عضوان الأحمري: تويتر فخ للأغبياء والباحثين عن الشهرة والأضواء

عضوان الأحمري: تويتر فخ للأغبياء والباحثين عن الشهرة والأضواء

[caption id="attachment_55229032" align="aligncenter" width="620" caption="عضوان الأحمري"]عضوان الأحمري[/caption]


"المجلة" التقت عضوان الأحمري الكاتب والصحافي بجريدة الوطن السعودية وطالب الدراسات العليا في الإعلام الرقمي في نيويورك وهو أحد الشباب السعوديين الناشطين في "تويتر" وسألته عن وسيلة يعرفها جيدا ويستعملها في حلّه وترحاله فكان هذا الحوار:

- هل فعلا يمكن تسمية وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفايس بوك بالإعلام الجديد؟
* الإعلام الجديد بدأ منذ التسعينات ميلادية، وتحديدا بعد ثورة الإنترنت. وهو أي فن تفاعلي فيه مرسل ومستقبل عبر وسيط رقمي. هذا تعريف في أكثر الكتب المتخصصة في الإعلام يجمع بين الرقمي والجديد.

- هل بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي تلك أن تعوض الإعلام التقليدي القديم من صحافة مكتوبة أو مرئية؟
* هناك رصانة في الطرح، ومدراس صحافية عريقة لا يمكن إلغاؤها في العالم، لأن هناك تويتر أو فيسبوك أو غيرهما. لنأخذ قناة العربية مثالاً، ليست إعلاماً تقليدياً. لديها، قبل إنشاء تويتر، الأخبار العاجلة وخدمة الوسائط وموقع إلكتروني إخباري مميز. إذا لديها كل القنوات الداعمة للقناة الفضائية، فهل تعتبر جديدة أم قديمة؟
وسائل التواصل الاجتماعي أدوات فقط، من خلالها تستطيع نشر الشائعة وتستطيع نشر الخبر الصحيح. صحيح أنها متحررة من الرقيب، لكن الشبكات الاجتماعية يعيبها أيضاً أنها متحررة من المسؤولية.
هناك علاقة تكاملية، موضوع ينشر في صحيفة وتجد هناك نقاش حوله في تويتر أو الفيسبوك أو غيره. في المقابل، قد تجد موضوعا يطرح في تويتر أو فيسبوك ويتحول لقضية رأي عام بعد أن تتناوله الصحافة.

- هل أنت مع الرأي القائل إن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها الدور الأبرز في الثورات العربية؟
* اليوتيوب كان له أثر، الفيسبوك كان له أثر. بالنسبة لي مثلاً، صفحة خالد سعيد على الفيسبوك كانت هي المحرك الأساس. بعد ذلك، أتى دور تويتر ويوتيوب كعوامل محفزة. أيضاً القنوات الفضائية، في الإعلام لا تستطيع تغليب أداة على أخرى، لأنها كلها تعمل في قالب واحد، مهما اختلفت التوجهات والسياسات. الإعلام كتلة، وليس موقعا إلكترونيا واحدا فقط.


[caption id="attachment_55229033" align="alignleft" width="300" caption="عضوان الأحمري مع السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير"]عضوان الأحمري مع السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير[/caption]

- ما رأيك وأنت أحد مريدي "تويتر" في الناشطين في هذه الوسيلة؟
* أخشى عليهم من الوقوع في فخ الجماهير وكثير منهم سقط في هذا الفخ، أحيانا يغير مبادئه وأفكاره، أو يبدأ بمحاولة كسب رضى الجمهور من خلال التصعيد في موضوع معين وهو لا يقر به، وإنما تسجيل موقف فقط.
هناك ناشطون على قدر كبير من الثقافة والوعي، لكنهم يستعرضون بأنهم شلليون، أو أحياناً ترى هذا أمامك. هناك تحزبات في تويتر، وتصنيف وتخوين. وحتى الأطراف التي تتعرض لتخوين تقوم هي بذلك.

- ماذا عن "نجوم" تويتر من السعوديين، ما تقييمك لما يقومون به وينشرونه؟
* جماهيرهم تقيّمهم. صنع المشاهير إلكترونياً سهل. الجميل هو انعكاس شخصيتك في الواقع على شخصيتك الإلكترونية. لكن هناك كثير منهم منعزل عن العالم الحقيقي، كل حياته تدور في تويتر. أعتقد لو أغلقوا تويتر، بعضهم سيصاب بأزمة نفسية.

- ما تعيب على زملائك من شباب "تويتر" وما تنصحهم به؟
* لا أستطيع أن أعيب عليهم أو أنصحهم. لكن بشكل عام، هناك ظاهرة مضحكة جداً، وهي أن معظم الناشطين في تويتر يهاجمون الصحافة ويتهمونها بأنها أبواق للحكومة، وبين الفينة والأخرى تخرج مجموعات تتساءل عن غياب الصحافة عن هذه القضية أو تلك.
هذا يتكرر بشكل دائم، وهو أمر مضحك. تخيل أن يأتي شخص ويقلل من قيمة شيء ثم يطالب به ويسعى وراءه.

- هل ترى من جوانب سلبية في تويتر. وما الإيجابي وما هي آفاق استمراره من عدمه؟
* قلت لك سابقاً، لست أنا من يحدد السلبي والإيجابي في تويتر. لكن لو تقرأ تاريخ الإنترنت في السعودية وتطلع على مراحل الصراع بين التيارات وشهرة المنتديات والمواقع الاجتماعية، لتبين لك أن تويتر مثله مثل أي منتدى، مثله مثل الفيسبوك أو حتى المدونات. كل شيء له وقت، ويأتي غيره.
نعيش في عالم متسارع لا تستطيع التنبؤ فيه بالقادم. تخيل قبل أيام انتقلت مديرة المدونات في شركة غوغل للعمل في تويتر، هذا يعني أن هناك تغييراً قادماً.
وما يدريك، قد يأتي موقع ويلغي كل ما سبق. تويتر فخ للأغبياء، أو الباحثين عن الشهرة والأضواء.

أجرى الحوار: عزالدين سنيقرة
font change