رأيان أميركيان متعارضان: تصفية الحسابات بين السود والبيض

كلمات جديدة في القاموس السياسي الأميركي تعبر عن التوتر بين البيض والسود

رأيان أميركيان متعارضان: تصفية الحسابات بين السود والبيض

واشنطن:ظهرت في القاموس السياسي الأميركي، خلال الفترة الأخيرة، كلمات وعبارات جديدة، وذلك بسبب زيادة التوتر في العلاقات بين البيض والسود. أو، حقيقة، بسبب زيادة انتقادات السود للبيض. وتقف مع السود نسبة غير قليلة من البيض الليبراليين.

 

 من بين هذه الكلمات والعبارات الآتي: «هوايتز بريفيلدجز»(امتيازات البيض). «هوايتز سيوبريماسي»(استعلاء البيض). «إيكويتى»(عدل). «ريكوننغ»(تصفية الحساب).

 

صارت الأخيرة أكثر الكلمات نقاشا، وأهمية، وذلك لأن السود الذين ينادون بها يريدون مراجعة كل تاريخ العلاقات بين السود والبيض. وذلك لهدفين: 

 

الأول، تغيير أي إشارة إلى التفرقة العرقية.

 

الثاني، تغيير مفاهيم البيض عن السود.

 

من بين الذين شاركوا في هذا النقاش:

 

في جانب، تيما أوكون، أستاذة في كلية التربية في جامعة دوك (ولاية نورث كارولينا) ومؤلفة كتاب: «إمبرور هاز نو كلوثيس»(امبراطور بدون ملابس: تدريس العنصرية للذين لا يريدون أن يعرفوها).

 

وفي الجانب الآخر، ماثيو يغليسياس، مؤلف كتاب: «بليون أميركي: التفكير العميق والكاسح»ويدير بودكاسات وبلوغات في الإنترنت.

 

وهذه مقتطفات من آراء كل واحد، كما غرد بها في «تويتر»، أو نشرها في مواقع في الإنترنت، أو أدلى بها في تصريحات للصحافيين:

 

تيما أوكون: «لا بد من ريكوننغ» (تصفية الحساب):

 

 

 

أثار التقرير الذي كتبته، مع كينيث جونز، ضجة كبيرة. وعنوانه: «مواصفات ثقافة استعلاء البيض».ولا غرابة في هذه الضجة، وذلك لأن كثيرا من الأميركيين البيض لا يكادون يفهمون ماذا نريد.  وأنا فصلت ذلك في كتابي: «إمبراطور بدون ملابس: تدريس العنصرية للذين لا يريدون أن يعرفوها».

 

قلت إن الأغلبية البيضاء في الولايات المتحدة تركز على كلمات وعبارات مثل «بيرفيكشان»(يطلبون المثالية من كل شخص). و«إريجنسي»(يريدون حلا سريعا لكل مشكلة). و«ميجرنغ»(يقيسون كل شيء).

 

وقلت إن هذه من أوصاف «الاستعلاء الأبيض»لأنهم هم الذين يحددون الواجبات المطلوبة من غير البيض، دون أن يستشيروا هؤلاء... 

 

لكن، انتقدني كثير من هؤلاء «الاستعلائيين». وقالوا إنني أريد تخريب التسلسلات الهرمية الثقافية. وأريد تعطيل السلوك الطبيعي في مكان العمل، والذي، كما قالوا، يعتمد على أسس هامة، هي: تحديد الأهداف، والاستعجال، وتحاشي الأخطاء.

 

وكأني أريد إلغاء هذه الأسس.

 

لكن، ليس سرا أن الثقافة البيضاء تركز، خاصة في أماكن العمل، على قياس النجاح حسب كمية الإنتاج. وأعترض أنا على ذلك لأنه:

 

أولا، يقود إلى طريقين: إما أنك ناجح، وإما فاشل. أنت ناجح إذا حققت ربحا ماديا، أو حققت أشياء أخرى تقاس حسب كميتها. وإما أنك فاشل إذا لم تفعل ذلك.

 

ثانيا، لا يهتم مثل هذا التعريف للنجاح بأهمية العمل نفسه، وبالفوائد النوعية التي يمكن أن يستفاد منها...

 

خلاصة الموضوع أن ثقافة التفوق الأبيض تعتمد على ديناميكية العلاقات الشخصية بين الموظفين في أي مكان. وتؤمن بأهمية السلطة الصارمة بين الرؤساء والعاملين. وترى أن السلطة ذات شكل هرمي. وتقول إن بعض الموظفين فقط يجب أن يشاركوا في التخطيط واتخاذ القرار.

 

لهذا، يلاحظ كل من يعمل مع البيض ثقافة التفوق الأبيض التنافسية. يتقاتل الموظفون من أجل القوة والاعتراف، بدلاً من التعاون...

 

أنقل هنا مقتطفات مما كتب زميلي إبرام كنيدي في كتابه: «كيف تكون معاديا للعنصرية». وكتب: «لا بد من تعريف واسع للعنصرية إلى أقصى حدود التحليل الممكن»،ودعا إلى الآتي:

 

أولا، يجب اعتبار كل تقصير عنصري، وكل فجوة عنصرية، بأنها عنصرية حقيقية.

 

ثانيا، أي سياسة، حكومية أو خاصة، تحافظ على هذا التقصير، أو هذه الفجوة، هي عنصرية.

 

ثالثا، مجرد محاولة تفسير وجود العنصرية هي أيضا عنصرية...

 

 

ماثيو يغليسياس: ما هي العنصرية؟

 

 

 

في جانب، يحاول جمهوريون متطرفون إجازة قانون يجرم الاحتجاجات ضد العنصرية بحجة أنها تتحول سريعا إلى عنف، ويحاولون إجازة قانون يمنع مناقشة العنصرية في المقررات المدرسية لأنها تثير حساسيات تاريخية.

 

في الجانب الآخر، يحاول ديمقراطيون متطرفون إجازة قانون يخفض ميزانيات الشرطة، أو يلغي الشرطة نهائيا. ويحاولون إجازة قانون يجرم الشتيمة العنصرية، رغم أن المحكمة العليا (التي تفسر الدستور) قالت إن الشتيمة التي لا تؤذي جسديا لا تعارض الدستور.

 

يحدث هذا في الوقت الذي صارت فيه تهمة العنصرية تطلق على كل من يهفو، أو يجهل، أو يسيء الفهم.

 

صحيح، أثرت العنصرية على كثير من المؤسسات القانونية والسياسية والاجتماعية، منذ الأيام الأولى لدولتنا. لكن عندما يكون نطاق العنصرية واسعًا دون حدود، تصير نقاط وقواعد النقاش دون حدود أيضا.

 

مؤخرا، في ولاية كاليفورنيا، ظهرت جماعات تطالب بتغيير أسماء المدارس التي تسمى على اسم الرئيس إبراهام لينكولن. قالوا إنه مسؤول عن حملة اتحادية ضد الهنود الأصليين (الهنود الحمر) في ولاية مينيسوتا، كانت سببا قبل أربعين منهم...

 

السؤال هو: هل يجب أن يكون لينكولن مثاليا دون أخطاء؟ وهل يعاقب على ما حدث قبل مائة وخمسين عاما تقريبا؟ وماذا سيحدث بعد أن نجرم لينكولن؟ هل نجرم جورج واشنطن، مؤسس الولايات المتحدة؟

 

أريد أن أقول، بصراحة، إن أي جانب لن يكسب إذا صار الاتهام بالعنصرية شبحا يهدد كل من يتجرأ على الاعتراض على التفسير غير المحدد. ولن يكسب أي جانب إذا استعمل سلاح «التفوق الأبيض» لتشويه سمعة من يعارض هذا التفسير غير المحدد...

 

أرى أننا يجب أن نكون واقعيين، وننظر إلى التفاوت في درجات التعليم وسط الطوائف العرقية المختلفة. ويجب أن نربط ذلك بما نشاهد اليوم من زيادة في الجريمة، وتعاطي المخدرات، وتفكك بعض العائلات...

 

وتظل هناك حقيقتان، وهي أن الأطفال الأميركيين من أصل أفريقي:

 

أولا، أقل استعدادا لتعلم القراءة والكتابة والرياضيات من الأطفال البيض.

 

ثانيا، أقل احتمالا التخرج بنجاح من المدرسة الثانوية.

 

ويقود هذا إلى حقيقة ثالثة، وهي أن هذا الوضع يتسبب في نتائج غير متكافئة، هي، تماما، التي نراها اليوم...

 

font change