عيد الأم... مبادرة من الأميركية آنا ماري جرفيس

«ست الحبايب»... أوّل إذاعة مسموعة من أطفال العالم

عيد الأم... مبادرة من الأميركية آنا ماري جرفيس



رسم: علي مندلاوي

-1-

-عيد الأم، أو الأمهات، أو الأمومة، أو عيد السيدة الوالدة، ست الحبايب، ارتبط عالميا بالموعد السنوي الذي تقرر رسميا وأمميا أن يخصص يوم في السنة، (غير متفق عليه عالميا) لدى كل الشعوب.
 
-2
- كان تأسيس يوم الأم بمبادرة من سيدة أرادت أن تهدي أمها وكل أمهات العالم عيدا، واستجابت السلطة السياسية لقرارها، فأهدت الأمهات لهذه البنت خلود الذكر... 
- إنها السيدة الأميركية آنا ماري جرفيس (1864- 1948).
- وهكذا انتشر العيد في أغلب بلدان العالم.
 
-3
- والهدايا للأمّ تذكّر بالعيد الذي قد يتهدده النكران أو الإهمال.
- وكان هذا استراتيجية الحرب على النسيان، ولهذا سعت هذه السيدة الأميركية إلى أن ترسي تقليدًا لم يحدث من قبل، حين تحدد يوما، ليصير يوما عالميا مخصصا للأمّ.
- وصار مناسبة وعيدا. حيث يقدم الأبناء والبنات هدايا للأمّ، ويذكّرونها بما صنع جسدها وفكرها وإحساسها من عطاء وكرم وبذل وتضحية.
 
-4- الأُمُّ في قلب الشعر والنغم والرسم 
- لم يشكل الشعراء وأهل الغناء والمسرح والسينما استثناء في الاحتفال بالأمّ 
- كتب الروائي الروسي ماكسيم غوركي رائعته الروائية (الأم).
- وقال شاعر النيل حافظ إبراهيم، مشيداً بدور الأم ومحرضاً في الوقت ذاته على ضرورة تعليم البنات وتمتيعهن بالعلم والمعرفة:
- (الأمُّ مدرسة إذا أعددْتَها، أعددت شعباً طيّبَ الأعراق)...
- وقال أبو القاسم الشابي: الأُمُّ تَلْثُمُ طِفْلَها وتَضُمُّهُ/ حرمٌ سَمَاوي الجمالِ مُقَدَّسُ- تَتَألَّهُ الأَفكارُ وهي جِوارَهُ/ وتَعودُ طاهرةً هناكَ الأَنفُسُ- حَرَمُ الحَيَاة بِطُهْرِها وحَنَانِها/ هل فوقَهُ حَرَمٌ أَجلُّ وأَقدسُ- بوركتَ يا حَرَمَ الأمومة والصِّبا/ كم فيكَ تكتملُ الحَيَاة وتَقْدُسُ.
 
 
-5- الأمّ في مقام الكلام والأنغام
- أمّا الأجيال العربية المعاصرة من زمان إلى أيامنا هذه، فهي تردّد شعر، حسين السيد وتسمع صوت فايزة أحمد، ولحن محمد عبد الوهاب، وقد اجتمع الثلاثة في أغنية (ست الحبايب) التي تخلدت، ومنها هذا المقتطف: (لو عشت طول عمري أوفّي جمايلك الغالية علي - أجيب منين عمر يكفّي والاقي فين أغلى هديّة - نور عيني ومهجتي.. وحياتي ودنيتي- لو ترضي تقبليهم دول هما هديّتي - يا رب يخليكي يا أمي.. يا ستّ الحبايب يا حبيبه).
- وجاء الفنان اللبناني مارسيل ولمس بتلحينه قصيدة محمود درويش (أحنّ إلى خبز أمي، وقهوة أمي، وتكبر فيّ الطفولة - يوماً على صدر يومي).. و(أعشق عمري لأنّي إذا متُ أخجل من دمع أمّي) وقد صارت الأغنية الجديدة للأمّ على لسان الشباب العربي الحديث...
 
-6- وفي الشعر 
- دون أن ننسى قصيدة أخرى لمحمود درويش عن أمّه (تعاليم حورية) وقد قال في خاتمتها: (أُمِّي تضيء نُجُومَ كَنْعَانَ الأخيرة حول مرآتي، وتَرْمي في قصيدتِي الأَخيرة، شَالَها)!
- ويمكن القول إن كل شاعر يحس بالديون الشعرية إن لم يكتب عن أمه، كما صار بعض الرسامين يشعرون بالذنب إن لم يرسموا أمهاتهم في لوحات.
 
-7
- وهناك طائفة كبيرة من الأغاني والأمثال الشعبية العربية وفي باقي العالم وبلغات حية أو غيرها، وهي تضوع حنانا واحتفالا بـ(الأُمُّ).
 
-8- زراعة الورد من أجل الأم 
- ازدهرت زراعة الورد وصار عيد الأمهات في أغلب البلدان الغربية مساهما فعليا في إنتاج حراك اقتصادي عبر إنتاج الورد وزراعته، وتسويقه وبيعه بمناسبة هذا اليوم العيد: عيد الأُمُّ.
- ومن أجمل ما قيل في لحظة قطف الورد إنه شبّه الوردة المقطوعة عن أمها بالوردة الباكية لأنها باتت وردة يتيمة حين فصلت عن أمّها الوردة.
 
-9
- وجاء في الأثر (الجنة تحت أقدام الأمهات)، كما جاءت حكمة تقول: كل امرأة تصبح مثل أمّها وهذه مصيبتها، وكل رجل يستحيل أن يصبح مثل أمّه وهذه مصيبته.
 
-10
- إذا كان لا بد من ملاحظة للمقارنة بين عيد الأمهات في بلدان العالم، فلا بد أن نشير إلى الأم التي عانت من إهمال البنين والبنات في بلاد العالم الذي انتشرت فيه الروح الفردية.
- هكذا بتنا نرى ونسمع شكوى بعض الأمهات من عقوق بعض الأبناء، حين يلقين مصيرا بائسًا وخاتمة تراجيدية، عندما ترمى هذه الأم في مأوى العجائز والمسنين في انتظار المحسنين.
 
-11- حكمة عيد الأم 
- الجميل في هذا العيد الجميل أنه لم يرتبط بآيديولوجيا محددة، جميلة كانت أم قبيحة.
- فلا نقاش ولا حكومة ولا أحزاب قادرة على الحوار مع الأم سوى بلغة الاعتراف بالفضل والجميل.
- ولا عملة نقدية في دولة الأم غير القلوب المؤلفة بالحب والالتفاف حول «ست الحبايب» فما الأُمُّ غير عنوان الحضارة والحياة.
- ولا شيء يحزن قلب الأم غير أن يكون الأبناء وقوداً... في الحرب.
- ولا شيء يفرح قلب الأم غير الحب.
 

font change