توني بلير لـ«المجلة»: زيارة محمد بن سلمان إلى بريطانيا أكدت حجم الإصلاحات في السعودية

زيارة ناجعة لولي العهد السعودي للمملكة المتحدة تدشن لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين

توني بلير لـ«المجلة»: زيارة محمد بن سلمان إلى بريطانيا أكدت حجم الإصلاحات في السعودية

[caption id="attachment_55264305" align="aligncenter" width="1416"]لحظة استقبال رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لحظة استقبال رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان[/caption]

لندن: مصطفى الدسوقي

 

* رئيس الوزراء البريطاني الأسبق: السعودية تتغير وتنتقل إلى الحداثة... والعلاقات بين لندن والرياض وثيقة وضرورية من أجل أمننا ورخائنا في المستقبل.



استقبلت المملكة المتحدة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام بدعوة من الحكومة البريطانية، التقى خلالها الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، في قصر باكنغهام، وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز أمير ويلز ورئيسة الوزراء تيريزا ماي، وعددًا من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

[caption id="attachment_55264288" align="alignleft" width="295"]الملكة إليزابيث الثانية تستقبل الأمير محمد بن سلمان في قصر بكنغهام الملكة إليزابيث الثانية تستقبل الأمير محمد بن سلمان في قصر بكنغهام[/caption]

وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله لندن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، والأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، والسفير البريطاني لدى السعودية، سايمون كوليز، وعدد من الشخصيات.

وعقد ولي العهد السعودي في مستهل زيارته جلسة مباحثات رسمية مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي جرى فيها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، حيث تم بحث الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.
وفي تصريحات لرئيس الوزراء الأسبق توني بلير اختص بها «المجلة» بشأن الزيارة التاريخية لولي العهد محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة وأهميتها للبلدين قال: «هذه زيارة مهمة للغاية. العلاقات بين البلدين وثيقة وضرورية من أجل أمننا ورخائنا في المستقبل.

وأضاف بلير أن هذه الزيارة «توضح مدى حجم الإصلاحات التي تُجرى في السعودية اليوم. ومن الواضح أن المملكة تتغير وتنتقل إلى الحداثة وتتصل مع المجتمع العالمي؛ وهذا يثير حماس المواطنين السعوديين والعالم كله».

وكان رئيس الوزراء الأسبق توني بلير تحدث في لقاء سابق مع «المجلة» أشاد من خلاله بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي شرع - وفقا لتوني بلير - في برنامج تغيير طموح وضروري للغاية، يتماشى مع مكانة المملكة كمركز للإسلام والمقدسات الإسلامية. وقال بلير: «إن ولي العهد يتولى عملية تغيير اقتصادي واجتماعي ضرورية».

وأكد بلير أن «رؤية 2030» هي أول خطة عمل متماسكة بالفعل يمكن أن تتخذها الدولة السعودية للتواصل الكامل مع العالم الحديث ولتحقيق النجاح. وأضاف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق: «أرى أن هناك عزمًا لدى ولي العهد السعودي على التغيير، ومن المهم أن يقف العالم في الخارج خلفه، ويسانده في برنامجه الخاص بالإصلاح والتحول من اقتصاد يعتمد على النفط إلى التنوع الاقتصادي، ومن الواضح أن هذا توجه صائب. لذلك (الرؤية) هي المسار الصحيح الذي يجب اتخاذه».

[caption id="attachment_55264291" align="alignright" width="214"]توني بلير توني بلير[/caption]

وعلى صعيد زيارة ولي العهد لبريطانيا استقبلت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، الأمير محمد بن سلمان، في قصر باكنغهام، الأربعاء. واستعرضت معه العلاقات التاريخية وروابط الصداقة التي تجمع الشعبين، بينما أقيمت مأدبة غداء استقبالاً لولي عهد السعودية.
وأقام الأمير تشارلز، أمير ويلز، مساء الأربعاء، مأدبة عشاء في لندن على شرف الأمير محمد بن سلمان بمناسبة زيارته للمملكة المتحدة.
وخلال زيارته مقر رئاسة الحكومة البريطانية، 10 داوننغ ستريت، ولقائه رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أكد الأمير محمد بن سلمان أن هناك فرصا كبيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة القطاعات، هذا وقد تناولت المباحثات أيضا الملفات الساخنة في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وقالت متحدثة باسم مكتب رئيسة الحكومة البريطانية في بيان: «تم الاتفاق خلال اجتماع الجانبين السعودي والبريطاني على هدف طموح لتجارة متبادلة وفرص استثمار بنحو 65 مليار جنيه على مدار الأعوام المقبلة، بما في ذلك استثمار مباشر في بريطانيا ومشتريات عامة سعودية جديدة من شركات في المملكة المتحدة».

ولفتت المتحدثة إلى أن «هذه دفعة مهمة لازدهار المملكة المتحدة، ودلالة واضحة على الثقة الدولية القوية في اقتصادنا بينما نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي».
من جانبه، أكد الأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أن العلاقات السعودية البريطانية الممتدة لقرن من الزمان تميزت بالاحترام المتبادل والحرص على مصالحهما المشتركة وتقاسم قيم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وقال السفير في تصريحات صحافية بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للمملكة المتحدة إن «هذه الزيارة تؤذن بحقبة جديدة من العلاقات الثنائية المتميزة، وستسهم دون شك في تعزيز تلك العلاقات وتمتين أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين».

وشدد الأمير محمد بن نواف على أهميتها بالنظر إلى توقيتها وسياقاتها الإقليمية والعالمية، إذ تشهد المملكة تحولات متسارعة تضعها على طريق المستقبل فاتحة آفاقا جديدة للشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وأضاف أن العالم يشهد تغيرات جيوسياسية تستدعي التنسيق والتشاور والعمل الجدي من أجل ضمان الاستقرار، وتقوية محاور السلام والاعتدال، ومنع قوى التطرف من جر المنطقة إلى صراعات جديدة لا طائل منها.

وفي سياق متصل وصف إدوين صامويل، المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا بأنها زيارة تاريخية، معتبرا أنها إعادة تدشين للعلاقات بين البلدين.
وقال صامويل، في مقابلة «سي إن إن»، إن الأمير محمد بن سلمان أدخل الكثير من الإصلاحات على المملكة خلال الشهور القليلة الماضية، مؤكدا أن الحكومة البريطانية تدعم التحديث وتريد تكوين شراكة مع السعودية للمساعدة في التحديث.

وأعلن ناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «ستدشن حقبة جديدة من العلاقات الثنائية ترتكز على شراكة تحقق مصالح واسعة النطاق لكل من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. وتتيح فرصة لتحسين التعاون بينهما في مجابهة تحديات دولية، مثل الإرهاب والتطرف والحرب والأزمة في اليمن، وقضايا إقليمية أخرى مثل العراق وسوريا».

[caption id="attachment_55264306" align="aligncenter" width="2560"]ولي العهد السعودي محمد بن سلمان یلتقي الأمير تشارلز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان یلتقي الأمير تشارلز[/caption]
font change