سياسة تقليص الخدمات لوكالة الغوث في الأردن

سياسة تقليص الخدمات لوكالة الغوث في الأردن

[caption id="attachment_55247345" align="aligncenter" width="620"]أوقفت وكالة غوث  “الأونروا” منذ عامين مساعداتها النقدية الشهرية للأسر الفقيرة في قطاع غزة أوقفت وكالة غوث “الأونروا” منذ عامين مساعداتها النقدية الشهرية للأسر الفقيرة في قطاع غزة[/caption]

بعد نكبة فلسطين عام 1948 وتشريد أعداد كبيرة من أهلها إلى دول الجوار «الأردن، وسوريا، ولبنان ومناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، أعلنت الأمم المتحدة عن ضرورة تشكيل منظمة دولية تعنى بشؤون وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين.
في عام 1951 قررت الأمم المتحدة تشكيل وكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين يكون هدفها توفير المأوى والمسكن والطعام لأبناء اللاجئين الموجودين في دول الجوار.

وكالة الغوث (الأونروا) قررت العمل في خمس مناطق وهي الأردن، وسوريا، ولبنان ومناطق الضفة الغربية وقطاع غزة فكانت في البداية توفر الخيام لأبناء اللاجئين في المخيمات والطعام والملبس والتعليم والصحة وهكذا تطور عمل وكالة الغوث الذي أصبح معظم اللاجئين في المخيمات يعتمد عليها وخصوصا في مجال التعليم والصحة والإغاثة الاجتماعية.

الأردن الذي يوجد فيه، بحسب إحصائيات وكالة الغوث الدولية ما يقارب مليوني لاجئ وهم المسجلون في سجلاتها إضافة إلى ما يقارب 800 ألف نازح كان أحد عمليات مناطق عمليات وكالة الغوث الدولية الرئيسية فوجدت منذ البداية ثم تطور عملها وخصوصا أنه يوجد في الأردن 13 مخيما للاجئين الفلسطينيين إضافة إلى تجمعات كبيرة للاجئين في المدن خارج المخيمات.

[caption id="attachment_55247327" align="alignleft" width="150"]شعار وكالة الغوث شعار وكالة الغوث [/caption]

وكالة الغوث أنشأت منذ البداية برامج التعليم والصحة والإغاثة الاجتماعية وأصبح معظم العاملين في هذه البرامج هم من أبناء المخيمات واللاجئين الفلسطينيين، بل إن جميع أبناء المخيمات تعلم في المراحل الأساسية في مدارس وكالة الغوث لعدم وجود مدارس حكومية داخل المخيمات لتعليم المراحل الأساسية الأولى واكتفت الحكومة الأردنية بتوفير مدارس للمرحلة الثانوية داخل المخيمات وبدا وكأنه تنسيق بينهما، وكالة الغوث توفر مدارس المرحلة الأساسية، والحكومة الأردنية توفر مدارس المرحلة الثانوية.

كما أنشأت الوكالة كليات جامعية توفر تعليما جامعيا متوسطا لأبناء اللاجئين ثم أصبحت توفر تعليما لمرحلة البكالوريوس.
أما البرنامج الآخر فكان برنامج الصحة والذي كان أيضا برنامجا مهما للاجئين في المخيمات فكانت العيادات الصحية التابعة لـ«الأونروا» منتشرة في المخيمات كما كانت توفر معالجة وعناية صحية لأبناء اللاجئين، وأيضا كانت الوكالة تدفع مصاريف معالجة أبناء المخيمات في المستشفيات الذي يتم تحويله من عياداتها إلى المستشفيات، كما كانت «الأونروا» تقدم خدمات اجتماعية وإغاثية إضافة إلى توفير خدمات نظافة عامة في المخيمات.

واليوم وبعد 65 عاما على النكبة فإن وجود وكالة الغوث الدولية في المخيمات أصبح ضعيفا، بل إنه اقتصر على المدارس التعليمية فقط والتي تعاني من اكتظاظ في أعداد الطلبة في الصف الواحد إذ يوجد في غرفة الصف التي لا يتعدى طولها خمسة أمتار من 45 إلى 50 طالبا، وعيادات صحية لا يزورها إلا الفقراء المعدومون بسبب تراجع الخدمات الصحية وتقليصها إلى أضيق الحدود، بل إن أبناء اللاجئين لا يزورون هذه العيادات إلا لتوفير المطاعيم الأساسية لأبنائهم.

ضعف وجود وكالة الغوث الدولية في المخيمات في الأردن يأتي إلى عدة عوامل أولها سياسة تقليص الخدمات التي اتبعتها وكالة الغوث الدولية منذ سنين وازدياد أعداد اللاجئين الفلسطينيين، أما سياسة تقليص الخدمات التي اتبعتها وكالة الغوث منذ أكثر من 20 عاما فكانت البداية إلغاء المواد التموينية التي كانت تقدم لأبناء المخيمات ثم تبعتها تقليص لخدمات الإغاثة الاجتماعية وصولا اليوم إلى إلغائها، بل إن الوكالة قبل أيام ألغت ما يسمى مساعدات مالية لمن لا يستطيعون العمل بسبب كبر السن أو المرض وهي مساعدات مالية بسيطة لا تتعدى 20 دولارا أميركيا شهريا.

القضية الأخرى وهي برنامج البيئة فكانت الوكالة مسؤولة عن نظافة المخيمات وما زالت من خلال موظفين يقومون بجمع النفايات في المخيمات ولكن هذه الخدمة تراجعت لأن أعداد من يجمعون النفايات ثابت لا يتغير رغم اتساع وازدياد مجتمع المخيمات إلى أضعاف، بل إن تكدس أكياس النفايات في المخيمات أصبح ظاهرة مقلقة للناس والمسؤولين الحكوميين الذي يحاولون عبر إنشاء لجان تحسين الخدمات الأهلية إلى الاهتمام بالنظافة ومساعدة وكالة الغوث بنظافة المخيمات.

تقليص الخدمات وكالة الغوث الدولية وتراجعها في المخيمات تبرره وكالة الغوث بنقص في التمويل من الدول المانحة التي أصبحت لا تقدم الأموال الكافية لتغطية الحاجات المتزايدة للاجئين الفلسطينيين، كما أن وكالة الغوث الدولية تعطي أولوية إلى تقديم خدمات في المناطق التي تحتاج إلى خدمات أساسية وخصوصا في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان في حين أن أوضاع اللاجئين في الأردن أفضل حالا، لأن اللاجئين في الأردن هم مواطنون أردنيون يحملون الجنسية الأردنية ويتمتعون بالخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها. أبناء اللاجئين في الأردن يرفضون أي تقليص لخدمات الوكالة ويصرون على إبقاء وكالة الغوث الدولية منظمة دولية تعمل على توفير الخدمات للاجئين لأنها الشاهد الدولي على قضية اللاجئين الفلسطينيين.
font change