جوليا روبرتس لـ «المجلة»: أصابني حزن شديد حين هجر الناس صالات السينما

قالت: أبحث عن الكوميديا والأدوار القوية

جوليا روبرتس

جوليا روبرتس لـ «المجلة»: أصابني حزن شديد حين هجر الناس صالات السينما

كان (فرنسا): نظر تييري فريمو، المفوّض العام لمهرجان «كان» السينمائي إلى قدمي جوليا روبرتس عندما كانت تصعد السلالم الشهيرة لقصر المهرجان وهمس لها عندما وصلت: «أراك ترتدين حذاءك هذه المرّة».


ابتسمت روبرتس تلك الابتسامة الذهبية وأدركت السبب. تقول لي حين التقيت بها «المجلة» في ثاني يوم وصولها وقبل يوم من عودتها إلى لوس أنجليس: «تذكّر فريمو أنني قبل سبع سنوات صعدت هذه الدرجات بلا حذاء. كانت لفتة لطيفة أضحكتني».


لا تحتاج جوليا روبرتس لأي تعريف. ولم تأت إلى «كان» لأنها مشتركة في أحد أفلامه. في الواقع أمضت جوليا الأشهر الستة الأخيرة من العام الماضي والشهر الأول من هذه السنة وهي تمثل حلقات تلفزيونية بوشر بعرضها هذا الشهر وتستمر حتى الثاني عشر من الشهر المقبل بعنوان «غازلت». بعد ذلك، ستعود للسينما إنتاجاً وبطولة لدراما بعنوان «تذكرة إلى الفردوس» ولها فيلم آخر سيظهر مع نهايات السنة الحالية بعنوان «ترك العالم خلفاً».

جوليا روبرتس


تقول: «لا أعتمد خطّة معيّنة لا يمكن تغييرها. المسلسل القصير «غازلِت» عُرض عليّ فجأة. جاءني من دون مقدّمات وقبلت به لإعجابي بالفكرة».
سبب وجود جوليا في «كان» لا يعود، كما ذكرنا، لفيلم جديد، بل لأنه أوكل إليها تقديم جائزة اسمها «تروفي شوبارد» للمواهب الجديدة. هذا العام فائزان اثنان بها هما الممثلة الشابة شيلا أتيم (تظهر في فيلم «سكة حديد تحت الأرض») و جاك لودن الذي لعب دوراً مهماً في فيلم كريستوفر نولان «دنكيرك».

• جئت خصيصاً لهذا التقديم ، لا بد أن منح جائزة لمواهب شابّة مهم جداً لديك؟
- مهم جداً بالفعل. نحن الممثلين الذين خبرنا التمثيل منذ عقود لا بد نتذكر بداياتنا وحاجاتنا للتشجيع. هذه الجائزة تجعل الممثل الجديد يدرك أنه مسموع ومرئي وعلى سدة الحدث حتى وإن لم يلحظه الجمهور في فيلم ما، شيلا أتيم مثلاً تظهر حالياً في «دكتور سترانج في العوالم المتعددة المجنونة»، لكنها وسط عدد كبير من الممثلين ولن يلحظها أحد، لكن هذه الجائزة ستضعها في البؤرة حتماً. كذلك الحال بالنسبة لجون لودن.

• عندما بدأت التمثيل هل وجدت مساعدة من أحد؟
- المساعدة التقليدية المتوقعة عندما يدخل الممثل الجديد ميدان العمل. هناك نظرة فاحصة ينظرون بها إليك ثم حال قناعتهم بأنك تستطيع أداء ما هو مطلوب منك يحيطونك برعاية عادية إلى أن يثبت العكس.

• تتحدّثين عن أول فيلم لك «فايرهاوس» (1987) الذي لعبت فيه دوراً صغيراً. هل ضايقك أن اسمك لم يكن موجوداً في بطاقة الفيلم الفنية؟
- لا. ليس كثيراً على ما أذكر. قبلت المسألة على أساس أن هذا حدث ويحدث كثيراً بين المبتدئين. طبعاً سريعاً ما نسيت كل شيء لأنني في العام التالي مثلت دوراً رئيسيا في «ميستيك بيتزا».

• هل تذكرين امتحان الأداء الأول لك؟
- لا. ليس بوضوح. أنا متأكدة أنه كان فاشلاً. كذلك كل الامتحانات الأخرى قبل أن أفوز بأول أدواري. لا أدري عدد المرّات لأنني تقدّمت كذلك لامتحان أداء لأفلام دعائية (كومرشالز) كثيرة وتم رفضي. أعتقد أنني لم أكن جيدة.

• لكنك كنت مثابرة وعنيدة؟
- طبعاً. حال قررت أن أصبح ممثلة كنت مثل قطار لن يتوقف عند أي محطة. لذلك أنا أشكر كل الإخفاقات التي واجهتها لأنها كانت ضرورية لي.

جوليا روبرتس في «كان»

عن المستقبل
• هل تشعرين بالرهبة حيال الكاميرا حتى الآن؟ هل هذا معفول؟

- لا. ليس بالرهبة لكني دائما حذرة من أن لا أتواصل على نحو صحيح مع ما هو مطلوب مني في دور معين. الحقيقة أنني أشعر بالارتباك في احتفال كهذا الاحتفال هنا في «كان». يوم أمس وأنا أصعد السلالم نظرت إلى جاك لاندون ووجدته هادئا تماماً.. تماثلت به (تضحك).

• ما رأيك بالقضايا المثارة حالياً في السينما؟
- مثل ماذا؟

• مثل أن السينما لن يكون لها مستقبل أو أنها اليوم متجهة بكل قوّتها نحو جمهور المنازل وبالتالي سيضمحل عدد الذين يقصدون صالات السينما على نحو يهدد بإغلاقها. هل تعتقدين ذلك فعلاً؟
- لا. عندي يقين أن الجمهور يدرك الفارق الشاسع بين أن يشاهد الفيلم في الصالة الكبيرة وبين أن يشاهده على شاشة الكمبيوتر أو الآي باد. المتعة ليست متوازية.

• ما هو الجاذب لصالات السينما تحديداً في نظرك؟
- التجربة الفريدة في أن تذهب إلى الصالة وتشترك مع جمهور لا تعرفه منتشر حولك ووجهتهم هي الشاشة الكبيرة مشاركينك كل تلك الأحاسيس التي يتولّى الفيلم توفيرها. ليس هناك تعويض لهذا الشعور هناك شيء فريد في هذه التجربة ولهذا السبب أصبحنا ممثلين. أحببنا أن نكون على تلك الصالات حول العالم نشترك في صناعة الفن للجميع. لا شيء يمكن أن يعوّض ذلك.

• أعتقد أن منصّات الأفلام الإلكترونية استفادت وحدها من الوباء... طبعاً لجانب كل الشركات التي وفّرت الأقنعة والفاكسينات... إلخ
- طبعاً. لقد أصابني حزن شديد عندما هجر الناس صالات السينما. حزنت وأنا أفكر في هذا التطوّر الذي وقع. خشيت أن لا يعود الناس إلى صالات السينما وتصبح هذه مهجورة. لذلك أنا فرحة في أن هذا لم يقع وأن الناس بدأت العودة. ربما بحذر لكنها عادت.

جوليا روبرتس في «كان»

 

• هل شاهدت فيلماً في الصالة مؤخراً؟ وماذا كان شعورك؟
- شاهدت أكثر من فيلم. في البداية كان الجو غريباً عليّ. هؤلاء الناس انتشروا بعيدين عن بعضهم البعض وكلهم بأقنعة يتنفسون من خلالها. شعرت بأن السينما لم تولد لهذا النوع من التعامل. لكنها كانت فترة والآن أشعر بأن الأمور تتحسن.

مناعة
• فيلمك المقبل «تذكرة إلى الفردوس» يجمعك مجدداً مع جورج كلوني.

- أنا سعيدة جداً بهذا الفيلم. سعيدة جداً بجورج كلوني. إنه رائع. عظيم. وهو ممثل وصديق أستمتع بالعمل معه. لكني لا أستطيع الحديث عن الفيلم لأنه ما زال في مراحله الأخيرة ولدي تسجيل صوتي فيه وعلي الإشراف عليه كوني المنتجة.

• الإنتاج هو شأن جديد عليك. لماذا أقدمت عليه؟
- أعتقد أنه فعل طبيعي ومتدرّج. لا تجد ممثلين يقفزون إلى الإنتاج سريعاً. عليهم أولاً معاينة العمل من الداخل والتوقف عند ما يجعل الخطوة ذات معنى. بعد الوصول إلى مرحلة معينة من الخبرة شعرت بأن خطوتي الصحيحة التالية هي أن أنتج بعض أفلامي بنفسي.

• هل هناك نقص في السيناريوهات الجيّدة؟ كثير من أفلام اليوم تتبع خط الشخصيات البطولية الخارقة والمنتشر هو كونها متشابهة في نهاية المطاف كتابة وإنتاجاً.
- أنا طبعاً لن أشترك في تمثيل أو إنتاج أي من هذه الأفلام. لدي مناعة وتحبيذ لأفلام تُصنع لجمهور واسع عاطفية وكوميدية تسرد حكايات إنسانية.

• المخرج مارتن سكورسيزي عارضها والسائد هو أن الأفلام التي لا تنتمي إلى هذا النوع قد تفشل في شباك التذاكر؟
- صحيح. هناك هذا الاحتمال لكن ما الذي نستطيع فعله؟ لا بد من الاستمرار بتوفير أفلام مختلفة. لا بد من الاستمرار. في هذه اللحظة أفكر ربما لو توقفنا لملّ الناس من تلك الأفلام وعادوا إلينا.

• حسبما أعلم، «تذكرة إلى الفردوس» كوميديا رومانسية ونحن لم نجدك في فيلم من هذا النوع منذ فترة.
- طبعاً لأنني لم أستلم سيناريو جيدا لفيلم من هذا النوع.

• منذ متى؟
- منذ عشرين سنة. الحقيقة هي أنه لو كنت قرأت ما يعجبني لكنت أقدمت عليه بكل حماس. لكني لم أفعل.

• أريد أن أسألك عن «غازلت» الذي لم تتح لي فرصة مشاهدته بعد، لكني قرأت أنه يتعامل مع فضيحة ووترغيت. هل هي قصّة حقيقية؟
- نعم إلى حد بعيد. هي حكاية مارتا ميتشل التي قال فيها الرئيس نيكسون «لولاها لما كانت هناك فضيحة ووترغيت». وهي أهملت في كثير من الأفلام التي تعرّضت لووترغيت فبقيت الأمور مناطة بدور الرجل في إماطة اللثام عن تلك الفضيحة رغم أن دورها كان كبيراً.

• مارتا ميتشل كانت زوجة أحد كبار سياسيي الفترة. صحيح؟
- نعم. كانت زوجة جون ميتشل، محامي الدفاع العام في عهد نيكسون. لم يكن الرئيس معجباً بموقفها المناقض لموقفه، لكنها كانت قوية وصريحة. لقد أحببت تمثيل شخصيتها. منحتني الكثير لكي أفكر به.

أمام شون بن
• هي نقطة جذب تجاه شخصية مثل شخصية مارتا ميتشل. أعني أنها لا بد كانت من القوّة بحيث اعتبرها الرئيس نيكسون سبباً في الفضيحة التي دفعته للاستقالة.

- صحيح. لكن لهذا المسلسل أسباب أخرى دفعتني لكي أشترك فيه بحماس. هناك المنتج سام إسماعيل الذي لا يقدم على عمل إلا بعد أن يحشد له كل العناصر الفنية المطلوبة. وشون بن الذي انتظرت طويلاً لكي أجد نفسي معه في بطولة عمل فني.

• شون بن ممثل صعب ينتمي إلى مدرسة مختلفة من التمثيل. هل كانت هناك مشاكل بينكما خلال التصوير لها علاقة باختلاف أسلوب كل منكما عن الآخر؟
- هو ممثل يتبع «المنهج». أنا لست كذلك. أنا أحاول تقمّص الشخصية كأي ممثل آخر لكن ليس على طريقة مارلون براندو وشون بن. رغم ذلك، لم تقع أي مشاكل على الإطلاق. وعندما كان يمثّل على نحو غير متوقع نسبة للدور الذي يقوم به، كنت مستعدة لقبول ذلك. بعضنا وأعلم أن هذا حدث مع غيري، يتوقف ويطلب من المخرج التدخل لأنه لا يعرف منطلق الممثل المواجه له وكيف سيتعامل معه.

مع شون بن في «غازلِت»

• هل تتعاملين مع السياسة؟ هل لديك توجهات أو آراء بما يحدث حولنا؟
- نعم بالتأكيد، لكنها ملكي وحدي ولا أريد أن أتحوّل إلى ناشطة.

• هل تشعرين كممثلة بأن لديك سُلطة كبيرة على القرارات الخاصّة بك؟ مثلاً كيف على الفيلم الذي تشتركين به أن يبدو؟ كيف تتعاملين مع شهرتك بشروطك الخاصة؟
- طبعاً كل ممثل يصل إلى هذا المستوى لديه سُلطة على قراراته، بل يجب أن يكون لديه سلطة على قراراته. المسألة بديهية بالنسبة لي، لكن السُلطة لا تجعلني أختلف في السلوك. هي محض مهنية دورها هو تحسين عملي وتحسين علاقاتي مع محيطي والتعامل مع جوانب هذه المهنة.

 

font change