مكرم محمد أحمد: الإخوان تسير على خطى «داعش»

رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري لـ«المجلة»: مصر تدين تدخل إيران في شؤون سوريا والعراق ولبنان

مكرم محمد أحمد: الإخوان تسير على خطى «داعش»

* ميليشيا الحوثي بمساعدة إيران ساهمت في استمرار الحرب باليمن... وأطالب المجتمع الدولي أن يتكاتف من أجل إنهاء الحرب
* القمة العربية الأوروربية نجحت في التأكيد على أن أمن أوروبا مرتبط بأمن الشرق الأوسط
* أفريقيا هي مستقبل الاستثمارات العالمية... ومهمة الرئيس المصري تعزيز الأمن في القارة السمراء
* ليبيا تعاني من الانهيار بسبب النهب المستمر لثروتها... والدول الأوروبية انشغلت بقائد الجيش الليبي المشير حفتر وتركت الميليشيات الإرهابية
* الجماعات الإرهابية وتنظيم الإخوان، هما الخاسران من عودة حفتر إلى ليبيا... ومصر طالبت بوحدة الجيش الليبي... والمشير حفتر نجح في هزيمة الإرهاب في شرق البلاد

القاهرة: أكد الكاتب المصري الكبير مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري أن القمة العربية الأوروبية التي انعقدت بمدينة شرم الشيخ المصرية نجحت في التأكيد على أن أمن أوروبا مرتبط بأمن الشرق الأوسط، مطالبا بضرورة الاهتمام بقارة أفريقيا لكونها مستقبل الاستثمارات العالمية، مؤكدا أن مهمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هي تعزيز الأمن في دول القارة السمراء.
وأوضح الكاتب الكبير خلال حواره لـ«المجلة» أن ليبيا تعاني من الانهيار بسبب النهب المستمر لثروتها، موضحا أن الدول الأروربية انشغلت بقائد الجيش الليبي المشير حفتر وتركت الميليشيات الإرهابية تنهب ليبيا، مؤكدا أن حفتر نجح في هزيمة الإرهاب بشرق البلاد وأن الجماعات الإرهابية وتنظيم الإخوان، هما الخاسران من عودة حفتر إلى ليبيا.
وأكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري أن جماعة الإخوان الإرهابية تسير على خطى تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تسعى لنشر الفوضى والخراب، مؤكدا أنها أول من ابتدع العنف والاغتيال السياسي والتفجير.
وعن إيران طالب الكاتب الكبير المجتمع الدولي بضرورة التدخل والتصدي لإيران وردعها حتى لا تتدخل في شؤون الدول الأفريقية، مثلما يحدث في بعض الدول العربية كسوريا واليمن ولبنان والعراق.
وإلى نص الحوار:
 
 
* في البداية كيف ترى تعامل الدول العربية مع سياسات إيران؟
- معظم الدول العربية لديها تحفظات على سياسات إيران بسبب تدخلاتها في شؤون بعض الدول العربية، خاصة اليمن ودعمها لميليشيات الحوثيين هناك، بالإضافة إلى ما تقوم به الآن في سوريا من تدخلات غير مقبولة، وأيضا ما يحدث في العراق، وتسببها في فتنة كبيرة بلبنان بين الأطراف السياسية، ونحن في مصر دائما ندين التدخل الإيراني في هذه الدول، وعلى هذه الدولة أن تحرص على حقوق الجوار بينها وبين الدول العربية، وبالتالي الحفاظ على الأمن العربي، لكي يكون هناك ما يسمى بحسن الجوار، ومنع التدخل في شؤون الدول العربية.
 
* وكيف يمكن أن يتعامل المجتمع الدول فيما يخص الحرب على اليمن؟
- دعني أقول لك إن المملكة العربية السعودية لا تريد الحرب على اليمن، ولديها قناعة بأن الحرب لن تنتهي بمكسب، ولكن جماعة الحوثي بمساعدة إيران هي التي تريد الاستمرار في الحرب بل وتصر على المضي في هذه الحرب، وفي نفس الوقت فإن اليمنيين أنفسهم يريدون أن تنتهي الحرب وأيضا التحالف العربي يريد أن ينهي الحرب، ومن هنا نطالب المجتمع الدولي أن يتكاتف من أجل إنهاء الحرب، خصوصا بعد أن فشل اتفاق الحديدة وإقناع الحوثيين بقبول هذا الصلح والاتفاق الذي تم من خلال اتفاقات دولية.
 
* كثر الحديث خلال الفترة الأخيرة عن حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط... كيف ترى ذلك؟
- بالفعل نحن نشهد بداياتها في هذا الصدام العسكري الواسع بين إسرائيل وإيران على الأرض السورية، يُمكن أن تتطور إلى حد ضرب مؤسسات إيران النووية داخل الأرض الإيرانية، ويتصاعد لهيبها إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، فإننا إزاء عملية تقليم واسعة لأظافر إيران تجري على الأرض السورية بعد أن تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، وأصبح بالفعل خطرًا على أمن الشرق الأوسط واستقراره، وأظن أن الإجابة على هذا السؤال المهم لن تتأخر كثيرًا، وربما نحتاج فقط إلى مجرد فترة زمنية ليست ببعيدة لكي ندرك عمق الحقيقة، خاصة أن الأحداث والوقائع تتلاحق على نحو سريع، ما يؤكد أن الأمور مخططة لأهداف وغايات مرسومة وإن كان من العسير التنبؤ بنتائجها الأخيرة.
 
* وكيف ترى قرار الولايات المتحدة الأميركية بانسحابها من الاتفاق النووي الإيراني؟
- أخطر ما يُمكن أن يترتب على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وعودة تطبيق العقوبات الاقتصادية على إيران، أن يتعرض الشرق الأوسط لحرب جديدة، يبدو أننا نشهد بداياتها الآن في القصف الجوي الواسع لإسرائيل لأهداف حيوية إيرانية داخل سوريا، شملت البنية الأساسية للوجود العسكري الإيراني داخل سوريا، المتمثل في 14 قاعدة عسكرية لإيران وأكثر من 100 ألف من القوات الإيرانية تضُم قوات الحرس الثوري الإيراني، وقد جاء القصف الإسرائيلي الواسع ردًا على صاروخ إيراني استهدف قوات إسرائيل في هضبة الجولان، فشل في تحقيق أي من أهدافه، وطبقًا لاعتراف أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي فقد استهدف القصف الإسرائيلي كل تجهيزات البنية الأساسية للقوات الإيرانية في سوريا، وبالطبع بررت إسرائيل قصفها الجوي الواسع لأهداف إيرانية داخل سوريا بالحفاظ على أمنها، ومنع إيران من الاقتراب من حدودها، ووقف سيل الإمدادات الإيرانية إلى «حزب الله» حليف إيران وذراعها العسكرية في الشرق الأوسط، ومع ذلك يظل مصير الشرق الأوسط رهنًا بهذا السؤال العصي، هل هي حرب جديدة في الشرق الأوسط يمكن أن يتسع نطاقها لتشمل أطرافًا أخرى غير إيران وإسرائيل ويمكن أن تتصاعد خارج الأرض السورية لتشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط، أم إنها مجرد عملية تقليم لأظافر إيران يمكن أن تساعد على ردع طهران وإلزامها وقف مساندة جماعات الإرهاب والتزام حدودها داخل إيران، ويمكن في الوقت نفسه أن تعيد الحوثيين إلى حجمهم الحقيقي وتضبط سلوك «حزب الله» وتقلل من مغامراته خارج الأراضي اللبنانية.
 
* وكيف رأيت التوصيات التي أسفرت عنها القمة العربية الأوروبية التي تمت مؤخراً في مصر بمدينة شرم الشيخ المصرية؟
- كانت هناك أمور متفقاً عليها ومشتركة بين كافة الدول المشاركة، أهمها أن أمن أوروبا مرتبط بأمن الشرق الأوسط حاليا، وأي شيء يحدث بالشرق الأوسط يؤثر على أوروبا والعكس صحيح، وبالتالي فهناك احتياج حقيقي لكل جانب إلى الآخر، لذلك فإن العمل على القمة العربية الأوروبية ليس وليد الأمس، بل تم الإعداد لها منذ عامين ونصف العام، واجتمع من أجلها وزراء الخارجية العرب والأوروبيين 5 مرات، وعندما توافقوا على مبدأ عقد القمة، اعتبر كل طرف أنه حقق نصرا ضخما، والأولويات الموجودة لدى الدول العربية والأوروبية أنهم استطاعوا بالفعل أن يصلوا إلى صيغة تعاون استراتيجي بين جانبي المتوسط، لأن الطرفين يتعرضان لقضايا تتعلق بالأمن والهجرة فضلا عن قضايا التنمية، وكثيرًا ما تثار بعض القضايا بمفهوم مختلف لدى كل طرف مثل قضية حقوق الإنسان.
 
* هل تعتقد أن الدول العربية والأوروبية استطاعت أن تنجح وتصل إلى مفهوم متفق عليه لمفهوم حقوق الإنسان والتي تختلف معاييرها من دولة إلى أخرى؟
- في تلك القمة كان واضحا بشكل جلي أن هناك فهما مختلفا لقضية حقوق الإنسان لدى بعض أدوات الإعلام الأوروبي يختلف عن مفهوم بعض الدول العربية وليس مطلوبا من طرف أن يعلم الطرف الآخر، ولكن المطلوب أن يتفهم الطرف الآخر وأن يضع كل طرف نفسه مكان الطرف الآخر، وأعتقد أن السيسي ضرب مثالاً حيويًا بمدينة شرم الشيخ والتي تعد أجمل مدن العالم على الإطلاق، بما فيها من بنية أساسية وإمكانات تجعلها تضم مئات الألوف من السياح بأنها تصبح مدينة أشباح وتتعطل مصالح الناس لعدة سنوات بعد حادث إرهابي واحد، ولذلك فإن الحديث بضرورة أن يحظى الإرهابي بحقوق متكافئة مع المواطن العادي أعتقد أنها نظرة غير عادلة في بعض الصحف الغربية، والقمة العربية الأوروبية التي عقدت في شرم الشيخ، لن تحل كل شيء فيما يتعلق بالخلافات بين العرب وأوروبا، ولكنها تعد فرصة لتوحيد المفاهيم والانطلاق من أرضية مشتركة، لأن هناك اختلافات في المفاهيم المتعلقة بقضايا المنطقة خاصة الإرهاب وحقوق الإنسان، وسياسات على الأرض مخالفة لما يطلقه الأوروبيون من تصريحات، والقمة كانت فرصة للتحاور بشفافية وصراحة وجهًا لوجه.
 
* أفريقيا قارة لديها مخزون كبير من الموارد، كيف ترى مستقبل القارة السمراء في ظل قيادة مصر للاتحاد الأفريقي؟
- قارة أفريقيا هي المستقبل كونها غنية بالموارد الطبيعية، والقارة أصبحت منطقة جذب للكثير من الاستثمارات العالمية، ولكن مشكلات القارة تتمثل في كثرة النزاعات والحروب القبلية، ومهمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفته رئيسًا للاتحاد الأفريقي تعزيز الأمن في القارة، كون أن تلك النزاعات الموجودة حاليًا ليس لها مبرر بل وتستنزف موارد القارة، وأن ربط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، وربط مصر بالسودان عن طريق السكك الحديدية هي مشاريع تساهم بالفعل في رخاء القارة الأفريقية وأن شعار الجنوب مع الجنوب هو شعار حقيقي فالجنوب والأفارقة مصالحهم واحدة ومصر تعتز بانتمائها الأفريقي منذ أيام حتشبسوت وحتى الآن مرورا بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وفترة التحرر الوطني من أجل أفريقيا وجهود مصر لمساندة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا للتخلص من العنصرية، ومصر تسعى دائما إلى أن تكون هناك علاقات بينها وبين جميع الدول الأفريقية.
 
* وكيف ترى الوضع في ليبيا والأزمة القائمة بين الأطراف الليبية؟
- ليبيا لها وضع خاص، فهي تعاني من الانهيار بسبب النهب المستمر لثروتها وخصوصا البترول، وأزمة سيولة خانقة، جعلت آلاف الليبيين من أبناء الشعب العاديين يقفون في طوابير تستمر أيامًا دون أن يحصلوا على مستحقاتهم الشحيحة من البنوك التي أفرغت خزائنها على ميليشيات مدن غرب ليبيا التي تمارس ضغوطها على محافظ البنك المركزي الذي وجد في فوضى توزيع العوائد الفرصة سانحة لذيوع فساد شديد ضرب سمعة البنك المركزي وأضر بمعايير العدالة وأقحم البلاد في أزمة جديدة تشغل الرأي العام الليبي، وكان المفترض بدلاً من أن تدخل الدول الأوروبية، إنجلترا وفرنسا وإيطاليا، رغم تناقضاتها الكثيرة، إضافة إلى الولايات المتحدة، في معركة لا مسوغ لها مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير حفتر، بدعوى وقف تصدير البترول الليبي إلى الخارج من الموانئ الليبية الأربعة، وهبوط إنتاج حقول الهلال البترولي بمقدار 800 ألف برميل يوميًا، وعليه لا بد أن يُحسن التعامل مع عائدات البترول، بدلاً من فوضى توزيعها على الميليشيات العسكرية التي تحكم مدن الغرب الليبي وتنهب أموال ليبيا دون وجه حق، بحيث ينتظم صرف عوائد البترول على مستحقيها وفق قواعد واضحة وشفافة، لكن مع الأسف ركز بيان الدول الأوروبية على تعليق الجرس في رقبة المشير حفتر بدلاً من إيجاد حل عادل للأزمة التي تعانيها ليبيا نتيجة سوء توزيع هذه العوائد التي أصبحت نهبًا لميليشيات المدن غرب ليبيا، إن المشير خليفة حفتر أنجز الكثير من الخطوات لتوحيد الجيش الليبي، وإن الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها الإخوان، هي الخاسر الوحيد من عودة حفتر إلى ليبيا.
 
* ما أغرب موقف يحسب على الدول الأوروبية في الأزمة الليبية؟
- أغرب ما في موقف الدول الأوروبية صمتها على أخطاء المصرف المركزي الليبي رغم وجود قرارات سابقة بتغيير محافظ المصرف المركزي ووضع قواعد جديدة شفافة لصرف عوائد البترول تضمن الحد الأدنى من العدالة والتوازن بين المصالح المتعارضة لفئات كثيرة من الشعب الليبي وربما يجادل البعض في مدى أحقية المشير حفتر في أن يصدر قرارًا بأن تتبع حقول البترول وموانيها الأربعة مؤسسة النفط الليبية في بنغازي بدلاً من مؤسسة النفط الليبية في طرابلس، لكن ما الذي كان في وسع حفتر أن يفعله وهو يرى الفساد يضرب بأطنابه في توزيع العائدات التي يذهب معظمها إلى ميليشيات مدن الغرب الليبي، بينما يعاني الشعب الليبي الأمرين في الحصول على نصيبه المتواضع من هذه العائدات، فضلاً عن أن هناك توافقًا واسعًا في ليبيا على ضرورة تغيير محافظ البنك الراهن، ثم لماذا نسيت معظم الدول الأوروبية الضالعة في الأزمة الدور الخطير الذي لعبه حفتر من أجل استعادة رأس لانوف أهم مناطق الهلال البترولي من الميليشيات التابعة لقطر التي وضعت يدها على رأس لانوف بالفعل لهذا طالبت مصر بوحدة الجيش الليبي ووحدة المجتمع الليبي ومختلف مؤسسات الدولة، وحفتر نجح في هزيمة الإرهاب في شرق البلاد، لكن الميليشيات التي تحكم البلاد ليست راضية عن دور الجيش الليبي حفاظًا على مصالحها.
 
* كيف ترى جماعة الإخوان؟
- جماعة الإخوان تسير على خطى تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تسعى لنشر الفوضى والخراب، و«المناحة» التي قام بها تنظيم الجماعة الإرهابي خلال الأيام الماضية على الإرهابيين الذين تم إعدامهم في قضية اغتيال النائب العام المصري السابق، المستشار هشام بركات، دليل على دعمهم للإرهاب، فالجماعة اعتبرت الـ9 الذين تم إعدامهم شهداء رغم أنهم قتلة، وسرقوا حساب ابنة النائب العام على موقع «فيسبوك»، وزيفوا على لسانها تصريحات بأن المعدومين أبرياء، وهؤلاء قتلة، وهو أمر ليس غريبًا على جماعة الإخوان الإرهابية والتي تعد أول من ابتدع العنف والاغتيال السياسي والتفجير، ووجود تنظيم سري يعني أن الهدف هو التخريب، والجماعة دائما بوجهين، واحد دعوي كاذب ومنافق، والآخر الوجه الحقيقي القاتل.

font change