هل تنجح الأعشاب البحرية في حل مشكلة أزمة البلاستيك العالمية؟

وضع قضية النفايات البلاستيكية في دائرة الضوء

هل تنجح الأعشاب البحرية في حل مشكلة أزمة البلاستيك العالمية؟

* منذ الخمسينات من القرن الماضي تم إنتاج نحو 9 مليارات طن من البلاستيك، أدت إلى توليد 7 مليارات طن من النفايات
* هناك خمسة تريليونات قطعة من البلاستيك في محيطاتنا... ويتم إنتاج ما يقدر بنحو 10 ملايين طن من البلاستيك كل ثانية
* تعد إندونيسيا واحدة من أكبر منتجي الأعشاب البحرية في العالم، حيث تمثل أكثر من ثلث إنتاج الأعشاب البحرية العالمية
* تتوجه إندونيسيا للعب دور رئيسي في تطوير البلاستيك الصديق للبيئة من الأعشاب البحرية لتجنب حدوث أزمة بلاستيكية عالمية.

جدة:هناك أكثر من 260 نوعًا، بما في ذلك السلاحف والأسماك والطيور البحرية والثدييات وحتى اللافقاريات مثل العوالق وغيرها من الحيوانات، تبتلع أو في نهاية المطاف تقع في شبكة من حطام البلاستيك، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى وفاتها.
مع هذه القضايا والكثير من القضايا الأخرى الناجمة عن استخدام البلاستيك، ما الذي يمكن للبشرية فعله لتخفيف أزمة البلاستيك والقضاء عليه في نهاية المطاف؟ اليوم يوجد نحو 150 طنًا متريًا من النفايات البلاستيكية في المحيط وحده! وفي محاولات متعددة تم تقديم الكثير من الحلول لتقليل استخدام البلاستيك التقليدي. أحدها ينطوي على تطوير نوع من المواد كبديل عن البلاستيك، والمعروفة باسم البلاستيك القابل للتحلل أو البلاستيك الحيوي، والتي تتحلل بشكل طبيعي في البيئة. ولذلك أتت فكرة جريئة تستخدم البلاستيك المصنوع من الأعشاب البحرية كبديل بهدف يتيح استخدام الأعشاب البحرية كمادة أساسية للاستخدام في البلاستيك الحيوي.
يعد البلاستيك المصنوع من الأعشاب البحرية، ليس مجرد فكرة جريئة، ولكنه أيضًا فكرة واقعية. ومع ذلك، لا يزال الكثير يعارضون أو على الأقل يشكون في الفكرة، على الأرجح بسبب نقص الوعي والتكاليف الباهظة المترتبة. وعلى الرغم من أننا نخطو خطوات كبيرة، فلا يزال الطريق طويلا. مثال على ذلك: سلسلة المقاهي الأميركية الشهيرة ستاربكس وحدها تصنع نحو 4 مليارات كوب هذا العام من منتجات تغليف صديقة للبيئة دائمة. إن منتجات التغليف التي تعتمد على الأعشاب البحرية آمنة، وقابلة للتحلل بنسبة 100 في المائة. ويستخدم الأميركيون ما بين 170 و390 مليون قشة يوميًا. ولمواجهة تحدي النفايات من القش البلاستيكي هذا، تم تصميم قش الأعشاب البحرية ذات الاستخدام الواحد والتي تتحلل بشكل بيولوجي مثل قشر الموز، حيث تتحلل في غضون أسابيع قليلة عندما تكون في الماء. بدأ الناس في استخدام البلاستيك الحيوي في حياتهم اليومية، مع استخدامات تتراوح من أكياس التسوق والأدوات المنزلية التي يمكن التخلص منها إلى الإلكترونيات. ومؤخرا بدأت العلامات التجارية الكبرى مثل كوكاكولا وهاينزو يونيلفر ونستله وغيرها في استخدام البلاستيك الحيوي لتغليفها.
 
الحل الإندونيسي
تسعى أندونيسيا مؤخرا لأن تلعب دورًا رئيسيًا في تطوير البلاستيك القائم على الأعشاب البحرية. إن الظروف في إندونيسيا مثالية لاستزراع الأعشاب البحرية، حيث تشرق الشمس على مدار العام، وهناك أكثر من 34000 ميل من السواحل. تعد إندونيسيا واحدة من أكبر منتجي الأعشاب البحرية في العالم، حيث تمثل أكثر من ثلث إنتاج الأعشاب البحرية العالمية. وقد بلغت قيمة صادرات الأعشاب البحرية في إندونيسيا نحو 200 مليون دولار أميركي في عام 2014. مع زيادة الإنتاج بنحو 30 في المائة سنويًا. وتعد إندونيسيا أيضًا أكبر منتج في العالم للأعشاب البحرية الحمراء، التي يعد عنصر الكربوهيدرات فيها مكونًا رئيسيًا للبلاستيك الحيوي. ويشير تقرير حديث للأمم المتحدة، إلى أن إندونيسيا مكان مناسب للغاية لتربية الأعشاب البحرية الحمراء بسبب مناخها والمواد الغذائية والظروف الجغرافية. تتفوق إندونيسيا على البلدان الأخرى في تطوير المواد البلاستيكية التي تعتمد على الأعشاب البحرية. وحاليا تطور عدد من الشركات الناشئة في إندونيسيا حلولا بديلة وصديقة للبيئة لتحل محل مصنعات البلاستيك التقليدية. ويعتمد هذا الحل في إنتاج بلاستيك حيوي قابل للتحلل في الظروف البيئية من الأعشاب البحرية، وقد يستغرق التحول التجاري للبلاستيك الحيوي من خمس إلى عشر سنوات فقط لترقية إنتاج البلاستيك الحيوي إلى مستوى صناعي. واستخدام الأعشاب البحرية، وهي مورد متجدد قادر على عزل ثاني أكسيد الكربون في محاولة للحد من آثار تغير المناخ. وتعمل إندونيسيا لبناء خطة للتعامل مع مشكلة النفايات البلاستيكية وقد استجاب دعاة مساءلة الشركات والمؤسسات، وتوجد إمكانات الأعشاب البحرية الضخمة كمواد بديلة للبلاستيك الحيوي. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لضمان إمكانية تطبيق المواد البلاستيكية المستندة إلى الأعشاب البحرية على المنتجات البلاستيكية الأخرى..
 
لماذا الأعشاب البحرية للبلاستيك؟
المواد المستخدمة عادة لإنتاج البلاستيك الحيوي هي الذرة وقصب السكر والزيوت النباتية والنشا. ومع ذلك، فإن استخدام هذه المكونات للمواد البلاستيكية قد أثار بعض المخاوف:
أولاً، يتطلب إنتاج البلاستيك الحيوي استثمارات ضخمة في الأرض والأسمدة والمواد الكيميائية. 
ثانيًا، سيؤدي استخدام هذه المصانع للمواد البلاستيكية إلى منافسة بين النباتات مقابل المواد الغذائية، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأزمة الغذاء.
تعتبر الأعشاب البحرية حتى الآن أفضل مرشح للبلاستيك الحيوي، حيث إنها تمكنت من الإجابة على كل من التحديات المذكورة أعلاه. أولا، أنها رخيصة، على عكس النباتات الأرضية الأخرى، يمكن أن تنمو الأعشاب البحرية من دون أسمدة. الأعشاب البحرية رخيصة وسهلة الحصاد والاستخراج، ويمكن الوصول إليها بسهولة - وهي متوفرة في كل خط ساحلي. 
وبالمقارنة مع غيرها من المواد المستدامة المحتملة، فإن الأعشاب البحرية يمكن أن تنمو حتى ثلاثة أمتار يوميًا، لأنها وفيرة للغاية، ولا تشغل مساحة كبيرة على الأرض لأنها تنمو في الخارج، باستخدام الأعشاب البحرية للبلاستيك الحيوي، سيبقى إنتاج السلع الزراعية للأغذية كما هو، لذلك لن تحدث أي زيادة في أسعار المواد الغذائية أو أزمة الغذاء.
 
سياسات ضد البلاستيك
اعتمد عدد من البلدان مؤخرًا سياسات لتشجيع استخدام المواد البلاستيكية القابلة للتحلل وإعادة التدوير لتقليل نفايات البلاستيك إلى حد كبير. وحول العالم تم فرض حظر استخدام البلاستيك ذي الاستخدام الأوحد، ويشمل ذلك أكياس البلاستيك ومصاصات العصائر البلاستيكية. فمثلا في عدد من المدن في الولايات المتحدة بدأت الحرب على استخدام مصاصات المشروبات أو ما يعرف بالقش البلاستيكي. 
وفي الولايات المتحدة الأميركية، أطلقت سياتل ونيويورك حملات ترويجية لفرض حظر على القش البلاستيكي. 
وفي كينيا مثلا، تم فرض قانون لحظر أكياس البلاستيك مع عقوبة مدتها أربع سنوات في السجن أو غرامة قدرها 40 ألف دولار! للضغط على الشركات الكبرى للتخلص من استخدام البلاستيك. 
كما أعلنت شركة أنها بصدد وضع خطط لإزالة أكثر من مليون رطل من البلاستيك من متاجرها، بما في ذلك التخلص من الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد واستبدال الأكياس وصواني اللحوم المصنوعة من الستايروفوم بخيارات قابلة للتحلل والسماد الحيوي. 
وبالمثل، أصبحت ستاربكس في الصيف الماضي أكبر متاجر تجزئة للمواد الغذائية تحظر القش البلاستيكي مع التخلص التدريجي التام المتوقع بحلول عام 2020. وهناك أكثر من 60 دولة وضعت سياسات للحد من التلوث البلاستيكي وتحديدا استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وإلى حد ما، المنتجات البلاستيكية الرغوية مثل الستايروفوم محور التركيز الرئيسي للعمل الحكومي حتى الآن. 
هذا مفهوم، وفي نظرة على الاستراتيجيات المختلفة التي تبنتها الحكومات حتى الآن، والتي تندرج في أربع فئات واسعة: الرسوم المفروضة على المستهلكين، والاتفاقيات الطوعية مع تجار التجزئة، والحظر الكلي، والحظر والضرائب مجتمعة. وقد ساهمت هذه الاستراتيجيات في تسجيل انخفاض كبير في استخدام الأكياس البلاستيكية خصوصا عندما يُجبر العملاء على دفع ثمن استخدام الأكياس البلاستيكية.

font change