التجلّي الأعظم.. مشروع سياحي في سيناء يجمع الديانات الثلاث

حدث جلل سيتحدّث عنه العالم

خارطة مشروع التجلي الأعظم

التجلّي الأعظم.. مشروع سياحي في سيناء يجمع الديانات الثلاث

القاهرة: يعتبر مشروع التجلي الأعظم على أرض سيناء أحد أهم المشروعات السياحية، التي تتبناها الدولة المصرية، لما يشتمل عليه المشروع من عدة جوانب، أهمها الجانب الروحي والديني، خاصة أن منطقة سانت كاترين تحتوي على معالم دينية مهمة حيث تجلى الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام في منطقة الوادي المقدس طوى بطور سيناء، إلى جانب دير سانت كاترين وأهميته الدينية، كمعلم سياحي فريد.

ومشروع التجلي الأعظم، من أهم المشروعات التنموية التي تحتل أولوية قصوى على أجندة عمل الحكومة، والقيادة السياسية، خاصة أن المشروع يهدف إلى تسويق مدينة سانت كاترين، على الخريطة العالمية، كوجهة للسياحة الروحانية، كونها ملتقى للديانات السماوية الثلاث.

ويعتبر مشروع التجلي الأعظم فوق أرض السلام، تنمية لمدينة سانت كاترين، لتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية للمدينة الروحانية، صاحبة الطابع الديني والأثري والبيئي معا، لوضعها في مكانتها التي تليق بهذه البقعة المقدسة، حيث تجلى الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى عليه السلام.

 

المشروع يهدف إلى إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس 

 

أهداف مشروع التجلي الأعظم

1- يهدف إلى إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، في ضوء المكانة العظيمة التي تتمتع بها مدينة سانت كاترين، وهي منطقة فريدة من نوعها على مستوى العالم، وتمثل مقصدا للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية، لجميع سكان العالم.

2- يهدف أيضا إلى توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار.

3- ربط المدينة مع باقي المنطقة الساحلية الممتدة بين الطور وشرم الشيخ ودهب.

4- العمل على تسويق المدينة عالميا كوجهة للسياحة الروحانية؛ إذ إن مدينة سانت كاترين، لها قيمة تاريخية وروحانية كبيرة جدا، وتعد ملتقى للديانات السماوية الثلاث.

5- إعداد دراسة هيدرولوجية متكاملة لتجنب أخطار السيول، خاصة أن المدينة تقع في ملتقى العديد من الأودية ومهددة بالسيول.

6- مشروع «التجلي الأعظم فوق أرض السلام» في محيط جبلي موسى وسانت كاترين.

7- تعظيم المقومات السياحية العالمية الفريدة التي تتميز بها المنطقة، ولخروج المشروع على نحو يتسق مع تاريخ تلك البقعة المقدسة من أرض مصر.

8- هناك أعمال لتطوير دير سانت كاترين المسجل على قائمة التراث العالمي، منذ عدة سنوات، بالتعاون بين كل الجهات المعنية بالمنطقة.

9- أعمال التطوير سوف تراعي عدم المساس بموقع الوادي المقدس، وكذلك الجزء الرئيسي من المحمية الطبيعية، والتأكيد على عدم إقامة أي مبان بهذه المواقع، حفاظا على قدسية وأثرية هذه المواقع.

10- ترميم بعض الكنائس داخل الدير، مثل كنيسة إسطفانوس ويوحنا، ووضع نظام إطفاء تلقائي، وتحذير ضد الحريق شامل.

11- سيتم تطوير منطقة وادي الدير، بوضع نظام إضاءة مناسب، وإزالة الأعمدة الكهربائية من باب السلسلة حتى مدخل الدير، وإنشاء بوابة أمن للحقائب والأفراد، وغرفة مراقبة أمنية وكاميرات مراقبة بأنحاء الدير كافة.

12- التطوير خارج أسوار الدير يهدف إلى الحفاظ على حرم الدير، طبقا للقرار رقم 508 لسنة 1997. ويضم 4 مناطق، تشمل جبل موسى وحديقة الدير، لتصبح مزارا خاصا لما تتمتع به من أشجار نادرة، و3 آبار، و3 عيون تاريخية، ومنحل عسل، ومعصرة زيتون، وكانت ضمن المعايير التي سجلت منطقة سانت كاترين تراثا عالميا باليونيسكو عام 2002.

13- ستتم دراسة المخاطر البيئية من الزلازل والسيول، وكيفية مواجهتها على أن تطور بالحفاظ على الطبيعة البدوية للمكان، ورعاية مصالح أهل المنطقة.

14- سيشمل التطوير توفير سيارات كهربائية صغيرة غولف، لنقل الزوار من منطقة انتظار السيارات إلى الدير، إلى جانب وجود طريق للمشاة، وآخر للجمال، كوسيلة انتقال إلى الدير، والدخول إلى المنطقة عبر أبواب منزلقة وليست كهربائية.

15- ستقام بازارات لبيع المنتجات السيناوية والأعشاب الطبية، وتوفير لافتات إرشادية وسلال قمامة، وعمال نظافة بالموقع مع عدم السماح بإنشاء مقاهي الموقع، ويمكن السماح للقرية البدوية بممارسة هذا النشاط داخل القرية.

16- ستركب كاميرات حرارية أعلى قمم الجبال، وربطها بالأكمنة لكشف حركة الأجسام عن بعد، وتطوير أماكن الجذب السياحية حول الدير، وتطوير طريق وادي حبران بدير سانت كاترين، وهو طريق تاريخي؛ إذ عبره نبى الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادي المقدس، واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج من ميناء الطور إلى سانت كاترين.

17- تطوير مطار سانت كاترين، وتسيير رحلات طيران يومية من القاهرة إلى سانت كاترين، والعودة ورحلات طيران أسبوعية من أثينا إلى سانت كاترين والعودة.

18- هناك عدة دراسات تجرى حاليا لإعداد مشروع للصوت والضوء بالوادي المقدس، وإنشاء «تليفريك» للوصول إلى جبل موسى، والجبال الشهيرة بالمنطقة.

19- تم الانتهاء من ترميم الجزء الشرقي من مكتبة دير سانت كاترين، كما رفعت كفاءة وإعادة فهرسة المخطوطات، وتنظيم قاعات المكتبة، وتوفير كل وسائل الحماية للمخطوطات، منها عمل أغلفة تقاوم الحرائق والمياه الناتجة عن السيول.

20- ترميم لوحة الفسيفساء، أقدم وأجمل فسيفساء في العالم بكنيسة التجلي، تعود إلى القرن السادس الميلادي، وهي من قطع ملونة من الزجاج على أرضية من الذهب المعتم، رممت منذ عام 2005. بواسطة بعثة إيطالية برئاسة الدكتور روبرتو ناردي، وافتتحها وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني في ديسمبر (كانون الأول) عام 2017.

 

اهتمام رئاسي

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على متابعة الموقف التنفيذي لمشروع التجلي الأعظم فوق أرض السلام بسيناء في محيط جبلي موسى وسانت كاترين.

ووجه الرئيس بالاهتمام بكافة التفاصيل التنفيذية للمشروع اتساقا مع مكانة تلك البقعة المقدسة من أرض مصر التي شرفها الله بالتجلي فيها، ولتقديمها للإنسانية والشعوب في أنحاء العالم على النحو الذي يليق بها تقديرا لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة. كما وجه بأن يتكامل المشروع مع جهود تطوير مدينة سانت كاترين ووضعها بمكانتها اللائقة التي تستحقها، وكذا تعظيم الاستفادة من المقومات السياحية بها، أثريا وبيئيا ودينيا واستشفائيا، بالإضافة إلى الارتقاء بكافة المباني والمرافق المتواجدة بها.

كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير كافة الخدمات لزوار هذا المكان المتفرد على مستوى العالم مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري للمكان، وكذلك مراعاة اعتبارات التنمية المستدامة من خلال دراسة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، إلى جانب الاهتمام بالزراعات والمسطحات الخضراء والتنسيق الحضاري.

 

متابعات وزارية

في ذات السياق أكد الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن مشروع تطوير مدينة سانت كاترين موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام يتسق مع البيئة المحيطة، حيث تعد المعايير البيئية هي الحاكمة في تنفيذ الأعمال من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

وأشار الوزير إلى أن أعمال التطوير تشمل أيضا العمران القائم بمدينة سانت كاترين، وذلك تنفيذا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير المدينة ووضعها في مكانتها اللائقة وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية لهذه المدينة ذات الطابع الأثري والديني والبيئي.

وقال الجزار إنه تم تشكيل لجنة عليا تضم وزاراتي البيئة، والسياحة والآثار، وجميع الجهات ذات الصلة بالدولة لمتابعة تنفيذ مشروعات التطوير، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من المشروع بتكلفة 4 مليارات جنيه ومن المقرر افتتاحها أبريل (نيسان) المقبل.

وأكد أن وزارة الإسكان، تتولى من خلال الجهاز المركزي للتعمير وبتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، تنفيذ المخطط المتكامل للمشروع بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، منوها بأن المشروع يهدف لإنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس؛ لتكون مقصدا للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري للطبيعة البكر.

ولفت إلى أنه جار تنفيذ 14 مشروعا لتطوير موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام بمدينة سانت كاترين وهي: تطوير النزل البيئي القائم- إنشاء النزل البيئي الجديد- إنشاء ساحة السلام- إنشاء الفندق الجبلي- إنشاء مركز الزوار الجديد- إنشاء المجمع الإداري الجديد- تطوير المنطقة السياحية- تطوير مركز البلدة التراثية- تطوير منطقة إسكان البدو- تطوير وادي الدير- إنشاء المنطقة السكنية الجديدة- إنشاء المنطقة السياحية الجديدة- شبكة الطرق والمرافق- الوقاية من أخطار السيول.

وأضاف أنه تم أيضا خلال الاجتماع، مناقشة عدد من الملفات المشتركة بين الوزارتين ومنها ملف الإدارة المتكاملة للمخلفات، والتعاون في تنفيذ منظومة المخلفات والخطط التشغيلية للمنظومة بالمدن الجديدة، والشراكة مع القطاع الخاص بالتنسيق مع وزارة البيئة في استخدام الحمأة الناتجة عن محطات الصرف الصحي لتوليد الطاقة.

ووجه الوزير مسؤولي قطاع المرافق بالتنسيق مع وزارة البيئة من أجل التواصل مع شركات القطاع الخاص، لتعظيم الاستفادة من الحمأة بعد المعالجة، وتوليد طاقة كهربائية يتم استخدامها في تشغيل المحطات.

من جهتها، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، التنسيق الكامل وتوحيد الجهود بين وزارتي البيئة والإسكان في عدة ملفات ومنها ملف المخلفات الصلبة داخل المجتمعات العمرانية الجديدة، فلدينا خطط عمل مشتركة تحقق جودة العمل وتظهره بالشكل اللائق، بالإضافة إلى التعاون لجذب الاستثمار في مجال تحويل الحمأة الناتجة عن الصرف الصحي للطاقة، مشيرة إلى وجود 15 شركة مؤهلة بالتكنولوجيا المناسبة للعمل في هذا المجال.

ودعت إلى عقد اجتماع مشترك بين مسؤولي وزارتي البيئة والإسكان لمناقشة تحفيز الاستثمار في تحويل الحمأة لطاقة طبقا لتوصيات مجلس الوزراء، وطرح محطات إنتاج الحمأة للاستثمار حسب أحجامها وكمية الحمأة الموجودة بها، خاصة في ظل وجود الشكل التعاقدي والشركات المتاحة وبالتطبيق على إحدى المحطات كنموذج تجريبي.

وحول تطوير مدينة سانت كاترين، أكدت أهمية استكمال أعمال التطوير في ظل مراعاة الأبعاد البيئية للمنطقة، مشيرة إلى ضرورة الاستغلال الأمثل لأعمال التطوير خلال فترة استضافة مصر لمؤتمر المناخ القادم في شرم الشيخ، لإعطاء قيمة مضافة للموقع وتشجيع المشاركين في المؤتمر على زيارته والترويج له كأحد المواقع الروحانية البيئية المميزة في العالم، إلى جانب الفوائد الاقتصادية والاجتماعية العائدة على السكان المحليين.

وقالت النائبة أمل رمزي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشيوخ، ورئيس لجنة السياحة بحزب الوفد، إن الاهتمام الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن متابعته للموقف التنفيذي لمشروع التجلي الأعظم بسيناء في محيط جبلي موسى وسانت كاترين، يعكس حرص فخامته على تنمية القطاع السياحي على أرض السلام، واستغلال المناطق الخلابة والمقدسة في سيناء أرض الفيروز في الترويج للسياحة ووضع تلك المناطق على الخريطة السياحية الروحانية التي ينبعث منها معاني الإنسانية والسلام والمحبة.

وأوضحت رمزي أن هذا المشروع يعد طفرة غير مسبوقة في دعم القطاع السياحي في سيناء وأنه يتم طبقا للمعايير البيئية والهوية التراثية التي تتناسب مع طبيعة المدينة، مما يعكس اهتمام القيادة السياسية بتطوير كافة المناطق بسيناء، وتعظيم أوجه الاستفادة من المقومات السياحية التي تمتلئ بها مدينة سانت كاترين.

ولفتت عضوة لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشيوخ، أن الوتيرة السريعة التي تعمل بها وزارة السياحة والآثار في الانتهاء من المشروعات السياحية والآثرية على مستوى محافظات الجمهورية جعلت من مصر قلعة سياحية متكاملة، تتوافر فيها شتى أنواع السياحة من سياحة يخوت، وسياحة آثار، وسياحة ترفيهية، ودينية، مشيرة، إلى أن كل ما يتم من مشروعات تتماشي مع رؤية واتجاه الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة.

وتابعت: التجلي الأعظم يعد من أبرز المشروعات التي سيكون افتتاحها حدثا جللا سيتحدث عنه العالم نظرا لشموله مزارا روحانيا على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، فضلا عن أنه سيساهم بشكل كبير في مواجهة البطالة لما سيوفره المشروع من فرص عمل في عدة مجالات مختلفة، بجانب تسويق المنتجات السيناوية والأعشاب الطبية، مما سيجعله مدينة سياحية متكاملة وسط مدينة سانت كاترين الخلابة التي تتمتع بقيمة روحية فريدة كونها حاضنة للأديان السماوية.

وشددت النائبة البرلمانية، على المكانة التي تتمتع بها سيناء حيث تجلى الله سبحانه وتعالى على جبلها وكلم نبيه موسى عليه السلام، بجانب أن المنطقة تضم أقدم دير أثري على مستوى العالم وهو دير سانت كاترين.
 

إضافة للسياحة المصرية

وحول هذا الزخم المحيط بمشروع التجلي الأعظم كان لخبراء السياحة والاقتصاد الذين تحدثوا لـ«المجلة» حول المشروع الذي يعتبر إضافة قوية للسياحة المصرية بعد ركود نسبي بسبب جائحة كورونا، حيث قال خبير السياحة الروحية والدينية عصام سليمان في تصريحات خاصة لـ«المجلة» يهدف المشروع إلى تحويل منطقة الوادي المقدس، لتكون مقصدا للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري للطبيعة البكر، بما يؤهلها لتكون مقصدا عالميا للسياحة الروحانية.

كما يساهم مشروع التجلي الأعظم في توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، مع الحفاظ على الطابع البيئي والهوية البصرية المميزة لمدينة سانت كاترين وذلك في إطار التوجيهات الرئاسية لتطوير مدينة سانت كاترين من خلال تنفيذ مشروع التجلي الأعظم فوق أرض السلام. هو بمثابة رسالة سلام وتسامح مصرية خالصة تعلي من قيمة الإنسانية ورمز للتعايش بين الأديان المختلفة على أرض السلام بسيناء، التي تحتوي على معالم سياحية فريدة، ومعالم دينية وروحية لا توجد إلا على أرض سيناء حيث القيمة الروحية لحدث التجلي الأعظم لسيدنا موسى، وكذلك دير سانت كاترين والكنائس المحيطة به، وأيضا طريق الحج القديم.

 

ستتم دراسة المخاطر البيئية وكيفية مواجهتها 

وأضاف سليمان يتضمن مشروع التجلي الأعظم تحويل منطقة الوادي المقدس إلى مزار للسياحة الروحانية والاستشفائية والبيئية، ونزل بيئي جديد يضم 216 غرفة، وتطوير النزل البيئي القديم، مع إنشاء منطقة سكنية جديدة في الزيتونة، تضم 580 وحدة سكنية، وإنشاء حديقة صحراوية، وفندق جبلي، وممشى بدرب موسى يحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى عبر وادي الراحة وصولا لجبل التجلي، وتطوير منطقة استراحة السادات.

كما يشمل المشروع إنشاء ساحة السلام التي تضم ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى متحفيا متنوعا، ومسرحا وقاعة مؤتمرات، وكافيتريا، وغرف اجتماعات، وإنشاء فندق جبلي متكامل يضم 150 وحدة، وإنشاء المجمع الإداري الجديد، وتطوير المنطقة السياحية من خلال إنشاء المنتجع السياحي الاستثماري الجبلي، ومنطقة تجارية (بازارات) وإنشاء المبنى الاجتماعي الخاص بمركز الشباب، وتطوير مركز البلدة التراثية.

ويقوم المشروع على تطوير كل من النزل البيئي القائم- إنشاء النزل البيئي الجديد- إنشاء ساحة السلام- إنشاء المجمع الإداري الجديد- تطوير المنطقة السياحية- تطوير مركز البلدة التراثية- تطوير منطقة إسكان البدو- تطوير وادي الدير- إنشاء المنطقة السكنية الجديدة- إنشاء المنطقة السياحية الجديدة- شبكة الطرق والمرافق- الوقاية من أخطار السيول.

وتابع سليمان أن أرض سيناء وبالذات جنوبها لم يستغل سياحيا حتى الآن الاستغلال الأمثل، حيث إن هناك الشواطئ الخلابة وأماكن الغوص، إضافة إلى المحميات الطبيعية والسياحة الجبلية ورحلات السفاري.

وأضاف خبير السياحة لـ«المجلة» أن العائد الاقتصادي من وراء استغلال وتسويق سيناء كوجهة سياحية على خريطة التراث العالمي من شأنه أن يدر ملايين الدولارات، التي تصب في خدمة الاقتصاد القومي المصري.

وأكد سليمان أن القيادة السياسية واعية تماما لأهمية سيناء الاستراتيجية والسياحية، ومن هنا كان اهتمام الرئيس السيسي بمشروع التجلي الأعظم لما يمثله من أهمية ورسائل لكل العالم بأن في هذه المنطقة ما يجمع الإنسانية بروح التعايش والتآخي والتسامح، خاصة بعد دحر الإرهاب في ربوع سيناء وعودتها كقاطرة اقتصاد يمكن التعويل عليها.

وفي ذات الإطار قال الخبير الاقتصادي أحمد الطاهر في تصريحات لـ«المجلة» إن مشروع التجلي الأعظم كما هو مخطط له من تطوير لمدينة سانت كاترين وما حولها بمحافظة جنوب سيناء سيكون أحد أهم المشروعات السياحية، التي ستدر عائدا كبير بالعملة الصعبة لخزينة الدولة، وأن حجم الإنشاءات على أحدث النظم سيضيف بلا شك فرص عمل كثيرة ومختلفة لكافة القطاعات مما سيساهم بلا شك في تشغيل الشباب، ومن ثم محاربة البطالة.

وتابع الطاهر أن هناك مكسبا آخر من وراء مشروع التجلي الأعظم وهو محاربة التطرف حيث يحتوي المشروع بالأساس على الجانب الديني والروحي، وكيف أن هذه البقعة من أرض مصر نموذج حي للتعايش بين الأديان حيث يوجد كنيس ودير ومسجد وهي رسالة رمزية مؤثرة في الضمير الإنساني.

وأكد الطاهر لـ«المجلة» أن الفائدة الاقتصادية للمشروع ستتضح فور الانتهاء من الأعمال الخاصة به، حيث يعول على مكاسبه الاقتصادية العديدة كنتيجة لتشغيل الفنادق والبازارات والسياحة البيئية والاستشفائية وسياحة السفاري، وأن من شأن هذا المشروع أن يضيف إلى خريطة السياحة العالمية وجهة تراثية وحضارية وروحية جديدة، ألا وهي سانت كاترين، إضافة إلى مدن شرم الشيخ، ونويبع ودهب ونخل، وأيضا إلقاء الضوء على السياحة البدوية، التي تشتهر بها محافظة جنوب سيناء.

وأوضح أن مشروع التجلي الأعظم الذي تنفذه الدولة في سيناء سيحقق قيمة مضافة غير مسبوقة على الاقتصاد المصري.

وتابع الطاهر أن التجلي الأعظم له أكثر من بعد وأهمية، وذلك على صعيد القطاع السياحي في المقام الأول والبيئي ومن ثم تحقيق زيادة في مؤشرات نمو قطاع الاقتصاد في مصر.

وقال إن مصر أنفقت نحو 700 مليار على مشروعات تنمية سيناء، وهو الأمر الذي سيسهم في جذب الزوار إلى منطقة سانت كاترين ومشروع التجلي الأعظم، إذ إنه مقدر له أن يكون مدينة متكاملة سياحيا وبيئياً.

وأكد الخبير الاقتصادي أن التجلي الأعظم سيخلق فرصة كبيرة أمام مصر لزيادة معدلات نمو الاقتصاد القومي، من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية في مصر وخاصة سيناء ومنطقة سانت كاترين من ناحية وتنشيط قطاع السياحة بالمنطقة من ناحية أخرى.

وحول ذات الموضوع قال حمدي عرفة، خبير التنمية المحلية واستشاري البلديات الدولية، إن مشروع التجلي الأعظم هو واحد من أبرز المشروعات التي تنفذها الدولة بمحافظة جنوب سيناء، والذي يتماشى مع جهود الدولة في تطوير محافظتي سيناء وإقامة مشروعات تنموية على أرضها.

وأوضح عرفة أن مدينة سانت كاترين شهدت إقامة عدد من المشروعات التي تسهم في تشجيع السياحة إلى مصر، وظهر هذا واضحا خلال احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، بعدما زار سيناء وخاصة مدينة سانت كاترين نحو 30 ألف زائر بين مصريين وأجانب فضلوا قضاء أجواء أعياد الميلاد على الأرض المقدسة.

وتابع عرفة أن مجموعة المشروعات التي تنفذها الدولة في سيناء وتحديدا مدينة سانت كاترين تخدم بعضها البعض وتسهم في تحقيق نهضة تنموية على الأرض المقدسة، وذلك لأن منها مشروعات خدمية ومنها اقتصادية ومنها سياحية، وذلك بما يحقق استراتيجية التنمية المستدامة في مصر وسيناء.

وأكد خبير التنمية المحلية أن التفكير في تنفيذ مشروع ضخم مثل مشروع التجلي الأعظم في سيناء وتحديدا منطقة جبل سانت كاترين، جاء لتعظيم الاستفادة من المنطقة المقدسة التي تجلى فيها الله سبحانه وتعالي لنبي الله موسى، والتي كان من حظ مصر أن تكون شاهدة على هذا الحدث الجلل.

 

 

 

font change

مقالات ذات صلة