والدها الفقير فقد بصره... وباتت ثرية بصناعة عدسات لكل العالم

الصينية تشو كونفي

والدها الفقير فقد بصره... وباتت ثرية بصناعة عدسات لكل العالم


رسم: علي المندلاويّ

 
1- يُتم وخنزير وبطّ
- ولدت الطفلة تشو كونفي عام 1970 في بلدة زراعية بإقليم هونان في الصين الشعبية.
- فقدت تشو كونفي أمّها في سن الخامسة، أمّا والدها فقد تعرض لحادث عمل ذهب بعينيه، كما أفقده أحد أصابعه.
- إنها أصغر ثلاثة أطفال في الأسرة، واضطرتها الظروف إلى الانقطاع عن المدرسة الثانوية، والبحث عن عمل.
- وعملت تشو في مزرعة لتربية الخنازير والبط، ولكن طمحت إلى أن تواصل دراستها وتتعلم الإنجليزية!
 
2- دولار في اليوم… وزجاج الساعة
- ذهبت تشو للعيش في مدينة شنتشن (جنوب الصين) وحصلت على وظيفة في شركة صنع زجاج للساعات، بأجرة يومية مقدرة بدولار أميركي واحد.
- وسرعان ما بلغت في عملها إتقانًا جعلها ترتقي في الشركة، وأعطيت دورا قياديا… فقد تعلمت من صناعة الزجاج الكثير من الحرفيّة، وحسبت حساباتها، و…
- قررت تشو في سن الـ22 أن طموحها أكبر من أن تستمر كعاملة، أو ترتقي حتى إلى رئيسة قسم تابع للمعمل.
 
3- مغامرة الخروج من زجاجة الآخرين
- لم تتردد العاملة المتميزة تشو في تقديم استقالتها من مصنع الزجاج.
- وحاولت إدارة المصنع إغراءها بالترقيات، وترغيبها بالزيادة في الأجر.
- ولكن… روح تشو باتت مخطوفة بالحلم وخوض المغامرة الفردية. لقد تأكّدت أن الزجاج هو: عالمها، وموهبتها، وبحرها، ومجالها الحيوي.
- ولم يبق لها إلا… التخطيط لتنفيذ مشروع تشو الخاص بها وحدها… ولم يكن برنامجها غير المنافسة في الزجاج بإنتاج خاص في سوق لن تكفّ عن طلب المزيد.
 
4- الطموح الصلب في عالم هشّ
- لا بد لتشو من رأسمال للانطلاق في إنشاء مشروعها الخاص، فعوّلت على ما ادخرته من مال قليل، ومساعدة الأسرة، وحوّلت شقة السكن ذات الثلاث غرف إلى خلية نحل للعمل وشرعت في تصنيع زجاجات الساعات على مدى سنوات.
 
5- رحلة البحث عن الجودة
- لم يكن طموح تشو هو الإنتاج وحسب، فقد أدركت أنها أمام أسواق منافسة، وعملت على تطوير البضاعة المتداولة في سوق الشاشة الزجاجية... فبسّطت التقنيات المعقدة المستخدمة بهدف إنتاج زجاج ذي سُمْك قليل مع الحرص على الجودة العالية.
 
6- مكالمة العمر والقطع مع الفقر
- انطلقت تشو في مشروعها وحققت نجاحات، وذاع صيتها، فاتصل بها القائمون على شركة موتورولا للهواتف المحمولة، للبحث عن تحويل شاشة هواتف الشركة من البلاستيك إلى الزجاج، وذلك من أجل شاشة (ذات مقاومة أحسن وجودة أفضل).
- وصار التحدي لدى تشو هو: كسب الرهان في منافسة صعبة، وقد صرّحت: «كان التحدي الأكبر الذي واجهني هو التغلب على منافسي والحصول على عقد مع شركة موتورولا».
- وكانت المكالمة مع موتورولا أكثر من رحلة من البلاستيك إلى الزجاج، بل كانت رحلة الوداع النهائي لأرض الفقر والإقلاع نحو سماء المليارات.
 
7- التفاحة كانت هي المفتاح
- سوف تتلو قصة تشو كونفوي مع موتورولا خطوات أخرى للعبور النهائي نحو بوابة الثراء الخرافي بالمقياس الصيني فالعالمي، وقد بدأت على هذا النحو:
- حين أطلقت شركة آبل (Apple) هاتف آيفون (I Phone) بشاشة زجاجية تعمل باللمس، شكل هذا الحدث ثورة في سوق الهواتف المحمولة: كان ذلك في عام 2007.
- واختارت آبل شركة كونفوي (Lens Technology) كمورّد لها. ثمّ صار على الشركة المنافسة سامسونغ (Samsung) أن تتبارى مع آخر إبداعات التكنولوجيا...
- لقد اقتحمت تشو كونفي عالم الكبار بضراوة. وصرّحت: «في فترة النمو الاقتصادي السريع للصين، كانت البلاد مليئة بالفرص المتاحة لأصحاب المشاريع، بما في ذلك النساء».
 
8- دراجة الحلم وطيارة الواقع
- هذا العام: 2020. تبلغ تشو كونفي عامها الـخمسين، وهي تقود إمبراطورية من زجاج يلمسه الناس فتحصد كونفي أرباحًا هائلة مقدرة بالدولارات بما يرهق خيالها، (خاصة إذا تذكرت أنها كانت تشتغل براتب شهري لا يشبه إلا أضحوكة مقارنة بما هي عليه الآن).
- ولم تحلم في طفولتها. باقتناء دراجة عادية، فصارت تملك طائرة خاصة...
- ولوحات تشو كونفي الزجاجية تغنّي: «تجارتي مستقرة، وأرباحي مستمرة».
- وها هي تغرق أسواق العالم بهذا الزجاج الذي بدأ عملا سهلا وصار عملة صعبة.
 

font change