غريتا ثونبرغ تقود الحملة العالمية «أطفال من أجل المناخ»

تتهم المجتمع الدولي بأنه لا يسعى بما فيه الكفاية لتحقيق أهداف اتفاق باريس

غريتا ثونبرغ تقود الحملة العالمية «أطفال من أجل المناخ»

* الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ (16 عامًا) حرّضت الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم على الإضراب من أجل العمل لمكافحة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري
* حملة إضراب المدارس من أجل المناخ، بدأها الشباب الجديد وتفاعل معها الجميع!
* تستهدف هذه الحملات زيادة الضغط السياسي على الحكومات في جميع أنحاء العالم للاستماع لرأي العلم
* «التعبئة» ضد النفط بدأت تتمكن من السياسات وقرارات الشركات، بما في ذلك الاستثمار في صناعة النفط العالمية!
جدة: تتهم المجتمع الدولي بأنه لا يسعى بما فيه الكفاية لتحقيق أهداف اتفاق باريس

غريتا ثونبرغ تقود الحملة العالمية «أطفال من أجل المناخ»

جدة: إيمان أمان

إضراب عالمي من أجل تغير المناخ...

فتاة سويدية ذات ستة عشر ربيعاً، تدعى غريتا ثونبرغ، ألهمت الشباب في جميع أنحاء العالم للتظاهر والعصيان المدني احتجاجا على عدم كفاية الإجراءات التي اتفق عليه قادة العالم لمجابهة مشكلة تحدي تغير المناخ بسبب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض نتيجة لاحتباس الغازات الدفيئة وأهمها غاز ثاني أكسيد الكربون الملوث. وقد بدأت (غريتا) بترجمة موقفها الرافض للوضع غير المطمئن في معالجة مشكلة تغير المناخ (بحسب رأيها) في قضاء أيام الجمعة خارج البرلمان السويدي، وهذه الحملة عرفت فيما بعد باسم «احتجاجات أيام الجمعة من أجل المستقبل». وقد تم الاتفاق على تحديد يوم إضراب وتظاهر في المدارس حول العالم في 15 من مارس (آذار) من كل عام. حيث يتظاهر سنويا في هذا اليوم نحو 1.6 مليون شخص معظمهم من طلاب المدارس، في أكثر من 125 دولة، وذلك لمطالبة قادتهم السياسيين بالوفاء بالأهداف المناخية التي تم الاتفاق عليها في قمة باريس لتغير المناخ 2016م. وتهدف هذه الحملة التي تعتمد على الحشد والتأثير الفكري على طلاب المدارس من المراهقين خصوصا، إلى تحقيق هدف الجذب العالمي والتعاطف مع متطلبات هذه الحركة.

وتستخدم (غريتا) وسائل الإعلام الحديثة المختلفة مثل: «تويتر»، و«فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«تليغرام»، وغيرها كمنصات سريعة للتواصل وحشد المؤيدين لهذه الحملة ومن ثم استخدامهم كأدوات ضغط لتحقيق أهداف الحملة، من أجل الضغط على بلدانهم الأصلية على تنفيذ سياسات ستمكنهم من الوصول إلى هدف قمة باريس للأمم المتحدة للمناخ المتمثل في الحد من

ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، ويتطلب هذا التوجه خفض مستويات الكربون التي يصنعها الإنسان بنسبة 45 في المائة، بحلول عام 2030. والوصول إلى الصفر في نحو عام 2050م!

وتقول (غريتا): «نحن» لا نطالب بأي شيء آخر غير أن حكوماتنا تحافظ على كلمتها في الالتزام بالعمل المناخي. وكما ذكرت فإن «السياسات المطبقة الآن لن تصل بنا إلى المستقبل الذي نريد». وتقول غريتا بدلاً من القلق بشأن كيف يمكن أن يكون مستقبل الحياة على كوكب الأرض، سأحاول تغيير ذلك المستقبل للأفضل». أيضا ساهمت صور ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند وحرائق غابات الأمازون المطيرة، في حشد طلاب المدارس للتظاهر في الساحات ومراكز المدن حول العالم، بهدف ما يرون أنه كارثة بيئية تلوح في الأفق.


وتوجت «إضراب» الطلاب في وول ستريت في نيويورك، الحدث الأكبر مؤخرا (20 سبتمبر/ أيلول 2019م) للإضرابات وذلك تزامنا مع فعاليات «أسبوع نيويورك للمناخ» وقد هتفت هذه الحشود بشعار «أنقذوا كوكبنا!» حيث قادت الناشطة المناخية السويدية الشابة غريتا ثونبرغ هذه الحملة وتحدثت في مدينة نيويورك، كما مُنح طلاب المدارس العامة في المدينة البالغ عددهم 1.1 مليون تلميذ الغياب عن المدرسة لحضور هذا التجمهر وتسجيل موقف ضد الحكومات المتقاعسة عن العمل المناخي بحسب رأيهم.

لدى المضربين مجموعة من المطالب ترتبط على نطاق واسع بمتطلبات «الصفقة الجديدة الخضراء» في الولايات المتحدة، وهي تشمل الابتعاد عن الوقود الأحفوري، والمساءلة المناسبة

عن الملوثين، والانتقال: «العادل» (الذي يعالج عدم المساواة في الدخل أثناء الابتعاد عن الوقود الأحفوري).

الطريق أمامنا طويل، لا سيما في الولايات المتحدة، حيث لا تزال أنواع الوقود الأحفوري راسخة في السياسة والكوارث المناخية تضرب الساحل، ولكن حركة يوم الجمعة 20 سبتمبر (أيلول) 2019م - التي ستستمر في زخمها خلال نهاية الشهر في «أسبوع المناخ» - جلبت بريقًا من الأمل إلى البيئة والناشطين على حد سواء. وترى أحزاب المعارضة أن الحكومات لم تعد قادرة على تجاهل أو تأخير الإجراءات المتعلقة بتغير المناخ عقب احتجاجات الجمعة التي قام بها الآلاف من الشباب في جميع أنحاء مدن العالم.

إن الاحتجاجات كانت «ملهمة ومحركة» وجعلت هناك شعورا بالإلحاح من أجل المحافظة على كوكب الأرض. إن الاحتجاجات أرسلت إشارة واضحة للغاية لوزرائنا في الحكومة بأن الأجيال الشابة قررت أن تتحدث بصوت عال!

حرب على النفط...

تواجه صناعة النفط حربا فكرية تستهدف حشد المؤيدين عن طريق التعبئة الجماعية للرأي العام ضد النفط، باتخاذ موقف ضد الطاقة المنتجة من مصادر الوقود الأحفوري، والعمل بالربط الذهني لدى الجماهير بأن هذه الصناعة هي السبب الرئيسي في مشكلة الاحتباس الحراري

لكوكب الأرض! في الحقيقة، للقطاع النفطي الآن دور مهم في المساهمة العملية للتخفيف من مشكلة التغير المناخي، كما أن له دورا مهما في مستقبل مزيج الطاقة العالمي. حيث إن هذه الحملات للنشطاء البيئيين غير العقلانية، قد تتسبب في تعطيل الاستثمارات في قطاع النفط، وبالتالي سيؤثر ذلك سلباً على رفاهية الاقتصاد العالمي وتعطيل إيجاد حل لمشكلة الفقر وتعميق تحديات فقر الطاقة. ويعتبر رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن النشطاء البيئيين المتطرفين يمثلون «أكبر خطر» على مستقبل النفط! حيث يتم تضليل المجتمعات للاعتقاد بأن النفط هو سبب الكوارث المناخية في العالم. وقد كان رد (غريتا) على هذا التصريح بقولها إن هذا الأمر يعد إطراء ومجاملة لحركتها!
font change