سفير فرنسا في تونس لـ«المجلة»: الفرنكفونية مركز جاذبية لتنشيط الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية

أوليفر بوافر درافور أكد في حواره أن الاستفادة القصوى من اللغة الفرنسية يأتي في خدمة التضامن والتنمية والتقارب بين الشعوب

سفير فرنسا في تونس لـ«المجلة»: الفرنكفونية مركز جاذبية لتنشيط الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية

*الفرنكفونية تعني الاستفادة القصوى من الفرنسية في خدمة التضامن والتنمية والتقارب بين الشعوب، من خلال الحوار الدائم بين الحضارات
*جاءت الفرنكفونية في وقت لاحق، في السبعينات، وهي بناء لم تفكر فيه فرنسا بمفردها.
*نحو 300 مليون شخص يتحدثون الفرنسية في العالم اليوم. ووفقًا للمنظمة الدولية للفرنكفونية، يمكن أن يصل هذا الرقم إلى 770 مليوناً بحلول عام 2050.

 
تونس:قال سفير فرنسا في تونس أوليفر بوافر درافور في حواره مع «المجلة» أن الفرنكفونية قبل تصبح مسألة سياسية، تشكّل في بعض البلدان، في الآن ذاته موضوعا جيوسياسيا ومصدر إشعاع، وفي مناطق معينة، القوة الدبلوماسية وكذلك الاقتصادية. إنها مسألة أساسيّة على مستوى التدريب والإعلام والتأثير. وأكد السفير الفرنسي في تونس على أن الاستفادة القصوى من اللغة الفرنسية يأتي في خدمة التضامن والتنمية والتقارب بين الشعوب.
يذكر أن السفير الفرنسي، حصل على إجازة في الفلسفة، وشغل دارفور منصب المستشار الأدبي في مختلف دور النشر الفرنسية وكان في نفس الوقت ذاته ممثلاً ومخرجاً وصحفياً ومؤسساً للأسبوعية الإقتصادية والثقافية «TEL»، كما شغل بوافر دارفور مناصب عديدة في الشبكة الفرنسية بالخارج. كان مديرا للمركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية (1988-1990)، وأعاد فتح المعهد الفرنسي في براغ ثمّ تولّى الإشراف على المعهد الفرنسي بالمملكة المتحدة وشغل منصب مستشار ثقافي لدى سفارة فرنسا بلندن  من1994 الى1999. كما شغل عدة مناصب في الشان الثقافي قبل ان ينضم عام 2007، الى وزارة الخارجية الفرنسية كوزير مفوض. وشغل منصب سفير فرنسا في تونس منذ عام 2016.
وفيما يلي نص الحوار..
 
 
* ما قدرات الفرنكفونية في العالم اليوم؟
- يوجد اليوم 300 مليون شخص يتحدثون الفرنسية في العالم. ووفقًا للمنظمة الدولية للفرنكفونية، يمكن أن يصل هذا الرقم إلى 770 مليوناً بحلول عام 2050. يشكّلون الفضاء الجيوسياسي الرابع على الأرض. لكن اللغة الفرنسية تحتلّ المرتبة الخامسة من حيث عدد المتحدثين، بأكثر من 300 مليون شخص. الفرنسية هي اللغة الثانية التي يتم تعلمها كلغة أجنبية بعد اللغة الإنجليزية، وهي لغة الأعمال الثالثة في العالم، واللغة الرابعة في عالم الإنترنت، وهناك 125 مليون متعلم باللغة الفرنسية.
«بين أنقاض الاستعمار، وجدنا هذه الأداة الرائعة، اللغة الفرنسية»، جملة ردّدها الشاعر ليوبولد سيدار سنغور، الرئيس السابق للسنغال.
صيغة تعكس فلسفة الآباء المؤسسين للفرنكفونية في شكل مؤسّسة، أي سنغور ونظراءه: التونسي الحبيب بورقيبة، والنيجيري هاماني ديوري، وكذلك الأمير نورودوم سيهانوك من كمبوديا، بمعنى الاستفادة القصوى من الفرنسية في خدمة التضامن والتنمية والتقارب بين الشعوب، من خلال الحوار الدائم بين الحضارات.
 
* هل يمكن اعتبار الفرنكفونية مسألة سياسيّة؟
- قبل أن تصبح مسألة سياسية، تشكّل الفرنكفونية في بعض البلدان، في الآن ذاته موضوعا جيوسياسيا ومصدر إشعاع، وفي مناطق معينة، القوة الدبلوماسية وكذلك الاقتصادية. إنها مسألة أساسيّة على مستوى التدريب والإعلام والتأثير.
الفرنكفونية عبارة عن مركز جاذبية حيث تنشط الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية، وتوفّر فرصة للارتباط بأوروبا، في صيغة مؤثرة وغير قابلة للفصل، وكذلك للارتباط بأفريقيا التي تستعد لهذا الارتباط، الذي سيكون وثيقا، ومتجذرا أكثر بمرور الزمن.
 
* هل كان تراجع الفرنكفونية خطأ ارتكبته فرنسا حين أدارت ظهرها لمستعمراتها السابقة؟
- كانت فرنسا، بعد استقلال المستعمرات السابقة، بحاجة إلى إعادة التفكير في ذاتها وتمكين الدول المستقلة حديثا من مهلة لبناء ذاتها هي الأخرى، دون إنكار هذه العلاقة أو هذا التبادل مع فرنسا. لهذه الأسباب جاءت الفرنكفونية في وقت لاحق، في السبعينات، وهي بناء لم تفكر فيه فرنسا بمفردها. في الواقع، كانت البلدان التي تشترك في هذه اللغة هي التي أظهرت الحاجة إلى التنظيم.
 

font change