الإرهاب والتراث السوري يقتسمان أغلفة الكتب

الإرهاب والتراث السوري يقتسمان أغلفة الكتب

مقاتلى-داعش

في هذا الموضوع نعرض لأربعة كتب ظهرت أواخر العام الماضي ومطلع العام الحالي، وهي كتاب «داعش.. خلافة الدم والنار» للدكتور رفعت سيد أحمد. وكتاب «"فلاحو سوريا: أبناءُ وجهائهم الريفيين الأقل شأنًا وسياساتهم» للمؤرخ الفلسطيني حنا بطاطو. وكتاب «التراث الأثري السوري» للدكتور عفيف بهنسي. وكتاب: «خلافة داعش» للدكتور هيثم مناع.

[blockquote](1)
اسم الكتاب: «داعش.. خلافة الدم والنار»
اسم الكاتب: د. رفعت سيد أحمد
تاريخ النشر: ديسمبر (كانون الأول) 2014[/blockquote]

isis

من الكتب التي صدرت مؤخرا على خلفية الضجة السياسية والأمنية التي صنعها تنظيم داعش سواء على مستوى الدول أو على مستوى الشعوب، خاصة بالنسبة لشعوب دول الشام مثل سوريا والعراق والأردن بالإضافة إلى دول الخليج العربية.
حاول الدكتور رفعت سيد أحمد عبر 450 صفحة عرض كل المعلومات المتوافرة لديه عن هذا التنظيم في هذا الكتاب الذي يعد من أوائل الكتب التي صدرت بهذه الدقة عن هذا التنظيم بكل تشعباته السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية.
وقد تناول الكتاب في تسعة فصول وملحق وثائقي كبير مجموعة من القضايا التي لا غنى عنها في محاولة التعرف على هذا التنظيم مثل نشأة داعش ومساره وجرائمه، منذ أول قائد له وهو أبو مصعب الزرقاوي (2004) وانتهاء بأبي بكر البغدادي القائد الحالي للتنظيم (2014) الذي قدم نفسه خليفة المسلمين فتقدم تابعوه لبيعته. مع الإشارة إلى الدور الأميركي في صناعة هذا. ثم ذبح التنظيم لعشرات الأجانب (بمن فيهم صحفيون أمريكيون وبريطانيون) ومئات المسلمين والمسيحيين والأقليات.
وكذلك علاقة هذا التنظيم بدول العالم المختلفة عامة وبإسرائيل على وجه الخصوص. والأهداف المعلنة وغير المعلنة عند الأميركيين لمواجهة «داعش». وعلاقة تنظيم داعش بالتنظيم الأم لحركات التطرف وهو تنظيم القاعدة، وكيف كفر أحدهما الآخر. بالإضافة إلى داعش في مصر وفي لبنان. والرؤية الإسلامية لرفض الغلو والتطرف وكذلك الرؤى الاستراتيجية لوظيفة داعش. وفي الفصل التاسع والأخير يتناول الكاتب بالتفصيل علاقة داعش بتركيا والنفط والصراع في عين العرب كوبانى. وفي نهاية الكتاب يضم الملحق الكبير عشرات الوثائق والصور النادرة والمعلومات المهمة عن قادة التنظيم وبخاصة أبو بكر البغدادي.

(2)


[blockquote]
اسم الكتاب: «خلافة داعش»
اسم الكاتب: د. هيثم مناع
تاريخ النشر: ديسمبر 2014[/blockquote]


isis 1

عن المعهد الاسكندنافي لحقوق الانسان، صدر في شهر ديسمبر من العام الماضي كتاب «خلافة داعش»، والذي يعد من أوائل الكتب التي تصدر عن داعش ونشاطها العسكري بين العراق والشام، لمؤلفه الناشط والأكاديمي دكتور هيثم مناع. وقد صدر الكتاب باللغتين العربية والفرنسية في الوقت نفسه.
يهتم الكتاب برصد أسباب وجود تنظيم داعش، سواء على المستوى الفكري أو الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي دون إغفال الجوانب الثقافية. كما يبحث في طبيعة هذه «الدولة» المزعومة، ومصادر تمويلها، ونقاط قوتها وضعفها، وكيفية مواجهتها.
وتكمن أهمية هذا الكتاب في أن مؤلفه من الناشطين السياسيين البارزين وهو الدكتور هبثم مناع، واسمه الأصلي هيثم العودات (من مواليد درعا 1951) باحث وناشط حقوقي سوري والرئيس السابق لهيئة التنسيق الوطنية في المهجر، والمتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، وهو سليل أسرة سياسية عريقة فوالده المحامي يوسف ناصر العودات، معارض قديم سجنته المخابرات السورية 18 عاما.

(3)



[blockquote]
اسم الكتاب: «"فلاحو سوريا: أبناءُ وجهائهم الريفيين الأقل شأنًا وسياساتهم»
اسم الكاتب: حنا بطاطو (1926 – 2000)
تاريخ النشر: نوفمبر (تشرين الثاني) 2014
[/blockquote]

view_1416900990

قبل وفاته بعام واحد قدم المؤرخ الفلسطيني حنا بطاطو دراسته المهمة عن سوريا بعنوان «فلاحو سوريا: سليلو الوجهاء القرويين الأقل شأنا وسياستهم» (Syria's Peasantry, the Descendants of Its Lesser Rural Notables, and Their Politics) (نشر عام 1999)
الكتاب نشره مجددا المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ولاقى رواجا شديدا في عالم الكتب في العام الأخير، بعد وفاة المؤلف بنحو خمسة عشر عاما.
في الكتاب حاول الكاتب - عبر 704 صفحات من القطع الكبير - فهم نظام الأسد الأب الذي كان يرفع لافتة بعثية فيما كان يتناقض أحيانا وإلى حد التناقض حتى مع تلك المقولات التي يرفعها. والكاتب في محاولته تلك لتحليل طبيعة السلطة السياسية في سورية، حاول العودة إلى الجذور التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للفئات المشكّلة لها، ويشمل ذلك تسليط الضوء على الجوانب العقائدية والمذهبية لتلك الفئات، فرسم لوحة شاملة لطبيعة النظام السوري وتركيبته وسياساته، وتناول ذلك كله من جوانب وزوايا غير مسبوقة في الدراسات التي تناولت تاريخ سورية الحديث أو نظام الأسد على وجه الخصوص.

يتكون الكتاب من 25 فصلا تتناول ظروف الفلاحين الاجتماعية والاقتصادية، والشروط الاجتماعية والاقتصادية للفلاحين بما في ذلك التمايزات في ما بينهم من حيث العقيدة الدينية والملكية والخلفية التاريخية والارتباط بالأرض والاستعداد للقتال، وغير ذلك من التمايزات التي كان لها شأن في تشكيل وعي الفلاحين وسياستهم. بالإضافة إلى أنماط الوعي والتنظيم والسلوك السياسي الفلاحي وأنماط وعي الفلاحين وتنظيمهم وسلوكهم السياسي قبل تسلم حزب البعث السلطة في عام 1963، والأشكال المبكرة من التنظيم الحرفي للفلاحين، والأفكار الصوفية والمذهبية التي سادت بينهم، وثوراتهم وتمرداتهم على الحكم العثماني وفي فترة الانتداب الفرنسي، ومن ثم أشكال الوعي والتنظيم الحديثة، وعرض تجربة الحزب العربي الاشتراكي بزعامة أكرم الحوراني بوصفه أول حزب فلاحي حديث منظّم، وتجربة الشيوعيين والبعثيين. وكذلك تجليات الأفكار البعثيّة في جوانبها الريفية والفلاحية، بما في ذلك الأصول الريفية لكثير ممن انضموا إليه، وأصبحوا قادته فيما بعد، ويبين انقسام التجربة التاريخية لحزب البعث إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى من البدايات حتى تسلّم البعث السلطة في عام 1963، وتمتد بعض خصائصها حتى عام 1966. والمرحلة الثانية، وهي مرحلة انتقالية تمتد بين حركة 23 فبراير 1966 واستيلاء حافظ الأسد على السلطة في 16 نوفمبر 1970، وتعود بعض خصائص هذه المرحلة إلى عام 1963. أما المرحلة الثالثة فتبدأ باستيلاء حافظ الأسد على السلطة. ويبيّن بطاطو الاختلافات العميقة بين هذه المراحل، ليستنتج أن بعث حافظ الأسد يختلف تماما عن بعث المرحلتين الأولى والثانية، وهو اختلاف يصل إلى حد التناقض أحيانا.
كما يتناول الكتاب كذلك مرحلة حافظ الأسد، الذي يعدّه حنا بطاطو أول حاكم لسورية من أصول فلاحية. وفيه يعرض للنظام الذي بناه الأسد ومراحله وأزماته، والشخصيات والأجهزة السياسية والعسكرية التي شكلت ركائزه، وسياسته الداخلية والإقليمية والدولية. ويحلل بنيته الطائفية والعشائرية والمناطقية، ومستويات السلطة، في السياسة العامة للنظام.
اللافت في هذه الدراسة أن حنا بطاطو استعان – إلى جانب المصادر المكتبية – بمجموعة من التسجيلات لمقابلات ميدانية مع مواطنين أو شهود للأحداث التي تابعتها الدراسة.
الجدير بالذكر أن حنا بطاطو (مواليد القدس 1926 - توفي في وينستد - كونيكتيكوت 24 يونيو 2000) مؤرخ فلسطيني متخصص في تاريخ المشرق العربي الحديث. ومن أهم مؤلفاته إلى جانب كتابه عن سوريا دراسته الأكاديمية عن التاريخ الاجتماعي للعراق الذي يعتبر أهم مرجع عن تاريخ وتطور العراق الحديث.
(4)


[blockquote]اسم الكتاب: «التراث الأثري السوري»
اسم الكاتب: د. عفيف بهنسي
تاريخ النشر: نوفمبر 2014[/blockquote]

10576841_10203945283808432_408288731_n

المؤرخ تقي الدين المقريزي (764 هـ ـ 845 هـ / 1364م - 1442م) في رصده لخطط وآثار العاصمة المصرية القاهرة، قبيل انهيار الدولة المملوكية، واستشرافا منه لهذا الانهيار قام بتسجيل كل أثر تقع عليه عينه، لتبقى أعماله وعلى رأسها «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار». في محاولة تشبه تلك التي قام بها المقريزي يحاول الدارس المهم في تاريخ الفن السوري الدكتور عفيف البهنسي القيام برصد وتوثيق الآثار السورية في كتابه «التراث الأثري السوري».
اهتم بهنسي في هذا الكتاب المهم بدراسة الأهمية الجغرافية والتاريخية والاستراتيجية لسوريا، أو «بلاد عمور» كما تسمت قديما، ثم اسمها «إسورا عربيا» في العهد الفارسي وتحريف اسم إسورا إلى سوريا، كما وردت عند هيرودوت المؤرخ.
كما تناول الكتاب مراحل الأبحاث الأثرية في سوريا حتى نهاية الحرب العالمية الأولى التي نقل الرحالة خلالها أخبارا عن خرائب ظاهرة على سطح الأرض ومدن حديثة وقرى. وتناول كذلك المرحلة الأخيرة من الأعمال الأثرية من خلال ما أنشأته المديرية العامة للآثار والمتاحف.
ولا يغفل الكاتب ما ذكر عن سوريا في العهد القديم فيتناول التوراة والتاريخ والجغرافيا التوراتية مشيرا إلى الأبحاث التي تضم مجموعة واسعة من أسماء الأمم والملوك والأشخاص ومجموعات واسعة من أسماء الأمكنة مبينا أن الكشوف لم تؤكد أيا من المجموعات الأولى التاريخية.

ولم ينس المؤلف الحديث عن التراث الإسلامي في سوريا من خلال الفن الإسلامي والنقوش العربية والزخرفة وتراث العصور الإسلامية وآثارها المنتشرة في متاحف العالم.
font change