مصر أصبحت بوابة الاستثمار في أفريقيا

رجل الصناعة المصري ورئيس اتحاد المستثمرين العرب محمد أبو العينين لـ«المجلة»:

مصر أصبحت بوابة الاستثمار في أفريقيا

* أفريقيا تمتلك ثروات طبيعية... وهناك تسابق بين قوى العالم السياسية والاقتصادية للتعاون مع أفريقيا
* مصر تغيرت بعد خطوات الإصلاح الاقتصادي... ويجب على رجال الصناعة والاستثمار المصريين غزو السوق الأفريقية
* القيادة السياسية المصرية تعي حجم التحديات بالمنطقة وتركز على بناء مصر الصناعية

 
القاهرة:أكد رجل الصناعة المصري محمد أبو العينين رئيس اتحاد المستثمرين العرب أن أفريقيا تمتلك ثروات طبيعية هائلة وتملك كل المقومات التي تجعلها تحقق التقدم والنمو والنهضة الشاملة لدولها وشعوبها، مؤكدا أن هناك تسابقا بين قوى العالم السياسية والاقتصادية للتعاون مع أفريقيا.
وأضاف رجل الصناعة المصري ورئيس اتحاد المستثمرين العرب خلال حواره لـ«المجلة» أنه يجب أن نحول كل تحدٍ بالقارة السمراء إلى فرصة استثمارية جديدة، مؤكدا أن كل التحديات هي فرصة استثمارية حقيقية ذات عائد ضخم وهذا يتطلب أمورا أخرى كمواجهة جرئية مع البيروقراطية وارتفاع تكاليف الاستثمار والإنتاج، والدخول في منظومة المنافسة والجودة العالمية مؤكدا أن مصر تولي اهتماما خاصا بأفريقيا، خاصة في ظل رئاستها للاتحاد الأفريقي.
وأوضح رئيس اتحاد المستثمرين العرب أن مصر تغيرت بعد خطوات الإصلاح الاقتصادي التي قامت بها، مؤكدا أن مصر أصبحت قبلة وبوابة للاستثمار في أفريقيا، موضحا أنها وضعت رؤى المستقبل لتحقيق تنمية كبيرة تليق بمكانتها مطالبا بضرورة الاهتمام بقطاع الصناعة الذي يعتبر أول قاطرة لتحقيق التنمية التي ظلت صامدة رغم ما عانته من تحديات بعد 2011 مطالبا رجال الصناعة والاستثمار المصريين بغزو السوق الأفريقية لزيادة حجم صادرات مصر إلى القارة السمراء وفتح أسواق جديدة هناك أمام المنتجات المصرية.
وإلى نص الحوار:
 
* في البداية كيف ترى مستقبل الصناعة والاستثمار في أفريقيا؟
- دعنا نتفق على أن أفريقيا تمتلك ثروات طبيعية هائلة وقوى العالم تتسابق للتعاون والاستثمار بالقارة فمستقبل الاستثمار في أفريقيا خلال الفترة المقبلة نظرا للثروات الطبيعية التي تتميز بها فأفريقيا تتحرك وتتغير وتتقدم وتدعو شركاءها لمستقبل مشرق يضيء القارة السمراء ويوفر الحياة الكريمة لشعوبها وأعتقد أن القادة الأفارقة قد عقدوا العزم على بناء أفريقيا الحديثة في إطار رؤية التنمية المستدامة 2063 والتي تحاكي النهضة التي حدثت في شرق آسيا، وتمثل رؤية تعظم القيمة المضافة لثروات أفريقيا البشرية والطبيعية، حيث تمتلك أفريقيا كل المقومات للتقدم والنمو وتحقيق نهضة شاملة لدول وشعوب القارة السمراء.
 
* وهل تعتقد أن يتزايد التسارع والتنافس على التعاون مع دول القارة السمراء خلال العام الجديد 2020؟
- بكل تأكيد هناك تسابق بين قوى العالم السياسية والاقتصادية للتعاون مع أفريقيا وأعتقد أن هذا الأمر يتزايد كل يوم، وتتزايد معه طموحات وآمال الشعوب، وتتعاظم معه فرص التجارة والاستثمار، وأن هذا التسابق يأتي لأن أفريقيا تمتلك ثروات ضخمة فهي ثاني أكبر قارات العالم مساحة أكثر من 30 مليون كم فهي أكبر من الصين والهند والولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان مجتمعة، كذلك فهي أكثر قارات العالم شبابا فإن 65 في المائة من سكانها في عمر الشباب فضلا عن أن أفريقيا تمتلك 500 تريليون قدم مكعب من احتياطي الغاز الطبيعي، و124 مليار برميل من البترول تنتج 12 في المائة من إنتاج العالم، و95 في المائة من احتياطي العالم من الماس، و90 في المائة من احتياطي البلاتين، و75 في المائة من احتياطي الذهب بالعالم، وكميات هائلة من اليورانيوم و450 مليون رأس ماشية، ومساحات كبيرة من الأراضي الزارعية غير المستغلة.
 
* وهل أفريقيا تستطيع تحقيق ثورة صناعية بمواردها فقط أم نحتاج إلى جهود أخرى؟
- بالتأكيد تستطيع بل أعتقد أن تصبح أفريقيا المركز الصناعي الكبير القادم في العالم فإذا كانت أفريقيا قد عانت في الماضي من عدم اللحاق بالثورات الصناعية السابقة، فإن التحدي الآن هو كيف نحول كل تحدٍ إلى فرصة استثمارية جديدة، فنقص البنية الأساسية هي فرصة للاستثمار فيها، ونقص الطاقة فرصة للاستثمار، والأراضي الزراعية غير المستغلة، والموقع الاستراتيجي للقارة، وتوفير الأمن الغذائي، واكتشاف الموارد الطبيعية واستغلالها جميعها تمثل فرص رائعة لم تستغل في القارة السمراء، فكل التحديات هي فرصة استثمارية حقيقية ذات عائد ضخم وهذا يتطلب أمورا أخرى كمواجهة جريئة مع البيروقراطية وارتفاع تكاليف الاستثمار والإنتاج، والدخول في منظومة المنافسة والجودة العالمية وغيرها، ونشر منظومة المناطق الاقتصادية الخاصة بقوانين وتشريعات محفزة لمواجهة البيروقراطية وجذب الاستثمار وتوطين الصناعة وإعداد الشباب الأفريقي للمستقبل والاهتمام بالمرأة الذي يعد أول الطريق لأفريقيا قوية، وأيضا تشجيع الاستثمار في البنية الأساسية والنقل والطاقة والموانئ البحرية بحوافز غير تقليدية للشركات المحلية والعالمية بما يخفض تكاليف الاستثمار والإنتاج والتجارة، ويدمج أفريقيا في الاقتصاد العالمي، ودخول أفريقيا الثورة الصناعية الرابعة القائمة على الريبوت والذكاء الصناعي وأن تصبح شريكا فاعلا فيها، وتنمية الزراعة في أفريقيا للتحول نحو التصنيع الزراعي، والاهتمام بالصناعات الصغيرة وربطها بالصناعات الكبيرة لزيادة التنافسية وخلق التخصص الإنتاجي.
 
* من وجهة نظرك ما أبرز التحديات التي واجهتها الدولة المصرية اقتصاديا منذ انطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادي؟
- مما لا شك فيه أن الدولة المصرية نفذت خطوات كثيرة في قضايا الإصلاح الاقتصادي والعمليات الإصلاحية القطاعية، وآن الأوان لآفاق وطموحات أشمل وأكبر بالمزيد من التشريعات والسياسات الجديدة التي تنقل مصر نقلة نوعية جديدة لدعم الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات الأجنبية، ولكن هناك الكثير من التحديات التي تحتاج المزيد من النظر والعمل كارتفاع منظومة تكاليف الاستثمار وارتفاع تكاليف الإنتاج، ومعدل الإنتاجية وأعتقد أن القيادة السياسية تعي تلك التحديات وتركز على بناء مصر الصناعية لتكون جزءا من الثورة الصناعية الرابعة، التي يتحدث عنها العالم من الجيل الرابع والخامس من الصناعة وأحب أن أوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية لنجاحهم خلال السنوات الماضية في تطبيق برنامج للإصلاح الاقتصادي لتهيئة مناخ الاستثمار، وتحفيز وجذب الاستثمار الأجنبي لمصر.
 
* كيف يمكن طمأنة المستثمرين العرب والأجانب بالعودة إلى مصر؟ وما الدور الذي يجب أن تقوم به الحكومة المصرية للاستثمار في أفريقيا؟
- مصر اليوم تنطلق إلى آفاق أوسع وطموحات، فالآمال الكبيرة تتحقق ويظهر هذا في كل الإشادات الدولية بما حققته مصر وهو ما يعكس سير مصر على الطريق الصحيح فمصر وضعت رؤى المستقبل لتحقيق تنمية كبيرة تليق بمكانتها لذا أطالب بضرورة الاهتمام بقطاع الصناعة الذي يعتبر أول قاطرة لتحقيق التنمية التي ظلت صامدة رغم ما عانته من تحديات بعد 2011 أما بخصوص أفريقيا فيجب علينا كرجال صناعة واستثمار وحكومة مصرية غزو السوق الأفريقية فلا يصح أن يكون حجم واردات مصر من القارة السمراء أكبر من الصادرات وعلينا جميعا أن نعمل على فتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية.
 
* باعتبارك أحد كبار رجال الصناعة العربية والأفريقية كيف يمكن خلق مناخ استثماري عربي وأفريقي جاذب ومتوازن في منطقة الشرق الأوسط؟
- دعني أقل لك إن مصر ممثلة في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تولي أفريقيا اهتماما كبيرا خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي حيث وضحت رؤية مصر في تعظيم القيمة المضافة لثروات أفريقيا البشرية والطبيعية حيث طرح الرئيس السيسي في أكثر من محفل خطة لربط أفريقيا وجعلها كيانا واحدا تتضمن عدة مشروعات عملاقة تعد مشروعات القرن، كممر التنمية القاهرة - كيب تاون للربط بين 10 دول أفريقية بما يسهل حركة نقل البضائع والأفراد ويدعم التنمية في أفريقيا، ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، ومشروع الربط الكهربائي بين أفريقيا وأوروبا، وإنشاء خط سكك حديد أفريقيا، فكل تلك المشروعات العملاقة سيكون لها أثر كبير على التنمية في أفريقيا وستساهم في خلق مناخ استثماري عربي وأفريقي متوازن وأدعو شركاءنا الدوليين للإسهام في تمويلها.
 
* تتولى رئاسة اتحاد المستثمرين العرب... ما الدور الذي يقوم به الاتحاد لتوجيه كبار رجال الصناعة والاقتصاد بفرص الاستثمار في مصر وأفريقيا؟
- طالبنا بتصدير منتجات صناعية من دولنا بعد تعظيم القيمة المضافة من خلال التصنيع الكامل وتطبيق برامج التصنيع وإدارة تتسم بالكفاءة وأحب أن أؤكد أن الاتحاد يعرف تماما الدور الحيوي الذي يقوم به مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وما خطط له لمستقبل يستغل فيه القدرات الكامنة للاقتصاد العربي، فضلا عن أن هناك مسؤوليات موزعة على كل الاتحادات النوعية المتخصصة في الوطن العربي، وأعتقد أنه آن الأوان لأن نبني لأمتنا كيانا قويا يندمج مع الثورة الصناعية الرابعة، ولن يحدث هذا إلا بحشد وتكامل الموارد العربية في إطار الاكتفاء الذاتي للأمن القومي الغذائي والمشروعات الحيوية.
 

font change