وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا ماراسينيانو لـ«المجلة»: 66 % من سكان فرنسا رياضيون

بطلة العالم في السباحة عام 1998 والحائزة على الميدالية فضية في أولمبياد سيدني 2000

وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا ماراسينيانو لـ«المجلة»: 66 % من سكان فرنسا رياضيون

* لا يوجد ارهابيون في الرياضة... وطالبت بعودة الجماهير إلى الملاعب
* 78 مليار يورو للرياضة، ننظم كل عام أكثر من 2.5 مليون حدثا رياضيا. لدينا 360.000 اتحاد رياضي.
* أنا مع عودة الجمهور إلى الملاعب  وكنت قد أعدت الجمهور اعتبارًا من 15 ديسمبر الجاري، وقد طلبت من رئيس الوزراء السيد جان كاستكس إجراء تعديلات في ملاعبنا مع احترام إجراءات الأمن الصحي
* لدينا في فرنسا رياضيون على أعلى مستوى دولي، المنافسة بينهم شرسة ولكن صحية، نحن نجهز الشباب ليتعلموا أن يكونوا أبطالاً في طوكيو
* هناك ميثاق علماني عام منذ عام 2016 في مجالات الرياضة يظهر في المؤسسات الرياضية يمكنك رؤيته فهو معروض في الصالات الرياضية، كإشارات وإعلانات وبيانات
* انخرطنا بالفعل منذ عام 2018 على مستوى الوزارة المكلفة بالرياضة في عمل متعمق لمحاربة الهجمات ضد مبادئ الجمهورية وجميع أشكال الانفصالية
* أعتقد اعتقادًا راسخًا أن عالم الرياضة يلعب دورًا اجتماعيًا رئيسيًا لصالح التعليم والتماسك الاجتماعي والتكامل، وكذلك الصحة والتنمية المستدامة


 

باريس: تجربة وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا ماراسينيانو فريدة وثرية للغاية، فهي قدوة للمهاجرين ضمن جملة تجارب ناجحة، حيث أثبتت وجودها في المجتمع الفرنسي ولم تستسلم لليأس والفقر والجهل فهذه الطفلة الرومانية اللاجئة التي فرت بصحبة عائلتها من نظام الطاغية تشاوسيسكو في 1984، وصلت إلى فرنسا في عمر التاسعة رفقة أسرتها هاربين من جحيم النظام الديكتاتوري، في وقت توجهت أسرتها إلى الجزائر، حيث كان والدها يعمل مهندسا في الأشغال العمومية ومنها صاحبت أسرتها في رحلة أبدية لفرنسا، عانت مع الأسرة خلال الأشهر الأولى مشقة ومعاناة الأجانب الفقراء في الحصول على سكن وعمل، حتى اضطرت أن تسكن في سيارة لمدة من الوقت، إلى أن تم إلحاقها بمركز إدماج اللاجئين في منطقة «لابروتان»في أقصى غرب البلاد.
وفي الوقت الذي انخرط أمثالها في تعلم السرقة والنصب للكسب؛ انخرطت هي في المجتمع الفرنسي وتعلمت اللغة والثقافة الفرنسية لتعيش بكرامة وشرف حيث أرادت أن تصبح بطلة فرنسا على غرار أبناء المهاجرين الذين شرفوا فرنسا في عالم الرياضة كأمثال زيدان في كرة القدم، ونواه في عالم التنس، وجمال بوراس في عالم الجودو.
التحقت بنادٍ رياضي حيث أظهرت روكسانا مواهب عالية في السباحة، واستطاعت صقلها بشكل كبير في أحد النوادي الفرنسية. فحصلت على الجنسية الفرنسية عام 1991 واجتهدتفأصبحت أول سباحة فرنسية تفوز ببطولة العالم في سباق 200 متر ظهر عام 1998، كما منحت بلادها الجديدة ميدالية فضية في الألعاب الأولمبية في 2000 بسيدني. وهي آخر منصة تتويج لها قبل مغادرتها المنافسة. ولم تمنعها الرياضة من مواصلة مشوارها الدراسي، حيث حصلت على دبلوم عال في الإدارة. وقررت اعتزال المنافسات الرياضية والانخراط أكثر في المجتمع المدني والسياسي في 2004، وأثمر مجهودها فاقتحمت عالم السياسة في عام 2010 من بوابة الحزب الاشتراكي من خلال انتخابها مستشارًا إقليميًا لباريس وضواحيها بمحافظة إيل دو فرانس، وهي ولاية عملت بها حتى عام 2015 فكرست وقتها خاصة للدفاع عن النساء والأطفال. 
سمحت لها تجربتها في أحواض السباحة الفرنسية والعالمية، بدخول الإعلام الرياضي الفرنسي من بابه الواسع، إذ عملت معلقة رياضية في إذاعة «أوروبا-1»وفي قنوات فرنسا التلفزيونية العمومية.
قادتها السياسة إلى الحكومة الفرنسية حيث عينت البطلة السابقة وزيرة الرياضة في سبتمبر (أيلول) 2018، في حكومة إدوار فيليب الثانية. بعد عامين وفي 6 يوليو (تموز) 2020 أصبحت وزيرة منتدبة لدى وزارة التربية الوطنية والشباب والرياضة في حكومة كاستكس الحالية بناء على طلبها.تتقن الوزيرة خمس لغات: الفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية، والألمانية، بالإضافة الى لغتها الأم الرومانية.التقت «المجلة»بالوزيرة الشابة في مكتبها بالوزارة وكان هذا الحوار:

 

وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا ماراسينيانو خلال تتويجها بالميدالية الفضية في سيدني 2000


 
نجمة السباحة الفرنسية
* بكل صراحة هل توقعت ذات يوم أن تكوني بطلة العالم في السباحة ثم تفوزين بميدالية فضية في أولمبياد سيدني واليوم تعملين وزيرة الرياضة؟
- بصراحة لا، لم أتوقع كل ذلك، لكنني لا أنكر أنني سعيت، لأن أشرف فرنسا وأشرف نفسي وعائلتي ورومانيا، بأن أكون بطلة لكني لم أكن أتخيل حدوث كل ذلك وأن يشرفوني بأن يضعوا في الثقة بمنحي منصب وزيرة الرياضة، فعندما دخلت مركزا لإدماج اللاجئين في منطقة بروتان، لم أكن أتصور أن أصل يوما إلى ما أنا عليه الآن، العمل كان شاقا للغاية فليس من السهل شق طريق الشهرة والسلطة لكنه ليس مستحيلا. لا بد أن أشيد بتعب والدي اللذين قررا المجيء إلى فرنسا والاستقرار بها. أشكرهما لإتاحتهما لي ولأخي، فرصة عيش حياتنا بطريقة حرة وشكرا لفرنسا برمتها وإلى هذه الجمهورية المضيافة كثيرا. وأنا جد فخورة ومسرورة لخدمتها.
وإني كذللك فخورة لكوني لم أخيب ثقة أبي ولا تعب أمي بالنسبة لي، لقد أحسنا استثمار كون فرنسا بلدا مضيافا. هي الصورة التي رسمها لنا والدانا منذ الصغر. أتيا إلى هنا لأجل ذلك ولم يخب ظنهما. في الوقت الحالي، الكثير من الناس أصيبوا بالخيبة حينما أرى أوضاع المهاجرين وطالبي اللجوء في فرنسا الحالية وبعضهم يلتجئ للعنف والجريمة والإرهاب بينما لو سخر طاقاته ومهاراته جيدا فإن فرنسا ستستوعبه وتتبناه وسيفيد نفسه وبلده.
 
 * كيف ترين الرياضيين الفرنسيين في أولمبياد طوكيو؟
 - أنا مطمئنة على رياضيينا الذين يستعدون لأولمبياد طوكيو 2021، لدينا في فرنسا رياضيون على أعلى مستوى دولي، المنافسة بينهم شرسة ولكن صحية، نحن نجهز الشباب ليتعلموا أن يكونوا أبطالاً في طوكيو فهي تجربة. هم يغادرون لأول مرة ولكن سيكونون حتماً أبطالنا في باريس في ألعاب 2024 التي نريد أن نحصل على ميداليات يجلبها القدماء والجدد. لقد مررت بتجربة غنية جدًا، وعلينا تغيير الخطط عبر تبادل الخبرات والرؤى من أجل التحسين، فنحن نستعد لمدة 4 سنوات في عصر الرياضيين، فنحن كرياضيين لا نعيش في حياتنا 12 بطولة أولمبية ولكن مرتين كحد أقصى، لذلك علينا القيام بها بشكل جيد. الاستعداد لبناء أبطال العالم الغد.
 
 * كبطلة عالمية سابقة هل جلبت تجربتك إلى مهمتك كوزير للرياضة؟ هل يمكن أن تحدثينا عن تجربتك الشخصية؟
- نعم بالطبع؛ فمن الواضح  كما تعلم أن كل عملي في الوزارة يسترشد بتجربتي الشخصية، سواء كان ذلك عندما كنت وزيرة للرياضة فقط لمدة عامين وحالياً اضيفت إلي مهمة وزيرة منتدبة لدى وزارة التربية والتعليم والشباب والرياضة، ليتوسع مجال ومساحة عملي، لذلك كل الأشياء التي أستثمر فيها كثيرًا، لأنها أشياء ترتبط بي وبتجربتي الخاصة لا يجب فصل مجال الرياضة عن مجال الشباب والتعليم.. لقد ولدت في رومانيا، وأتيت إلى فرنسا في سن التاسعة كمهاجرة ولاجئة سياسية، إنها الرياضة كما قلت لك هي التي سمحت لي بالعثور على مكاني في المجتمع الفرنسي والتي جعلتني أفهم أيضًا ما هي قيمة الجنسية الفرنسية لأنني أتيت من بلد شيوعي لم يكن لديه نفس القيم، من الواضح أننا لا نعيش معًا مثل ما نعيشه هنا في فرنسا، لذلك قدم لي الكثير من قبل النادي الرياضي، وأخيرا عن طريق الفريق الفرنسي، كل هذا يجلب لي اهتماما خاصا للنادي وإلى كل هذه الجمعيات الرياضية التي تعمل في أحياء ما يسمى سياسة المدينة والضواحي والأحياء وأيضًا يذهب العديد من الخبراء للبحث عن هؤلاء الأطفال من هذه الأحياء وإخراجهم ليصبحوا أبطالا على مستوى عالٍ جدًا، لأنني مقتنع أنه في مفهوم التنوع هذا، فإن معرفة الآخر لا تعني البقاء في المنزل والانعزال عن المجتمع. لقد شاهدت الكثير من أبطال ونجوم كرة القدم منهم زين الدين زيدان من أصل جزائري، وهذا هو الحال أيضًا في الرياضات الأخرى وحتى في مجال الفن.

 

وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا ماراسينيانو والزميل خالد سعد زغلول في باريس قبل إجراء الحوار(المجلة)


 
* كيف نجحت وكنت تسكنين أحياء فقيرة ونائية عن العاصمة باريس؟ هل الرياضة تسمو على الحدود وتسهل الاندماج؟
- شخصيًا عشت تجربة مغادرة هذه الأحياء الصعبة والتي نحتاجها جميعًا لكونها ثرية للغاية وفيها من الطاقات والكفاءات الدفينة التي يجب اكتشافها ولقد نجحت في ذلك مع أخي، فنحن الرومانيين مثل الأجانب قريبون جدًا من والديهم، شاركنا طفولتهم وحياتهم. أعلم مدى أهمية مشاركة عاداتهم وتقاليدهم وما إلى ذلك، ولكن عندما خرجنا أنا وأخي، التقينا بأصدقاء فرنسيين تعلمنا اللغة الفرنسية والتقاليد والقيم والمبادئ الفرنسية التي تعلمناها في الحياة الفرنسية. أصبحت نصف فرنسية ونصف رومانية، متأرجحة بين البلدين ولكن في النهاية سيصبح أطفالنا فرنسيين بالكامل، هذه مثل كل رحلة كفاح وحياة للأشخاص الذين يأتون من مكان آخر، أنت محق في الرياضة يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في تكامل الشباب والمواطنة الحية بالكامل وتسمو على الأوطان وتسهل الاندماج، وأنا أعلم ذلك جيدًا منذ أن جربتها شخصيًا، لقد نجحت أنا وأخي كمثال لجيلي، لأننا تركنا الطائفية والعنصرية أو الوطنية أو الانفصالية  التي تهدف إلى الانعزالية.
لهذا السبب أنا أدعم هذه الأندية والجمعيات الرياضية، فهذه هي المرة الأولى التي تدعم فيها الوزارة على مستوى الدولة الفاعلين الاجتماعيين الرياضيين الأجانب، فهم لا يرافقون الأطفال فقط في المسابقات الرياضية ولكن أيضًا لمساعدة الأطفال والفتيات الصغيرات على الخروج من منازلهن بأمان، لتتمكن من التدريب مع بعضهن البعض ومن ثم مساعدتها على التدريب في الممارسات المختلطة. لكي نتمكن من شرح ما تعنيه فرنسا من خلال الممارسات الرياضية، نساعدهم على تنظيم أنفسهم على المستوى الوطني، أنشأنا العام الماضي «اتحادًا وطنيًا للعروض الرياضية الوطنية»، حيث نسمح للأندية بذلك للالتقاء أكثر مع الاتحادات الرياضية والاندماج في هذه الاتحادات أو لتغيير الخبرات فيما بينها ولكن حتى نتمكن من تمويلها من قبل الدولة، لدينا دعوة العام الماضي لمشروع بـ 3.5 مليون يورو مخصص لهؤلاء الممثلين ترسل مباشرة من وكالة الرياضة الوطنية، واليوم لدينا مشاريع الألعاب الأولمبية  لأولمبياد باريس 24، وهذا يجعلنا على اتصال مباشر مع الجهات الفاعلة في الإقليم لنكون قادرين على دعمهم مالياً والسماح لهم بذلك إن وجود معلمين مدربين وخريجي دولة منظمين جيدًا يخبرونهم أيضًا بما هو متوقع منهم.
 
* هل فرنسا مستعدة لأولمبياد 2024؟
-نعم فرنسا مستعدة لاستضافة هذا الحدث الأولمبي العالمي في عام 2024. تنظيم الألعاب ليس موضع تساؤل، أعمل على أن نحترم جميع الالتزامات التي تم التعهد بها، علينا فقط أن نكون حريصين على عدم تجاوزنا الميزانية... هذا ما فعلناه، قمنا بتخفيضها بمقدار 400 مليون يورو بينما الميزانية اليوم تجاوزت ولكننا سنكون حذرين ونبقى في الوقت والميزانية المتصورة.
 
* بصفتك بطلًة أولمبية سابقة، كيف ترين هذا الحدث وماذا فعلت في إصلاح الأخطاء المرتبكة؟
- في الواقع، أراه بكل فخر وشرف، تعلمون أن فرنسا ستستضيف الألعاب الأولمبية وكذلك أولمبياد المعاقين، بعد 100 عام من النسخة الأخيرة التي نُظمت على الأراضي الفرنسية. الألعاب هي أكبر حدث رياضي في العالم. في صيف 2024، سينصب تركيز العالم على فرنسا. ولمواكبة الحدث، شرعت وزارة الرياضة في إصلاح كبير، لا سيما في الأداء العالي. في الواقع، عهدت الدولة إلى وكالة الرياضة الوطنية بمهمة دعم الرياضيين الفرنسيين نحو التميز. بفضل نشر هذا المحرك، تعاونت الدولة أيضًا مع قطاع الوصول عالي المستوى بهدف دعم الرياضيين بشكل أفضل في رحلتهم.
* هل لديكم أحداث مهمة أخرى لتنظيمها في طريقكم إلى الألعاب الأولمبية في باريس؟
- نعم، في الطريق إلى ألعاب 2024، ستستضيف فرنسا بالفعل العديد من الأحداث الرياضية الدولية الكبرى وعلى وجه الخصوص كل عام بطولة رولان غاروس وبطولة بيرسي في التنس وأيضًا كأس العالم للرجبي في عام 2023. فيما يتعلق بالرياضة، فهذه الأحداث الدولية تمثل واجهات عرض حقيقية لتعزيز المعرفة الفرنسية وجاذبية المناطق. لدينا دبلوماسية اقتصادية- رياضية لإبراز فرنسا في الفضاء الأوروبي والعالمي.
* هل قدرتك على المناورة تزداد أم تقل لخدمة الرياضة بدمج وزارة التربية والتعليم؟
- يجب أن أخبرك أنني أنا من طلبت من رئيس الجمهورية السيد إيمانويل ماكرون أن يجعلني وزيرة مفوضًا لدى وزارة التربية والتعليم والشباب لأنني عندما كنت وزيرة للرياضة لمدة عامين. كانت محدودة في بعض المشاريع والمجالات ولكن من خلال الانضمام إلى التربية الوطنية والشباب، فإن الوزارة المسؤولة عن الرياضة تدمج فريقًا كبيرًا وجميلًا مما يجعل من الممكن تغيير مكان الرياضة في مجتمعنا حقًا.
* بالنسبة لمساعي الحكومة الفرنسية في محاربة الانفصاليين، هل لديكم ميثاق علماني؟
- بالفعل، لقد كان هناك ميثاق علماني عام منذ عام 2016 في مجالات الرياضة يظهر في المؤسسات الرياضية يمكنك رؤيته فهو معروض في الصالات الرياضية، كإشارات وإعلانات وبيانات، أصبحت دليلاً في عملنا وهناك مراقبو العلمانية والفاعلون في الرياضة بحيث أصبح أداة مرجعية مخصصة للمربين والجمعيات الرياضية، في هيئة كتاب صغير يتناول أوراق شرح في الأسئلة والأجوبة كيفية التعامل مع الشؤون الدينية في المؤسسات الرياضية، على سبيل المثال إذا كانت هناك فتاة تقدم نفسها في الجمعية وترتدي الحجاب بينما لم تكن تلبسه من قبل، فماذا أفعل؟ كيف أتصرف في إطار القانون؟ إلخ. لدينا مسؤولون رياضيون حكوميون في كل اتحاد، ولدينا 3000 مسؤول في الوزارة يتعاونون ويقدمون المعرفة الفنية مع رؤساء الاتحادات الرياضية. نحن نتعاون أيضًا مع وزارة التربية والتعليم، وسنقدم قريبًا خريطة الطريق في هذا المجال.
* بالنسبة للقانون الذي تم التصويت عليه هذا الشهر، يوم 9 ديسمبر ضد الانفصاليين، هل بدأتم في اتخاذ الإجراءات المناسبة؟
-نعم، لكننا انخرطنا بالفعل منذ عام 2018 على مستوى الوزارة المكلفة بالرياضة في عمل متعمق لمحاربة الهجمات ضد مبادئ الجمهورية وجميع أشكال الانفصالية، ويتضح هذا العمل من خلال عمليات التفتيش المستهدفة للهياكل الرياضية التي تتم تحت إشراف السلطة بدعم من ضباط الشباب والرياضة من مديريات المقاطعات ويتضح ذلك أيضًا من خلال تكوين شبكة من 260 مرجعية موزعة على الاتحادات الرياضية والخدمات اللامركزية للوزارة والمؤسسات ويقودها مسؤول اتصال وزارة الداخلية المعينة بالوزارة المكلفة بالرياضة وأخيراً يتضح هذا العمل من خلال إنتاج الأدوات كما أوضحت لكم وهي الدليل القانوني ودليل العلمانية في مجالات الرياضة مع الإجابات. ممارسات مخصصة للمعلمين للرد على أي استفسار للعيش معًا.
* إذن هل هذا القانون المحارب للنزعة الانفصالية مفيد؟
- بالتأكيد، فهذا القانون ضد الانفصالية، وهو مفيد للجميع ليس فقط من حيث الأمن ولكن أيضا في مجال الرياضة لأن الرياضة هي المواطنة في العمل، وهي إطار متميز للتعلم وتخصيص المبادئ التي تشكل أساس الميثاق الجمهوري. لقد اختبرت هذا في رحلة حياتي.
* لقد أثنيتِ على تصرف لاعبي باشاك شهير التركي وباريس سان جيرمان الفرنسي، عقب التفوه بكلمات عنصرية في حق مساعد مدرب الفريق التركي، الكاميروني بيير ويبو، من قبل الحكم الرابع في مباراة الفريقين ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم..
-  نعم لقد هنأت اللاعبين على حسن تصرفهم وقلت لهم لا يسعني سوى الترحيب بالرمزية القوية للفتتكم وتضامنكم، أنا فخورة بسلوك الفريقين هذا، قدموا مثالا للشباب الأصغر منهم على معنى مبدأ عدم التمييز والتضامن وهكذا هي الرياضة فقد غادر لاعبو باريس سان جيرمان أرضية الملعب واعتبروا أن تسمية شخص ما بلونه أمرا لا يٌغتفر في فرنسا بشكل خاص وفي العالم بشكل عام فهذا غير مسموح به هنا فالعنصرية مرفوضة ومنبوذة في كل القيم الانسانية وليس في الأديان فحسب. لقداتخذ لاعبو الفريقين قرارا تاريخيا ضد موقف اعتبروه غير مقبول .لقد تدخلنا سريعا وتم التحقيق  وننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات كما أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ( اليوفا) استكمال المباراة بحكام جدد. نتمنى أن لا تتكرر هذه الظاهرة الممقوتة التي يروح ضحيتها اللاعبون العرب والأفارقة في ملاعب أوروبا.  
* كيف نجحت وزارتكم في الحد من عدم المساواة؟
-بالتعاون والمثابرة، تعلم أنه منذ عام 2019، لم تعد وزارة الرياضة تقتصر على تمويل الاتحادات الرياضية ولكنها تشجع جمعيات التكامل الرياضي التي أصبحت بمثابة لاعب كامل في السياسات الرياضية العامة. سواء كانت في المدرسة أو العمل فهي تهدف إلى دمج المنحدرين من الهجرة، فقد أثبت التكامل من خلال الرياضة فعاليته في الدعوة إلى المشاريع. في العام الماضي على سبيل المثال، كانت هناك إجراءات اجتماعية رياضية مع 850 ملفا مرشحا و184 ملفا ممولا بقيمة 3.3 مليون يورو. تم إنشاء الجمعية الوطنية للأداء الاجتماعي من خلال الرياضة. يجمعهم الرئيس الجديد للشبكة النقابية الاتحادات والجمعيات الاجتماعية الرياضية. فالجميع يرغبون معًا في تضخيم الفائدة الاجتماعية للرياضة للشباب ودعمهم نحو التوظيف والاندماج من خلال النشاط الرياضي وإعلاء علم فرنسا عاليا وحب الانتماء للوطن.
* ما هو الوزن الاقتصادي للرياضة الفرنسية؟
- هذا سؤال مهم جدا، أولاً، فرنسا بلد رياضي قديم جدا، حيث يشارك في الرياضة أكثر من 36 مليون فرنسي فوق سن 15 عاما، أي 66 في المائة من السكان. لدينا ميزانية تزيد على 78 مليار يورو للرياضة، منها أكثر من 448 ألف وظيفة. ننظم كل عام في فرنسا أكثر من 2.5 مليون حدثا رياضيا. لدينا حاليًا 360.000 اتحاد رياضي، منهم حوالي 180.000 منتسبين إلى اتحاد، ولدينا أكثر من 3 ملايين متطوع في المجالات النقابية، بما في ذلك مليونان في الحركة الرياضية الفيدرالية. أنت تعلم أن هناك أكثر من 16486000 رخصة فيدرالية منها 6.385.000 للإناث  أي نحو (38.7 في المائة).
لدينا 17 مليون ممارس في القاعات الرياضية بما في ذلك 6.5 مليون في غرف اللياقة البدنية و5.5 مليون في كرة القدم الخماسية. لدينا هنا أكثر من 13.5 مليون فرنسي يمارسون رياضة الجري، منهم 5 ملايين على أساس منتظم. أما بالنسبة للرياضة المدرسية، فيوجد 2700000 طالب مرخص في الاتحادات الرياضية المدرسية، و20000 طالب ونائب أولياء أمور المدارس الثانوية، وهناك 32 اتفاقية موقعة من قبل وزارة التربية الوطنية والشباب والرياضة، هناك 3713 قسمًا رياضيًا مدرسيًا لما يقرب من 80.000 طالب.
* ما هي ميزانيتك للوزارة المسؤولة عن الرياضة؟
- لدينا 802 مليون من موارد التدخل للرياضة في عام 2021. وخطة التعافي من 122 مليون على مدى عامين.
* ما هو المبلغ الذي استثمرته في وكالة الرياضة الوطنية لتمويل المشاريع الرياضية لهذا العام 2020؟
- تقصد فيالمشاريع الوطنية. لدى الوكالة الوطنية للرياضة ميزانية 300 مليون يورو كل عام، بما في ذلك 100 مليون يورو لجزء من الرياضة عالية المستوى و300 رياضي و200 مليون يورو لجزء من تطوير الممارسات بعد باقي الميزانية التي تزيد على 100 مليون مخصصة للإنشاءات الأولمبية وتنظيم الألعاب في الوزارة وتشغيل مراكزنا الوطنية والمدارس الوطنية وما إلى ذلك.
* استثمرت قطر في نادي العاصمة باريس سان جيرمان واستثمر الأميركيون في نادي مرسيليا، فهل الاستثمارات الأجنبية مرحب بها دائمًا في فرنسا لرفع المستوى الرياضي بوسائل كبيرة أم أنك غيرت حالتك بعد الهجمات الإرهابية؟ الذين يأتون من الخارج هل تقبلين استثمارات المملكة السعودية في النوادي الفرنسية؟
- نعم، بكل سرور وترحاب؛ نحن بالطبع نقبل الاستثمارات الأجنبية ومنها استثمارات المملكة العربية السعودية، لأننا مع ازدهار مجال الرياضة الفرنسية من أجل رفع المستويات والإمكانيات وأن نكون على مستوى الوعود. فنحن في المسابقات الأوروبية والعالمية وتحدي المسابقات الدولية المستمر والتنافس الكبير كل هذا يجب أن يكون لنا الوسائل والقدرات اللازمة في جميع الألعاب الرياضية ليس فقط في كرة القدم ولكن أيضًا نظل منتبهين لمصادر التمويل والتفكير في الأموال وأيضًا لاستدامة الاستثمارات، فنحن لا نريد أن نرى من يشتري ناديا ليبيعه لجني مكاسب وأرباح مالية على ظهور اللاعبين، لكننا ندعم ونشجع الاستثمارات الأجنبية والمستثمرين الأجانب لصالح الرياضة والرياضيين في فرنسا. يجب أن ندعم رياضيينا حتى يتمكنوا من التنافس في المسابقات الدولية حيث يريدون أن يتألقوا ويحصدوا الألقاب والميداليات الذهبية ويصنعوا لأنفسهم ولنواديهم وبلدانهم الأمجاد، لقد أصبحت الرياضة عالمية وتعمل في تحسين مستواهم وأسلوب حياتهم.

 

في 17 يناير 1998 ، فازت روكسانا ماراسينيانو بسباق 200 متر ظهر في بطولة العالم في بيرث - أستراليا (صورة ارشيفية)


 
* هل تعتقدين أن الرياضة يمكن أن تنقذ الشباب من شراك الإرهابيين والمجرمين؟
- أود أن أوضح أنه لا يوجد ارتباط بين الإرهاب والرياضة في فرنسا.الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في خطة الكفاح من أجل قيم الجمهورية وضد الإرهاب هو تأكيد الدور التربوي للرياضة في الاتحادات الرياضية لتكون قادرة على العمل على التربية من أجل الجنسية الفرنسية. الذين ولدوا في فرنسا ولكن أيضًا الفرنسيين أو المتجنسين الذين يأتون من أماكن أخرى من سكان فرنسا الذين اخترنا أن نرحب بهم في فرنسا لنكون قادرين على السماح لهم بفهم ما تبدو عليه الحياة الفرنسية والمبادئ الجمهورية، فعبر الرياضة يمكنهم الاندماج في المجتمع الفرنسي ويمثلون فرنسا ويحققون أعلى الأمجاد، لهذا السبب يجب علينا دعم الأندية الرياضية التي تذهب إلى المناطق العشوائية التي يعيش فيها هؤلاء الشباب الأجانب لجلبهم إلى الجنسية الفرنسية من خلال الرياضة.
إن جعل الرياضة جزءًا من الحياة اليومية ضرورة ذكّرتنا بها الأزمة الصحية بقوة. إذا تجلت الرغبة في الرياضة خلال هذه الفترة، فإننا نعلم أيضًا أن قلة النشاط البدني المنتظم يضعف الحالة الصحية للعديد من إخواننا المواطنين.
* الرياضة مهمة في حياة الإنسان...
- بكل تأكيد الرياضة مرادفة للتقدم ودور الوزارة هو مرافقة من يأتون من التميز الرياضي على الطريق وتجعل بلادنا تتألق...
الأمة الرياضية أمة صحية وواثقة. الرياضة هي ناقل للتنمية، لذلك، مع وزير التربية والتعليم والشباب جان ميشال بلانكير، نريد تعزيز مكانة الرياضة والهيئة في المدرسة للتسجيل في أقرب وقت ممكن... سن مبكرة وطقس رياضي دائم في حياة الطفل، يساهم في نجاح الطلاب وتكافؤ الفرص، ولكن أيضًا في تكوين مواطنين مستنيرين.
أعتقد اعتقادًا راسخًا أن عالم الرياضة يلعب دورًا اجتماعيًا رئيسيًا لصالح التعليم والتماسك الاجتماعي والتكامل، وكذلك الصحة والتنمية المستدامة. أنا مقتنعة بأن هذه التحديات كلها فرص للتطوير وإعادة ابتكار نفسها للاعبين الرياضيين أو الاتحادات أو التجار.
نريد أن نقدم لهؤلاء الرياضيين كل الوسائل والدعم اللازم لتحقيق أهدافهم الرياضية مع ضمان مدرسة وجامعة ومهنة تتناسب مع توقعاتهم. المحيط الوزاري الجديد يعطينا كل الوسائل.
 
* سيدتي الوزيرة ليس ساراً لنا كمشجعين مشاهدة المباريات دون أنصار.. نستطيع أن نأخذ المسافات اللازمة ونحترم التعليمات والأمان هل أنت مع أو ضد عودة الجمهور إلى الملاعب؟
- أنا مع عودة الجمهور إلى الملاعب  وكنت قد أعدت الجمهور اعتبارًا من 15 ديسمبر الجاري، وقد طلبت من رئيس الوزراء السيد جان كاستكس إجراء تعديلات في ملاعبنا مع احترام إجراءات الأمن الصحي. هذه هي الكلمة التي أتيت بها إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لفتح هذا المقياس في الأوساط الخارجية للجمهور.
في الواقع، عندما تكون متفرجًا، عندما ترتدي قناعًا، وعندما يكون لديك مقعد أو مقعدان بعيدًا عن جارك في حاويات كبيرة، فقد يكون من الممكن تمامًا القدوم ودعم رياضيينا، الرياضيين رفيعي المستوى، في ذلك الوقت المباريات التي يمكن أن تقام هناك خلال أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة القرار بيد رئيس الوزراء. لقد استمعت إلى الطلب من هؤلاء اللاعبين الرياضيين المسؤولين للغاية، الذين عملوا على البروتوكولات، والتي أتوا لتقديمها في المحافظة، والتي أتيحت لهم بالفعل فرصة تجربتها. لذلك أعتقد أنه من الممكن أن يكون لديك جمهور في الملاعب.
لأنني استمعت إلى كل اللاعبين في عالم الرياضة، سمعت عن أهمية وجود أشخاص في الملاعب من 15 ديسمبر إلى 20 يناير، مع العلم أنه لا توجد 2000 مباراة مقررة لهذه الفترة. على عكس الحظر الأول، نحن في بداية الموسم. يجب على الأندية تقديم خدمة لمعلنيها. إذا تأخروا أو لم يتمكنوا من الوصول إلى هناك، فسيتراجع هؤلاء المعلنون.
لقد أوضح لي رئيس ملعب تولوز (ديدييه لاكروا) أن 1000 مكان ضيافة تعادل 40 في المائة من ميزانية التذاكر الخاصة به، ولا تزال ضخمة. علي أخذ ذلك في الاعتبار. حتى مع الحد الأدنى من المقاييس، إننا نوفر جزءًا من الإيرادات. يريد اللاعبون في عالم الرياضة أيضًا تقديم حل لإنهاء الأزمة، لمنع الموجة الثالثة لأن لديهم إمكانية القيام بذلك من خلال بروتوكول للترحيب بالجمهور. على وجه الخصوص من خلال تشجيع تنزيل تطبيق(Tous Anti Covid) لتتبع الفيروس بسهولة أكبر. تريد الاتحادات الرياضية حقًا تقديم نفسها كحل لأن جاذبية العودة إلى الملعب لمشاهدة العرض موجودة. أنا مقتنع بمسؤولية وعمل الفاعلين في هذا الموضوع.
 
* إنها أيضًا فرصة لك لتقييم تمويل المنظمات الرياضية، التي يكون للوزارة فيها، للمفارقة، تأثير ضئيل.
- لست أنا بالتأكيد من سيقرر بصفتي وزيرة؛ فقط الدولة هي التي تمول. هناك حقيقة وصلنا إليها وهي ميزانية الرياضة البالغة 300 مليون يورو على سبيل المثال لتمويل الرياضة عالية الأداء والرياضة للجميع. يضاف إلى ذلك التمويل الذي نقدمه لبعض المؤسسات، والذي يصل بنا إلى 500 مليون دولار. ولكن في مواجهة هذا، يتم تمويل عشرة مليارات يورو من قبل المجتمعات للرياضة.
* لقد أعلنت أن المقياس لن يتم تعيينه بشكل تعسفي على 5000 مشجع عندما يمكن للجمهور الوصول إلى الملاعب مرة أخرى، ربما في بداية عام 2021.
- أؤكد أن مقياس المتفرج يمكن تكييفه وفقًا للمساحات وسعة الملعب والوضع الصحي، عندما لا يكون الباب المغلق هو القاعدة، ربما في بداية عام 2021.
 

font change