميع الشؤون الثقافية في البلاد، لذلك يعتقد حكام إيران أن الثقافة الغربية تخضع لسيطرة مشددة من القوى السياسية ــ من إمبرياليين وصهاينة. ويعتبرون أن العالم الرأسمالي ليس مصمما من أجل العمل في إطار شبكة من اللامركزية، بل يرونه هيكلا موجها يستغل كل مواطن ويسيطر على الدول غير المتقدمة.
بمعنى أن كل شيء أصبح سياسيا، وأنه ينبغي على كل فرد في المجتمع أن يثبت إذا كان «معنا» أو «معهم». وليس من السهل على المرء أن يثبت أنه مع الآيديولوجيا الحاكمة.

تتسم الآيديولوجيات الشمولية بأنها متقلبة ويمكن أن تتغير أمزجتها سريعا، لأنه في النهاية، ليست المبادئ هي ما يحدد الآيديولوجيا، ولكن أهواء الحاكم. وقد يكون الولاء المطلق للآيديولوجيا الحاكمة أيضا محفوفا بالمخاطر، إذ تصبح عبادة الشخص مزايدة على الولاء للآيديولوجيا لدرجة أن يصبح الشخص هو المعيار الرئيس لمدى الولاء للآيديولوجيا.

كتب الفيلسوف والمؤرخ البولندي ليزيك كولاكوفسكي موضحا سبب قتل جوزيف ستالين لأشخاص كانوا يخلصون في الولاء للفكر الشيوعي، أكثر مما قتل معارضي الشيوعية: "إن هدف النظام الشمولي هو تدمير جميع أنواع الحياة المجتمعية، التي لا تفرضها الدول ولا تخضع لرقابة مشددة منها، فيصبح الأفراد منعزلين عن بعضهم الآخر، ويتحولون إلى مجرد أدوات في يد الدولة".

ويضيف كولاكوفيسكي قائلا: "أراد هؤلاء الذين آمنوا بالآيديولوجيا بجدية تفسيرها على طريقتهم، ودراسة ما إذا كانت هذه الخطوة السياسية أو تلك تتفق مع الماركسية ــ اللينينية على طريقة ستالين. ولكن حولهم ذلك إلى معارضين محتملين للحكومة، حتى وإن كانوا قد أقسموا على الولاء لستالين، إذ ربما يستدعون ستالين الأمس ضد ستالين اليوم ويستشهدون بحديث الزعيم ضد ذاته".

في السياق الإيراني، تبدو هذه الصورة مألوفة تماما: لم يتمرد مير حسين موسوي ومهدي كروبي ــ زعيما المعارضة الخضراء اللذان يخضعان للإقامة الجبرية منذ أكثر من 450 يوما وحتى الآن ــ على الآيديولوجيا الإسلامية، ولكنهما انتقدا خامنئي. وكان كلاهما مسؤولا سابقا ومؤمنا مخلصا للجمهورية الإسلامية، ولكنهما أدركا أن خامنئي انحرف عن المسار الأصلي للثورة.
وينطبق هذا أيضا على المثقفين الذين اعتبروا ملتزمين بالفكر الإسلامي منذ ثلاثة عقود، ولكن تنظر الحكومة إليهم الآن بصفتهم عملاء للغرب، يسعون إلى اختراق المجتمع المسلم وإفساده من الداخل.

من بين الأمثلة التي شهدت بداياتها مع الآيديولوجيا الإسلامية، ولكن خيبت تصرفات الحكومة آمالها وحولتها إلى المعارضة، المخرج السينمائي محسن مخملباف والشاعر الراحل قيصر أمين بور والمفكر عبد الكريم سروش. في الواقع المؤمنون المخلصون الذين يمتنعون عن الارتباط الأخلاقي أو الاقتصادي بالنظام، معرضون لأن يصبحوا مراجعين أو إصلاحيين.


منهج انتقائي



لا يعتبر الإسلاميون، العصر الذهبي هو الفترة التي تسبق الاستعمار الغربي مباشرة أو ظهور الحداثة في أوروبا. بل يعتبرون عهد النبوة، والخلافة الراشدة (بالنسبة للسنة) أو عهد الخليفة الرابع (بالنسبة للشيعة) هي الفترة المُثلى. إنهم يعتبرون تاريخ الإسلام فترة من سوء فهم الإسلام، وأن الإسلام انحرف عن مساره الرباني بعد فترة وجيزة من بدايته. ولا يرفضون مقاصد الإسلام وتاريخه الواقعي فقط، بل وأيضا علومه وتفسيره.





[blockquote]
تتسم الآيديولوجيات الشمولية بأنها متقلبة ويمكن أن تتغير أمزجتها سريعا، لأنه في النهاية، ليست المبادئ هي ما يحدد الآيديولوجيا، ولكن أهواء الحاكم. وقد يكون الولاء المطلق للآيديولوجيا الحاكمة أيضا محفوفا بالمخاطر، إذ تصبح عبادة الشخص مزايدة على الولاء للآيديولوجيا لدرجة أن يصبح الشخص هو المعيار الرئيس لمدى الولاء للآيديولوجيا.[/blockquote]




إنهم يريدون أن يقدموا تفسيرا «جديدا» للإسلام ليس مفترضا أن يتماشى تماما مع عهد النبوة. ونظرا لأنه من غير الممكن تفسير الإسلام دون الرجوع إلى مصادر تراثه، يتخذ هؤلاء الإسلاميون منهجا انتقائيا في التعامل مع التراث الإسلامي وكتبه ومؤلفاته وعاداته.
ويختارون ما يحتاجون إليه اعتباطا من أجل أجندتهم السياسية، ويتركون ما لا يخدم أغراضهم ــ بل ويجبرون الناس بين حين وآخر على نسيانه كلية. وبالتالي يستخدمون القوة، ليس فقط في محاربة التأثير الثقافي الغربي، بل وفرض صورتهم عن الماضي على عقول المسلمين ــ في تلاعب بذاكرة وهوية المسلمين التاريخية. لذلك يحاولون إعادة أسلمة المجتمع المسلم في عملية لا تنتهي مطلقا.

لا يشتبك الإسلاميون مع الحاضر والمستقبل فقط، بل مع الماضي أيضا. إنهم يحاربون الوقت ذاته ويريدون أن يستبدلوا به الخلود الأسطوري. لا يجد التشاؤم التاريخي لدى الإسلاميين علاجا، بل يقودهم إلى ممارسة مزيد من العنف حتى تصاب قدرتهم على استخدام القوة بالإنهاك؛ وهو ما يحدث في الوقت الحالي في إيران بعد التنفيذ الصارم للآيديولوجيا الإسلامية منذ ما يزيد على ثلاثة عقود.

ومن المثير للاهتمام أن نهجهم نحو الحداثة انتقائي أيضا. وهم لا ينكرون الحداثة بأكملها، بل يختارون منها التكنولوجيا والعلوم، ويرفضون ثقافات ورؤى عالمية محددة. ويستطيع تزاوج التكنولوجيا الحديثة والتفسير الآيديولوجي للإسلام، أن يسفر عن أكثر القوى ظلامية في عصرنا الحالي.


نقطة الصفر الثقافية



حاولت الجمهورية الإسلامية تحويل التراث الإسلامي إلى درع واق ضد الثقافة الحديثة. ولكن لم تكن مؤسسة رجال الدين ــ المصنع الأساسي لإنتاج التراث وحمايته ــ مجهزة للقيام بالمهمة. وبالفعل لم يكن رجال الدين أنفسهم حراسا ناجحين للتراث. تعاني عقلية رجال الدين من الانغلاق على مدار عدة قرون. كما أن خطابهم تكرار لما قاله علماء مسلمون منذ قرون عديدة.
وبعد قيام الثورة لم تكن المؤسسة الدينية متلائمة مع متطلبات وتوقعات الحكومة الإسلامية المقامة حديثا، وقد خضعت لتحديث هيكلي وبيروقراطي، ولكنها أخفقت في تحديث أسس فكرها ومعالجة تصلب التراث. وخصصت الحكومة مليارات الدولارات لمؤسسة رجال الدين ومؤسسات دينية أخرى، لكي تتمكن من العمل بدلا من المؤسسات الثقافية الحديثة.

جدير بالاهتمام أن وزارة الاستخبارات والحرس الثوري الجمهوري، احتفظا بسيطرة فعلية على الإنتاج الثقافي، ولكن لم تكن النتيجة مرضية للنظام. تتجاهل الآيديولوجيا الإسلاموية، كما هو الحال في الأنظمة الشمولية الأخرى، الطبيعة التلقائية التي تتميز بها الثقافة. لم يكن من الممكن أن تنشأ أي من الثقافات الدينية الماضية نتيجة لتخطيط اجتماعي وثقافي من السلطة الحاكمة.

ولكن تتطور الثقافة طبيعيا دون وعي وبحرية. وبالتالي أدى تدخل الحكومة في الثقافة من أجل قيادتها نحو توجه معين، إلى تدميرها.
من خلال فرض الرقابة على الإنتاج الثقافي، وإشهار إفلاس دور النشر والمؤسسات الثقافية الخاصة، واعتقال الكُتاب والفنانين، وتسريح الدارسين من الجامعات، وإلغاء التخصصات الإنسانية من الدراسة الأكاديمية، وتغيير الكتب الدراسية إلى كتب دينية، أخفقت الحكومة حتى الآن في إنتاج نوعها الخاص من الثقافة المقبولة.

تُعرف الآيديولوجيا الإسلاموية ذاتها بأنها «ضد» الحداثة أكثر من كونها «مع» بناء مجتمع أصلي وعملي. يزيد عمر «الاسلام السياسي» على القرن، ولكن لا توجد رؤية واضحة لما قد يبدو عليه مجتمع إسلامي على طراز المدينة الفاضلة. ونظرا لأن طبيعة الآيديولوجيا تعتمد على الإنكار بصورة أكبر، فإن قوتها تكمن في التدمير.





والمفارقة في هذه الآيديولوجيا «الاسلام السياسي» هي أنها تمنح دورا محوريا للثقافة والقوة الناعمة، ولكن في مواجهة القوة الناعمة الغربية تعتمد على القوة الصلبة العدوانية. ودون اللجوء المحتمل إلى العنف، يميل المجتمع المحلي إلى الخضوع لتأثير الثقافة العالمية الحديثة أكثر من الانعزال عنها.
تريد الآيديولوجيا الإسلاموية أيضا أن تستبدل الشريعة بالثقافة، لذلك من وجهة نظرها، يصبح الفقهاء الدينيون حراسا على الثقافة ويتولون مسؤولية فرض النموذج الشرعي على المجتمع. وترى الآيديولوجيا التي تنظر إلى الأفراد فقط من وجهة نظر شرعية أنهم جميعا مذنبون.


الثقافة تنقذ الأمة



كان الإسلاميون في إيران محظوظين عندما تولوا السلطة عام 1979، ولكن لم يحالفهم الحظ في حكم مجتمع ينعم بالحداثة بالفعل. لو لم تكن إيران حديثة منذ عقود قبل قيام الثورة الإسلامية، لكان فرض «النموذج الإسلامي للمجتمع» أسهل بكثير. وبالتالي أنقذت النساء والشباب والطبقة الوسطى في المدن الإيرانية البلاد من السير في اتجاه مشابه لأفغانستان تحت حكم طالبان.
وعلى الرغم من الضغط اليومي الممنهج على الشعب في إيران، فإن نسبة تزيد على 40 في المائة منه تشاهد القنوات الفضائية المحظورة، ويستخدم أكثر من 20 مليون شخص الإنترنت.

ولم تعد الثقافة السرية في إيران سرية، بل مرئية ومنتشرة. ويقف الجيل الجديد في وجه النموذج الثقافي الذي تفرضه الحكومة. وحتى الطبقات الدينية في المجتمع تميز بين إسلام الدولة والإسلام المدني، وتفضل الأخير باستمرار. ويشعر رجال الدين غير المنتمين إلى الحكومة، بأنهم أقرب إلى الشعب من هؤلاء الموجودين في السلطة. لقد فقدت الدولة الإسلامية وإسلام الدولة مصداقيتهما حتى داخل الحرس الثوري الجمهوري، وطبقة رجال الدين.

لم تأخذ الجمهورية الإسلامية في اعتبارها أن أسلمة المجتمع لها حدود. ولكنها أفرطت في استخدام سلطتها السياسية. يريد الشباب والنساء أن يتطلعوا إلى المستقبل، ولكن الحكومة تريد أن تجعلهم سجناء الماضي.
في ظل حكم الجمهورية الإسلامية تزايدت أعداد المدارس التي تُعلِم اللغات الأجنبية في إيران بصورة هائلة، لأن الأسر حريصة على تقديم التعليم العلماني لأبنائها.

وعلى الرغم من الرقابة المفروضة، يحرص الناس كثيرا على قراءة الكتب الغربية أو مشاهدة الأفلام الغربية أو الاستماع إلى الأغاني الغربية. إذا كان نظام بهلوي الملكي يحاول تحديث المجتمع من أعلى، فإن الجمهورية الإسلامية دون قصد، نجحت في تحديث المجتمع من الداخل. وإذا كانت الحداثة رفاهية بالنسبة للطبقتين العليا والمتوسطة في شمال إيران في عهد الشاه، فقد أصبح في إمكان كل قرية نائية الدخول على شبكة الإنترنت ومشاهدة القنوات التلفزيونية الفضائية، والحلم بحياة أفضل والتفاعل الثقافي النبيل مع الثقافة العالمية.

إذا أعلنت الحكومتان الإسلامية المصرية والتونسية المنتخبتان حديثا، أنهما لا ترغبان في تقليد النموذج الإيراني، سيعني ذلك أن جمهورية إيران الإسلامية لم تعد مثالا يحتذى في العالم الإسلامي.

تحتاج إيران إلى الاعتماد على أموالها وقوتها العسكرية، من أجل حشد المسلمين خلف قضيتها. وفي حين تفشل القوة الناعمة للجمهورية الإسلامية، توجد حاجة غير مسبوقة لأن يندمج الشعب الإيراني في الثقافة والاقتصاد العالميين، ويترك ذلك باب الأمل مفتوحا على مصراعيه أمام حدوث تغيير سياسي في إيران.
font change