ألبرت حوراني في 1981: مشاعري مع العرب

ألبرت حوراني في 1981: مشاعري مع العرب

[caption id="attachment_55232896" align="aligncenter" width="620" caption="ألبرت حوارني لـ"المجلة" عام 1981: لي بيت في مرجعيون ومشاعري مع العرب"]ألبرت حوارني لـ"المجلة" عام 1981: لي بيت في مرجعيون ومشاعري مع العرب[/caption]

تنشر مجلة (المجلة) في موقعها الإلكتروني جزءاً مهماً من أرشيفها بما يشمله من سياسة وإعلام وثقافة، وهو أرشيفٌ مفيدٌ للباحث، ومثرٍ لمن يسعى لاستحضار جزء مهم من الحراك السياسي والإعلامي والثقافي في الشرق الأوسط عبر ثلاثين عاما.

كان من أرشيف (المجلة) حوارٌ أجراه الصحافي مصطفى زين، وشاركه محسن العبّاس مع ألبرت حوراني، وبما أني قد قرأت كتاب ألبرت حوراني الأهم "الفكر العربي في عصر النهضة" وشرعت ولم أكمل كتابه "تاريخ الشعوب الإسلامية" غير أنني استفدت كثيراً من كتابه الأوّل، ومع نقدٍ يستحقه الكتاب، فإنّه يعتبر واحداً من أهمّ الكتب التي تناولت عصر النهضة العربية بالدراسة والبحث.

[caption id="attachment_552328" align="alignright" width="121" caption="حوراني"]حوراني[/caption]

بدا محاور ألبرت حوراني من مقدمته منحازاً ضد "الاستشرق" وعلمائه ونتاجه تأثراً بإدوارد سعيد، الذي أشار إليه في مقدمته وإن أقرّ بأهمية بعض النتاج الاستشراقي، غير أنّ مما يحمد لمصطفى الزين، أنّه ومشاركه نبّها للتفريق بين "المستشرقين الغربيين" و"المستشرقين العرب" ولئن بدت هذه ملاحظةً ذكيةً حينذاك إعلامياً، فإن موضوع الاستشراق وعلاقته بالعالم العربي موضوعٌ كتب فيه وعنه الكثير.
اعترض حوراني أولاً على ترجمة عنوان كتابه، فهو لم يتحدث عن "النهضة".

بل عمّا سمّاه في حواره مع المجلة "الفكر العربي في العصر الليبرالي" في أوروبا.
ولقد قام حسب حواره بمرحلة الفترات التي تناولها في كتابه، في إجابته عن المرحلة الزمنية التي اختارها كتابه كالتالي:

[caption id="attachment_55232898" align="alignleft" width="131" caption="ادوارد سعيد"]ادوارد سعيد[/caption]

المرحلة الأولى: تنتهي بالستينات أو السبعينات من القرن التاسع عشر، وطرح البستاني والأهرام والمدارس الحديثة ومجلة الجنان كمثالٍ. والمرحلة الثانية: قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، حيث أخذ الحديث عن الوطنية والقومية يتبلور في حركاتٍ وجمعياتٍ حتى نهاية الثلاثينات من القرن العشرين، حسب المراحل التي وضعها، غير أنّ ألبرت حوراني كما وجد لزاماً عليه أن يعود للتاريخ العربي والإسلامي القديم، لم يخل كتابه من تعرّضٍ لما بعد التاريخ الذي حدّده في كتابه، وهو كما جاء في عنوانه المترجم "الفكر العربي في عصر النهضة (1798 ـ 1939):

بحسب الحوار الأرشيفي، فقد كان حوراني يريد إعادة النظر في كتابه لأسباب ذكرها منها أنّ "الوضع أصبح أشد تعقيداً، ودخلت الجماهير في العملية السياسية. ثم لا تنس عودة الفكر الإسلامي والمشاعر الإسلامية، والفكر الإصلاحي والاشتراكي"، وهي ملاحظاتٌ لا يجدر بباحث مثله إغفالها، ثم عرّج على تطوّر كتابات العرب والأتراك والإيرانيين التي أثرته، وهو ما يشير لجدّة البحوث وتميّزها في المنطقة والتي يقوم بها باحثون متخصصون.

في الحوار الكثير مما يستحق التعليق والنقاش، غير أنّ ثمة عبارة مهمة لحوراني في الحوار فرّق فيها بين طرحيْ محمد أركون وعبد الله العروي قال فيها عن أركون: "إنني أمام شخصٍ يكتب عن تراثه الخاص ومن خلاله"، وأكد على أنّ معظم الدراسات التاريخية المهمة حول العرب ذات مصدرٍ أوروبي وأميركي، ثم قال: "أعتقد أنّ هناك مؤرخين عربا ممتازين من حيث جمعهم لدقائق الأحداث ورواياتهم لتفاصيلها، لكني لا أرى مؤرخين مفكرين عربا عدا القليل كعبد الله العروي في المغرب".

إنّ الأرشيف الصحافي في العالم أجمع مفيدٌ للباحثين، ولكنّه في صحافة العالم العربي لم يزل دون المطلوب من حيث الجودة وسهولة الحصول على المعلومة، ولعل مجلة (المجلة) خطت خطوةً في هذا الطريق المهم.

[divider]

ألبرت حوارني:

أنا انجليزي المولد والتربية والكتابة

العدد رقم 64

تاريخ النشر: 1981

PDF Download تحميل العدد
[divider]
font change