طارق عدنان لـ«المجلة»: سلالات كوفيد-19 تضعف... واللقاح الروسي آمن وفعال

خبير تطوير لقاحات مصري يكشف احتمالية تسرب كورونا مخبرياً

طارق عدنان لـ«المجلة»: سلالات كوفيد-19 تضعف... واللقاح الروسي آمن وفعال

* البشر يُكوّنون مناعة بعد إصابة واحدة من الفيروس سواء ظهرت أعراض أم لا 
* النساء أكثر مقاومة لكورونامرة ونصف من المرةالرجال 
* الخلفية الجينية لا علاقة لها بمعدلات الوفيات والإصابة 
* هناك 233 لقاحاً تحت الاختبار حتى هذه اللحظة، وقد وصل منها 32 لمراحل الاختبارات السريرية

القاهرة: نشر خبير تصميم وتطوير اللقاحات المصري الدكتور طارق عدنان، وزميل كلية طب مورهاوس في أتلانتا بالولايات المتحدة، بمشاركة دكتور علي البطاح من جامعة العلوم والتكنولوجيا باليمن، بحثا علميا متميزا في أرقي دورية علمية بريطانية تصدر شهريا في مجال اللقاحات تحت اسم Expert Review of Vaccines(مراجعة الخبراء التقييمية للقاحات)، وقدم البحث نتائج مبهرة لتقييم طرق إنتاج لقاحات «أشباح الميكروبات»، والتي تعتبر طفرة علمية في مجال صناعة اللقاحات. 
«المجلة»حاورت الخبير المصري حول الكثير من التساؤلات التي تشغلنا جميعا عن الفيروس، وإمكانية التوصل للقاح ضد «كوفيد-19»ومدى فعالية اللقاحات ضد هذا الفيروس وأنواعه وهل هو إلى زوال؟ فإلى الحوار: 
 
* ما إمكانية تطبيق نتائج دراستك على لقاح للوقاية من فيروس كورونا؟
- هناك 233 لقاحا تحت الاختبار حتى هذه اللحظة، وقد وصل منها 32 لمراحل الاختبارات السريرية. وعلى الرغم من تعدد التجارب إلا أن أغلبها يعتمد في تكوينه على حقن المادة الوراثية الخاصة ببروتين شوكة الفيروس بعد خلطها بمواد تزيد من الاستجابة المناعية لها، أو استخدام فيروسات معدلة وراثيا وغير ممرضة (أدينوفيراس-5) لتحمل نفس المادة الوراثية وتوصلها إلى جهاز المناعة ليكون ذاكرة مناعية تقي من الإصابة المستقبلية كما هو الحال في اللقاح الروسي المطروح تجاريا والمسمى «سبوتنك-5»، أو استخدام فيروس كورونا المستجد المقتول كلقاح. 
أما عن إمكانية تطبيق تقنية لقاحات الأشباح الخاصة بدراستنا. فمن المؤكد أن التقنية توفر منصة متطورة وعالية الكفاءة لحمل المادة الوراثية الخاصة بشفرة المحددات المناعية أو لإنتاج المحددات المناعية لفيروس كورونا المستجد ثم إيصالها للخلايا المناعية. وتتفوق تقنية الأشباح بأنها توفر خاصية إنتاج المحددات المناعية أو شفرتها الوراثية بالإضافة إلى إثارة المناعة بشكل يفوق الطرق الأخرى؛ لتستجيب لتوليد ذاكرة مناعية كافية للوقاية، كما أنها أكثر أمانا من استخدام فيروسات معدلة وراثيا لحمل المحددات المناعية لكوفيد، بالإضافة إلى أن التقنية ستوفر لقاحا أرخص من تلك اللقاحات المعتمدة على فيروسات معدلة وراثيا. إن تقنية الأشباح تنتج فيروسا مقتولا من خلال إحداث ثقب متناهي الصغر في جسم الفيروس دون إحداث تلفيات أو تشوهات في المحددات المناعية المنتشرة على سطح الفيروس كما قد تحدثها الطرق الأخرى للقتل.
 
* هناك الكثير من الأقاويل بأن الفيروس مخلق في المختبرات، أو أنه جزء من حرب بيولوجية؟ حتى إن ثمة شائعات في أوروبا بأن الفيروس له علاقة بشبكات الجيل الخامس، ما مدى صحة ذلك؟
- إذا بدأنا بأضعف فرضية وهي علاقة شبكات الجيل الخامس فلم يثبت علميا وجود أي علاقة بين أداء جهاز المناعة وموجات الاتصالات بأجيالها المختلفة، وإذا كانت جدلا تتلف المناعة فإنها ستتسبب في إصابة الإنسان بأمراض كثيرة أخرى وليس كورونا فقط. أما فيما يخص علاقة الفيروس بالحرب البيولوجية، فدعيني أوضح أن الميكروبات المستخدمة في الحروب البيولوجية يجب أن تتسم ببعض الصفات ليمكن استخدامها كميكروبات للحروب البيولوجية. وهي أن يكون الميكروب مقاوما للعوامل البيئية مثل الحرارة والرطوبة والإشعاع والجفاف، وأن يقاوم عوامل التطهير التقليدية، له شراسة عالية ومميت، وأن يكون الميكروب قابلا لإحداث المرض بأعداد قليلة جدا منه، مثل ميكروب الجمرة الخبيثة وأنفلونزا الماعز التي تحدث المرض بعد إصابة الإنسان من خلية واحدة منه، وأن يكون قابلا للنثر في الجو لضمان انتشاره، وأن يسهل إنتاجه، ويفضل أن لا ينتشر الميكروب من إنسان لإنسان حتى لا تحدث كارثة عالمية خاصة وأن العالم أصبح كقرية صغيرة، وأن يكون للميكروب وسيلة تشخيصية وعلاج متوفر لدى المنتج للتحكم في انتشاره وقت اللزوم. وكثير من هذه الشروط غير متوفرة في فيروس كوفيد-19، ولذلك أستبعد ولا أنفي كون فيروس كوفيد-19 مخلقا لاستخدامه للحروب البيولوجية. 
ولكن على سبيل الأمانة هناك فرضية أن فيروس كورونا المستجد لم يكن مخلقا، لكن كان معجلا، بمعني أن بعض معامل الأبحاث كانت بصدد التسريع من عملية إفراز سلالات متتالية من هذه العائلة من خلال إحداث إصابات من الفيروس في خلايا بوتيرة أسرع مما يتم في الطبيعة. وأن ذلك تم بهدف التنبؤ والاستعداد للسلالات الشرسة المحتملة قبل ظهورها، وأنه نتيجة لحادث غير مقصود قد تسرب هذا الفيروس المعجل وليس المخلق أو المعدل وراثيا، ولكن كما أكدت فإن تلك الفرضية غير مثبتة علميا أو مؤكدة، ولا تخرج من إطار كونها فرضية تفتح الباب لإمكانية التدخل البشري في ظهور الفيروس المستجد. 
كوفيد أكثر انتشارا من «سارس»،لكنه أقل تسببا في الوفيات، وعدد الوفيات الملحوظ ناتج من الشريحة الكبيرة المصابة وعدم فهم المرض في بداية الأمر وليس لارتفاع الشراسة.


 
* هل يغير الفيروس من طبيعته بحيث سيلازمنا للأبد مثل الأنفلونزا؟
- طبيعة بعض عائلات الفيروسات مثل عائلة كورونا والأنفلونزا هو التغير المستمر والتغير. وأن هذا التغير كما جاء بسلالات شرسة تحدث إصابات واسعة ونسب وفيات، فمن المؤكد أنه ستنجم عنه سلالات أضعف مع الوقت. وهذا ما لاحظناه بالفعل فإصابات البشر بفيروس كوفيد في شهر فبراير (شباط) كانت لها أعراض تنفسية أكثر وأشد من الأعراض الحالية مثل التهاب الحلق والسعال وجلطات الرئة وآلام الصدر وخلافه، أما السلالات الحالية وهي بالفعل أضعف فلها أعراض معوية تسبب الإسهال. مما يؤكد أن الفيروس يتطور وأنه بإذن الله إلى زوال. وعندئذ فستبقى السلالات وتلازمنا كما لازمتنا على مر قرون دون أضرار أو إحداث تأثيرات مرضية فتاكة. 
 
* وهل يمكن العدوى به أكثر من مرة؟
- البشر يُكونون مناعة بعد إصابة واحدة من الفيروس سواء أظهرت أعراض أم لا (60 في المائة من الحالات لا تظهر أعراضاً شديدة). ومن اللافت للانتباه أنه في بداية الإصابة بالفيروس أظهر تحليل PCRالحساس الذي يعتمد على تضخيم إشارة المادة الوراثية للميكروب، أظهر إصابة بعض الحالات بالفيروس مرة أخرى ولكن دون وجود أعراض. ولعل ذلك له عده تفسيرات منطقية مُرضية وهي إما أن هذا الشخص قد أصيب من قبل بالفيروس وطور مناعة ضده حمته من المرض وظهور الأعراض بعد الإصابة مرة أخرى لكن لم تنف وجود بعض الفيروسات لديه يسيطر عليها جهاز المناعة، أو أن هؤلاء الأشخاص قد أصيبوا بسلالة في بداية الجائحة، ثم أعيدت إصابتهم بسلالات حدث فيها تغييرات جينية طبيعية وتمكنت من إصابتهم دون إحداث أعراض أو أضرار، أو أنه كما أظهرت بعض الأبحاث أن التحليل قد يكون أحيانا مضللا لأسباب ما،  كسوء تخزين العينة أو كعدم الاحترافية في تجميعها أو كمون الفيروس في الجسم لفترة طويلة، بعد زوال الأعراض وانخفاض أعداده بحيث لا تتمكن التحاليل من قياسه أو أن التحليل يستجيب للمادة الوراثية للفيروس المقتول في الجسم. ولذلك نستطيع أن نقول ولله الحمد إن الفيروس يصيب الإنسان لمرة واحدة فقط.
 
* ما مدى صحة أن كورونا أخطر على الرجال؟ وهل صحيح أنه لا يؤذي الأطفال؟ ولماذا نسب الوفيات أعلى لذوي البشرة الداكنة؟ 
- مما أثبتته الإحصائيات الوبائية أن الأطفال أقل عرضة للإصابة وأن الرجال أكثر بضعفين ونصف الضعف للإصابة من النساء، وأثبتت الدراسات العالمية أن أصحاب البشرة الداكنة يموتون بنسب تصل لثلاثة أضعاف أقرانهم من البيض، الفيروس يكون مميتا في حالات المصابين الذين يعانون من اختلال المناعة لأي سبب. لكن لا توجد دراسة تثبت تأثر الإصابة بالخلفية الجينية للمرضى.
أما فيما يخص الأطفال دون سن الثانية، فإن الدراسات التي أجريت في مايوكلينيك وجامعة جونز هوبكنز الأميركية أثبتت أن الأطفال مثل الكبار يصابون بالفيروس لكن لا تظهر أعراض خطيرة عليهم. وللخبراء تفسيرات اجتهادية عديدة لذلك، منها أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد مما يجعل جهاز المناعة الخاص بهم مستعدا لحد ما لمقاومة فيروس كوفيد الذي ينتمي لنفس عائلة الفيروسات المسببة لنزلات البرد، أو أن الجهاز المناعي للأطفال لا يكون متطورا بحيث يظهر رد فعل مناعيا مبالغا فيه يكون السبب في إحداث أعراض أكثر تعقيدا لميكروب كوفيد، أو أن الجهاز التنفسي للأطفال يختلف بشكل لا يسمح بدخول العديد من الفيروسات للجسم، وبذلك تضعف الإصابة. أما فيما يخص تضاعف الإصابات في الرجال فقد ترجع إلى أن إثارة المناعة تكون أعلى لدى الرجال من النساء مما يتسبب في إحداث عاصفة مناعية بشكل أكبر لدى الرجال وهو ما يؤدي لوفيات أكبر من رد الفعل المناعي الهادئ للجهاز المناعي عند النساء، وهو ما أثبتته التجارب من قبل في اختلاف استجابة النساء والرجال للسكريات الدهنية التي تثير المناعة أيضا وتتسبب في صدمة سمية لكليهما ولكن بنسب مختلفة قد تصل لتحمل النساء مرة ونصف ما يستطيع الرجال تحمله.
 
* ما أحدث الأبحاث التي قمت بتحكيمها حول كورونا وهل ثمة اكتشافات جديدة عنه؟
- لقد شرفت باختياري كعضو فريق تحكيم طوارئ لأبحاث كورونا في إحدى دور النشر المرموقة، مما أتاح لي فرصة ذهبية للاضطلاع على العشرات من الأبحاث الجارية في هذا المجال في كل أرجاء العالم وفي وقت قصير. وقد تناولت الأبحاث التي حكمتها دراسات عن تقييم الجائحة وطرق التعامل معها والتشخيص وعلاجها وتطور المرض وطرق الوقاية واللقاحات وخلافه، ما جعلني أقف على تطورات الموقف أولا بأول. ولكن لفت نظري عدد منها كبحث مقدم من باحثين في جامعة جونز هوبكنز الأميركية يتناول وضع معادلة رياضية للتنبؤ بمسار وباء كورونا المستجد يعتمد على عدد الوفيات وليس على عدد الإصابات كما هو متبع حاليا، وذلك بسبب أن العديد من المصابين لا يظهرون أعراضا بينما يظلون يحملون وينقلون العدوى. وبحث آخر مقدم من باحثين في الجامعة الأهلية بسنغافورة على 23892 حالة للإصابة بالأمراض التنفسية تثبت أن الماسك الجراحي قد لا يكون كافيا للحد من العدوى، وبحث آخر مقدم من جامعة فوجيا بإيطاليا يثبت أن عينات مسحات البلعوم تكون حساسة جدا لتشخيص المرض في مراحله الأولى فقط، بينما في المراحل التالية فلا بد من عمل مسحات من البصاق والبراز أيضا لتشخيص المرض. مما يعني أن مسحات البلعوم قد تكون سلبية في بعض المراحل بينما الفيروس ما زال موجودا في الجسم. كما أكد البحث أن عددا كبيرا من المرضي ينقلون المرض بكثافة أعلى قبل ظهور الأعراض.
 
* هل يمكن أن نثق بسهولة في التطعيمات التي تتصارع الشركات حول العالم لإنتاجها؟ 
- ولم لا؟ نحن كمصممين للقاحات لدينا بروتوكولات ثابتة لتصميم وتقييم اللقاحات يفرضها علينا العلم والمنطق والتجربة والخبرة، بالإضافة إلى قوانين الترخيص للقاحات الجديدة سواء قبل التجارب السريرية أو قبل طرحها في الأسواق. فنحن نتكلم لغة بحث علمي واحدة في كل أرجاء المعمورة ولا يوجد مجال للشك فيما تفرزه المعامل باختلاف خبراتها ووجهات نظرها. فالهدف دائما هو إنتاج لقاح فعال وآمن وسهل الإنتاج. وأن قائمة أعمال مطوري ومصممي اللقاحات اليومية في العالم قد تكون متشابهة لتطوير لقاحات قديمة لها أعراض جانبية أو يستلزم تطويرها لتعمل بكفاءة أكثر أو تصميم لقاحات لأمراض لا يوجد وقاية منها كمرض نقص المناعة والملاريا والميكروب الحلزوني ويحكمنا فيها الطلب العالمي والتمويل. أما عندما يأتي الأمر إلى طارئ مثل جائحة كورونا فإن الجهود تتضافر في اتجاه واحد. 
 
* كيف يتم تصميم وتطوير لقاح؟
- يتم ذلك على خمس مراحل. الأولى هي الأكثر إبداعية وتقنية يعتمد فيها المصممون على تحديد أكثر جزء من الميكروب يسبب استجابة لمناعة البشر ثم تحديد نوع حيوان التجارب الذي يحاكي مناعة الإنسان عند إصابته بنفس الميكروب. وتعتمد هذه المرحلة من الأبحاث على فيض من تخصصات المناعة الجزيئية والبيولوجيا الجزيئية والمعلوماتية الحيوية والتي نستطيع في نهايتها تحديد أكثر جزء من الميكروب تستطيع المناعة أن تستجيب له وتكون رد فعل مناعي في المصل وخلايا المناعة يستطيع أن يقي من الإصابة المستقبلية للميكروب. كما تفرز هذه الدراسة معلومات عن الجزيء الصالح ليستخدم لتشخيص المرض.، هذا وتمدنا بعض برامج المعلوماتية الحيوية بالتشابه الموجود بين الجزيء المختار ليستخدم كلقاح وكل جزيئات جسم الإنسان استنادا على الخريطة الوراثية للبشر، حتى نتقي شر حدوث أمراض مناعية كنتيجة لهذا التشابه المحتمل، مما يزيد من أمان استخدام الجزيء بشكل أكبر عما كان يتم في الماضي. ثم يتم استخدام طرق التكنولوجيا الحيوية لإنتاج هذا الجزيء واختيار طريقة حمله الى المناعة وأحسن طرق الحقن وعدد مرات الحقن وتحديد تركيز الجرعات المناسبة وسمية الجزيء في حيوانات التجارب. وتكون المحصلة النهائية لتلك المرحلة الهامة هي جزئ آمن وفعال وطريقة استخدام مُثلي للمركب، يتم الترخيص لتجربتها على البشر. المرحلة الثانية تعتمد على حقن هذا المركب الفعال والآمن في عشرات (أقل من 100) متطوع غير مريض لتقييم رد الفعل المناعي في البشر والأعراض الجانبية ولمزيد من تقنين للجرعة وتقييم اللقاح إكلينيكيا ولذلك تسمى بالمرحلة الأولى للتقييم الإكلينيكي. ثم تليها مرحلتان للتقييم الإكلينيكي على إعداد أقل من 1000 وأقل من 10000 ويتم تقييم اللقاح على غير الأصحاء أحيانا لتقييم رد فعلهم المناعي رغم وجود أمراض أخرى. وعند إتمام هذه المرحلة يتم تسجيل اللقاح للإنتاج والطرح بالأسواق. تليها مرحلة مستمرة لتقييم اللقاح بعد طرحه. مما يجعل من عملية تصميم اللقاح وتقييم الأمان والفعالية من استخدامه عملية دقيقة وصارمة، ولذلك لا يمكن رفض أي منتج مر بهذه التجارب.
 
* لماذا إذن الهجمة على اللقاح الروسي وفي نفس الوقت تتعاقد الدول عليه لاستيراده؟ 
- دعيني أوضح جزئية الاعتراض الأميركي والأوروبي على لقاح «سبوتنيك-5»، فهو بسبب أن نظام الدولة الروسية هو عدم الإفصاح عن تفاصيل الأبحاث ونتائجها مما يلقي بتخوف من المعسكر الغربي تشوبه الغيرة التجارية في ريادة الروس في إنتاج أول لقاح ضد كوفيد-19، وهذا لا ينفي فعالية وأمان لقاح الروس، الذين كانت لهم ريادة واضحة في علم الفيروسات الذي وصل لاستخدام الفيروسات للعلاج وهو الذي ما زالت ترفضه الدول الغربية رغم ثبوت نجاحه الباهر. كما أنه في ظروف الكوارث الوبائية يتم إسراع الخطى للترخيص بإنتاج اللقاح تجاريا، وهذا أمر معترف به دوليا.
 
* هل يمكن أن يختفي كوفيد-19؟ وأين نحن اليوم من هذا الفيروس؟
- يمكن أن أستخلص رايا شخصيا يعتمد على المنطق والخبرة وهو قابل للصواب أو الخطأ  كأي افتراض علمي، أن المرض في اتجاه الزوال بإذن الله، وهو يضعف فعليا، وأن البشر سيصابون بالسلالات الضعيفة تباعا ويكونون مناعة ضده، وأن مخرجات العلاج حاليا مُرضية جدا لتفهمنا المتزايد للمرض وعلاجه، وبالرغم من ذلك يجب الاستمرار في اتخاذ التدابير الوقائية في التباعد الاجتماعي بهدف حماية الأشخاص الأقل مناعة في مجتمعاتنا والذين قد يستطيع المرض إيذاءهم بالرغم من معرفتنا بطرق التحكم فيه وضعف الفيروس، وأن اللقاحات الآتية ستكون مفيدة فقط لحماية تلك الشريحة الأكثر تضررا من مرضي المناعة المنخفضة بأنواعهم، وأن اللقاح قد لا يكون بنفس الفاعلية المثبتة في الأبحاث الأولية التي اعتمدت على دراسات تمت على سلالات قديمة من الفيروس، حيث إن هذا العائلة من الفيروسات دائمة التطور والتطفر لسلالات جديدة بشكل مختلف وإن كانت لا تسبب نفس شدة المرض، لكن لها تركيبا ثلاثي الأبعاد مختلفا وقد لا تتعرف عليه المناعة، وأنه بعد انتشار الفيروس بشكل أكبر أو بعد استخدام اللقاح فيستحسن وقف التباعد الاجتماعي ليتم تعريض الجميع للفيروس إن وجد؛ بهدف استمرار تدريب الأشخاص المتمتعين بمناعة طبيعية أو مكتسبة ضد السلالات الجديدة له وضمان محاصرة الفيروس وتكون مناعة كونية له.
 

font change