سهى عرفات: الإسرائيليون اغتالوا كل البدائل

سهى عرفات لـ «المجلة»: إذا غاب أبو عمار ستقع حرب مدمرة بين الفلسطينيين

- عرفات خلال مقابلة على شاشة التلفزيون الإسرائيلي حين بدأت تظهر أولى الإشارات على رجفان الشفة السفلى

سهى عرفات: الإسرائيليون اغتالوا كل البدائل

لندن: هذا الحديث عبر الهاتف مع السيدة سهى الطويل، زوجة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، اعتبرته فريدا من نوعه، إذ قالت في نهايته: «لم يسبق أن أعطيت مقابلة لأحد، سواء شخصيا أو عبر الهاتف، تضمنت ما تحدثت به إلى (المجلة) على فترات، وخلال 3 أيام، وهي مقابلة أشعرتني بالسعادة، لأن (المجلة) حملتني على التحدث عن صحة أبو عمار، الإنسان الذي أعتقد أن بينه وبين ربه حلفا وثيقا، فقد تربص به الموت مرارا لا تحصى في الماضي، وهو يكرر على مسامعي دائما أنه عاش أكثر مما ينبغي ويحسد نفسه لأنه تخطى السابعة والستين، بل يستغرب وصوله إلى هذا العمر، لكنه مقبل الآن على هجمة مختلفة بأسلحة ذخيرتها الشائعات، وهي سلاح الضعفاء الذين ملأوا الدنيا بالأكاذيب عن صحته، وأنا أكثر من يعرفها، فهي من حديد، بل هو أنشط مني».

* قد يكون السبب تناوله للفيتامينات طبقا لما ذكره طبيبه الخاص وزير الصحة الأردني الدكتور أشرف الكرد؟

- ما يتناوله هو فيتامينات عادية، كالتي يتناولها من هو أصغر منه بعشرین أو ثلاثين سنة.. أبو عمار نشيط عن أصالة.

 

* يقولون إنه لا يريد أن يتوقف عن الحركة، كأن إرادة الحياة تلزمه بنوع خاص من النشاط فهو ينام متأخرا ربما بسبب القلق المولد للأرق، كما يقول الدكتور الكرد، وهو ما يتعبه ويشعره بالإرهاق، فلماذ لا يرتاح ويعمل بشكل طبيعي ویداري صحته؟

- أبو عمار لا ينام جيدا، لأنه عاش ويعيش في مناخات مرهقة للنفس والجسد، وأحيانا يبقى مستيقظا حتى الفجر، وهو لا يدير دولة تسلمها جاهزة، بل يبنیها ويديرها معا، ووسط صعوبات على كل صعيد، والدولة هي حلمه الأكبر، ويعرف أنه سيموت وهو عامل على تحويله إلى حقيقة.

 

* في أي ساعة ينام عادة؟

- بين 2 و3 فجر كل يوم، وأحيانا في الرابعة وأكثر.

 

* ماذا يفعل؟ وهل يبقي وحيدا؟

- يبقى في مكتبه ناشطا في الاتصالات وتحضير الأعمال لليوم التالي، أو يكون مجتمعا مع آخرين لتسيير الأمور، وأحيانا يظل وحيدا، يخلو إلى نفسه ويتأمل. وأنت إذا نظرت إلى غزة عند الفجر ووجدت فيها ضوءا واحدا مشعا فاعرف أنه المصباح في مكتب أبو عمار.

 

* هل يستيقظ متاخرا؟

- بين الثامنة والنصف والتاسعة صباحا، ويأكل الشيء القليل وكيفما كان، ثم يبدأ المارثون اليومي.

 

* طبيبه الخاص يقول أيضا إن ارتعاش شفته السفلى، وكذلك يده اليسرى وأحيانا قدمه، ناتج عن التعب والتوتر، وهما بدورهما ناتجان عن قلة النوم كما يبدو، يثبت ذلك أنه رآه في عمان مساء، قبل شهر ونصف ووجده في صحة جيدة، لأن عرفات کان قد نام بعد ظهر ذلك اليوم جيدا، فلماذا لا يلجأ إلى القيلولة يوميا، فتنتهي الأعراض وينتهي الأرق والقلق؟

- صحيح، قلة النوم تتعبه لكنها حتمية عليه، فالضغوطات كثيرة والإسرائيليون نشطون في وضع الحجارة في طريقه، ويرون فيه حجر عثرة كبيرا أمامهم، لذلك يريدون إيجاد مناخات معينة للإطاحة به وزرع بديل منه في تربة يروونها کما يریدون، ولم يروا أمامهم کسلاح سوی الشائعات يطلقونها، وآخرها عن صحته، ولأنه يواجه هذا النمط من التشاحن فإنه لا يستطيع الخلود إلى الراحة. أنت لا تستطيع أن تنام في وسط المعركة، حتى في الليل، فكيف بالقيلولة بعد الظهر؟

 

* هذا الجو المشحون بمسببات التوتر والإرهاق قد يؤثر على مسيرة العمل في بناء الدولة التي يحلم بها، وعلى وضعكم في البيت كعائلة؟

- أبو عمار لم يترك لنا مجالا للاعتياد على الراحة، لكننا سعداء بهذا التعب، وأنا تعودت أن أعيش معه كثائر ومناضل، بل رفيقة نضال وحياة يومية، وأعرفه أكثر مما يعرفه أي إنسان في هذا العالم، وأثق به وبأنه يبحر بنا في سفينة ستصل إلى شاطئ الأمان رغم عواصف الشائعات.

 

* من عواصف الشائعات أيضا أنه يتعرض أحيانا لإغماءات مفاجئة، كأنه ينهار ويغيب عن الوعي، فما صحة ذلك؟

- لم تحدث أية إغماءة لعرفات، فمن شهرین مثلا، قالوا إنه أصيب بغيبوبة في القاهرة، ثم اتضح أن الخبر كان كاذبا، لأنه كان في اجتماع يناقش ويحاور، وقالوا بأنه تعرض لإغماءة عندما كان في رام الله، وأنه دخل المستشفى فيها، ثم ظهر أن الخبر كان كاذبا أيضا.

 

الفحوصات الضرورية

 

* المعلومات عنه أنه يؤجل إجراء الفحوصات على صحته، مما يغذي الشائعات، فلماذا لا يثابر على الفحوصات؟

- يرى أنه في صحة جيدة، وهو كذلك بالفعل، مع ذلك فهو يجري الفحوصات كلما شعر بالحاجة إليها، وعندما يرى أن النتيجة هي جيدة دائما، كالتي ظهرت قبل شهر، فإنه لا يهتم بإجراء المزيد.

 

* أين قام بالفحوصات الأخيرة؟

- یعتمد دائما على مختبرات المستشفى العسكري في القاهرة، وهو من أفضل المستشفيات، ثم إنه متفائل بالحياة، ونحن عائلة تؤمن بالله، وهو يصلي يوميا ویردد على مسامعي آية من القران الكريم عظيمة حقا: «أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة»،لدرجة أنها أصبحت شعارا في حياته.

 

* هل يمكنك تزويدنا بنسخة من الفحوصات الطبية الأخيرة؟

- لا أستطيع الآن: لأنه مسافر في الغابون، ولو كان هنا لطلبت إذنا منه بذلك.. اتصل به فإذا وافق ستجدني على استعداد لإرسال ما طلبت.

 

* كيف حالته مع الطعام؟ هل منعه الأطباء من تناول أطعمة معينة؟

- أبو عمار يأكل كل شيء تضعه أمامه، لكنه لا يأكل كثيرا، وهو يحب الخضار والدجاج المشوي، ويرغب دائما بأكلة «البسارة»(ملوخية) وهي أكلة فلسطينية اشتهر بها أهل غزة، وهو يحب التفاح من الفاكهة ويستميله العسل.

 

* کیف هي ذاكرته وقدرته على التركيز؟

- الذاكرة لا تخونه، وهي عنده قوية، ولديه ميل إلى الحوار والنقاش، وقدرته على التركيز تدهشني.

 

* والبهاق، هل ما زال يعاني منه؟

- عندما کنا فی تونس کانت تظهر أعراض البهاق بشكل قليل على يديه فقط، لكنها لم تنتشر إلى بقية الجلد، وبالكاد تظهر لمن يقترب منه.

 

* هل يتناول دواء خاصا بالبهاق؟

- لا، فأعراضه خفيفة عنده، والبهاق ليس مرضا، إنه حالة تصيب لون الجلد وليست لها أهمية.

 

* ما تحليلك لحالة ارتجاف شفته السلفى؟

- تظهر عندما يشعر بالتعب والتوتر، والتوتر يرافق أبو عمار من 40 سنة تقريبا، وكل من يتوتر تظهر عنده أعراض خاصة به، لكن الإسرائيليين استغلوها للإيحاء بأنه مريض بالباركنسون أو سواه، وخلطوا الأمور لتبدو طبيعية أكثر، عبر تكرار الأكاذيب عن الإغماءات. إنهم ينتظرون أن يصاب أحيانا بالرشح أو الأنفلونزا العادية ليطلقوا الشائعات.

 

* وهل تتحدثون عن الموت أحيانا؟

- أبو عمار لا يتحدث في هذا الموضوع، كمعظم الأحياء، وهو لا يثيره في شيء.

 

* أقصد تبعات الموت، لأنكم أمام قضية متوقفة على رجل واحد تقریبا، هو أبو عمار، فكيف تتخيلين الأوضاع بدون عرفات؟

- إذا غاب عرفات، لا سمح الله، فستكون هناك حرب مدمرة.

 

* حرب مع من؟

- بين الفلسطينيين أنفسهم، لأن الفلسطيني سيجد صعوبة في أن يتقبل بديلا عن أبو عمار. وفي الوقت نفسه سيحاول الإسرائيليون دعم مراكز قوی ونفود يبدو أنهم يعملون على تمويلها وتحضيرها منذ الآن للقيام بالشرارة الأولى، والشعب عندنا يعرف هذه الحقيقة، لذلك نراه يتغاضی عن کثیر من التجاوزات التي تحدث داخل السلطة بسب محبته لعرفات ومعزته له.

 

وتتابع:

الإسرائيليون اغتالوا جميع القياديين الفلسطينيين الذين کان بإمكانهم أن يكونوا عونا لأبو عمار في الفترات الصعبة.. إسرائيل كانت تعرف أن عرفات سيعود إلى الضفة، لذلك أرادته وحيدا من دون القيادات التي اغتالتها، وقد نجحت في ذلك وأصبحنا لا نملك قيادياً له الثقل الذي كان لتلك القيادات. فلو كان عندنا قیادات مثل أبو جهاد وأبو الهول وأبو إياد، لما كنا اليوم في أي قلق من غياب عرفات.

 

* هل تقصدين أن القيادات العاملة مع أبو عمار حاليا ليست في مستوى الخلافة؟

- مع احترامي لهذه القيادات، نعم. والسبب أن إسرائيل لم تبق لنا إلا من لن يرضى عنهم الشعب الفلسطيني كبديل، لذلك أنا قلقة.

 

* ألا ترشحين أحدا؟ وهل يشاطرك الرئيس عرفات هذا القلق؟

- لا أرى أمامي من أرشحه، لأن أحدا لا يستطيع أن يحل محل عرفات، ومهما حاولت إسرائيل وعملت في تلميع بعض الشخصيات، فإنها لن تنجح. أما أبو عمار فلا يتحدث معي حول ما إذا كان قلقا أم لا.

 

لن أغادر

 

* ماذا تفعلين في جو من فراغ السلطة؟

- أبقى هنا مع شعبنا، ولن أغادر أبدأ.

 

* ألا تعيشين في فرنسا حيث تعيش والدتك؟

- عشنا في فرنسا من زمان، حيث درست فى جامعة السوربون والجامعة الرابعة فى باريس ووالدتي تركت العاصمة الفرنسية على أية حال وکانت زارت شقيقتي المقيمة كطبيبة في روما قبل أسبوعين، ثم عادت إلى غزة لتعيش هنا بقربنا، حيث سأظل أنا أيضا تحت كافة الظروف.

 

* من أين اكتسبت اللهجة اللبنانية التي تتكلمين بها، هل عشت في لبنان؟

- أنا لم أزر لبنان، ولا أعرفه. لا أدري، ربما زرته وأنا صغيرة مع العائلة، لم أعد أذكر. ولهجتي هي لهجة أبناء رام الله والقدس، وهي تبدو لبنانية لأن اللهجتين متشابهتان، ثم لأننا کنا نعاشر كثيرا من اللبنانيين في باريس كما نعاشر اليوم كثيرا من الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في لبنان وعادوا مثلنا إلى غزة.

 

* ماذا يتذکر أبو عمار عن لبنان؟

- يتذكر كيف أن الشعب اللبناني احتضن الثورة الفلسطينية، وأنا لی موقف من وجودها هناك لأننا أصبحنا نفهم ما يقصده بعص الناس حين يقولون لنا إنه صارت بيننا حرب، وإنكم بالغتم كفلسطينيين في بعض التصرفات، أنا أفهم ما يقصدون وأحترم کلامهم، وأری أنه کان بإمکاننا أن نتصرف بطريقة مختلفة في لبنان. بطريقة لا يشعر معها اللبناني بأننا قمنا باستفزازه، تلك الحرب لم يكن ينبغي لها أن تحدث وكذلك الاستفزازات وأنا أعتذر من كل لبناني عن أي استفزاز شعر به من جانبنا.

 

* هل يشاركك أبو عمار هذا الاعتذار؟

 

- لا. لا أعرف، لم نتحدث سابقا في هذا الموضوع. ولكنها مشاعري الخاصة ومواقفي، خصوصا أنني أرى لعرفات صداقات قوية في لبنان، مع الرؤساء والمسؤولين وغيرهم الكثير. واللبنانيون شعب رائع.

 

* إذا كنت صحافية وتقابلين أبو عمار، فأي سؤال هام توجهينه إليه؟

- أسأله كيف يسمح لبعض من حوله أن يبعدوا الناس عنه؟ وأسأله أين الفلسطينيون المنتشرون بثرواتهم في العالم، لماذا لا يأتون إليك؟

 

* ماذا تعتقدين أنه سيجيبك؟

- طبعا سيقول لي إنني طلبتهم ولم يأتوا وسأرد عليه أن الذين حولك يسببون هرب هؤلاء.

 

* وأنت ما رأيك؟

- المستثمرون الفلسطينيون عندهم مشكلة، فأبو عمار أعطاهم الهوية وجوازات السفر ليثبتوا أنهم فلسطينيون لكنهم أخذوها ولم يقدموا ما يشاركون به في تطوير البلاد ومشكلتهم هي التردد.

 

أین أمي؟

 

* هل کان أبو عمار یتمنی ابنا ذكرا بدلا من بنت؟

- لا، إنه حضاري من هذه الناحية. وهو يحب ابنته کثيرا، وأحيانا يدخل إلى البيت ويقول أين أمي؟ لأن اسمها على اسم والدته «زهوة أبو السعود»،وهي من القدس مدفونة فيها، وقد غابت عن الدنيا عندما كان عمره 3 سنوات تقريبا، وهو لا يتذكرها.

 

* ووالد عرفات؟

- توفي أیضا من زمان، واسمه عبد الرؤوف القدوة، وجثمانه مدفون في خان يونس.

 

* ألا تفكران في طفل ثان؟

- نفكر. ولم لا؟ وكل شيء يتوقف على مشيئة الله سبحانه وتعالى. وإذا رزقنا صبيا فسنسميه عمار.

 

* بماذا تتحدثان عندما تكونان منفردين؟

- عن زهوة البالغة سنتين الآن، فهو يحبها كثيرا وأصبح متعلقا بها.

 

* من الثابت أنه لا يهيئ لها مستقبلا كثائرة ومناضلة؟

- طبعا لا، لأن هذا متعب جدا، ولكن متى اقتضت الأمور فكلنا ثوار ومناضلون.

 

* ما الصفة التي لا تعجبك في عرفات؟

- يتسامح كثيرا مع من لا يستحقون، ویعجبنی فيه أنه لا يرفض طلبا لإنسان.

 

الرقابة الإسرائيلية قطعت المكالمة

عندما وصلت سهي عرفات في حديثها مع «المجلة»إلى سلسلة الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل ضد قيادات فلسطينية سابقة «بهدف قص أجنحة زعيم الثورة الفلسطينية»، على حد تعبيرها، دخلت الرقابة الإسرائيلية على الخط، وقامت بما أدی إلى تعطيل الهاتف في منزل السيدة سهی لعدة دقائق، حاولت «المجلة»خلالها الاتصال مجددا أكثر من مرة، إلى أن عادت الحرارة إلى الخط. وكان السؤال الأول من «المجلة»عما حدث، فقالت السيدة سهی:

«دخل الإسرائیلیون على الخط وعطلوه، ربما لأنهم كانوا يسجلون الحديث وانتهی شريط التسجيل عندهم فاستبدلوه بآخر».

 

* هل يراقبون اتصالاتكم الهاتفية أيضا؟

- طبعا، وعلى مدار الساعة. ولكن لا تهتم، سنستمر في الحديث حتى تتعب آذانهم وتنتهي أشرطتهم.

 

بیت أبو عمار في غزة

تقول سهی عرفات إن منزلها في غزة متواضع؛ «فنحن نعيش في بیت عادي من ثلاث غرف نوم وصالون ومطبخ، مع غرفة صغيرة للخادمة».

 

* كم دفعتم ثمنه؟

- لسنا ملاكا للبيت بل مستأجرون، وندفع الإيجار مرة في السنة للمالك.

 

* من يملك البيت وكم تدفعون شهريا؟

- كان يملكه المرحوم عقيل مطر، ثم ورثته زوجته بعد وفاته، وهي تقبض الإيجار سنويا منا بواقع ألف دولار شهريا.

 

* الإيجار رخيص، وكان يمكنكم استئجار بيت أكبر لو دفعتم أكثر...

- قد يكون رخيصا نسبة إلى الإيجارات في الدول الأخرى، لكنه مرتفع في غزة.

 

* هل تأخرتم مرة عن دفع الإيجار؟

- لا، ليس إلى هذه الدرجة، إنما ندفع عند الاستحقاق مرة فی السنة، ونستلم إيصالا.

 

* باسم من يكون الإيصال عادة؟

- باسم المستأجر ياسر عرفات وعائلته.

 

* لماذا لا تسكنون في قصر الضيافة في غزة؟

- أبو عمار خصصه لضيوفنا من المسؤولين الأجانب حين يأتون، وهو يريدنا أن نعيش كبقية الناس، ونحن سعداء على أي حال حیث نسكن.

font change