مسؤول في حزب كردي إيراني لـ«المجلة»: ندعم مطالب المحتجين الذين يواجهون ما يشبه المجاعة

المحتجون في إيران يواجهون أوضاعاً اقتصادية صعبة

شاهو حسيني، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكُردستاني- الإيراني

مسؤول في حزب كردي إيراني لـ«المجلة»: ندعم مطالب المحتجين الذين يواجهون ما يشبه المجاعة

القامشلي: أكد مسؤول في حزبٍ كُردي إيراني معارض للحكومة أن سوء الأوضاع الاقتصادية كان أحد أبرز الأسباب التي أدت لاندلاع الاحتجاجات في إيران، وأن «السياسات الأحادية للجمهورية الإسلاميّة داخل البلاد وخارجها تغضبُ جميع المواطنين، وهي سياسة عفى عليها الزمن»، على حدّ تعبيره، وذلك في معرض تعليقه على احتجاجاتٍ شعبية اندلعت الأسبوع الماضي في إيران على خلفية اعتراض المشاركين فيها على سوء الأحوال الاقتصادية.

وقال شاهو حسيني، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكُردستاني- الإيراني وممثله في العاصمة الفرنسية باريس، إن «حزبنا يدعم مطالب الشعوب الإيرانية»، مضيفاً: «نحن نعتقد أن السياسة الأحادية لطهران في المنطقة إلى جانب الفساد الاقتصادي داخل البلاد، يؤثران على عموم السكان ويغضبهم خاصة الّذين لا يتمتعون بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية»، في إشارة منه إلى مختلف الأقليات التي تعيش في إيران، كالعرب والأكراد والبلوش والأذريين وغيرهم.

كما اتهم، مسؤول العلاقات في الحزب الكردي، الحكومة الإيرانية، بتعاملها «الوحشي» مع الشعوب غير الفارسية، مشدداً على أن عدد الضحايا من قتلى وجرحى المظاهرات في المناطق غير الفارسية أكثر مقارنة بالمناطق التي يشكل فيها الفرس الأغلبية، معتبراً أن «قمع الاحتجاجات من جانب السلطات الأمنية، لا يعني أنها لن تندلع مجدداً».

وفيما يلي، نص المقابلة التي أُجرتها «المجلة» مع المسؤول الكردي الإيراني.

 

* شهدت إيران في الأيام الماضية احتجاجاتٍ في مختلف مدن البلاد، ما الأسباب التي أدت إلى اندلاع تلك المظاهرات؟

- سوء الأوضاع الاقتصادية من أبرز الأسباب التي أدت لاندلاع تلك المظاهرات، حيث يطالب المشاركون فيها بتحسين ظروفهم المعيشية، إذ لا يستطيع كثير منهم تأمين قوت يومهم وهم للأسف يواجهون ما يشبه المجاعة، ولا يمكنني أن أخفي أن هناك من لا تدخل اللحوم إلى بيوتهم، لعدم قدرتهم على شرائها.

ويُضاف للسبب الاقتصادي، الأسباب السياسية، وإذا نظرنا لرقعة المظاهرات نجد أن كثافة المشاركين فيها تزيد في المناطق غير الفارسية، كالأقاليم الكردية والعربية وأيضاً المدن التي يشكل فيها البلوش أغلبية السكان. هذه الشعوب جميعاً مع آخرين، لا يتمتعون بأي حقوق أو اعتراف حكومي بها، ولذلك تكون في مقدّمة أي احتجاجاتٍ تشهدها البلاد. ولكن الحكومة لا تستجيب لمطالب أحدٍ من المتظاهرين، وتقتلهم أيضاً.

 

* ما دور الأحزاب السياسية في هذه المظاهرات؟

- إن أكثر ما يغضب الإيرانيين في الوقت الحالي، أنهم محرومون من احتياجاتهم اليومية، لذلك نحن في حزبنا، ندعم المظاهرات الّتي تخرج بشكلٍ متقطع خاصة وأننا في الحزب الديمقراطي الكردستاني نعمل منذ نحو 4 عقود على إبلاغ الشعب الإيراني والشعوب غير الفارسية بمن فيهم الأكراد، بأن النظام الحاكم يسلبُ حقوقهم. ولهذا معظم الأحزاب الكُردية تؤيد مطالب المحتجين وهناك 4 أحزاب رئيسية كُردستانية يجمعها مركز تنسيق مشترك لمساندة المتظاهرين.

 

* هل تمّت لقاءات بينكم وبين مسؤولين غربيين لدعم حركة الاحتجاجات؟

- أجرى الحزب الديمقراطي الكُردستاني عدّة لقاءات دبلوماسية مع مسؤولين غربيين بهدف دعم المتظاهرين دبلوماسياً وإعلامياً، لكن يبدو أن لا مصالح اقتصادية للغرب في تأييد مطالب المحتجين، ولذلك نسعى لكسب دعمٍ شعبي أوروبي، ولهذا السبب ننظم بشكلٍ مستمر، احتجاجاتٍ في مدنٍ أوروبية لتعريف الناس بقضيتنا.

 

* ما الأهداف التي يسعى حزبكم إلى تحقيقها؟

- يطالب الحزب الديمقراطي الكُردستاني بالحقوق الكُردية في إيران ضمن تحالفين على مستوى البلاد، لتأمين حقوق كل شعوب إيران، وإنشاء فيدرالية ديمقراطية بوجود ممثلين عن الأكراد والعرب والبلّوش وكذلك عن المنظمات اليساريّة الإيرانية. إن حزبنا يتفق مع عموم الأحزاب في إيران حول تقرير مصير الشعب الكُردي وتأسيس فيدرالية على أسسٍ ديمقراطية وكذلك اعتراف السلطة بحقوق الإنسان والمواطنة.

font change