القمة المصرية البحرينية الأردنية في شرم الشيخ هل تكون نواة لتحالف مشترك؟

تنسيق لدعم الاستقرار وبلورة موقف عربي موحد قبل «قمة جدة»

قمة عربية ثلاثية (مصرية بحرينية أردنية) في شرم الشيخ

القمة المصرية البحرينية الأردنية في شرم الشيخ هل تكون نواة لتحالف مشترك؟

القاهرة: استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية قمة عربية ثلاثية (مصرية- بحرينية- أردنية) قبل أيام من القمة العربية الأميركية المقرر استضافتها في مدينة جدة السعودية، خلال زيارة الرئيس الأميركي للمملكة، منتصف يوليو (تموز) المقبل، والتي تعد الزيارة الأولى له في المنطقة، حيث يزور السعودية، وفلسطين، وإسرائيل، والتي من المقرر خلالها مناقشة عدة قضايا ثنائية وإقليمية ودولية، مع الزعماء والقادة العرب في قمة هي الأولى من نوعها منذ توليه مقاليد الإدارة الأميركية.

 وسيكون أبرز ملفاتها الطاقة والغاز، والأمن الغذائي العالمي، وسبل توسيع التعاون الاقتصادي، والأمني الإقليمي، وردع التهديدات الإيرانية، وتعزيز حقوق الإنسان.

فيما هدفت القمة العربية الثلاثية في شرم الشيخ إلى تعزيز جهود العمل العربي المشترك في ظل التحديات التي تواجه المنطقة والناجمة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الغذاء والنفط العالميتين، حيث بحثت القمة طبقاً لبيان صادر عن الرئاسة المصرية، العلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع الدول الثلاث، وبحث الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون بينهم، والتشديد على كون هذه العلاقة حجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، وإعادة التوازن للمنطقة في ضوء الأهمية المحورية للدول الثلاث إقليميا ودوليا، مرحبين بالقمة المرتقبة التي ستستضيفها السعودية بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأميركية منتصف الشهر المقبل.

القمة العربية الثلاثية فتحت الباب للتساؤلات حول ما إذا كانت هذه القمة هي نواة لتحالف مصري أردني خليجي مرتقب للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين؟ خاصة وأن القمة جاءت عشية جولة إقليمية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، شملت مصر والأردن وتركيا، وقبل ثلاثة أسابيع فقط من القمة العربية الأميركية في مدينة جدة.
كما فتحت القمة الثلاثية الباب للتساؤلات حول نجاح الدول العربية خاصة الخليجية ومصر في تنسيق الجهود والمواقف العربية، والتشاور الدائم لقطع مساحات كبيرة في القضايا والملفات الشائكة والتي يأتي على رأس أولوياتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ومواجهة تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة، بما يتطلبه من المزيد من التعاون والتنسيق المشترك، والاتفاق على رؤية وأجندة عربية واحدة تخدم مصالح دول مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق، والإعداد لرؤية شاملة تحقق أقصى استفادة ممكنة، وتجنب أكبر قدر من المخاطر، خلال التباحث في قمة الرئيس بايدن، وخروج رؤية عربية موحدة في ملفات الطاقة والغاز، والتوافق على سبل دعم جهود مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الخروج برؤية موحدة فيما يتعلق بالمخاوف الخليجية من التحركات والتمدد الإيراني في المنطقة، وهو ما يتطلب جهودا عربية موحدة ومكثفة. فهل يكون الاجتماع الثلاثي بداية لنواة تحالف أكبر وأشمل يضم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن؟ 

 

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مستقبلاً الملك الأردني عبد الله الثاني

 

حرب اقتصادية طاحنة

بشكل عام نحن نشهد أزمة عالمية لها تبعاتها على جميع دول العالم وأصبح هناك أزمة عالمية وحرب اقتصادية طاحنة تخرج عن إطار الحرب التقليدية في أوكرانيا وهي حرب اقتصادية طاحنة على مستوى العالم ككل، وهذه الحرب لها ضحاياها وسيكون أبرز ضحاياها الدول النامية والأسواق الناشئة، والدول التي لها نسبة مديونيات عالية، وذلك حسب الاستشاري الاقتصادي والسياسي لسياسات الأمن القومي ووكيل لجنة الأمن القومي السابق في البرلمان المصري اللواء مدحت عواد مصطفى، في تصريحات خاصة لـ«المجلة»، مؤكدا أن هذه الحرب الاقتصادية مؤثرة بشكل كبير جداً على الاقتصاد في أميركا، ودول الاتحاد الأوروبي، والدول المتقدمة بشكل عام، ولها تأثير حاد وهو ما يظهر في نسبة التضخم العالية جدا في الولايات المتحدة الأميركية، والتي أثرت على حياة المواطن الطبيعية هناك، بسبب زيادة أسعار الوقود، وزيادة نسب التضخم لمستويات غير مسبوقة، وفي نفس التوقيت حديث عما يطلق عليه «حالة عدم اليقين»، حيث إن الأحداث القادمة ليس فيها نسب تنبؤ، إذ لا يمكن أن نتنبأ بنسب مخاطر محددة، وهو ما نلجأ إليه دائما عندما نريد أن نقيم حدثا ما، فمثلا البنوك تضع ما يسمى نسب المخاطر، وبناء على الأحداث يمكن وضع نسب مخاطر مئوية، ونتيجة عدم ظهور مثل هذه الأحداث وعدم توافر بيانات عن نوايا مستقبلية للأطراف المختلفة المتصارعة، أصبح لدينا حالة تسمى في علم الاقتصاد «حالة عدم اليقين» فليست لدينا نسب مخاطر يمكن العمل على أساسها.

هذا بشكل عام، وفي نفس التوقيت برز تقييم جديد لحالة العولمة في العالم، حيث كنا نقول في السابق إن العالم قرية صغيرة، ولكن أصبح الآن الشكل يختلف تماما عن ذي قبل، فالعولمة أصبحت غير موجودة بشكل كبير، واتفاقية التجارة العالمية والتي هي تطور لاتفاقية «الجات» أصبحت الآن أيضا محل تقييم، بعد تخلي معظم الدول عن بنود هذه الاتفاقية والتزاماتها، وأصبح الآن الانكفاء على الذات بالاعتماد على الاكتفاء الذاتي وتقليل نسب الواردات لتوفير العملة الصعبة، كما فعلنا في مصر بوضع قيود على عمليات الاستيراد بشكل أو بآخر للحد من الاستيراد، حتى إن بعض الدول فرضت قيودا على صادراتها للخارج مثل الهند التي فرضت قيودا على تصدير القمح ، وكذلك روسيا،  فنحن نتحدث عن دول عديدة، أصبحت فكرة العولمة بالنسبة لها تحتاج إلى إعادة تقييم مرة أخرى، فالعالم كله كان يتحدث عن العولمة، وكانت هيئة التجارة العالمية تبيح حرية التجارة بين الدول وتضع قيوداً على الدول الموقعة على الاتفاقية بحيث لا تقيد عملية التجارة الحرة، ولكن الآن أصبحت هذه الاتفاقية محل تقييم وغير موجودة على أرض الواقع، في ظل الظروف الحالية، والنقطة الأخرى الأهم أنه أصبح هناك كتلتان متصارعتان، ترفعان شعارا واحدا وهو «من ليس معي فهو ضدي»، وهذا أمر واضح في جميع التعاملات التي نراها بين الكتلتين المتصارعتين (الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا).

 

تنظيم الأجندة العربية قبل قمة «بايدن»

نأتي بعد ذلك إلى المنطقة العربية، حسب اللواء مدحت مصطفى عواد، وبالتأكيد فإن هناك نوعا من محاولات استخدام بعض أوراق الضغط على المنطقة العربية بحيث تنحاز بعض دولها لإحدى الكتلتين المتصارعتين (روسيا، والولايات المتحدة الأميركية) بشكل أو بآخر، وبالقطع فإن انحياز بعض الدول العربية لإحدى الكتلتين بشكل كبير ليس في صالح الدول العربية في هذا التوقيت لأن كلتا الكتلتين لهما مصالح مع الدول العربية فرادى، ومجتمعة، وعلى رأسها مصر، لأن مصر على سبيل المثال، لها مصالح مع روسيا، ومع الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، ولكنها لا تستطيع الانحياز بالكامل وبشكل عملي لإحدى الكتلتين، لوجود مصالح، فالعلاقة بين الدول ليست مصالح شخصية، ولكنها مصالح دولة بما يشكل تهديداً مباشراً على الأمن القومي لهذه الدولة، والتعاون الإقليمي أمر مهم لأن كل دولة من الدول العربية الفاعلة مثل دول الخليج على سبيل المثال إضافة إلى العراق والأردن ومصر، فكل دولة من هذه الدول لها مزايا نسبية وعندما تتكامل فإنها تحقق نسبة كبيرة جدا من الاكتفاء الذاتي ليس فقط الاكتفاء ذاتيا من السلع، ولكن أيضا في اتخاذ القرارات الدولية فنحن في حاجة إلى اكتفاء ذاتي في اتخاذ القرارات الدولية وهي قرارات هامة في مثل هذا التوقيت الذي يشهد صراعات حادة بين الكتلتين (أميركا، وروسيا) ويجب أن يكون هناك تعاون وتنسيق دائم بين الدول العربية، وهذا التنسيق قائم بالفعل، ونحن نرى هذا في أرض الواقع بين قيادات وزعماء الدول، ولكن هذا الأمر الآن أصبح تحت ضوء الإعلام، وتحت ضوء المتابعة والتقييم والتحليل، ولكن نتيجة هذه الإجراءات منذ فبراير (شباط) 2022، منذ بداية الحرب الأوكرانية الروسية، وعملية التواصل قائمة، وقد رأينا زيارات خارجية قام بها الرئيس المصري لدول خليجية، وزيارة زعماء خليجيين إلى مصر، واتصالات بين قطاعات مختلفة، آخرها القمة الثلاثية بين قادة مصر، والأردن والبحرين، وهذا ما نطلق علية «تنظيم الأجندة العربية» قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية، والتي سيكون فيها كثير من النقاط التي أرسلها لهذه الدول، وقد يكون هناك أيضا مصادر إعلامية نتيجة تصريحات بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية عن بعض هذه النقاط المفترض أن تكون في وضع المناقشة والتفاوض، ومحاولة الوصول إلى تفاهمات مع زعماء الدول التي سيجتمع معها بايدن، فيجب أن يكون هناك أجندة عربية واضحة تعظم المصالح، وفي نفس الوقت تقلل من المخاطر في ظل عمليات التفاوض، وهذا حال الدبلوماسية بشكل عام، وبالتالي فإن الرئيس بايدن لن يتناقش من فراغ، ولكنه بالتأكيد يملك أوراق ضغط سيحاول استخدامها، وأيضا الدول العربية لديها أوراق ضغط، مثل البترول، وحجم الإنتاج في «أوبك»، وتقليل المملكة العربية السعودية لحجم إنتاجها من البترول، وهذا مثال بسيط، وفي نفس التوقيت هناك تهديد إيراني واضح في هذه المرحلة، وخاصة أن إيران تتبع الآن الكتلة الروسية، وبالتالي هناك تهديد واضح، ومناوشات غير مباشرة بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، والإيرانية.

وتابع قائلاً: «رأينا مؤخرا محاولات اغتيال ناجحة تمت لبعض العناصر الإسرائيلية في دولة الإمارات وأعلن عنها، فنحن نرى تصاعد التهديدات، واتفاقا نوويا معطلا بين إيران والولايات المتحدة والغرب بشكل عام، وهذا أيضا له تأثيراته السلبية على المنطقة ككل، والحالة الاقتصادية بشكل عام للدول العربية التي ستكون حاضرة في اجتماع الرئيس بايدن تحتاج مناقشة ودعما بشكل أو بآخر من المعسكر الغربي في كثير من الأمور إضافة إلى أنه إذا نظرنا إلى المزايا النسبية سنجد أن الدول الخليجية لديها فائض كبير في موازناتها وهي مزايا نسبية قد تفيدها بأن تقوم بعملية استثمار مباشر لهذه الفوائض في مصر، وهي دولة مقربة في ظل تهديدات موجودة في الغرب، وتهديدات بنشوب صراع عسكري في أي لحظة، وهناك تأثير اقتصادي سلبي لهذا الصراع الاقتصادي للحرب الروسية الأوكرانية في كثير من دول العالم المتقدم خاصة في الغرب، ولذلك فإن مصر تشكل مساحة جيدة للاستثمارات واستثمار فوائض الموازنات العالية  نتيجة ارتفاع أسعار البترول للدول الخليجية النفطية، كما أن هناك الكثير من النقاط الأخرى للأجندة الأميركية والغربية والتي قد يناقشها الرئيس بايدن، وبالتأكيد سيكون لها تأثيرات سلبية على بعض الدول وهذا ما يجعل وحدة الصف العربي خلال هذه المرحلة والتنسيق المباشر بين الزعماء وتوحيد الرؤى وتصفية أية خلافات داخلية أيا كانت هذه الخلافات، وتنقية الأجواء العربية العربية من الأمور المهمة؛ بحيث تكون هناك رؤية مشتركة للدول العربية في مناقشاتها مع الإدارة الأميركية في المرحلة القادمة في 15، و16 يوليو (تموز) القادم مع الرئيس بايدن في المملكة العربية السعودية، ولا نستطيع إغفال وجود حالة متبادلة من الضغوط ما بين الأطراف المختلفة (الدول العربية، والإدارة الأميركية) من بعد تولي الرئيس بايدن في كثير من الأمور والتي يستشعر البعض أنها محاولات للضغط على الدول العربية (فرادى) كل دولة على حدة طبقا للمصالح الأميركية واللوبي الديمقراطي في الإدارة الأميركية الحالية، وهذا في حد ذاته له تأثيره، ولا يجب أن ننسى أن هناك انتخابات قريبة تتطلع إليها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية فهي تحتاج أن تحسن حالة المواطن الأميركي كي تضمن ارتفاع شعبية الحزب الديمقراطي والرئيس بايدن في الانتخابات القادمة، وهذا أمر مهم للغاية لن يتأتى إلا بمفاوضات مباشرة مع الدول العربية».

ويكمل اللواء مدحت مصطفى عواد  قائلاً إن اجتماع بايدن في السعودية لن يكون مجرد اجتماع لكل الزعماء والرؤساء مرة واحدة، ولكن ستكون هناك اجتماعات ثنائية، وقد تكون هناك اجتماعات ثلاثية مع بعض الزعماء لمناقشة بعض الأوضاع، وهذا يستلزم أن نحدد من الآن أجندتنا، حتى لو كان الاجتماع ثنائيا أو ثلاثيا لأن زعماء الدول لديهم بالتأكيد رؤية لمطالب الرئيس الأميركي والنقاط التي ستوضع على أجندة اللقاء للدول مجمعة، ثم بشكل ثنائي، أو بشكل جماعي ولكن جزئي، وبالتالي التنسيق، وأن يكون هناك رؤية مشتركة هو أمر مهم جدا، وأستبعد مصطلح «التحالفات» لأنه مصطلح غير لائق لأن الدول العربية في النهاية ذات مصير واحد، وأمة واحدة، ولا تحتاج إلى تحالفات، ودائما التفاوض ما بين هذه الدول مع بعضها البعض هو لترسيخ دعائم الأمن القومي العربي لأنه في النهاية أمن متكامل، وسقوط أي دولة عربية (لا قدر الله) لأي سبب من الأسباب في براثن عدم الاستقرار، أو تأثير الرأي الشعبي في أي دولة من الدول له تاثير سلبي كبير على الدول العربية جميعا.

ويؤكد اللواء مدحت مصطفى عواد أن «اجتماع القمة الثلاثي بين زعماء مصر والأردن والبحرين له تاثير على مخرجات قمة بايدن في السعودية ولكني لا أريد أن أحصر الأمر في هذا الاجتماع فقط، فقد حدثت اجتماعات أخرى خلال الفترة الماضية، وهو أحد الاجتماعات، حيث حدثت اجتماعات أخرى مع العاهل الأردني، والرئيس الإماراتي. كما زار الرئيس المصري الإمارات، وهناك كثير من التحركات التي حدثت خلال الفترة الماضية، وهناك اتصالات دائمة بين الدول المختلفة، وقد رأينا زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، وتمت مناقشات مستفيضة، وتحرك من القاهرة إلى تركيا، وهناك مفاوضات ومناقشات عربية مستمرة وبالطيع سيكون لذلك أثر في أجندة الاجتماع القادم وتأثيراته على المفاوضات التي ستتم مع الرئيس بايدن في السعودية وهذا أمر لا شك فيه».

ويختتم قائلاً: «إن تصدير الغاز أمر محسوم بالنسبة لمصر، وهناك بروتوكول تعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي تم توقيعه لتسييل الغاز وتصديره إلى أوروبا ، وإذا كان هناك تصدير للغاز من بعض الدول الخليجية ويحتاج إلى إسالة فهذا أمر آخر يحتاج إلى مناقشات، ولكن الأساس هو إمداد أوروبا بالغاز حتى تستطيع الاستغناء عن الغاز الروسي، وهذا أمر بالتأكيد قد تم طرجه في جميع الاجتماعات السابقة بين الزعماء العرب، لأنه أمر مهم بالنسبة لأوروبا، وبالتأكيد هو ورقة رابحة في يد الدول العربية خلال مفاوضاتها مع الرئيس بايدن والدول الأوروبية لأن هذا الأمر شديد الأهمية بالنسبة للدول الأوروبية، وغاز شرق المتوسط لن يكفي احتياجات أوروبا، لذا فهي في حاجة إلى مصادر الطاقة والغاز الخليجية».

 

ارتباط وثيق بين الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي

اجتماع القمة الثلاثي بين مصر والبحرين والأردن، يؤكد أن الارتباط  الوثيق بين الأمن الوطني القومي المصري، والأمن القومي العربي، هو كل لا يتجزأ، وذلك حسب الخبير الاستراتيجي ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، اللواء محمد سلمان في تصريحات خاصة لـ«المجلة»، مؤكدا أن هذا الأمر هو واقع محسوس وملموس، وأن جميع قيادات الدول العربية متفهمة هذا الواقع وتعمل عليه، خاصة وأننا مقبلون على فترة صعبة جدا، وهي فترة تغيرات حادة وسريعة ومفاجئة في الأوضاع الدولية والإقليمية، والتهديد الإيراني للمنطقة العربية، والتهديد الإسرائيلي، والتهديد الأميركي الغربي، ولا بد من مواجهة هذه الظروف والتهديدات المجتمعة وفي توقيت واحد، والذي أعتقد أنه من أصعب التوقيتات التي تمر بها الأمة العربية لأن التهديد يأتي من أكثر من اتجاه وفي توقيت واحد أو في توقيت متزامن، ولمواجهة هذه التهديدات لابد من بلورة موقف عربي موحد ومن هنا كانت ضرورة عقد هذه اللقاءات .

ويتابع اللواء محمد سلمان: «قد نستطيع القول إن هناك تحالفا مصريا بحرينيا أردنيا كنواة لدائرة أكبر من ذلك بكثير لتشمل منطقة الخليج العربي كله (تحالف أردني خليجي مصري)، والقمة الثلاثية بين مصر والبحرين والأردن، قبل قمة الرئيس الأميركي جو بايدن في المملكة العربية السعودية هي لترتيب الأوراق والتفاهمات والتنازلات التي يمكن للدول العربية تقديمها في الاجتماع مع القيادة الأميركية، والاجتماع الثلاثي العربي له تأثير على مدخلات القمة العربية الأميركية، لأننا لا نعلم مخرجات اللقاء، أو الأوراق الأميركية التي سيتم عرضها، ولكن نستطيع القول إن هذا الاجتماع سيكون له تأثير على المدخلات من ناحية الأوراق العربية المطروحة من قبل الدول العربية على الإدارة الأميركية».

ويضيف: «كما أن ملفات الطاقة والغاز في اجتماع القمة الثلاثي كان يجب أن تكون مطروحة وبقوة وهذا ما تم بالفعل، وذلك لسببين، أولا، البحرين هي أحد مصادر الطاقة العربية في الخليج، وأصبحت مصر وباعتراف العالم مركزا إقليميا للغاز والطاقة بصفة عامة، فإذا كانت هناك شراكة مصرية أوروبية تستغل بها مصر موقعها الجغرافي، ومحطتي الإسالة لديها، وقربها من الجانب الأوروبي، وحاجة الجانب الأوروبي لتعويض النقص  الحاد لإمدادات الغاز خاصة الغاز الروسي، في ضوء العقوبات المفروضة، وفي ضوء الظروف الدولية والإقليمية بالنسبة للقارة الأوروبية فمصر أصبحت مركزا للطاقة، ولا بد لهذا المركز أن يقوم بالتنسيق بينه وبين جميع مصدري الطاقة في المنطقة، وذلك لإحداث تكامل في هذا الملف بين جميع الدول المشاركة، والأردن ليست بعيدة، لأنه من الدول المستوردة للغاز، وهي في حاجة لتعويض النقص الحاد لديها في إمدادات الطاقة، لذا لا بد أن تكون موجودة في هذه القمة لتدبير مطالبها من الطاقة والغاز في ظل الروابط الوثيقة التي تربطها بكل من مصر والبحرين، كما أنها على الشبكة الإقليمية للكهرباء، حيث إنها مستهلك رئيسي للطاقة والكهرباء»

 

 

font change

مقالات ذات صلة