انشقاقات «العدالة والتنمية»... بداية نهاية «الديكتاتورية العثمانية»

إردوغان لا يعترف بالديمقراطية داخل حزبه

انشقاقات «العدالة والتنمية»... بداية نهاية «الديكتاتورية العثمانية»

* رئيس الوزراء التركي السابق يؤسس حزبا جديدا بأنقرة ويهاجم إردوغان وأعضاء «العدالة والتنمية» ويتهمهم بالتورط في دعم الإرهاب
* احتقان الشارع التركي من سياسات إردوغان بسبب انفراده بالمشهد وتصفيته كل معارضيه من داخل الحزب وخارجه... وقيادات الحزب المنشقون عن حزب العدالة والتنمية يمهدون لإزاحة إردوغان
* خبير في الشؤون التركية: إردوغان فشل في الحفاظ على صورته أمام أعين الأتراك... وعمدة بلدية إسطنبول الحالي أكرم داود أوغلو رئيس تركيا القادم

القاهرة: يمر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا خلال تلك الفترة بأيام عصيبة، خاصة بعد هزيمة مرشحه بن علي يلدريم في الانتخابات البلدية بإسطنبول يونيو (حزيران)  الماضي، الأمر الذي ترتب عليه تصاعد حدة الخلافات بين صفوفه وظهرت إلى العلن، بعد أن عمّقتها استقالات لعدد كبير من أعمدته، كانت آخرها قبل أيام بتنحي وزراء العدل والداخلية والصناعة والتجارة الخارجية السابقين في حكومة رجب طيب إردوغان، فيما ذكرت وسائل إعلام تركية: «إن الحزب الذي يتزعمه الرئيس التركي يسعى لفصل أحد أبرز حلفائه السابقين، وهو رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، وثلاثة مشرعين آخرين من عضويته»، لتتعمق معها محنة الحزب الحاكم منذ 18 عاما.
ومن المتوقع أن يشغل الوزراء المستقيلون مناصب في حزب يسعى لتأسيسه نائب رئيس الوزراء وزير الاقتصاد والخارجية الأسبق علي باباجان، الذي استقال من حزب «العدالة والتنمية» في يوليو (تموز) الماضي.
يأتي ذلك فيما تحدثت تقارير إخبارية في وسائل الإعلام التركية، مؤخرًا، عن تأسيس رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو مقرًا لحزب جديد في العاصمة التركية أنقرة.
وقالت وسائل إعلام تركية معارضة إن داود أوغلو، جدد هجومه ضد سياسات حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، والرئيس إردوغان، حيث أدلي بتصريحات صحافية قال فيها إن قيادات العدالة والتنمية سيخجلون من النظر في وجوه الناس، إذا فتحت دفاتر مكافحة الإرهاب، في إشارة منه إلى مسؤولين أتراك كبار ربما تورطوا في دعم الإرهاب.
كل تلك الانشقاقات والتصدعات جاءت لتكتب بداية النهاية للديكتاتور العثماني حيث جاءت بعد قرار إردوغان في الأول من أغسطس (آب) الجاري، بتخفيض عدد الجنرالات والأدميرالات من 241 إلى 233. ولم يتم إجراء أي ترقيات، وهي سياسة صنفها متابعون بـ«القبضة الحديدية لإردوغان على الجيش».
 

هشام النجار



يقول هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن أسباب تفاقم الانشقاقات التي يشهدها حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الديكتاتور العثماني رجب طيب إردوغان، الهزيمة التي تلقاها حزب إردوغان ونظامه في الانتخابات المحلية الأخيرة خاصة في بلدية إسطنبول والتي لم يتوقعوا أن تكون بتلك القوة وهذا الشكل.
وأضاف الباحث الإسلامي، أن احتقان الشارع التركي من سياسات إردوغان والتي سعي من خلالها إلى الانفراد بالمشهد وتصفيته كل معارضيه ليس فقط من الأحزاب والقوى الأخرى إنما من داخل العدالة والتنمية الأمر الذي دفع قيادات الحزب المنشقين بالانقلاب على إردوغان تمهيدا لإزاحته عن طريق أحزاب جديدة تواجهه.
 

كرم سعيد الخبير في الشؤون التركية



وقال كرم سعيد الخبير في الشؤون التركية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن موقف إردوغان في الوقت الراهن صعب للغاية بعد حصار تركيا بعدد من الأزمات الداخلية والخارجية التي تتمثل في عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية في الداخل وحدوث مشاكل وأزمات مع عدة دول وكيانات تسعى إلى فرض السيطرة بغض النظر عن تداعيات ما يخطط له إردوغان، مؤكدا أن إردوغان فشل في الحفاظ على صورته أمام أعين الأتراك، الأمر الذي تمثل بشدة في خسارة الانتخابات البلدية في إسطنبول في المدينة البالغ عدد سكانها 15 مليون نسمة.
وتوقع الخبير في الشؤون التركية أن يكون عمدة بلدية إسطنبول الحالي أكرم داود أوغلو هو الرئيس التركي القادم، وقد يخوض المنافسة مع إردوغان في الانتخابات التي تقام في عام 2022 بعد أن يحقق المزيد من الشعبية داخل الشارع التركي عبر قيادته الحكيمة لبلدية إسطنبول بعد توليه المسؤولية بشكل رسمي في تلك المدينة الأهم في تركيا كونها تعد قلب تركيا الاقتصادي، ومنها تجمع الحكومة 45 في المائة من مجمل الضرائب وتشكل أيضا 65 في المائة من مصادر الدخل في تركيا ووجودها ضمن سيطرة المعارضة سيكون بمثابة مصدر قلق وخطر يشغل بال تفكير رجب طيب إردوغان خاصة في ظل الاستقالات التي يشهدها حزب العدالة والتنمية.

جودت كامل المحلل السياسي التركي



ويقول جودت كامل المحلل السياسي التركي، إن حزب العدالة والتنمية يشهد الكثير من الصراعات الداخلية، بسبب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حيث يقول إن إردوغان لا يعترف بالديمقراطية داخل حزبه.
وأضاف المحلل السياسي التركي أن حزب العدالة والتنمية يعاني داخليا بسبب السياسات الخارجية لإردوغان تجاه دول المنطقة والتي يرفضها الكثير من أعضاء الحزب، مؤكدا أنه ديكتاتور بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ موضحًا أنه لا يعترف بالرأي الآخر.
وأفادت وسائل إعلام تركية منذ أيام بأن اللجنة التنفيذية في حزب العدالة والتنمية الحاكم قررت بالإجماع إحالة رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو إلى لجنة تأديبية تمهيدًا لطرده من صفوف الحزب.
وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة، فإنّ اللجنة التنفيذية خلصت إلى هذا القرار في ختام اجتماع استغرق خمس ساعات.
ويعتبر داود أوغلو من أبرز شخصيات الحزب الحاكم في تركيا وقد تقلد مناصب حزبية وحكومية كثيرة بينها وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء.

font change