أسبوع من التوترات الدولية حول إيران

إثر الكشف عن منشأة نووية سرية... والمحاولة الفاشلة لتفجير قنبلة في باريس

أسبوع من التوترات الدولية حول إيران


* ستدخل العقوبات الأميركية على صناعة النفط الإيرانية حيّز التنفيذ في الرابع من نوفمبر المقبل.

 

نيويورك: شهد الأسبوع الماضي توترًا كبيرًا في المباحثات السياسية الدولية حول إيران. وأدت المحاولة الفاشلة لتفجير قنبلة إيرانية في باريس والكشف الجديد عن منشأة نووية إيرانية سرية والقلق من عقوبات أميركية وشيكة على قطاع النفط الإيراني، إلى تسخين الخطاب السياسي وإثارة المخاوف من احتمال اندلاع حرب جديدة بالوكالة في الشرق الأوسط.
 
المخاوف الاقتصادية المتزايدة قبل الرابع من نوفمبر
ستدخل العقوبات الأميركية على صناعة النفط الإيرانية حيّز التنفيذ في الرابع من نوفمبر المقبل. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه يطمح إلى تقليص مبيعات النفط الإيراني إلى الصفر. وسواءٌ كان ترامب يقترب من هذا الهدف أم لا، يبدو واضحًا أن مبيعات النفط الإيرانية على وشك أن تتعرض لضربة كبيرة ومعها اقتصاد البلاد. وبحسب بيانات تتبع الناقلات على شبكة «بلومبيرغ» الإخبارية، فإن العواقب قد بدأت بالفعل. فقد انخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى 1.7 مليون برميل يوميا في سبتمبر (أيلول) من 2.5 مليون برميل في وقتٍ سابق من هذا العام.
ولكن تكلّم وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بنبرة متفائلة عن الأمور الاقتصادية أثناء زيارته إلى نيويورك الأسبوع الماضي. وأخبر أحد المراسلين أن الدعم الأوروبي لتعويض الخسائر بسبب انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة أفضل من المتوقع. وأعلن الاتحاد الأوروبي - كما أفادت مجلة «المجلة» الأسبوع الماضي - عن إنشاء آلية دفع خاصة لمساعدة وطمأنة المشغلين الاقتصاديين الذين يسعون إلى القيام بأعمال تجارية مشروعة مع إيران، لتجنب عقوبات ثانوية أميركية.
وفي الوقت نفسه، أشارت دلائل هذا الأسبوع إلى أن علاقة إحدى الدول الموقعة على الاتفاق النووي – فرنسا - بدأت تتدهور مع إيران والاتفاقية. والسبب كان إحباط محاولة تفجير قنبلة إيرانية في باريس، والتي استهدفت اجتماع مجموعة معارضة إيرانية مقرها العاصمة الفرنسية. وردت فرنسا عن طريق تجميد أصول وزارة الاستخبارات الإيرانية. وأثار هذا الإجراء أسئلة حول ما إذا كانت فرنسا ستتمكن من محاربة الإرهاب الذي ترعاه إيران من جهة ومساعدة إيران على مواجهة ضربة العقوبات الأميركية الموجهة ضدها من جهة أخرى.
 
خطاب درامي في الأمم المتحدة
أما على الصعيد الدبلوماسي، فقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدلة جديدة حول النشاط النووي الإيراني السري في خطابِ ألقاه في الأمم المتحدة في 27 سبتمبر.
وقد حاز خطاب نتنياهو إشادات كثيرة حتى من قِبل بعض أشد منتقديه في إسرائيل. ووصفت صحيفة «هآرتس» اليسارية ظهور وخطاب نتنياهو بأنه من بين «الأكثر احترافية وفعالية وإقناعاً». وأشار التقييم أنه بعد سنوات تحت إدارة أوباما، كانت تؤخذ تحذيرات نتنياهو بشأن إيران على أنها صرخة «لطفل عنيد»، ولكن اليوم تغيّر الوضع ولا يمكن رفض تصريحاته.     
وقال نتنياهو، خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة: «اليوم أكشف لأول مرة أن إيران تملك مستودعًا سريًّا آخر في طهران، مستودعاً لتخزين كميات هائلة من المعدات والمواد من برنامج إيران النووي السري».
واعتبر نتنياهو أنه كان لدى الاتفاق النووي مع إيران أثر إيجابي واحد «وهو تمكين إسرائيل من بناء علاقات مع دول عربية». وأضاف قائلاً: «تقدر إسرائيل كثيرًا هذه الصداقات الجديدة. وآمل أن يأتي قريبًا اليوم الذي تتمكن فيه إسرائيل من توسيع السلام - سلام رسمي – خارج حدود مصر والأردن، إلى جيران عرب آخرين، بمن فيهم الفلسطينيون».
واتهم رئيس الوزراء «حزب الله» بإخفاء منشآته الخاصة - المواقع التي يستخدمها ليجعل فيها الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى دقيقة التوجيه – في مواقع قريبة من مطار بيروت الدولي. وحذر نتنياهو من أن إسرائيل «لن تسمح لهم بالإفلات بفعلتهم».
وردًا على اتهام رئيس الوزراء اللاحق بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فشلت في تطبيق آلية المراقبة والمحاسبة في خطة العمل الشاملة المشتركة، شدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو على أن مفتشيه يستطيعون الدخول إلى «جميع المواقع في إيران فقط عند الحاجة. كما شكك ضمنًا في ادعاء رئيس الوزراء بوجود منشأة سرية جديدة في إيران.
 
عدم اليقين باستعداد الولايات المتحدة عسكريًا
في هذه الأثناء، ومع ارتفاع حدة التوتر، تسود مخاوف من أن رغبة إدارة ترمب المعلنة لمواجهة إيران تطغى على مستوى استعدادها العسكري. وقال مسؤولون عسكريون أميركيون لصحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير الأسبوع الماضي، إنه ليس لدى القوات المسلحة حاملة طائرات في الخليج منذ مارس (آذار)، وهذه أول مرة تصل إلى هذه المدة منذ عقدين من الزمن. ويقوم في هذا الوقت وزير الدفاع جيم ماتيس بسحب أربعة أنظمة صواريخ من طراز «باتريوت» من الأردن والكويت والبحرين كجزء من إعادة الانتشار لردع روسيا والصين. وأثار التناقض الواضح بين الأولويات العسكرية للولايات المتحدة وخطابها السياسي مخاوف من أن يكون الخطاب مزعجًا أكثر.


 

font change