السياحة في لبنان: معالم تتحدى الحروب والكوارث

السياحة في لبنان: معالم تتحدى الحروب والكوارث

https://www.youtube.com/watch?v=QCsIySJvg0o&feature=youtu.be

بيروت: فايزة دياب



* زيارة لبنان تحمل متعة تمزج بين الحضارة والتاريخ العريق من جهة... والمرح والتسلية من جهة ثانية.
* تتميز بيروت بغناها التراثي ومساجدها وكنائسها القديمة، إضافة إلى الحدائق العامة والمراكز التجارية والمطاعم المتنوعة.
* كيدنيان: أطلقنا مبادرة «visit Lebanon» وقمنا بدعوة 300 شركة رحلات خلال عامين لاستكشاف المناطق اللبنانية.






كثيرة هي الألقاب التي عرف بها لبنان، دون ذكر اسمه، وكثيرة هي المميزات التي يتمتع بها وطن الـ10452 كلم، فرغم صغر مساحته وكثرة مشاكله، بقي لبنان على مرّ الزمان والعصور منارة مضاءة لا تطفئه حروب أو كوارث تعصف ببلد الأرز ليهتز دون أن ينهار.
اشتهر لبنان في محيطه العربي منذ خمسينات القرن الماضي كوجهة سياحية مميزة ومقرًا للشعراء والمثقفين والفنانين، نظرا لمقومات لبنان وطبيعته الخلابة المميزة ومناخه المعتدل وأبنائه المضيافين، إضافة إلى التنوّع الحضاري والثقافي والاجتماعي الذي يتميّز به، والانفتاح الاقتصادي. إلا أنّ النكسات التي يعيشها لبنان بين فترة وأخرى من الحرب الأهلية والاجتياحات الإسرائيلية المتكررة والأزمات السياسية المتتالية وعدم الاستقرار الأمني المتقطع، يجعل لبنان فارغاً من روّاده وزواره الدائمين، ولكن ما إن تعود الأمور إلى طبيعتها حتى يعود السياح العرب وخصوصا الخليجيين للاستمتاع والاستجمام بمميزات بلد الأرز.
تحمل زيارة لبنان متعة تمزج بين الحضارة والتاريخ العريق من جهة، والمرح والتسلية من جهة أخرى، إضافة إلى أنّ صغر مساحته أضاف للبنان ميزة عن محيطه العربي، ففي شهر أبريل (نيسان) يستطيع زائر لبنان التمتع بالجبال التي لا تزال مكسوة بالثلج الأبيض وممارسة هواية التزلج، وخلال أقلّ من ساعتين يمكنه التمتع بشواطئ لبنان وممارسة الرياضات المائية!
وإلى محبي استكشاف الحضارة والتراث اللبناني، رحلة إلى أبرز المناطق اللبنانية سنرويها بسطور قليلة لكي نننقل القارئ إلى أزقة وأحياء لبنان القديمة.



جبيل




بيبلوس – جبيل: المدينة التي صدّرت الحرف، وهي واحدة من أقدم المدن في لبنان، تعد جبيل من أشهر الوجهات السياحية في لبنان، فهي مليئة بالمواقع الأثرية في لبنان، إلى جانب وقوعها على شريط البحر المتوسط، وهو ما يجعل منها مدينة سياحية متكاملة. جدير بالذكر أن منظمة اليونيسكو صنفت مدينة جبيل كموقع للتراث العالمي عام 1984.



تضم مدينة جبيل أماكن أثرية مفتوحة، مثل: أساسات المعبد الكبير، والأجزاء المتبقية من طريق يعود للعصر الروماني والمسرح الروماني، وموقع عين الملك والذي كان يعد منبع المياه الرئيسي قديمًا. بالإضافة إلى الآثار التي تعود للعصر الحجري وبقايا البيوت القديمة التي تعود إلى ما قبل الميلاد، وغيرها.
وأيضًا تضم هذه المدينة عددًا من القلاع التي تعود معظمها إلى العصور الإسلامية مثل القلعة البحرية، والقلعة الصليبية، والقلعة الفارسية.
أمّا المتاحف فهي كثيرة؛ أبرزها متحف موقع جبيل، وتعود معروضاته إلى فترة ما قبل التاريخ وحتى القرون الوسطى، ومتحف ذاكرة الزمن، الذي يعرض أحجارا تعود إلى ملايين السنين، ومتحف الشمع. إضافة إلى السياحة الدينية وزيارة المساجد والكنائس القديمة الموجودة في المدينة. ولا تخلو زيارة هذه المدينة من الاستمتاع بالمنتجعات على شاطئ المتوسط وزيارة الحدائق الجميلة، وتذوق أشهر الأطباق والحلويات والتمتع بالمهرجانات والاحتفالات التي تميّز جبيل على مدار العام.


صيدا




ومن الشمال إلى الجنوب، وتحديدًا إلى مدينة صيدا، التي تتميز بوجود اثنين وأربعين موقعًا من المعالم الأثرية، وهي من أعرق المدن اللبنانية على شاطئ المتوسط، فبمجرّد الوصول إلى صيدا والوقوف أمام القلعة البحرية الضخمة تعرف أنّ لهذه المدينة تاريخًا من الحضارات المتعددة التي أغنت هذه المدينة، فكثير أولئك الذين تركوا بصماتهم في تاريخها من الكنعانيين إلى الفينيقيين واليونانيين والرومان والبيزنطيين والعرب والعثمانيين وصولاً إلى الانتداب الفرنسي.
فالشوارع الفينيقية القديمة والمدينة القديمة المبنية على طريقة العقد، بشوارعها الضيقة المسقوفة بالعقود التاريخية، تقطع بعضها فتحات يتغلغل عبرها النور وتربط أسواقها الشعبية على أنواعها وخان الإفرنج وزيارة المسجد الكبير ومتحف الصابون، وغيرها من المواقع، تضفي على زيارة صيدا متعة خاصة.



بعلبك





تقع مدينة بعلبك في وسط سهل البقاع المعروف بالمساحات الخضراء التي تغطيه، ويخرقه نهر الليطاني الذي يزيد المدينة جمالاً، وإلى جانب الجمال الطبيعي مقومات تاريخية وأثرية تتمتع بها مدينة الشمس كما أطلق عليها عندما أصبحت وجهة أساسية للسياح ومقرًا لإقامة المهرجانات ومسرحًا لأهم الأعمال الفنية لأشهر الفنانين اللبنانيين والعرب، منهم أم كلثوم وفيروز.
وأكثر ما تشتهر فبه بعلبك هي آثارها الرومانية والهياكل المتبقية في قلعة بعلبك ومعبد باخوس ومعبد فينوس، إضافة إلى الآثار الإسلامية التي خلفتها الحضارات العربية في المدينة. ومن أهم تلك الآثار المنازل العثمانية التي تعطيك فكرة عن طراز المباني في هذا العصر، وأيضًا من الآثار الهامة بالمدينة ضريح السيدة خولة والذي يعد مزارًا دينيًا هامًا.



جونية




ومن البقاع نعود إلى الساحل مع عروس الشاطئ اللبناني جونية، والتي تجمع بين التراث والحضارة، والمحاطة بالجبال الخضراء. ومن أهم المحطات التي يجب زيارتها في جونية مغارة جعيتا وهي مغارة تكونت دون تدخل إنسان بفعل تسرب المياه إلى الصخور فكوّنت منحوتات وشعابًا تستحق الزيارة. وأيضًا على الزائر الاستمتاع بتجربة ركوب التلفريك ومشاهدة مدينة جونية من الأعلى. إضافة إلى زيارة الأسواق القديمة والاستمتاع بالبحر والتمتع بالمقاهي والمطاعم التي تتميز بها المدينة.




تبنين




تقع بلدة تبنين جنوب لبنان، ومن أبرز معالمها قلعة تبنين التي بناها الآراميون في موقعٍ جغرافي يشرف على مدينة صور والجليل الأعلى في فلسطين المحتلة. استُعمِلَت كحصنٍ بارزٍ في الحروب القديمة وتعرّضت للهدم وتجديد البناء تكرارًا. عدد أبراجها عشرة، ومساحتها التقريبية 25 ألفًا و500 متر مربع. يمكنكم أيضًا استكشاف البلدة وينابيعها مِثل عين المزراب وعين الخان.



شاغور حمانا




يجذب شاغور حمانا الزوار، خصوصًا في فصل الصيف، لما يتمتع به من أشجار كثيفة وشلال، يمكن الانطلاق منه للمشي في جبال حمانا الطبيعية، وللقفز بالمظلة من الأعالي. إضافة إلى الشاغور. وتُعرَف حمانا بوادي وقصر الشاعر الفرنسي ألفونس دولامارتين الذي كتب الكثير عن رحلته المشرقية وعن وفاة ابنته البالغة عشر سنوات في لبنان.



بيروت




وآخر محطة من سطورنا هي في بيروت التي تحتاج وحدها أيامًا لاستكشاف هذه المدينة المتناقضة بجمالها ومقوماتها وخباياها، فثروة الأحياء والمجتمعات وحدها مثيرة للاهتمام، وأفضل وقت لاستكشافها هو الأحد صباحًا، حيث يخيم الهدوء على المدينة، ويمكن للزائر الذهاب إلى الشوارع الصغيرة، والبحث عن الهندسة المعمارية المتنوعة، واكتشاف الناس والأماكن وتناول القهوة، فضلا عن التواصل مع السكان المحليين، ويعتبر حي راس بيروت هو أحد الأحياء المفضلة للسير على الأقدام، كونه على مقربة من البحر والمدينة، بين بيوت التراث المخبأ بين المقاهي الأصيلة ذات التاريخ الطويل.



وأيضًا وسط بيروت أو «Downtown Beirut» وهي من الأحياء المخصصة للمشاة، تمتاز بمبانيها المرممة بعدما دمرتها الحرب، ومقاهيها وأسواقها، ومطاعمها، إضافة إلى الحفلات الموسيقية التي تقام في الهواء الطلق داخل هذا المكان الذي يحمل روح بيروت في داخله.
ومن الأماكن التي تستحق الزيارة في بيروت خليج زيتونة «Zaitunay Bay»، الذي يقع حول مرسى مدينة بيروت، ويحتوي على عدد من معالم الجذب الرئيسية أبرزها نادي اليخوت والذي يستوعب بدوره تسعة أجنحة تتوفر بها معظم وسائل الراحة التي قد يكون الزوار في حاجة إليها، كذلك يستطيع الزائر القيام بعدد كبير من الأنشطة من بينها الغطس والصيد والسباحة، ورياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية، إضافة إلى التمتع بالمطاعم التي تمتد على طول المرسى.
ومن أهم معالم مدينة بيروت صخرة الروشة، وهي عبارة عن تشكيلات من الصخور الضخمة التي تقف مثل الحارس العملاق، والتي تعد وجهة شعبية للسكان المحليين والزوار القادمين إلى المدينة على حد سواء، فهي واحدة من أبرز وأهم عجائب الطبيعة في لبنان والعالم، ومشهد الشمس وهي تعانق المياه من خلف هذه الصخور تحفة فنية يجب مشاهدتها.
وإضافة إلى هذه المعالم، تتميز بيروت بغناها التراثي ومساجدها وكنائسها القديمة، إضافة إلى حرش الصنوبر والحدائق العامة وأهم المراكز التجارية والمطاعم المتنوعة.



ومن المدن اللبنانية التي تروي حضارات مرت بلبنان منذ مئات السنين، إلى طبيعة مميزة وأرز عملاق شامخ في أعلى الجبال، ومعالم طبيعية على امتداد الوطن تجعل من الرحلة إلى لبنان رحلة مليئة بالاستكشاف والاستمتاع دون ملل. ولكن على الرغم من مقومات لبنان الطبيعية والحضارية تتكرر سنويًا مواسم سياحية غير مرضية لأصحاب القطاعات السياحية الخاصة، فتأثر القطاع السياحي بالخلافات السياسية والمشاكل الأمنية يفرغ لبنان من زواره ويضرب أهم قطاع من قطاعاته. لذا كان التوجه إلى وزير السياحة اللبناني أواديس كيدانيان، الذي شرح في حديث لـ«المجلة» خطة وزارة السياحة لإعادة الحياة السياحية في لبنان إلى سابق عهدها.
فشرح كيدنيان: «بدأنا جدّيا في التفكير بجذب السياح من الخارج إلى الداخل عندما رأينا أنّ الوضع الأمني في لبنان مستقر، خصوصًا أن لبنان يعتبر في الوقت الحالي من أكثر البلدان أمنًا بين معظم عواصم العالم نظرًا لعدم حدوث أعمال إرهابية منذ فترة طويلة.
وخلال البحث وجدنا أنّه ما كان ينقص لبنان في جذب السياح هو وجود وكالات سفر في دول خارجية تسوّق للسياحة في لبنان، وهذا ما بدأنا به، أطلقنا مبادرة «visit Lebanon» وعقدنا منتديين في عامي 2017 و2018، قمنا خلالهما بدعوة 150 شركة في كل عام وهي من أهم الشركات التي تنظم الرحلات في الشرق الأوسط، في زيارة امتدت على مدى أربعة أيام لاستكشاف المناطق اللبنانية، في اليوم الأول والثاني عقد نحو 2000 لقاء بين الشركات المدعوة والقطاع السياحي الخاص في لبنان، وفي اليومين الأخيرين جولة للتعرف على كل الأماكن السياحية في لبنان، مثل جعيتا وبيبلوس وبعلبك وغيرها من المناطق السياحية، إضافة إلى جولة على المقاهي والفنادق.
نتيجة هذه المبادرة كانت إقناع المدعوين أنّ لبنان يستطيع أن يكون وجهة سياحية، إضافة إلى استبدال الفكرة التي كانت سائدة عن لبنان بعد انتشار صور أزمة النفايات، وكونه مجاوراً لسوريا التي تعيش حربًا منذ سنوات، وبعد سنتين من إطلاق المبادرة بدأنا نحصد نتائج إيجابية، وبدأت هذه الشركات بجدولة لبنان في برامجها السياحية وإرسال السياح إليه، وما ساعدنا أكثر في جذب السياح من أوروبا إلى لبنان أن أصبح هناك طيران مباشر بين مطار بيروت الدولي وعدد من الدول الأوروبية، إضافة إلى وجود أكثر من شركة طيران تعمل على هذه الخطوط».
وتابع كيدنيان: «خطتنا في الوقت الحالي هي العمل على ثلاثة أسواق جديدة هي روسيا والصين والهند، ولكن لا نستطيع أن نعمل على هذه البلدان في نفس الوقت لأننا نحتاج إلى جهد واستثمار كبيرين، ولكن تمّ دعوة مرشدين سياحيين من هذه الدول في المؤتمرين السابقين، وكانت ردود الفعل من الصين أنّ لبنان بلد صغير جدا لتمضية عطلة طويلة، فهناك عمل معهم بأن يكون لبنان محطة ضمن جولة سياحية في عدد من دول الجوار مثل قبرص ومصر مثلاً... وأيضا نعمل في الوزارة على تحضير معرض في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في روسيا ومن ثمّ دعوة الشركات المنظمة إلى لبنان للترويج للسياحة اللبنانية أمام زبائنهم، مقابل تأمين حوافز مالية ولكن هذا يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء يسمح لوزارة السياحة أن تتصرف بالأموال المخصصة لوزارة السياحة».



ولفت كيدنيان: «في دول أوروبا وأميركا وأميركا اللاتينية هناك ارتفاع في عدد السياح الذين يأتون إلى لبنان فنسبتهم أعلى من السنوات الماضية، ولكن لدينا مشكلة في الدول العربية والخليج، خصوصًا أن اتكالنا في السياحة كان على السائح الخليجي. ولكن بخلاف ما يدعي البعض أنّ تركيا وشرم الشيخ احتلا مكان لبنان سياحيا بسبب الفارق بين أسعار السياحة في لبنان والسياحة في هذه الأماكن. فلا توجد منافسة بين لبنان وتركيا أو مصر لأن نوعية السياح الذين يأتون إلى لبنان تختلف عن نوعية السياح الذين يزورون هذه البلدان، لأكثر من سبب: لبنان أصغر بكثير من تركيا ومصر، ومجموع الغرف في لبنان لا تتخطى العشرين ألف غرفة، في مقابل أضعاف من عدد الغرف في هذه البلدان، فمثلا تركيا لديها أكثر من منطقة سياحية على البحر، وتستطيع أن تكون أسعارها تنافسية، أما لبنان فلا يستطيع أن ينافس في الأسعار التي تطرحها هذه البلدان، فهدفنا ليس البحث عن خمسة ملايين سائح لأن لبنان لا يستطيع استيعاب هذا العدد، هدفنا الوصول لمليوني سائح وما فوق، فالسنة الأفضل سياحيا أي عام 2010 والتي يتغنى بها لبنان وصل فيها عدد السياح إلى مليونين و168 ألف سائح أي أكثر من العام الحالي 2018 بـ260 ألف سائح... ويمكن استنتاج أنّ خسارة الـ200 ألف سائح سببها إغلاق الحدود البرية بين سوريا ولبنان بسبب الحرب السورية ما أدّى إلى خسارة لبنان السائح الذي كان يزور لبنان عبر الحدود البرية وخصوصا السائح الأردني».
وبالنسبة لعودة الخليجيين، قال كيدنيان: «لبنان بالنسبة للخليجيين مختلف كليًا ومميز عن باقي البلدان المجاورة، فالخدمات السياحية الموجودة في لبنان ليست موجودة في أي بلد آخر، وما يبحث عنه السائح الخليجي من تميز في حسن الضيافة والاحتراف في الخدمات والطعام يجده فقط في لبنان، إضافة إلى الحياة الليلية والسهر التي لا توجد في أي بلد آخر... فهناك انطباع جيد عن السياحة في لبنان لدى العرب تاريخيا أي منذ ما قبل الحرب الأهلية، وهذا الانطباع لا يزال في وجدان العرب بانتظار تشكيل الحكومة وإعادة العلاقات السياسية بين لبنان ودول الخليج إلى سابق عهدها، سيعيد الخليجيين إلى لبنان، وهذا ما سيشكل فارقا على صعيد عدد السياح ومردود السياحة على خزينة الدولة، خصوصا أنّ السائح الخليجي ليس لديه ميزانية محدودة أو أيام إقامة محدودة وهذا ما يميزه عن السائح الأوروبي مثلا».



وبخصوص خطة وزارة السياحة، يضيف كيدنيان: «بدأنا بالعمل على سياحة المؤتمرات التي ترتكز على دخول لبنان في مناقصات في الخارج لكسب استضافة مؤتمرات كبيرة في لبنان، فهناك شركات متخصصة في تنظيم المؤتمرات (لأطباء العيون في العالم مثلا). ومع بداية العام الحالي دعت وزارة السياحة 50 شركة من هذه الشركات، وقد نظمنا لهم جولة على الفنادق والقاعات المجهزة لنبرهن لهم على أن البنى التحتية في لبنان تصلح لإقامة مثل هذه المؤتمرات العالمية، وحاليًا سيستضيف لبنان ثلاثة مؤتمرات أولها في سبتمبر (أيلول) أي بعد انتهاء الموسم السياحي. وبهذه الطريقة نجحنا بتشغيل الفنادق في المواسم غير السياحية. وفي حال استطعنا إرضاء المشاركين في المؤتمرات سيعودون مع عائلاتهم كسياح إلى لبنان».
وختم كيدنيان: «هناك حملات مبرمجة من قبل بعض الشركات السياحية التي تعمل على ترويج السياحة في الخارج، فهذه الحملات في كلّ عام تبدأ مع بداية مايو (أيار) وتنتهي في نهاية يوليو (تموز)، هذه الحملات تروّج لغلاء الأسعار في لبنان إضافة إلى ما شاهدناه هذا العام من حملات عن تلوث مياه البحر، وحملات الافتراء هذه معروفة الأهداف، لذلك علينا تسليط الضوء على كل ما هو إيجابي في لبنان».
إذن لبنان الصغير يصلح لغالبية أنواع السياحة، فشهرة لبنان بالمناظر الخلابة وغناه بالتراث والحضارات التي تعاقبت عليه، إضافة إلى وجوده على خريطة السياحة التجميلية وأخيرًا دخوله في مجال سياحة المؤتمرات، يجعل من لبنان بلدًا مميزًا في محيطه، ينقصه استقرار أمني وتوافق سياسي بين قوى الأمر الواقع تدرك أنّ مصلحة لبنان فوق كلّ اعتبار!
font change