رحيل عام الاحتجاجات والحرائق

حصاد عام 2019.. الاضطراب سيد الموقف في الشرق والغرب

رحيل عام الاحتجاجات والحرائق

السعودية نقلة نوعية... وأكبر موازنة في تاريخ المملكة
* المملكة تقوم بترخيص 50 مسرعة أعمال، و49 حاضنة أعمال، لتتولى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة
الإمارات تتعرض لحرب الناقلات
تحالف دولي لأمن وحماية حرية الملاحة البحرية
مصر: تفجيرات في بداية العام... وتعديل وزاري في آخره
لبنان: حراك ضد النخب الحاكمة «كلن يعني كلن»
العراقيون يجبرون رئيس الحكومة على الاستقالة
السودان دون البشير بعد 30 عاما
قيس سعيد رئيساً سابعاً لتونس
اتفاق أنقرة وحكومة السراج يشعل الصراع في شرق المتوسط
قايد صالح يوصل عبد المجيد تبون للرئاسة... ويرحل عن الدنيا
سوريا: انسحاب أميركي وتوغل تركي
أسعار البنزين تشعل الاحتجاجات في إيران
حرائق الأمازون ونوتردام.. وإجراءات عزل ترامب
 

القاهرة: ساعات قليلة وينصرم عام 2019 كسابقه من الأعوام الماضية، ليصبح ذكرى حملت الكثير والكثير من الأحداث التي أسدلت ستائرها على العالم خاصة المنطقة العربية، بما فيها من تباينات، وتوافقات، وتراجع عن سياسات، إضافة إلى التوترات، والأحداث غير المتوقعة، والتي يأتي بعضها مبهجا، والبعض الآخر يحمل ذكريات مؤلمة، أو يمثل خطرا، أو صدمة، إلا أنها في النهاية سوف تصبح بعد ساعات قليلة ذكرى من الماضي، ليبدأ عام جديد.
وقد شهد عام 2019 الكثير من الأحداث كان أبرزها الاحتجاجات التي جابت البلدان والعواصم العالمية والعربية وعلى وجه الخصوص في السودان، والجزائر وتونس والعراق، ولبنان، كما شهد العالم عددا من الحرائق، وتغيرات مناخية كانت مصدر قلق كبير، إضافة إلى قضايا سياسية، واجتماعية، وحوادث إرهابية كثيرة، وقرارات مهمة كان أبرزها اتخاذ الكونغرس الأميركي إجراءات لمحاكمة الرئيس دونالد ترامب برلمانيا.


 
السعودية نقلة نوعية... وأكبر موازنة في تاريخ المملكة
البداية من المملكة العربية السعودية حيث شهد عام 2019 نقلة نوعية في المملكة على جميع الأصعدة، خاصة في مجال الاستثمار، ونقل اقتصاديات المملكة من الاعتماد على البترول كمصدر رئيسي للدخل القومي، إلى تنويع مصادر الدخل القومي السعودي. وشهدت المملكة نقلة نوعية أيضا في استقطاب المستثمرين حيث بلغ إجمالي الرخص الممنوحة خلال 5 سنوات 2420 رخصة، كما تم منح 792 رخصة للاستثمار الأجنبي، وقامت المملكة بإصلاحات شاملة لتحسين قطاع العمال، ما أسهم في زيادة عدد المؤسسات التجارية المسجلة لدى وزارة التجارة والاستثمار بنسبة 60 في المائة لتصل إلى مليون و27 ألف مؤسسة.
كما شهد 2019 رصد أكبر ميزانية في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث بلغت الميزانية 1.106 تريليون ريال سعودي، ولأول مرة في تاريخ المملكة، وقد تصدرت ميزانية السعودية 2019 الصفحات الأولى للصحف المحلية والعالمية بعد الإعلان عنها من قبل وزارة المالية السعودية حيث عبرت عن تغييرات ضخمة في الاقتصاد السعودي، وقال الموقع الرسمي لوزارة المالية السعودية، إن هناك نموا اقتصاديا تشهده المملكة وحالة من الاستقرار ووفرة في الإنتاج، وإن مبالغ إنفاق الدولة لعام 2019 بلغت 1.106 تريليون ريال.
والجدير بالذكر أن هناك زيادة بمقدار 7 في المائة مقارنة بالعام السابق 2018. وتتركز أوجه الإنفاق على القطاعات الآتية: «الصحة - التعليم – التنمية الاجتماعية – البنية التحتية – الإسكان والخدمات البلدية – النقل العام – الإنفاق العسكري».
كما أن رؤية المملكة 2030 خلقت قطاعات جديدة للاستثمار، ومنحت المستثمرين فرصة دخول مجالات جديدة، كالترفيه، والسياحة، والرياضة، والخدمات اللوجستية، وغيرها.
كما قامت المملكة بترخيص 50 مسرعة أعمال، و49 حاضنة أعمال، لتتولى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
كما شهد القطاع البحري للمملكة نقلة نوعية مع تخصيص 33 مليار ريال سعودي (8.8 مليار دولار أميركي) من ميزانية عام 2019 لدعم قطاعات الطاقة والصناعة والتعدين والخدمات اللوجستية، كما يتوقع أن تسجل إيرادات المملكة نموا قد يصل إلى 975 مليار ريال سعودي، وتستهدف «رؤية السعودية 2030» تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومستدام مع تقليل الاعتماد على النفط، الأمر الذي سينعكس بصورة إيجابية على قطاعي النقل البحري والخدمات اللوجستية في إطار سعي المملكة لترسيخ دورها كلاعب رئيسي ضمن القطاع البحري ومركز لوجستي عالمي.
كما شهدت المملكة أيضاً نقلة نوعية أخرى في خدمات ضيوف الرحمن، حيث تم الإعلان عن فتح بوابة المسار الإلكتروني لحجاج الخارج، وإتاحة التسجيل عبرها لجميع الحجاج من خارج المملكة، والوافدين للحج والعمرة في موسم 2019. كما تم تجهيز مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة والتي تبلغ مساحته 230 ألف متر مربع، وتضم 14 صالة سفر تتوفر فيها 114 منصة لإنهاء إجراءات السفر، و208 منصات للجوازات، و18 بوابة سفر، و10 سيور للحقائب بطول 1180 مترا، إضافة إلى مواقف تستوعب 100 حافلة، وساحة تتسع لـ26 طائرة في آن واحد.
وفي إطار تنفيذ أهداف رؤية 2030 دشنت المملكة العربية السعودية التأشيرة السياحية الجديدة، والتي تدخل المملكة بها عصرا جديدا عن طريق فتح أبوابها أمام الزوار، لاكتشاف كنوزها التاريخية والتراثية والثقافية، إلى جانب تضاريسها الطبيعية المتنوعة، وبات في مقدور أي أجنبي التقدم للحصول على تاشيرة سياحية، والسماح لمواطني 49 دولة بدخول الأراضي السعودية بعد الحصول عليها إلكترونيا، كما تم الإعلان عن استقطاب 115 مليار ريال سعودي للاستثمار في قطاع السياحة بالمملكة، وقامت المملكة بتسجيل عدد من المواقع الأثرية ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو، وتحويل أجزاء من ساحل البحر الأحمر إلى منطقة جاذبة للسياح في إطار خطة طموحة لتنويع الاقتصاد وتحقيق أهداف رؤية 2030.
كما مثل قطاع السفر والسياحة 9.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للمملكة العربية السعودية، وارتفعت نفقات المسافرين بنسبة 10.5 في المائة سنويا (14.8 مليار دولار) ومن المتوقع أن يزداد الوافدون الدوليون إلى المملكة بنسبة 4 في المائة سنويا، وفقا للمجلس العالمي للسفر والسياحة، ليصلوا إلى 22.1 مليون بحلول عام 2025، وعلى مدى فترة 12 شهرا، ارتفع متوسط مدة الإقامة من المسافرين الأجانب من 9.7 يوما إلى 11.3 يوما، وقد ساعد ذلك على زيادة مستويات إشغال الفنادق، كما ارتفع عدد الفنادق إلى 2354 فندقا، وذلك بمعدل 23.5 في المائة، ونظمت الهيئة العامة للترفيه أكثر من 5 آلاف فعالية مباشرة استضافتها 56 مدينة في عام 2018م، بما في ذلك العروض الموسيقية والعائلية، والكوميديا الارتجالية، والعروض المباشرة التي قدمتها أشهر الفرق الموسيقية العالمية، وهو العدد الأكبر منذ سنوات، كما ساهم رفع الحظر عن دور السينما في خلق ألف فرصة عمل جديدة.
ووفقا لرؤية 2030، تم تدريب أكثر من 600 ألف طالب وطالبة و11 ألف معلم ومعلمة على البرمجة، وتدريب أكثر من 8400 خريج وخريجة على المهارات الرقمية وتأهيلهم لسوق العمل.
كما مثلت الكرة النسائية نقلة نوعية جديدة، حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن انطلاق أول دوري نسائي في المملكة العربية السعودية، على أن تقام المباريات على ملعب «كورال» وتتدرب الفرق على ملاعب مستأجرة على حسابهم الشخصي، كما أن متوسط اللاعبات بكل فريق 28 لاعبة، وتم اعتماد 9 لاعبات على أن يكون عدد اللاعبات في النسخة القادمة طبقا لمعايير الاتحاد الدولي.
وكانت المملكة قد شهدت أيضا توقيع صفقة جديدة بين شركة مكديرموت العربية، وشركة أرامكو السعودية، وذلك في 26 مارس (آذار) والتي تعد واحدة من الصفقات المهمة في مجال خدمات النفط، حيث تم الاتفاق بين الشركتين على استئجار أرامكو السعودية لأرض مع شركة مكديرموت العربية بغرض إنشاء منطقة جديدة في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، وهي منطقة للهندسة والمشتريات والبناء والتشييد في منطقة مجلس التعاون الخليجي، كما تهدف الشركتان لإقامة منشأة جديدة من أجل صناعة منصات بحرية كبيرة مع بعض الوحدات البحرية والبرية أيضا.
كما شهد عام 2019 عرض شركة أرامكو جوهرة تاج الصناعات النفطية في المملكة العربية السعودية للاكتتاب العام، ومع انتهاء الاكتتاب رسميا، فقد سجل الاكتتاب أرقاما قياسية في أوامر الطلبات لشريحة المؤسسات ليلامس حجم التغطية 3 مرات بعد أن شهد ضخ ما قيمته 189 مليار ريال (50.4 مليار دولار)، مع توصيات مديري الاكتتاب بالإبقاء على سعر الحد الأعلى للنطاق الاسترشادي والبالغ 32 ريالا (8.5 دولار) للسهم الواحد.
وكانت أرامكو قد تلقت طلبات لنحو 5.9 مليار سهم من المؤسسات في أول 17 يوما من الطرح العام الأولي، مع ممارسة أرامكو لخيار «زيادة التخصيص» نظرا لارتفاع الطلب من المؤسسات.
كما نجح الاكتتاب في أسهم أرامكو للأفراد والمؤسسات في مسايرة الطروحات الأولية العامة في المملكة، حيث يعد الطرح العام لأرامكو هو الأكبر من نوعه في المنطقة، وحتى في الأسواق المالية العالمية، مما يعزز من قدرة السيولة في السوق الشرائية في السعودية.
وكانت منشآت شركة أرامكو السعودية قد تعرضت لعدة هجمات صباح السبت 14 سبتمبر (أيلول) 2019. خاصة على منشأتي بقيق، وخريص في المنطقة الشرقية من المملكة، وذلك باستخدام طائرات مسيرة، قالت تقارير سعودية ودولية إنها إيرانية الصنع، وصواريخ كروز، حيث استهدفت معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية، أحدهما يعد أكبر معمل لتكرير النفط في العالم. وقد أثارت الهجمات التي وصفت بالإرهابية إدانات محلية وعربية ودولية كثيرة.
وعقدت وزارة الدفاع السعودية مؤتمرا صحافيا في 18 سبتمبر (أيلول) عرضت فيه حطام طائرات مسيرة، وصواريخ، مؤكدة أنها أدلة على عدوان إيراني لا يمكن دحضها، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، إن 25 من الطائرات المسيرة، والصواريخ استخدمت في الهجمات التي انطلقت من الشمال السعودي «إما من الأراضي الإيرانية، وإما من الأراضي العراقية»، حسب الناطق باسم وزارة الدفاع، وليس من اليمن، حسب بيان جماعة الحوثي. 
وفيما نفت وزارة الخارجية الإيرانية علاقة إيران بالهجمات، أشاد قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في تغريدة له على «تويتر» بالحوثيين، وعدهم فرعا من فروع حرس الثورة الإسلامية الإيرانية.
وكان المتحدث باسم ميليشيات الحوثيين قد قال إن الهجمات انطلقت من الأراضي اليمنية، وهو ما دعا الأمم المتحدة لإرسال خبراء تحقيق دوليين أممين إلى السعودية للمشاركة ضمن فريق التحقيق السعودي الدولي الخاص بالهجمات، كما وصف وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الهجمات، التي وصفها بالإيرانية، بأنها عمل عدائي غير مسبوق.
وفي سياق مواز، نجحت المملكة في 10 فبراير (شباط) من إطلاق القمر الصناعي «sgs - 1» المخصص للاتصالات.
ودبلوماسيا، صدر أمر ملكي يوم 23 فبراير بتعيين الأميرة ريما بنت بندر آل سعود سفيرة لدى الولايات المتحدة الأميركية، بمرتبة وزير لتصبح أول امرأة تتقلد منصب سفير للسعودية.
 
الإمارات تتعرض لحرب الناقلات
وقد شهدت منطقة الخليج في شهر مايو (أيار) تعرض أربع ناقلات لهجمات في المياه الإقليمية الإماراتية، حيث أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في 12 مايو أن 4 سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت لعمليات تخريب بالقرب من المياه الإقليمية للدولة باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة، وفي المنطقة الاقتصادية البحرية لدولة الإمارات، وأعلنت أن العملية لم يسفر عنها وقوع أي خسائر أو أضرار بشرية، أو تسرب نفطي.
كما أعلنت المملكة العربية السعودية تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات قرب إمارة الفجيرة.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيويوم الحادث إن إيران مسؤولة عن الهجوم، واستند في هذا التقييم إلى ما توصلت له استخبارات بلاده عبر دراسة الأسلحة المستخدمة في الهجوم فضلا عن ربطِ ما حصل بالهجمات الإيرانية المماثلة في المنطقة. 
كما شهد عام 2019 استضافة الإمارات العربية المتحدة المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر، وسبل تعزيزه عالميا، ويهدف المؤتمر إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل، وتزامن المؤتمر مع الزيارة المشتركة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان البابا فرانسيس، إلى دولة الإمارات، وشهد توقيع الوثيقة أكثر من 400 من قيادات وممثلي الأديان، وشخصيات ثقافية وفكرية من مختلف دول العالم.


 
تحالف دولي لأمن وحماية حرية الملاحة البحرية
كما شهد عام 2019 اقتحام السفارة البحرينية في بغداد في 27 يونيو من قبل مجاميع موالية لإيران، ضمن ميليشيا الحشد الشعبي تنديدا بأعمال مؤتمر البحرين للسلام الاقتصادي والذي عقد في المنامة. وقد أسفر الاقتحام عن تدمير وحرق أجزاء من السفارة، وإنزال علم البحرين، وعقب الاقتحام استدعت البحرين سفيرها من بغداد للتشاور، بينما نددت الحكومة العراقية بالهجوم معتبرة أن أمن السفارات خط أحمر لا يسمح بتجاوزه.
كما شهدت البحرين عام 2019 إنشاء التحالف الدولي لأمن وحماية حرية الملاحة البحرية، ويعرف أيضاً باسم التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية، ويقع مقره في مملكة البحرين، ويهدف إلى حماية وتأمين الملاحة البحرية في الممرات المائية في الوطن العربي من الهجمات والقرصنة، والعمل من أجل تعزيز التدفق الحر للتجارة، وردع التهديدات التي تواجه السفن وتعزيز الوعي بالمجال البحري ومراقبته في الخليج العربي ومضيق هرمز، وبحر عمان، ومضيق باب المندب، والبحر الأحمر.
 
مصر: تفجيرات في بداية العام... وتعديل وزاري في آخره
وعلى الصعيد المصري شهدت مصر عدة حوادث مفجعة في العام 2019 خاصة في شهر فبراير حيث شهدت محطة سكك حديد مصر برمسيس، وهي المحطة الرئيسية والأكبر في مصر، حريقا مروعا، راح ضحيته 22 مصريا وإصابة 52 آخرين.
وفي 16 أبريل (نيسان) 2019. وافق مجلس النواب على إجراء تعديلات على دستور مصر 2014، والذذي تطلب إجراء استفتاء شعبي على هذه التعديلات خلال 30 يوما من إقرار البرلمان لهذه التعديلات، ليتم إجراء استفتاء على التعديلات الدستورية خلال الفترة من 20 إلى 22 أبريل 2019. وقد أعطت التعديلات الدستورية للقوات المسلحة مسؤولية الدفاع عن مقومات الدولة المصرية، ومدنيتها.
كما سمحت التعديلات الدستورية لرئيس الجمهورية بتعيين نائب له أو أكثر، وهو الإجراء الذي تم إلغاؤه من دستور 2012.
وتم عرض التعديلات على الشعب في استفتاء عام لتعلن الهيئة الوطنية للانتخابات في 23 من أبريل 2019 الموافقة على التعديلات بنسبة بلغت 88.83 في المائة، ومعارضة 11.7 في المائة، وذلك بمشاركة أكثر من 27 مليون ناخب وفقا لبيان الهيئة الوطنية للانتخابات.
كما نظمت مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، في نسختها الثانية والثلاثين، وذلك في الفترة من 21 يونيو إلى 19 يوليو (تموز). وتم اختيار مصر من قبل لجنة الكاف التنفيذية لتكون الدولة المضيفة للمسابقة بعد تنازل الكاميرون عن استضافتها بسبب التأخير في تسليم البنية التحتية، وتمرد جماعة بوكو حرام، وهي أول بطولة تضم من 16 إلى 24 فريقا، وفازت فيها الجزائر بعد فوزها على السنغال لتحقق اللقب الثاني في تاريخها.
وفي الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) أعلنت مصر فشل مفاوضات سد النهضة التي تجريها كل من مصر والسودان وإثيوبيا، حول سد النهضة والوصول إلى طريق مسدود نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي ورفضه جميع الاطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية وتتجنب إحداث ضرر جسيم لمصر، وطالبت بتنفيذ المادة العاشرة من اتفاق المبادئ بمشاركة طرف دولي رابع في المفاوضات للتوسط بين الدول الثلاث دون الافتئات على مصالح أي منها.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويا.
وبعد جهود مصرية تم إدخال الولايات المتحدة الأميركية كطرف وسيط إلا أن المفاوضات لم تسفر عن نتائج حتى الآن على الرغم من عقد عدة اجتماعات لأطراف الأزمة في واشنطن، والقاهرة، والخرطوم ولا تزال الأزمة عالقة.
وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) ظهرت بوادر أزمة جديدة بين الولايات المتحدة ومصر على خلفية توقيع مصر وروسيا عقدا يقضي بتوريد أكثر من 20 مقاتلة من طراز «سو–35»، وأسلحة قتال جوي إلى مصر بقيمة ملياري دولار.
فيما شهد الأسبوع قبل الأخير من العام 2019 تعديلا وزاريا جديدا ومحدودا، غير متوقع، بعد موافقة مجلس النواب على التعديل برئاسة المهندس مصطفى مدبولي، وتضمن التعديل دمج، وفصل بعض الوزارات، وأيضا استحداث وزارة دولة جديدة.
ضمت التعديلات 10 وزراء جدد، و5 عناصر نسائية «3، ونائبتان»، كما تم استحداث وزارة الدولة للإعلام، كما تولى رئيس الوزراء مسؤولية حقيبة الاستثمار، والإصلاح الإداري إضافة إلى مهام منصبه.
 


 لبنان: حراك ضد النخب الحاكمة «كلن يعني كلن»
وفي لبنان كانت الاحتجاجات التي انتهت بثورة ضد النخبة الحاكمة هي أهم ملامح عام 2019. حيث اجتاحت الشارع اللبناني نداءات مناهضة للنخب الحاكمة لم تستثني أحدا، يدل على ذلك عبارة «كلن يعني كلن»، وقد بدأت سلسلة الاحتجاجات الشعبية في 17 أكتوبر على خلفية فشل الحكومة اللبنانية في إيجاد حلول للمشكلة الاقتصادية التي تلوح في الأفق، وبدأت بشكل مباشر إثر الإعلان عن خطط حكومية لفرض المزيد من الضرائب على البنزين والتبغ، واستحداث ضريبة على استخدام تطبيقات المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت مثل «واتساب»، والتي تم التصديق عليها يوم 22 أكتوبر 2019. ثم توسعت الاحتجاجات حيث طالب المتظاهرون بإسقاط الرئاسات الثلاثة في لبنان، وأجبرت المظاهرات الحكومة على تقديم استقالتها، وبدء مشاورات لتشكيل حكومة جديد في محاولة للخروج من المأزق السياسي في لبنان، حتى كلف الرئيس ميشيال عون، لوزير التعليم السابق ونائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، حسان دياب بتشكيل الحكومة بعدما حصد تأييد نواب «حزب الله» وحلفائه بعد أكثر من شهر ونصف على استقالة الحكومة السابقة على وقع غضب الشارع اللبناني. ونال دياب الذي لا ينتمي إلي حزب تأييد 69 نائبا من النواب الذين شاركوا في الاستشارات، غالبيتهم من كتل «حزب الله» وحلفائه، خاصة التيار الوطني الحر، وحركة أمل التي يتزعمها نبيه بري، فيما حجب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، ونواب تيار المستقبل الذي يتزعم الكتلة السنية الأبرز في البرلمان، حجبوا أصواتهم عن دياب، إضافة إلى رئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي، وتمام سلام، مبديين اعتراضهما على تسميته.


 
 العراقيون يجبرون رئيس الحكومة على الاستقالة
وفي العراق كانت الاحتجاجات أيضا هي الطابع الغالب على عام 2019 والتي ازداد زخمها في أول أكتوبر، وأخذت طابع الثورة، حيث أطلق عليها اسم ثورة تشرين، واندلعت الاحتجاجات في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجا على تردي الوضاع الاقتصادية في البلاد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة، وطالب المتظاهرون باستقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة، وإجراء انتخابات مبكرة، كما ندد المتظاهرون بالتدخل الإيراني في العراق وحرق الكثير منهم العلم الإيراني، وواجهت قوات الأمن المظاهرات بعنف شديد، ونشرت قوات الأمن القناصة لاستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي، وبلغ عدد القتلى من المتظاهرين نحو 485 شخصا منذ بدء المظاهرات، كما أصيب أكثر من 17 ألفا بجروح، من بينهم 3 آلاف أصيبوا بإعاقة جسدية، كما تم اعتقال الكثير من المحتجين، وقطع شبكة الإنترنت.
وتعد هذه الاضطرابات هي الأكثر فتكا بالعراق منذ انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش، في ديسمبر (كانون الأول) 2017. 
وفي أعقاب حرق القنصلية الإيرانية في النجف يوم 27 سبتمبر، سقط عشرات القتلى والجرحى، وكانت أكثر أيام الاحتجاجات دموية، خاصة في محافظة ذي قار التي جرت فيها مجزرة الناصرية، والتي أدت إلى إعلان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تقديم استقالته، وقدمها يوم 30 سبتمبر تمهيدا لإجراء انتخابات جديدة تعمل على تهيئة الأوضاع في البلاد.


 
 السودان دون البشير بعد 30 عاما
شهدت السودان عام 2019 عشية 10 أبريل إزاحة الجيش للرئيس عمر البشير، عن السلطة، عقب احتجاجات شعبية قادها تجمع المهنيين السودانيين، طالبت برحيله، فقام الجيش بقيادة وزير الدفاع، ونائب الرئيس، أحمد عوض بن عوف بالإطاحة بالحكومة والبرلمان. 
وفي منتصف سبتمبر بدأت الاحتجاجات في شوارع السودان خلال فترة انتقال السودان إلى الديمقراطية لعام 2019، للمطالبة بتعيين مسؤولين قضائيين جدد، وضمان العدالة للمدنيين الذين قتلوا خلال الاحتجاجات بعد انهيار النظام السابق، وإقالة المسؤولين الحكوميين السابقين من مناصبهم في ولاية البحر الأحمر والنيل البيض وولاية جنوب دارفور.
وفي 5 يوليو 2019 تم التوصل لاتفاق من خلال الوساطة «الأفريقية – الإثيوبية»، بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى إعلان الحرية والتغيير، وجرى توقيع الوثيقة الأولى للاتفاق في 17 يوليو، وتأخر توقيع الوثيقة الدستورية حتى 4 أغسطس، وأقيمت مراسم توقيع رسمية بحضور رؤساء دول وحكومات، ورئيس المفوضية الأوروبية. ويقضي الاتفاق بتقاسم السلطة بين طرفي النزاع خلال فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات على الأقل، والبدء بتشكيل مجلس سيادي يتكون من 5 عسكريين، و5 مدنيين، وعضو مدني بخلفية عسكرية، ومجلس وزراء تشكله قوى الحرية والتغيير، ويقوم المجلس بالمهام التشريعية لحين تشكيل المجلس التشريعي، ويرأس أحد العسكريين المجلس السيادي لمدة 18 شهرا، ثم يخلفه شخص مدني لإكمال المدة المتبقية من الفترة الانتقالية.
كما تم تفكيك نظام الرئيس عمر البشير، وإزالة تمكين حزب المؤتمر الوطني الذي حكم السودان لمدة 30 سنة.


 
قيس سعيد رئيساً سابعاً لتونس
شهدت تونس في العام 2019 الانتخابات التشريعية الرابعة عشر في تونس والثالثة بعد الثورة التونسية، وذلك يوم 6 أكتوبر، وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحصل كل من حركة النهضة، وحزب قلب تونس على المرتبة الأولى، مع تقدم حزب النهضة، وهو المكلف بتشكيل الحكومة.
كما شهدت تونس أيضا الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة في تونس والثانية بعد الثورة، لاختيار رئيس الجمهورية السابع في تاريخ البلاد، وفي الجولة الأولى تصدر المرشحان قيس سعيد، ونبيل القروي، وجرت جولة الإعادة يوم الأحد 13 أكتوبر، والتي أسفرت عن فوز قيس سعيد برئاسة الجمهورية بنسبة بلغت أكثر من 72 في المائة.


 
اتفاق أنقرة وحكومة السراج يشعل الصراع في شرق المتوسط
فيما كانت الأحداث الأبرز التي شهدتها ليبيا خلال عام 2019 هو توقيع حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، وتركيا اتفاقا حول ترسيم الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى اتفاق آخر حول التعاون الأمني والعسكري الموسع.
وتم توقيع الاتفاقيات الجديدة في اجتماع عقد في إسطنبول بين رجب طيب إردوغان، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، والتي تدعمها تركيا في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والذي يتخذ من بنغازي في شرق ليبيا مقرا له، ويسيطر على معظم حقول ومنشآت النفط الليبية، كما أعلن حفتر عن قطع كل العلاقات مع تركيا، وأن جميع الرحلات التجارية التركية أو السفن التي تحاول الوصول إلى ليبيا ستعامل على أنها معادية، فيما زودت أنقرة حكومة الوفاق بطائرات من دون طيار.
وقد أعلنت حكومات كل من اليونان وقبرص اليونانية ومصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي رفضها لاتفاق حكومة أنقرة وحكومة السراج، ما ينذر باشتعال الموقف في منطقة شرق المتوسط.
وشهدت ليبيا عدة محاولات للجيش الوطني الليبي للسيطرة على العاصمة طرابلس، ولا تزال رحي الحرب دائرة حتى الآن.


 
قايد صالح يوصل عبد المجيد تبون للرئاسة... ويرحل عن الدنيا
شهدت الجزائر احتجاجات متواصلة خلال عام 2019 أسفرت عن تنحي الرئيس عبد العزيز بو تفليقة عن حكم البلاد، واستمرت الاحتجاجات المطالبة بالتخلص من جميع رموز النظام القديم، إلا أن رئيس الأركان أحمد قايد صالح صمم على إجراء انتخابات رئاسية رغم وجود اعتراضات، وأسفرت هذه الانتخابات عن فوز عبد المجيد تبون بالرئاسة يوم 12 ديسمبر (كانون الأول)، خلال الجولة الأولى للانتخابات.
بعد تولي عبد المجيد تبون مقاليد الحكم في الجزائر أعلنت الرئاسة يوم 23 ديسمبر (كانون الأول) وفاة رئيس الأركان أحمد قايد صالح صباح الاثنين في أحد مستشفيات العاصمة الجزائرية بعد إصابته بنوبة قلبية. ويأتي موت صالح في الوقت الذي تستمر فيه الاحتجاجات المناهضة للحكومة.


 
 سوريا: انسحاب أميركي وتوغل تركي
فيما شهدت سوريا عددا من الأحداث خلال العام 2019 لكن كان أبرزها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب القوات الأميركية من سوريا، مع بقاء عدد من القوات لحماية حقول التفط في الشرق السوري.
كما شهدت سوريا الهجوم التركي على شمال سوريا في 9 أكتوبر 2019. والتي أطلقت عليها تركيا اسم «عملية نبع السلام»، وهي عملية عسكرية قامت بها القوات التركية والجماعات المسلحة المتحالفة معها ضد المناطق السورية الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية «قسد» ذات الغالبية الكردية، وتعرضت العملية العسكرية التركية لانتقادات واسعة من قبل أطراف دولية كثيرة ومن النظام السوري، إلا أن تركيا صممت على تنفيذ العملية حتى تحقيق أهدافها.


 
أسعار البنزين تشعل الاحتجاجات في إيران
شهدت إيران احتجاجات واسعة النطاق، نوفمبر الماضي، على خلفية قرار بزيادة أسعار البنزين بنسبة 300 في المائة، وذلك في 15 نوفمبر، ثم انطلقت الاحتجاجات إلى أرجاء إيران بما فيها العاصمة طهران، والمدن الكبرى لتغطي أكثر من 200 مدينة، ووصل عدد القتلى بين المتظاهرين في الأيام التالية إلى أكثر من ألف قتيل، وإصابة عشرات الآلاف، واعتقال أكثر من 7 آلاف متظاهر، كما قتل 3 أفراد من الأمن، وأحرق 731 فرعا بنكيا، و140 مبنى حكوميا.
 



 حرائق الأمازون ونوتردام.. وإجراءات عزل ترامب
كما شهدت الساحة الدولية عدة حوادث منها حريق كنيسة نوتردام دو باري في 15 أبريل 2019. ما أدى إلى سقوط سقف الكنيسة والبرج بالكامل.
وفي أغسطس اندلعت حرائق غابات الأمازون المطيرة في البرازيل والتي تعرف باسم رئة الأرض، وتنتج 20 في المائة من الأكسجين في واحدة من الحرائق التي تعد كارثة بيئية تهدد مستقبل الأرض.
فيما حصل الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) على أكثرية الأصوات اللازمة لإحالة الرئيس دونالد ترامب إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ بتهمتي استغلال النفوذ، وعرقلة عمل الكونغرس، ليصبح بذلك ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يطلق الكونغرس بحقه إجراء رسميا بعزله، حيث صوت 230 من النواب أغلبهم من الديمقراطيين لصالح توجيه التهمة لترامب، وصوت 197 نائبا ضد القرار، وما زالت الأحوال مفتوحة على كل الاحتمالات.
 

font change