الترابط بين الحضارتين الإسبانية والعربية بأبهى حلله في الإسكندرية

الحضارة الإسلامية أثّرت في إسبانيا وبقيت فيها لعدة قرون

المرسي أبو العباس في الإسكندرية

الترابط بين الحضارتين الإسبانية والعربية بأبهى حلله في الإسكندرية

الاسكندرية: ثمّة ترابط كبير ووثيق بين الحضارتين الإسبانية والعربية يتجسّد في كافّة مناحي الحياة خاصّة الثقافية والاجتماعية، كما تأتي العمارة وفنونها شاهدة على الترابط القوي بين الحضارتين واندماجهما معاً، إذ نجد أعلام الثقافة الأندلسيّة الذين هاجروا إلى الدّول العربيّة واستقروا بها وأثّروا وتأثّروا وذاع صيتهم في العالم.

وتعد الإسكندرية محطّة هامة وجاذبة للأندلسيين، فهي تحتضن الكثير من معالمهم، إذ إنّها كانت مركزا لأعلام الأندلس وللصوفيين الذين قدموا إليها واستقروا فيها، وبقيت المباني والأضرحة الشهيرة التي تتحدث عن العلاقة المتبادلة بين الثقافة العربية والإسبانية شاهدا على مرورهم.

مدير معاهد سيرفانتيس في مصر، لويس خابيير رويس، يؤكّد في تصريح لـ«المجلة»، أنّ ثمّة ترابطا كبيرا بين الثقافة والحضارتين الإسبانية والعربية، مؤكدا أنّ علاقة إسبانيا بالعالم العربي وثيقة جداً.

ويوضح رويس أنّ الحضارة الإسلامية أثّرت في إسبانيا وبقيت فيها لعدة قرون، وعليه فإنّ ثمّة ترابطا وثيقا بين الحضارتين والثقافتين يظهر جليا في جوانب كثيرة.

وأشار إلى أنّ المعالم والفنون العربية والعمارة الإسلامية، تتواجد في المدن الإسبانيّة وفي قرطبة وفي غيرها من المدن، حيث يستطيع الزائر أن يشاهد العمارة الإسلامية المميزة في شوارع وطرقات ومراكز تلك المدن، كما أنّ ثمّة عائلات إسبانية من أصول عربية أيضاً.

كما تحدّث عن قوة تأُثير الثقافة الإسلامية والعربية في الثقافة واللغة الإسبانية، مشيرا إلى أنّ هناك نحو 4000 كلمة إسبانية من أصول عربية ما يعكس عمق التأثير وجذوره.

كما لفت إلى أن أعلام الأندلسيين جاءوا واستقروا في البلاد العربية وأثروا فيها وكونوا حضارة وثقافة عرفها العالم العربي والإسلامي.

وقال إن مصر تزخر بالعديد من المباني التي ترتبط بأعلام الأندلس، لافتا إلى أنّ المركز الثقافي الإسباني سيرفانتيس، ينظّم فعاليات متعددة حول ذلك، ومنها هذه الفاعلية حيث يشارك المتخصصون في الورش واللقاءات والمعارض الفنية حول أعلام الصوفية ومبانيهم ومعالم الأندلسيين في مصر.

وعن مبنى معهد سيرفانتيس في الإسكندرية قال، إنّه يمثّل تحفة معمارية وفنية حقيقية كان يمتلكه أحد الأثرياء.

وفي لقاء حول «تأُثير الأندلس على العمارة»، تمّ عرض صور لأهمّ المباني والأضرحة المتعلقة بهم، وفي مقدمتها وأشهرها «أبو العباس المرسي» الذي جاء إلى الإسكندرية واستقر بها وذاع صيته بشكل كبير، وتتلمذ على يده الكثيرون، وما يزال مسجده يعتبر من أهم وأقدم وأشهر المساجد في المدينة، بل إن له احتفالا خاصا (مولد سيدي أبي العباس المرسي) الذي يعد مقصدا لعدد كبير من الناس يأتون من أجله من مختلف المدن المجاورة حرصا على المشاركة في هذا المشهد الاحتفالي الهام الذي يشهد تجمع المئات.

كما أطلق المعهد مشروعا ثقافيا للتعريف بآثار الشخصيات الأندلسية في القاهرة والإسكندرية ومن أهم أعلام الصوفية الذين عاشوا في مصر: سيدي عبد الله بن أبي جمرة، سيدي محمد بن سيد الناس، مسجد خضرة الشريفة، مسجد سيدي محمد الشاطبي.

كما أن مدينة الإسكندرية تشتهر بمدرسة الدراسات الأندلسية، التي تضمّ نخبة من متخصصي الدراسات الأندلسيين، الذين تدرّبوا في البداية في إسبانيا برعايه الدكتورعبد العزيز سالم والدكتورمختار العبادي، وقد تأسّست مدرسة الإسكندرية للدراسات الأندلسية، في خمسينات القرن الماضي، بهدف تأريخ وجود أعلام الأندلسيين في المدينة، وهي المدينة التي اكتسبوا فيها أهمية كبيرة.

font change

مقالات ذات صلة