مرصد دار الإفتاء المصرية: التنظيم الدولي لـ«الإخوان» يسعى إلى تقسيم سوريا ورهنها للوصاية التركية

البنا سعى إلى شرعنة العنف وإضفاء صبغة دينية عليه بدعاوى الجهاد

مرصد دار الإفتاء المصرية: التنظيم الدولي لـ«الإخوان» يسعى إلى تقسيم سوريا ورهنها للوصاية التركية

* مدير المرصد: العنف لدى تنظيم «الإخوان» لم يكن وليد اللحظة... وعنف التنظيم استراتيجية متجذرة وضعها مؤسس الجماعة 

القاهرة: أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الافتاء المصرية، الاعتداءات التركية التي وقعت في شمال سوريا، والتي أسفرت عن استهدف الأبرياء والمدنيين والاعتداء السافرا على وحدة التراب السوري إلى جانب المسعى التركي نحو السيطرة على جزء من أراضي دولة مجاورة.
وأشار المرصد في أحدث دراسة له بعد الاعتداءات التركية على سوريا إلى أن النظام التركي في إطار تلك العملية يتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية بسوريا، حيث يسعى التنظيم الدولي لـ«الإخوان» إلى تقسيم الدولة السورية ووضع أجزاء منها تحت الوصاية التركية، ويتولى فصيل الجيش السوري الحر الإرهابي تنفيذ هذا المخطط مع النظام التركي، وهذا يندرج ضمن سياسة الإخوان التي تعتمد على الكذب والتضليل لتنفيذ مخططهم التقسيمي بسوريا.
وأكد المرصد أن النظام التركي والتنظيم الدولي لـ«الإخوان» يتبادلان الاستفادة فيما بينهما، وظهر ذلك عبر مساعدة تركيا للجماعات الإرهابية المدعومة إخوانيًّا في السيطرة على إدلب وحلب، بل إنها عملت على دعم الإخوان في عدد من المسارات السياسية التي وُضعت لحل الأزمة السورية في أكثر من مناسبة عبر إصرار النظام التركي على إشراكهم في الحل.
وتابع المرصد في دراسته، أن هذا الاعتداء ساعد على دعم الجماعات والعناصر الإرهابية كتنظيم داعش و«هيئة تحرير الشام» بسوريا، فالاعتداء التركي يحول شمال سوريا إلى حرب مفتوحة تساعد على تنامي وتفريخ الجماعات الإرهابية وهروب عناصر تنظيم داعش من قبضة «قوات سوريا الديمقراطية» التي اعتقلتهم بعد معركة الباغوز آخر معاقل تنظيم داعش.
وتابع المرصد أن الاعتداء التركي ساعد أيضًا على تنامي قوة تنظيم «القاعدة» الممثل في تنظيم «حراس الدين» المتورط في إراقة دماء المدنيين السوريين خلال العامين الماضيين، وأوضح المرصد أن الاعتداء السوري كشف الوجه الحقيقي للنظام التركي في دعم الجماعات الإرهابية.



في السياق ذاته، أكد المرصد أن هذا الاعتداء كشف النقاب عن وحشية النظام التركي وتعطشه لإراقة الدماء والتدخل في شؤون الدول المجاورة، وهو ليس الاعتداء الأول للنظام التركي بل سبقه الكثير من التدخلات العسكرية في عدة دول، كما أنه كشف عن انتهازية النظام التركي وسعيه الدءوب نحو تحقيق أطماعه ومصالحه الضيقة على حساب حريات وحقوق الشعوب.
وبيَّن المرصد، أن الاعتداء التركي على الأراضي السورية كشف أيضًا عن حسن تقدير الدولة المصرية تجاه النظام التركي واعتداءاته المتكررة تجاه وحدة الوطن العربي وسلامة أراضيه، وأكد على أن الدولة المصرية عملت خلال السنوات الماضية، على كشف الأوجه المتعددة لإرهاب النظام التركي من حيث «التدخلات السافرة له، ومخططاته التوسعية في المنطقة، ودعمه للإرهاب، وانتهاكاته للقضايا الإسلامية».
واختتم المرصد بيانه بأن الاعتداء التركي الأخير على سوريا كشف أيضًا عن وَهْم ادعاء النظام التركي دعمَه لقضايا العالم الإسلامي، فجميع ادعاءاته السابقة وخطاباته الرنانة لكسب شعبية موهومة ليست سوى أداة يخترعها النظام التركي لاستقطاب جماعات تساعده على تنفيذ أجندته التدخلية في الكثير من الدول الإسلامية، ويؤكد المرصد على أن هذا التدخل يهدف إلى تغيير النمط الديموغرافي السوري، ويؤكد على الدعم الدائم واللا محدود من قبل تركيا للتنظيمات الإرهابية في المنطقة.
من جانبه، أكد حسن محمد مدير مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة أن العنف لدى تنظيم «الإخوان» سواء بتركيا أو غيرها من الدول الموجود بها عناصر التنظيم الإرهابي لم يكن وليد اللحظة الراهنة، بل يعتبر استراتيجية متجذرة وضعها مؤسس الجماعة حسن البنا في الكثير من كتاباته ورسائله الموجهة إلى أنصاره، وسار على نهجها من بعده قيادات ومنظرو الجماعة كافة، وعلى رأسهم سيد قطب، وقد سعى «البنا» إلى شرعنة العنف من خلال إضفاء صبغة دينية عليه تحت دعاوى الجهاد لاستعادة الحكم الإسلامي، واعتبر العنف وسيلة لا غنى عنها في استعادة الحكم الإسلامي.
وتابع مدير مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية إلى أن المرشد الخامس للجماعة مصطفى مشهور اعترف بإرهاب الجماعة عندما قال في إحدى محاضراته: «نحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب، ويجب أن لا ننهزم نفسيا من اتهامنا بالإرهاب، نعم نحن إرهابيون»، موضحا أن الجماعة بعدها نوعت في وسائلها الإرهابية منذ تأسيسها بدءا من التنظيم الخاص.
وأكد مدير المرصد أن تنظيم الإخوان خرج من عباءته الكثير من الشخصيات المتطرفة، كما تلاحظ بعد 2011 محاولات الجماعة فرض سيطرتها ووصايتها بالقوة على المجتمع، لولا ثورة 30 يونيو (حزيران)، بجانب ما شاهدناه من مشاهد عنف للجماعة لاحقا في الكثير من الحوادث، وقد أثبتت السنوات الماضية صدق الرؤية المصرية تجاه الجماعة الإرهابية وعناصرها في كل من قطر وتركيا.

font change